مع أنَّ الجريمة من أكثر الأنشطة البشرية نشرًا للشر، إلا أنها دائمًا ما تكون حَافزًا لعدة نواحٍ أخرى، قَد نستفيد منها بشكل أو بآخر. قد ترى أن ذلك مستحيل، ولكن الجرائم التي يَرتكبها البشر تُصبح بعد ارتكابها مَادةً ثريةً لعدة نواحٍ مفيدة للإنسان. منها: إثراء مواد علوم الجريمة، والبَحث الجِنائي، أو في الدراسات المُجتمعية للحَدّ من السُلوكيات السَلبية مثلًا، وفي حَالة أُخرى: الإلهام الأدبي. فرع أدب الجريمة -الذي تطورت منه فيما بعد سينما الجريمة– هو واحد من أكثر فئات الأدب شعبيةً، وانتشارًا حَول العالم في أغلب الثقافات، وتقريبًا بكل اللغات المكتوبة، والمقروءة. يَرصدُ لكَ هذا التقرير 7 من أشهر الأعمال الأدبية والسينمائية التي بُنيت على جرائم حَدثت بالفعل.
The Great Gatsby
يعتبر الكثير من النقاد أن رواية الأديب الأمريكي «ف. سكوت فيتزجيرالد»، والتي نُشرت في منتصف العشرينيات –وظهرت على شاشة السينما عام 2013- هي واحدة من روائع الأدب الأمريكي، والعالمي أيضًا. الرواية تتناول سِيرة «چاي جاتسبي» الفتى الفقير الذي تَربَّى في مَزْرعة مُتواضعة بولاية «نورث كارولينا»؛ والذي صَار فيما بَعد رَجل أعمال لعوبًا، ثريًّا، ذا نفوذ واسع، والكثير من الشُبهات حوله.
في الواقع استلهم «فيتزجيرالد» تِلك الشَخصية من حياة، وممات مُقامر ورجُل عِصابات شَهير وهو «أرنولد روثشتاين»، والذي أُطلق عَليه النار، ومَات أثناء لعب القمار بفُندق شَهير بحي منهاتن في ولاية «نيويورك»، والذي كان له دور كبير في فضائح، وفساد الدوري الوطني للبيسبول بالولايات المُتحدة في العشرينيات.
تعرف إلى المزيد عن الرواية من موقع Goodreads من هنا.
رابط الفيلم المأخوذة قصته من الرواية على موقعIMDB هنا.
An American Tragedy
رواية كلاسيكية أخرى من الأدب الأمريكي من تأليف «ثيودور دريزرو»، وصدرت أيضًا في منتصف العشرينيات، وتشابهت أحداثها مع الرواية السابقة. الرواية تتبع سيرة «كلايد جريفث» الابن الوحيد لأب مُبشر مسيحي متشدد، والذي يقع في غوايات المدينة الكبرى، وسرعان ما يصنع ثروة يبددها على الخمور، والعاهرات، ثم تتهاوى حياته المنحرفة بعد أن يقرر قتل صديقته التي تحمل طفله من أجل سيدة أخرى ثرية.
استلهم المؤلف القصة من أحداث شخصية لرجل أعمال، وصاحب مَصنع للملابس له ذات النمط الحياتي المُنحرف يدعى «تشيستر چيليت»، والذي ارتكب جريمة بشعة بقتل خَليلته، وابنهما الرضيع البَالغ مِن العُمر أربعة أشهر.
تعرف إلى المزيد عن الرواية من موقع Goodreads من هنا.
The High Window
رواية مثيرة من تأليف الكاتب الشهير «ريموند تشاندلر»، نُشرت عام 1942. الرواية هي واحدة من روايات المغامرة، والتي يكون بطلها هو المحقق «فيليب مارلو» الذي ابتكره المؤلف على غرار «هولمز» البريطاني. في أحداثها يتم الاستعانة بـ«مارلو» من قِبل إحدى السَيدات الثريات كي يعثُر على إحدى العُملات النادرة، ومن ثم تتطور الأحداث في مُحيط عائلة السيدة الثرية لينتحر أحد أقربائها أثناء البحث، ومناقشة الميراث؛ ويكتشف «مارلو» في نهاية الرواية تَوَرط مُحقق زَميل له في تَلفيق الجَريمة لكي تَبدو انتحارًا، وليست قتلًا عَمدًا.
القضية محور الرواية في الواقع اقتبست أحداثها من واقعة مُشابهة لجَريمة شهيرة حَدثت عام 1929، بانتحار أحد أبناء الثري «نيد دوهيني»، والذي اكتشفت السُلطات لاحقًا أنه قد قُتل بطريقة تُظهره وكأنه قد انتحر.
تعرَّف إلى المزيد عن الرواية من موقع Goodreads من هنا.
The Tell-Tale Heart
واحدة من أيقونات أدب الرعب كتبها الأديب الأمريكي الكبير «إدجار آلان بو»، والتي تتمحور حول راوٍ مجهول مولع بكراهية رجل عجوز مخيف ممسوح العين فيهاجمه أثناء نومه، ويقتله، ويمزق جُثته، ويدفنها أسفل أرضية الغرفة. وبرغم بشاعة الجريمة؛ إلا أن الرجل بدأ في فقدان عقله قلقًا، وتوترًا حتى ينهار مُعترفًا بجريمته لرجال الشرطة. جنون الاضطهاد الذي هاجم البطل القاتل يُعد مثالًا صريحًا لأدب الرعب النفسي، وتعقيدات النفس البشرية، والذي يُخبّر عن عبقرية المؤلف.
القصة التي تَحبس الأنفاس؛ اقتبس «بو» أحداثها من جريمة مقتل العجوز «جوزيف وايت» من ولاية «ماساتشوستس»، والذي قُتل عام 1830 بطريقة مُشابهة بواسطة خادم مَجهول استأجره ابن أخ الضَحية لِقتل عَمّه الثَري طمعًا في ثَروته.
تعرف إلى المزيد عن الرواية من موقع Goodreads من هنا.
The Mystery of Marie Roget
مرة أخرى مع العبقري ذاته «إدجار آلان بو»، ولكن هذ المرة مع قصة قَصيرة اقتبست عنها «هوليوود» فيلمًا كلاسيكيًّا بالاسم نفسه من إنتاج عام 1942. القصة هي لغز بوليسي من ذات العالم الذي يأتي منه المحقق البريطاني الشهير «شيرلوك هولمز»، ولكن «بو» هنا استخدم شخصيته التي ابتكرها هو: المحقق «أوجست دوبين» -الذي قيل إنه ألهم مؤلف هولمز ليكمل تحقيقه في اللغز باستخدام هولمز فيما بعد- الذي يحقق في مقتل بائعة عطور لعوب.
القصة أتت من وحي خيال المؤلف «بو» على خلفية حادث مقتل سيدة أمريكية في صيف 1841 في ظروف غامضة، دون الوصول للفاعل الحقيقي من بين أكثر من 5 مشتبه بهم.
تعرف إلى المزيد عن الرواية من موقع Goodreads من هنا.
رابط الفيلم المأخوذة قصته من الرواية على موقعIMDB هنا.
The Girl with the Dragon Tattoo
رواية من السويد، كتبها المؤلف «ستيج لارسون»، ونُشرت عام 2005 في شكل ثلاثية بعنوان Millennium series, The Girl With the Dragon Tattoo»»، وحققت نجاحًا باهرًا، وباعت ملايين من النُسخ حول العالم. ثم جذبت انتباه صُناع السينما؛ لتخرج إلى النور بفيلم سويدي يحمل ذات الاسم عام 2009، ثم اكتشفها، وأعاد تقديم نسخة هوليوودية منها المُخرج الأمريكي الشهير «ديفيد لينش» عام 2011. الرواية تحكي قصة أحد الأثرياء الذي يستعين بمحامٍ، وخبيرة حاسوب فائقة الذكاء لتبرئة اسم عائلته من حادث قتل بشع.
الرواية اقتُبست في الأصل من شواهد جريمة حقق فيها المؤلف الأصلي «لارسون» -الذي كان صحفي تحقيقات حوادث- حول الجريمة البشعة لمقتل، واغتصاب فتاة ليل، ومدمنة هيروين تُدعى «كاترين دا كوستا».
تعرف إلى المزيد عن الرواية من موقع Goodreads من هنا.
روابط الفيلمين: السويدي، والأمريكي على موقع IMDB.
The post أعمال أدبية وسينمائية بُنيت على جرائم حدثت في الواقع appeared first on ساسة بوست.