Quantcast
Channel: سينما –ساسة بوست
Viewing all articles
Browse latest Browse all 367

أن تكون جديرًا بالحياة.. نظرة عامة حول سلسلة أفلام SAW

$
0
0

كثيرًا ما تمر علينا لحظات نتدبر فيها أمر ما وهبنا الله به من نعمٍ في حياتنا.. كيف أننا رُزقنا تلك النعم بلا دراية منا عن كيفية ذلك ومتى حدوثه. ومع مرور الزمان ننسى تلك الهبات، ونألفها حتى تصبح أمرًا بديهيًا في أعماق تفكيرنا، لا نقف عليها تأملًا وعرفانًا للجميل، وعملًا بهذا العرفان، إلا عندما ننظر إلى غيرنا ممن نُزِعت منهم تلك النعمة، فننظر إليه نظرة إشفاق وألم ثم ننظر في أنفسنا نظرة تأنيب وعتاب ليتجدد فينا التساؤل من جديد عن إلف الإنسان للنعم.

لماذا يألف الإنسان النعم؟ لماذا لا يؤدي حقها عليه فلا يصرفها إلا في طاعة الواهب المنعم واقتفاء سبل رضاه؟ أليس ذلك هو عين نكران الجميل أن يستعمل المرء تلك الهبات في لم تُخلق له من سبل الشرور و مسالك الفجور؟ هل الإنسان بهذا النسيان، وهذا الإلف ثم هذا الجحود و العصيان، جديرٌ حقاً بهذه النعم كلها؟ هل نحن كبشر على ما يعترينا من آثام ومعاص وما اقترفناه من جرائم في حق أنفسنا، وفي حق هذه الأرض جديرون حقًا بالحياة عليها؟

فإذا دخلتَ عقل ذاك الذي فقد إحدى الهبات، وجدته يسائل نفسه في حسرة وندامة: لماذا دائمًا لا أشعر بعظم هذه النعم إلا حال فقدانها؟ لماذا أمارس هذا الفعل مرارًا وتكرارًا مع كل أمر جميل أفقده في حياتي؟

في غمار هذه المعاني و ما يدور حولها يجول حديثنا في مقالتنا عن سلسلة أفلام SAW من بطولة توبن بِل في دور جون كرامر أو جيكسو كما يُطلق عليه في السلسلة. والحديث هنا عن معنى الامتنان واستحقاق الحياة.

ولا تعنى المقالة بإيراد نظرة تحليلة معينة بقدر ما تعني بالإلمام الفكرة الرئيسية التي بنيت عليها السلسلة في 7 أجزاء كاملة جمعت ما جمعت من التفاصيل المتشابكة والمشاهد السريعة والقصص المختلفة تبعًا لكل جزء، وهذا لكى يتيسر على من سيشاهد السلسلة مجددًا يومًا ما أن يشاهدها من منظور جون نفسه بعيدًا عن عادة المشاهدين لهذه السلسلة في إبداء مشاعر الاشمئزاز بسبب الدموية الشديدة التي تُعرف بها هذه السلسلة.

المصيبتان

جون هو مهندس مدني صاحب شركة رائدة ومالٍ وفير. و هو صاحب شخصية هادئة و طيبة، يتمتع بحياة هانئة وأمانٍ اجتماعي، خاصة بعد زواجه من دكتورة مجتهدة في علاج مدمني المخدرات وإعادة تأهيلهم.

وفي يوم ما حدث ما قلب حياة جون رأسًا على عقب.. ينتظر جون زوجته خارج عيادتها ليقلّها، وكانت في آخر فترات حملها آنئذ. وبينما هو بانتظارها إذا بأحد مرضاها المدمنين يقتحم العيادة ويهددها، ثم يدخل سريعًا ليتمكن من سرقة ما يستطيع سرقته، ويهرب طارحًا بالباب وراءه، وهي واقفة خلفه، فتصطدم بالباب بشدة، وينزل الدم منها، ويكون موت الجنين هو نهاية ذلك المشهد العبثي بهذه البساطة.

بعدها وفي ظل هذه الأجواء الكئيبة يذهب جون إلى أحد الأطباء المشهورين ليكشف عن حالته الصحية، فإذا به يفاجأ بإصابته بالسرطان، ويبلّغه الطبيب ببرود شديد أن أمامه وقتًا محدودًا له في حياته قبل أن يموت.

يغرق جون في أجواءٍ عدميةٍ شديدة تدفعه للانتحار، ولكن يفشل في ذلك. وبعدها تتكون مرحلة جديدة تمامًا في حياة جون.. يتغير جون تمامًا بعد هاتين الحادثتين، وتكون هاتان المصيبتان هما الدافع عند جون للخوض في رحلة تأملات طويلة حول طبيعة النفس البشرية في تعاملها مع النعمة ومدى تقديرها لهذه الهبة حال امتلاك الإنسان لها وحال فقدانه إياها ومدى شعوره بالامتنان لامتلاكه تلك النعمة دون غيره، ومدى جدارته واستحقاقه للحياة من الأساس.

حادثة سقوط الجنين، ثم إصابته بالسرطان، جعلتاه ينظر للحياة من منظور مغاير تمامًا عما سبق؛ فلأنه يدرك أنه سيموت قريبًا، أصبح جون يُقَدِّر كل شيء يفعله مهما كان صغر حجمه وبساطته.. كل كوب مياه يشربه .. كل نَفَس يدخل ويخرج من رئتيه .. كل حركة وكل سكنة في حياته.

نهاية الرحلة .. The Game

ونتيجة لهذه التأملات وما تبعها من تحولات جذرية في تفكير جون، كان ينظر إلى الناس والمفسدين تحديدًا من هذا المنظور. كان يشعر بالدهشة جراء أفعالهم الشنيعة على تنوعها، كيف لا يكون هؤلاء المجرمين ممتنين على كونهم أصحاء معافين درجة أن يستهلكوا حياتهم بهذا الشكل؛ فيفسدوها إما بتعاطٍ للمخدرات أو بهدف السرقة أو أعمال البلطجة أو الرذيلة أو إزهاق الأرواح أو غيرها من مسالك الفساد؟! هل هذا جزاء الشعور بالامتنان حقًا؟! هل هم بأفعالهم هذه جديرون بالحياة أصلًا؟! لماذا يتعامل الناس مع حياتهم بهذه التلقائية؟ لماذا لا يقدّرون النعمة في كل عمل صغير يقومون به بينما يتمناها غيرهم وهم عاجزون عنها؟! ولماذا لا يدرك الناس قيمة صغائر أفعالهم على بساطتها، إلا عندما يعجزون عنها بسبب المرض والقعود؟ لماذا يتشبث المرء بحياته في لحظات المهالك فقط، بينما كان يمتهنها قبل ذلك في الوقوع في الرذائل والمفاسد حال صحته ويسر حاله؟

وبعد هذه التساؤلات الكثيرة يصل جون إلى منتهى تلك الرحلة المضنية، ويضع لنفسه حقيقة مسلَّمة عنده ليبني عليها جميع أفعاله بعد ذلك، وقد ضّمنها في مقولةٍ كانت نواة توجهات شخصية جيسكو بعد ذلك .. مقولة بسيطة في تركيبها، ولكنها ثقيلة في معناها:

Those who don’t appreciate life do not deserve
life

من خلال هذه العبارة الحاسمة يسعى جون إلى هدف كبير، وهو إصلاح الناس، أو ما يسميه بعملية التأهيل، وإصلاح الناس – في نظره – يهدف إلى دفع الناس دفعًا إلى تقدير حيواتهم بكل تفاصيلها. وهذا يتحقق من خلال هذه الفكرة المجنونة التي صاغها في شكل لعبة شديدة الخطورة (The Game).

لعبة يضم فيها ضعاف النفوس وأصحاب الأهواء والمفاسد من الناس. يستيقظ الواحد منهم ليسمع قوانين اللعبة المحبوكة تفاصيلها بحنكة عالية جدًا. هذا الشخص له وقت صارم محدد يحقق في أهداف هذه اللعبة .. يُسمِعه جون قوانين هذه اللعبة، ويخبره بالوقت المسموح، ثم يترك له حرية الاختيار بين خيارين لا ثالث لهما:

“Live or Die…Make Your Choice“

إما هي موتة شنيعة أو نجاة مكلفة جدًا تتدمر على إثرها نفسية الفائز لفترة ليست بالقصيرة في حياته (الجديدة)، أو ربما يفقد أحد أعضائه قربانًا لأجل حياته .. ولكنها نجاة يضمن منها جون أنه سوف يصبح مواطنًا صالحًا في مجتمعه، وأنه لن يفكر بأية حال في العودة إلى أفعاله الدنيئة، وأنه سيقدّر كل ثانية يعيشها بعد هذه اللعبة.

هي مدرسة لإعادة التأهيل كما يراها جون في صورة لعبة ينضم إليها المفسدون لإعادة ميلادهم من جديد في صورة أفراد صالحين، و لكن مع الأسف أغلب من يشارك في هذه اللعبة طوال السلسلة يكون مصيرهم الهلاك؛ لأنهم – في نظر جون – لا يستحقون الحياة.

تمثل اللعبة بالنسبة للمشاركين أصعب اختبار يخوضونه في حياتهم. هو اختبار على أحقيتهم للحياة؛ فإما فوز وميلاد جديد للناجي، وإما خسارة فادحة تؤدي بالخاسر إلى موت حتمي بأبشع طريقة لم تخطر على باله يومًا. فيها يتعرض اللاعب إلى أصعب الضغوط النفسية وأشد الظروف قساوة.

وفي ظل هذا الحال البائس، عليه الاختيار بين السير وفق قوانين اللعبة، والتي تقتضي دائمًا أن يضحي بشيء غالٍ، مثل عضو من أعضائه (عينه – رجله – يده…) أو أن يقوم بأفعال محددة تدمر نفسيته تمامًا، وبين أن يشعر بنباهة في نفسه ويحاول أن يتذاكى ويتحايل على قوانين اللعبة وصاحبها في سبيل إنجازها بأقل الخسائر، فإن اختار الخيار الأخير، فهو ميت بلا شك؛ إذ تجد جون في هذه اللعبة يتوقع جميع السيناريوهات، ويضع لكل شيء حسابه بذكاء منقطع النظير.

يموت صاحبنا المتذاكي؛ لأنه لم يقبل قواعد اللعبة، والتي تشترط شرطًا جازمًا أن يدفع اللاعب تكلفة الفوز فيها عن طريق تضحية كبيرة موازية لميلاده من جديد، وذلك ﻷنه لو ضحّي بهذا التضحيات؛ فهذا يعني أنه قد وضع نفسه في أسوأ الظروف في سبيل النجاة بحياته، وبالتالي فهو يستحق الحياة، وأنه إذا كان يستعمل هذا الجسد الهزيل في المفاسد وجلب الضرر للناس قبل ذلك، فإنه على إثر هذه اللعبة القاسية، سوف يشعر بكل عمل صغير يقوم به، وسيشعر بـ(الامتنان) الدائم على أن كُتب له عمر جديد. وبهذا تكون اللعبة قد حققت غرضها فقط عندما يكونون (هم) لديهم الأهلية والجاهزية لإنقاذ حياتهم الثمينة.

في هذه اللعبة (هم) فقط من عليهم إنقاذ حياتهم دون مساعدة من غيرهم. وهذا ما وصل إليه جون في مشهد تحسّر زوجته، وهي تعبر عن حزنها تجاة ذلك المدمن الذي تسبب في وفاة جنينه، وتخبره بأسى أنها لم ترد سوى مساعدتهم (تقصد المدمنين)؛ فيرد عليها جون في حسم وهدوء: لا تستطيعين مساعدتهم، هم عليهم أن يساعدوا أنفسهم.

ويتكرر الموقف بعد ذلك عندما يذهب جون إلى عيادته ليخبرها بخلاصة قناعاته، ويحدثها عن فشل طريقتها التقليدية في إعادة تأهيل المدمنين، وأنه قد وصل إلى طريقة أكثر جدوى وفاعلية لهؤلاء المدمنين الذين يهينون حياتهم الثمينة، وهذه الطريقة هي (اللعبة) The Game .. ثم يشرح لها في النهاية فكرة هذه اللعبة في إصلاح هؤلاء الناس في عبارة تمثل القاعدة الأساسية التي بُنيت عليها هذه اللعبة: عندما تشاهدين الموت عن قرب .. بعدها ستعرفين مقدار الحياة.

ومن جانب آخر تمثل هذه اللعبة بالنسبة لجون محاكاةً لحياته من بداية إصابته بالسرطان حتى لحظة مماته. فهو يضع اللاعب في نفس ظروفه ليتشاركوا سويًا في معرفتهم موعد موتهم، ومدى إحساسهم بتفاصيل الحياة في هذه الفترة التي يقضيها اللاعب في اللعبة وأهوالها، ويقضيها جون في مشاهدة وملاحظة ردود أفعاله، لكن الفرق بينهما أن اللاعب بمقدوره النجاة، وإن كان احتمال ذلك ضعيفًا، وإذا نجا فهذا الإحساس والشعور سيبقى ثابتًا معه على الدوام، بينما جون لا يستطيع الفكاك من لعبته المفروضة عليه؛ إذ لا مفر من مصير السرطان في النهاية. لهذا كانت رسالة جون في حياته قبل موته هي أن ينشر ذلك الشعور، وذلك التعامل مع الحياة وتفاصيلها في ضوء هذه العقلية لأكبر عدد ممكن من المجرمين وأصحاب المفاسد في المجتمع.

وكما أنها تمثل محاكاة لحياته، فمن ناحية أخرى كانت في نظره معمل تجارب كبير يختبر فيه اللاعبين، ويحاول من خلال متابعتهم سبر أغوار نفوسهم، ويسعى للغوص داخل أعماق النفس البشرية، وينظر في مدى تقلب حالها قبل اللعبة وبعد الدخول فيها، ويتعجب جون لهذه التقلبات ومدى تغير نظرتهم لحياتهم عندما يكونون داخل اللعبة. يظهر ذلك جليًا في مشهد حديثه أمام الضابط ماثيو، والذي كان في كرب عظيم، وهو يتابع ابنه في اللعبة مع غيره من المجرمين والفاسدين وهو الذي يقصر في دوره كضابط؛ فيتستر على الجرائم لحفنة من المال، والذي يقصر في دورة كأب؛ فيقصر مع ابنه دائمًا ويعامله بشكل سيئ.

في ذلك المشهد يسأله جون وهو على هذه الحالة: لِمَ تفعل ذلك فقط عندما تكون الحياة على المحك؟! ليخبره في النهاية أن هدفه من هذه اللعبة هو اختبار بنية الطبيعة البشرية في حوار هو الأجمل والأروع في السلسلة كلها، والأكثر توصيفًا لحال جون، وما توصل إليه من أفكار. (يمكنك مشاهدة الحوار من خلال هذا الرابط).

مصلح أم قاتل 

بالرغم مما تواجَه به تلك الطريقة في الإصلاح من هجوم شديد من قبل الإعلام والشرطة ونظرتهم العامة لجون كقاتل ومتعطش لإراقة الدماء بأبشع الطرق وأكثرها ابتكارًا، إلا أنّ الحقيقة كانت لها شكلًا آخر على لسان د.جوردون – وهو من اوائل المشاركين في اللعبة ومن الناجين منها – في الحقيقة هو ليس قاتلًا حقًا، لم يقتل أحدًا أبدًا، إنه يجد طرقًا لضحاياه كي يقتلوا أنفسهم، أو كما قال جون عن نفسه في حواره المثير مع الضابط ماثيو: أنا لم أقتل أحدًا مطلقًا في حياتي، القرار راجع لهم! .. وهذه هي النظرية التي يتبنّاها جون وخلفاؤه من بعده طوال السلسلة بأجزائها السبعة، إذ إنك لو مت فهذا مما اقترفته يداك من مفاسد في حياتك أثرت على حياة الكثير من المظلومين، وأنه لسبب عدم جرأتك على تخطي الاختبار وتحمّل كلفة الاختيار بالتضحية الغالية في سبيل استحقاق الحياة .. بينما لو فزت ونجوت على حساب حالتك النفسية المدمرة لفترة طويلة؛ فإنك ستحظى بجدارة بمقولة جيكسو: مبروك، أنتِ ما زلت حية .. أكثر الناس ليسو ممتنين لكونهم أحياء، لكن أنتِ لستِ منهم بعد الآن. وهي العبارة التي قالها لأماندا؛ بعدما فازت ونجت من عاقبة تهشيم رأسها؛ لأنها اتبعت قواعد لعبتها، وقامت بتقطيع بطن حبيبها، وأخذت تبحث عن مفتاح نجاتها بين أحشائه!

ونتيجة لهذا العلاج تظهر أماندا في تحقيق أجرته الشرطة على خلفية اقتفاء آثار جيكسو من خلال التحقيق مع ضحاياه، ويسألها المحقق عن إذا كانت ممتنة لهذا الرجل؛ فترد عليه بقولها: لقد ساعدني! .. إذ كانت أماندا سابقًا فتاة مدمنة للمخدرات، وكانت مشاركة مع ذلك المدمن في السطو على عيادة زوجته، والتي مات طفله على إثرها.

وبهذا تم إعادة تأهيل أماندا وتصبح أماندا بعد ذلك من أشد المخلصين لجون ولفكرته، وصاحبة دور كبير وفعال في تطبيق هذه اللعبة، لدرجة أن تشارك بنفسها في لعبة أخرى؛ لتواجه ما فيها من مشاق وأهوال مع المشاركين الأصليين؛ لتمدهم بمعطيات واعتبارات معينة تساهم في إكمالهم للعبة حتى النهاية لتكتشف في النهاية أن “أماندا” كانت صاحبة هذه اللعبة من البداية، وأنها كانت تجربتها الأولى لتثبت بها لجون أنها خير خلف له بعد مماته.

ولا زال الاختلاف قائمًا بين مشاهدي السلسلة في حسم أمرهم تجاه جون، فبين من يقول إنه قاتل، و آخر يراه مصلحًا، ولعلك بعد هذا المقال تفهمت أفكار جون، ورسالته بعض الشيء، ولكن على الأقل لا يختلف اثنان على مدى الجنون الذي صيغت به هذه الشخصية، وإن بدت حكيمةً في أقوالها هادئةً في ردود أفعالها يغلب عليها الفتور والبرود، بيد أنها مجرد مظاهر تخفي في داخلها مدى الجنون في أعماق هذه الشخصية بما يدفعها لابتكار هذه الألعاب المجنونة بهدف تحقيق رسالة الإصلاح وإعادة التأهيل كما يقول.

The post أن تكون جديرًا بالحياة.. نظرة عامة حول سلسلة أفلام SAW appeared first on ساسة بوست.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 367

Latest Images

Trending Articles



Latest Images

<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>