Quantcast
Channel: سينما –ساسة بوست
Viewing all articles
Browse latest Browse all 367

 سينما «المعزة»

$
0
0

إنْ كنت من متابعي السينمات العربية، فالسينما المصرية هي الأكثر انتشارًا في المنطقة والأقدم، حيث تعود بداياتها إلى العام 1907، وكان أول فيلم سينمائي تسجيلي صامت قصير عن زيارة الخديوي عباس حلمي الثاني إلى معهد المرسي أبو العباس بمدينة الإسكندرية، وبعدها أصبحت رائدة إلى وقت قريب جدًا.

وفي الآونة الأخيرة أصبحت السينما المصرية مستنقعا لغسيل الأموال، وتحولت إلى تجارة هابطة، حيث يستقطب المنتج راقصة ومن يسموهم بـنجوم المهرجانات الشعبية، ويقوم بإنتاج فيلم من أفلام الإسفاف التي تحتوي على الكثير من مشاهدة الإغراء والإيحاءات الجنسية والسفه العام.

سأتناول هنا أحد الأفلام من هذه النوعية، وهو فيلم (علي معزة وإبراهيم)، وهذا الفيلم فريد من نوعه كوميدي ومصنف فانتازيا مصري، حيث يسمع فيه البطل أصوات وهلاوس ويقع في غرام معزة بحجة أن روح خطيبته بداخلها، وهو فيلم غريب من نوعه فالمعزة تؤدي خلاله دور البطل ويساعدها في البطولة علي وإبراهيم.

محور الفيلم الرئيس يقوم على رابط خاص بين المعزة و(علي) يتوج بعلاقة حب غريبة من نوعها.. بصراحة هذا الأمر كون الفيلم من بطولة معزة، سبب لي ضيقًا كبيرًا، فأنا في يوم من الأيام كان حلمي أن أحصل على فرصة للتمثيل؛ لذا شعرت بالغيرة وأصابني الاكتئاب بسبب المعزة بطلة الفيلم، وتساءلت بيني وبين نفسي: هل ستحصل على أجرها حفنة من الشعير أم البرسيم؟!

بالطبع لا اعتراض حقيقي لدي أن يوكل مخرج الفيلم أحد الأدوار الرئيسة لحيوان، فكثير من الأفلام العالمية نجحت في تقديم الحيوانات في أدوار رئيسة وأسهمت في نجاح الفيلم، لكن هذا يتحقق فقط في حالة إضافة الحيوان، سواء معزة، كلب، قط، قرد … إلخ، للفيلم جاذبية وإثارة، ولكن أن يأتي بلا معنى ودون أن يخدم الخط الرئيس للفيلم مثلما حدث في فيلمنا هذا، فلا يسمى إلا سفهًا، ويبدو أن اختيار المعزة وأحداث الفيلم كاملة لم تضف أية فائدة، ولم يقدم الفيلم أية رسالة للمشاهدين، ولم تصل أبدًا أي مقاصد فنية أو جمالية من التي أرادها المخرج أو كاتب السيناريو، وكأنما القصد فقط هو تأليف أي شيء بهدف التهريج وخداع المشاهد ليس أكثر.

الأغرب من ذلك، والذي يدفعني مرة أخرى للتساؤل أن تصنيف هذا الفيلم على موقع الموسوعة الحرة ويكيبيديا «فيلم فانتازيا مصري»؛ فهل سينافس (علي معزة وإبراهيم) الفيلم الأمريكي (kong) على الأوسكار؟! وهل يقصدون فان وتازيا
أم فانتازيا؟!، أم أنهم لا يعرفون أصلًا معنى كلمة فانتازيا.

هل يحق لنا أن نطمح في طرح في فيلم مصري هادف قريبا في السينما؟ أو فيلم فانتازي حقيقي مثل kong، متى يتجه المنتجون العرب إلى صناعة أفلام تستلهم التاريخ والثقافة العربية مثلما يحدث في هوليود أو بوليود، أو ينتجون أفلامًا للتعريف بدينهم، حيث إن 70% من الأفلام السينمائية الأجنبية تهاجم الإسلام والمسلمين وتقدم الإسلام من وجهة نظر أعدائه، و50% من غير المسلمين يكرهون المسلمين دون أي سبب مقنع يدعوهم إلى ذلك، وفي رأيي أن ذلك يعود بشكل رئيس إلى الأفكار التي رسمتها لهم السينمات والإعلام، حيث يتم تقديم المسلمين في صورة مشوهة وغير حقيقية؛ مما دفعهم لكراهية الإسلام والمسلمين.

ومن النماذج الهادفة الكوميدية جدًا فيلم «صنع في مصر» بطولة الفنان أحمد حلمي فهو فيلم كوميدي خفيف يهدف لصناعة العرائس المصرية التي تم وقف صناعتها فترة طويلة، بالرغم من أننا كنا روادًا في هذا المجال، وأصبحنا نعتمد على الاستيراد من الصين في هذا النوع من العرائس الخشبية، لذا فإن فيلم صنع في مصر يعد نموذجًا هادفًا وناجحًا للكوميديا، بالمقارنة مع فيلم علي معزة وإبراهيم الذي لم يهدف لشيء، ولم يقدم للمشاهد شيئًا ناجحًا نفتخر به، سوى اسم فيلم جديد.

أخيرًا، الذي دفعني إلى كتابة هذا المقال هو حجم الخرافات التي تنتج في السينمات المصرية عن طريق أفلام ليس لها علاقة بالواقع ولا بالفن، أفلام تعري وقبح وأفلام سمسرة تزحم السينما دون تقديم شيء يستحق المشاهدة .. يا سادة، صناعة السينما المصرية بحاجة إلى مراجعة شاملة؛ حتى تستعيد موقعها الريادي بحق.

The post  سينما «المعزة» appeared first on ساسة بوست.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 367

Latest Images

Trending Articles



Latest Images

<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>