القاتل والسارق والنصاب والخائن.. هؤلاء أشهر الأشخاص الذين نجدهم في أفلام الجريمة العالمية، والذين عادة ما يظهرون أبطالًا، يبدأ الجمهور في عشق أدوارهم والتعاطف معهم. ربما السينما وحدها هي القادرة على تحويل المجرم إلى بطل، وبدلًا عن أن نكره مرتكبي الجرائم في الأفلام، كما نفعل في الحقيقة، نلاحظ أننا نتعاطف معهم ونتمنى لهم الفوز في نهاية الفيلم.
منذ بداية السينما، كان هناك سحر خاص يتعلق بالعالم السيئ أو المظلم من المجتمع، من المحتالين الصغيرين إلى الإمبراطوريات الإجرامية الدولية، كانت هذه النماذج حاضرة دائمة على الشاشات لعقود لتمنحنا سحرًا مع العنصر الإجرامي.
ولكن ما الذي يجعل فيلم الجريمة عظيم حقًا؟ كما هو الحال مع أي نوع آخر، يجب أن يكون لديها أبطال مميزون، سواء كانوا صالحين أم أشرارًا. أيضًا الجريمة نفسها بها شيء مميز يسلب عقول الكثير من المشاهدين. إذا تحدث الفيلم عن سرقة هاتف أيفون، فأنت لن تهتم به على الإطلاق، لكن لو كان هذا الهاتف يحتوي على رموز إطلاق القنابل النووية، هنا أنت تملك فيلمًا عن الجريمة، له حبكة درامية مميزة، ووقتها لن تهتم بموضوع أن هذا الهاتف وصل للبطل من خلال سرقته.
هذه مجموعة من أفضل أفلام الجريمة التي تميزت بتعلق المشاهدين بالبطل الشرير أو تعاطفهم مع المجرم.
THE GODFATHER PARTS.. الصورة الأخرى للمافيا
من منا لم يقع ضحية لعشق ثلاثية الأفلام الشهيرة «العراب» بأجزائها الثلاثة. ما لا يعرفه البعض أن القصص الأصلية لهذه الأفلام كانت أكثر سطحية، وأقل تعقيدًا، لكن الحبكة الدرامية واللمسة السينمائية منحت القصة بعدًا مدهشًا، خصوًصا كيف يتحول أحد أبطال الجيش إلى قائد أهم عائلات المافيا الأمريكية، وأحد أدهى أفرادها.
العراب ليس مجرد أعظم أفلام الجريمة في كل العصور، بل هو ربما أروع الأفلام التي مرت في تاريخ السينما كلها بشكل عام. الاهتمام بالتفاصيل، والأداء المثالي لمارلون براندو، وآل باتشينو، وديان كيتون، وروبرت دينيرو، من بين العديد من الآخرين، كلها جعلتنا نحب هذه الأسرة الإجرامية، بالرغم من أفعالها الفظيعة.
ارتفاع مايكل كورليوني، وانتقاله من العصابات إلى رجل أعمال شرعي، ثم مرحلة السقوط، تجعلك تعيش وسط عالم هؤلاء فعليًا، بالإضافة إلى عظمة المشهد الافتتاحي، الزفاف، ومشهد توتر أول عملية قتل لمايكل، حتى صدمة اغتيال سوني، كلها مشاهد جعلت الفيلم أسطوري.
Goodfellas.. قابلية الإنسان للجريمة
عددُ قليل من المخرجين يمكنهم أن يدّعوا أنهم قادرون على إتقان دراما الجريمة، لكن المخرج سكورسيزي فعل ذلك بطريقة فريدة من نوعها لا يمكن إلا لقلة أن تقوم بها. بعد سلسلة أفلام العراب، كان من غير المعقول أن تتواجد دراما جريمة أخرى يمكن أن تدخل الوعي الجماعي للمشاهدين، ويصبح أداة للاقتباس بين الناس. «غودفيلاس» هو الفيلم الذي فعل هذا كله. يحكي الفيلم قصة المجرم الحقيقي هنري هيل (راي ليوتا) وهو يتحول من طفل مقنع إلى لاعب رئيس في صعود وسقوط عائلة ليشيز الإجرامية.
الممثل الكبير دينيرو منحنا واحدًا من أفضل العروض التي قدمها من حياته المهنية، والذي أظهر لنا جانبًا مختلفًا للمافيا الإيطالية أكثر مما فعله العراب الجزء الثاني. وعلى عكس العراب، الذي يأخذ نظرة أسطورية أكثر بكثير للمافيا، «غودفيلاس» ينظر في قابلية الإنسان للجريمة المنظمة، وكيف أن السقوط من النادر أن يكون ممكنًا دون سبب.
Double Indemnity.. لمحة مميزة من سينما الأبيض والأسود
هل يمكن أن يحمل فيلم قديم أبيض وأسود من الأربعينيات حول التأمين على الحياة بعدًا ترفيهيًا للجمهور الحديث؟ هذا يمكن أن يحدث بالفعل. مع أسطورة السينما بيلي وايلدر، الذي كتب السيناريو بنفسه ومع مساعدة المؤلف ريموند تشاندلر، يعتبر فيلم «تعويض مزدوج» واحدًا من أفضل أفلام الجريمة.
يحكي هذا الفيلم قصة ممثل التأمين والتر نيف (فريد ماكموري) الذي يسقط في شباك موكلته فيليس ديتريشسون (باربرا ستانويك)، ويبدآن في التخطيط لقتل زوجها من أجل جمع أموال التأمين. وبالفعل يتمكن نيف من قتل الزوج بمساعدتها، ويجعل الحادثة تبدو كما لو أنه هلك على متن القطار عن طريق سقوطة للخلف، بينما كان يدخن سيجارة.
يمكن القول إنه أروع فيلم من أفلام جرائم القتل، يعرض الفيلم جانبًا من الموضوعات القصصية التي كان نادرًا ما ينظر إليها من قبل. فكرة خيانة الزوجة وانحرافاتها المزاجية، والموضوعات النفسانية الجنسية الواسعة، وحتى القصص غير المعلنة التي يفهمها ويقرأها الجمهور من بين السطور، كلها تميزت بالحبكة الدرامية الجيدة، لدرجة أنك تقرأ المشاعر من خلال عيون المجرم نفسه.
Ocean’s Eleven.. سرقة الملايين واستعادة الحب الضائع
داني أوشن (جورج كلوني) يخرج حديثًا من السجن ليقابل صديقه القديم ورفيقه بعمليات السرقة راستي ريان (براد بيت)، ليعرض عليه مشاركته في عملية سرقة جديدة التي خطط لها خلال تواجده خلف القضبان، سرقة أحد أكبر كازينوهات القمار في مدينة لاس فيغاس الأمريكية.
ومن اجل إتمام المهمة كان على الصديقين إكمال الاستعانة بأفراد آخرين وصل عددهم إلى 11 شخص في النهاية. ومن أجل الحبكة الدرامية، فإن صاحب الكازينو هو صديق لحبيبة أوشن السابقة (جوليا روبرتس) المستاءة من حبيبها السابق بسبب أعمال السرقة الدائمة.
عملية السرقة نجحت، لكن الأجمل هو أن خطة السرقة شملت أيضًا خطة فرعية لإقناع جوليا روبرتس بترك صديقها والعودة إلى حبيبها السابق. طوال الفيلم تشعر بالتعاطف مع هذا الفريق رغم أنه فريق من المجرمين لا أكثر ولا أقل.
The Italian Job.. الأصدقاء اللصوص
بعد أن تمكن الفريق من سرقة أحد البنوك في مدينة البندقية الإيطالية والحصول على سبائك ذهبية تقدر بالملايين، يخون ستيف (إدوارد نورتون) شركائه كي يحصل على الغنيمة كلها لوحده، ويحاول قتل بقية أفراد العصابة، لكن الخيانة تتسبب في مقتل سافكراكر جون بريدجر (دونالد ساذرلاند) فقط.
أما بقية الفريق، بما في ذلك الزعيم تشارلي كروكر (مارك ولبرغ) والسائق هاندزوم روب (جيسون ستاثام) ورجل المتفجرات (موس ديف) والمهووس بالتكنولوجيا لايل (سيث غرين)، فتعهدوا جميعًا بالانتقام. ومن أجل هذا كانوا بحاجة إلى خبير في فتح الخزائن يحل محل القتيل، فيقومون بالاستعانة بابنته بريدجر ستيلا (تشارليز ثيرون)، ويقومون بوضع الخطة لاستعادة الذهب من قصر ستيف في لوس انجلوس.
هذا الفيلم يجعلك تسلم بأن فريق الانتقام هذا هم الأخيار، وستيف فقط هو الشرير، ناسيًا أو متناسيًا أنهم جميعًا مجموعة من اللصوص، وأموالهم هذه مسروقة.
Pulp Fiction.. حكايات متفرقة تجمعها الجريمة
حياة اثنين من الرجال الغوغائيين، وملاكم، وزوجة رجل عصابات، وزوج من رجال العصابات تتشابك حياتهم في أربع حكايات من العنف والفداء. جولز وينفيلد (صموئيل ل. جاكسون) وفنسنت فيغا (جون ترافولتا) اثنين من القتلة المأجورين الذين يحاولون استرداد حقيبة مسروقة من صاحب العمل، زعيم العصابة مارسيلوس والاس (فينغ رامس).
كما طلب والاس من فنسنت أن يأخذ زوجته ميا (أوما ثورمان) للخارج لبضعة أيام عندما يكون والاس نفسه خارج المدينة. بوتش كوليدج (بروس ويليس) هو الملاكم الذي يتعرض للشيخوخة تدريجًيا والذي يدفعه والاس لخسارة معركته. إن حياة هؤلاء الأشخاص الذين لا يبدو أن لهم علاقة ببعضهم البعض هي منسوجة معًا ومتألفة من سلسلة من الحوادث المضحكة والغريبة.
طبيعة هذا الفيلم وقصته الفكاهية تجعلك تحب هؤلاء الأشخاص وتتعاطف وتتفاعل معهم، بالرغم من أن فيهم مجرمين.
The Dark Knight.. عندما يصبح المجرم خبير نفسي
عندما يظهر الخطر المعروف باسم «الجوكر» صاحب الماضي الغامض، والشخصية الفريدة، ويقول إنه سيعيث الفوضى في شعب مدينة غوثام، فلابد لفارس الظلام أن يقبل واحدة من أكبر الاختبارات النفسية والجسدية لقدرته على محاربة الظلام. الملازم جيمس جوردون، والمحامي العام الجديد في المدينة هارفي دنت، يبدآن بنجاح في التخلص وإلقاء القبض على المجرمين الذين تعاني منهم مدينة غوثام، حتى يظهر الجوكر، الغامض والسادي والعقل المدبر الجنائي المعروف ليخلق موجة جديدة من الفوضى.
يناضل باتمان ضد الجوكر الذي يتميز بشخصيته العميقة ولعبه على مواطن الضعف البشري، مما يضع باتمان والملازم والمحامي في اختبارات نفسية عميقة وقوية أمام أنفسهم. قد تبدو القصة عادية، خصوصًا مع انتشار الخير في النهاية، لكن الكثير من المتابعين أعجبتهم شخصية الجوكر وطريقة تفكيره وشخصيته العميقة المظلمة حتى أصبح هو النجم الأبرز للفيلم وليس باتمان. كما شهد الفيلم معضلة أخرى عندما تحول المحامي العام إلى شخص شرير يقوم بالانتقام بيده، دون أي قوانين، معتمدًا فقط على لعبة ملك أو كتابة لإحدى العملات المعدنية.
The post عندما يصبح المجرم بطلًا.. 7 من أفضل أفلام الجريمة في التاريخ appeared first on ساسة بوست.