Quantcast
Channel: سينما –ساسة بوست
Viewing all articles
Browse latest Browse all 367

«أنا لا عاقلة ولا مجنونة» رحلةٌ خاطفة في عناوين الأفلام المصرية حتى ما قبل نهاية الألفية

$
0
0

في أرشيف السينما المصرية منذ أول فيلم روائي طويل (ليلى 1927) أكثر من أربعة آلاف عنوان، بعضها يلتصق بالذاكرة، وبعضها يتلاشى بمجرد الانتهاء من الفرجة؛ منها ما يعكس بشكلٍ ما مضمون الفيلم، وأغلبها ذو بعد تجاري يهدف إلى جذب المشاهدين إلى صالات السينما، ولا سيما في المرحلة التي سبقت ظهور أجهزة الفيديو وما تلاها من أجهزة العرض المنزلي وصولًا إلى عصر الفضائيات. هناك أيضًا الأفلام المستوحاة من روايات عربية والتي غالبًا ما احتفظت باسم العمل الأصلي استثمارًا لشهرة أو رواجٍ ما، وعناوين هذه الأفلام بالتحديد قيّمة مقارنةً بما عداها، إذ من أفضل من روائيّ كإحسان عبد القدوس أو نجيب محفوظ في اختيارِ عناوين ملائمة للمضمون؟

وحيث أنني تابعت السينما المصرية بشغف أعمى حتى أواسط التسعينات حين بدأت تفقد تدريجًّا سطوتها الوجدانية غير المشروطة عليّ، فسأكتفي في هذه السلسلة من المقالات باستعراض عناوين الأفلام المصرية التي ظهرت منذ بدايات السينما وحتى منتصف التسعينات، في محاولةٍ لاستخراج أنماطٍ ما، أو هي على الأرجح حجّةٌ لأستعيد بعضًا من ذاكرتي المزدحمة بأفلام ونجومٍ أفل معظمهم.

ابن، بنت، أبو، أنا


ابن البلد، ابن الحارة، ابن الحتة، ابن الحداد، ابن الحلال، ابن الشرق، ابن الشعب، كريم ابن الشيخ.. هل أكمل؟ حوالي 20 فيلمًا مصريًّا تحمل عنوان «ابن كذا»، لعل أشهرها إحدى كلاسيكيات السينما التي حملت توقيع فطين عبد الوهاب، «ابن حميدو» (1957- بطولة هند رستم وأحمد رمزي وإسماعيل ياسين وزينات صدقي وعبد الفتاح القصري وتوفيق الدقن) الحافل بإفيهات لا تُنسى، وعمل آخر من أوائل أعمال يوسف شاهين وواحد من أهم مائة فيلم في السينما المصرية بحسب استفتاء أجري في العام 1996 على هامش مهرجان القاهرة السينمائي، وهو فيلم «ابن النيل» (1951- بطولة فاتن حمامة وشكري سرحان ويحيى شاهين وفردوس محمد)، وأكثرها إثارةً للفضول فيلمان: «ابن مين في المجتمع» لـ«مخرج الروائع» حسن الإمام (1978- بطولة هدى سلطان ومحمد ثروت وصلاح منصور ومنى جبر) ويحشد الثيمات المتكررة في السينما المصرية، البيه الغني والبنت الشغالة والابن الحرام والمكائد.. تعرفون الوصفة. وأيضًا فيلم «ابن تحية عزوز» (1986- بطولة ماجدة الخطيب وسعيد صالح ومجدي وهبة) وتدور أحداثه في عالم الجريمة والمخدرات، وكأن لعنة هذا الفيلم حلت على أبطاله، فسجن كل من ماجدة الخطيب وسعيد صالح لاحقًا بتهمة تعاطي المخدرات، ومات مجدي وهبة بعدها بسنوات وتحديدًا في العام 1990 على أثرِ جرعة زائدة.

لكن البنت والبنات لهن حصة الأسد من خلال عشرات العناوين لأفلام تدّعي الاقتراب من عوالمهن أو تبني قضاياهن، ولو أن أقلّ القليل قد نجح في ذلك. كأنما كان وجود كلمة «بنت» أو «بنات» في عنوان فيلم كفيلًا، في ظنّ المنتجين، بتسويقه، فأكثروا من استعماله. فإلى جانب الأفلام التي يبدأ عنوانها بهن، مثل بنات الريف، بنات اليوم، بنات بحري، بنات حواء، البنات شربات، البنات عايزة إيه، البنات لازم تتجوز، البنات والحب، البنات والمرسيدس، بنت 17، بنت الأكابر، بنت الباشا المدير، بنت البلد، بنت الجيران، بنت الحتة، بنت الشاطئ، بنت العمدة، بنت المعلم، بنت باريس، بنت ذوات، بنت حظ، بنت من البنات، إضافةً إلى عناوين مثيرة مثل بنت الليل، بنات الليل، بنات ابليس، بنت الهوى، بنت شقية، بنت غير كل البنات، البنت الحلوة الكدابة، البنت اللي قالت لا، نجد البنات أيضًا ضمن متن العناوين مثل أبو البنات، إخواتو البنات، 4 بنات وضابط، 6 بنات وعريس، أرملة و3 بنات، حكاية 3 بنات، أسرار البنات، أحلام البنات، ثورة البنات، دلع البنات، ست البنات، شقاوة بنات، مشاكل البنات، معكسر البنات، شرف البنت، صبيان وبنات.

وتسمية البنت والبنات مثيرةٌ للفضول أكثر من الفتاة (التي هي توحي بالبراءة) وأكثر من الستات أو السيدات (التي تفترضُ بالمقارنة رصانةً ما) التي تردُ في بعض العناوين القديمة، مثل فتاة متمردة، فتاة من فلسطين، فتاة الاستعراض، فتاة السيرك، فتاة الميناء، وحلاق السيدات، خياط السيدات، الستات عفاريت، الستات في خطر، الستات كده، الستات ما يعرفوش يكذبوا، وتحيا الستات (1943) الذي سبق تحيا الرجالة (1954) بعشر سنوات، وبنفس البطلين، ليلى فوزي وأنور وجدي.

وبما أننا في سيرة البنات والأبناء، فلا ننسينّ أفلام أبناء الصمت، أبناء للبيع، أبناء وقتلة، ابنتي، ابنتي العزيزة، ابنتي والذئب، ابنتي والذئاب (فذئب واحد لم يكن كافيًا).

بموازاة «ابن كذا»، نعثر على عشرة أفلام على الأقل عنوانها «أبو..»: أبو أحمد، أبو البنات، أبو الذهب، أبو الليل، أبو حديد، أبو حلموس، أبو ربيع، أبو ظريفة، أبو عيون جريئة إضافة إلى أبو زيد الهلالي، المأخوذ عن سيرة البطل الشعبي. اللافت أن خمسًا من هذه الأفلام هي من بطولة ملك التيرسو، الفنان الراحل فريد شوقي، مقابل أفلام أقل لـ «أم فلان»: أم السعد، أم العروسة، أم رتيبة.

«أما أنا..» يقول عبد الحليم في إحدى أغنياته. «أنا»، هكذا وبدون مقدمات ولا إضافات، عنوان فيلم لمديحة كامل وفريد شوقي وليلى علوي (إنتاج العام 1985) عن رواية لمصطفى أمين، وقد سبقه أكثر من 30 فيلمًا عن هذه الأنا: أنا الحب، أنا الشرق، أنا العدالة، أنا الماضي، أنا اللي استاهل، أنا اللي قتلت الحنش، أنا الهارب، أنا بنت مين، أنا بنت ناس، أنا لا عاقلة ولا مجنونة، أنا وامراتي والجو، أنا وابنتي والحب، أنا وزوجتي والسكرتيرة… معظمها أنتج قبل السبعينيات، ولو كان فرويد معنا، لربما فسّر هذه الأنا بنرجسيةً ما تعاني منها الشعوب العربية عمومًا.

(يتبع)

The post «أنا لا عاقلة ولا مجنونة» رحلةٌ خاطفة في عناوين الأفلام المصرية حتى ما قبل نهاية الألفية appeared first on ساسة بوست.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 367

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>