Quantcast
Channel: سينما –ساسة بوست
Viewing all articles
Browse latest Browse all 367

فيلم ‏«‏رجم ثريا‏» .. صرخة كل نساء إيران 

$
0
0

الأحداث التي جرت في إيران بعد الثورة التي قادها الخميني كثيرة جدًا، ولا يزال الجزء الأكبر منها غامضًا حتى هذه اللحظة. كما أنّ السلطات الإيرانية شدَّدت الرقابة بعد الثورة على كل الأشياء التي من الممكن أن تنقُل ما يجري في إيران إلى العالم، من قتل وانتهاكات لحقوق الإنسان، وحظر لجماعات وتنظيمات يسارية كان لها دور أيضًا في الإطاحة بحكم الشاه، واعتقال أفرادها وقتل الكثير من منهم أيضًا. ولكنّ الأدب لعب دورًا كبيرًا جدًا في نقل ما يجري في إيران إلى العالم من خلال عدّة روايات، منها سجينة طهران لمارينا نعمت، ورجم ثريا للصحفي الفرنسي من أصل إيراني فريدون صاحب جم، والمأخوذة عن قصة حقيقة، والتي تحوّلت أيضًا إلى فيلم صدر عام 2008، وسنتحدث عنهُ الآن.

يبدأ الفيلم بوصول صحفي فرنسي إيراني الأصل إلى قرية كوباي النائية. حيث تتعطل سيارته هناك، ويضطر للبقاء في القرية منتظرًا إصلاحها. زهرة – خالة ثريا – تراه صدفةً، أو بالأحرى ترى جهاز التسجيل الذي يحملهُ في حقيبته، وتجد في ذلك فرصةً لإيصال ما جرى لابنة أختها إلى العالم، كما وعدتها قبل رجمها وسط القرية. وتحكي زهرة للصحفي قصّة ثريا، بعيدًا عن أنظار أهل القرية بشكلٍ عام، والملا حسن بشكلٍ خاص.

تحكي زهرة للصحفي قصّة ابنة أختها ثريا منوتشهري التي حاكَ لها زوجها مؤامرة ضدّها بعد أن رفضت الطلاق منه؛ لأنهُ لم يقبل بدفع النفقة وإعالة ابنتيّه. حيث عرض عليها ترك المنزل وقطعة أرض صغيرةً لها، بالإضافة إلى الاحتفاظ ابنتيها. مقابل أن يحتفظ هو بالولدين. وكان علي زوج ثريا يريد التخلّص منها من أجل الزواج بفتاةٍ تبلغ من العمر أربعة عشر عامًا، وهي ابنة طبيب سجين محكوم بالإعدام في السجن الذي يعمل به علي. وكان علي قد عرض على السجين مساعدته مقابل الزواج من ابنته، وهذا ما لم يحدث في النهاية؛ لأنّ السجين أُعدم.

كان علي، وبعد أن رفضت ثريا الطلاق منهُ أكثر من مرّة، يفكر طيلة الوقت – برفقة الملا حسن – في طريقة للتخلص من ثريا دون أن يدفع لها شيئًا. الملا حسن رفض في البداية مساعدة علي، إلا أنّ علي هدَّدَهُ بفضح حقيقته أمام أهل القرية إن لم يساعده. حيث إنّ الملا حسن، وقبل وصوله إلى قرية كوباي، كان سجينًا جنائيًا في السجن الذي كان يعمل به علي جنديًا في ما يسمى الحرس الثوري. عندئذٍ قبل الملا حسن مساعدة علي في التخلص من ثريا؛ لأنهُ هو الآخر كان يفكر في طريقة للانتقام منها بعد أن رفضت عرضه أيضًا بأن تتزوجه زواجًا مؤقتًا بعد طلاقها من علي.

نقطة التحوّل الكُبرى في الفيلم، والتي مهدت الطريق لعلي لتنفيذ ما كان يريده، هي وفاة زوجة هاشم، وصديقة ثريا أيضًا. فقد وجد علي في الأمر فرصةً مناسبةً للتخلص من ثريا، من خلال طلبه من الملا حسن إقناع ثريا بالعمل في منزل هاشم والاعتناء بمحسن، ابن هاشم. ثريا وجدت في ذلك أيضًا فرصةً للتخلّص من زوجها، حيث إنها بدأت تكسب المال من خلال عملها، وهذا ما قد يؤمن لها – حسب اعتقادها – جميع ما تحتاجه لإعالة ابنتيها، بحيث لا تُضطر الفتاتان لعيش ما عاشتهُ هي في صغرها.

يوم بعد آخر كانت معالم المؤامرة تصير أكثر وضوحًا، حيث إنّ علي قرر اتهام زوجته بممارسة الزنى مع هاشم في منزله. ولكن لكي يتم الأمر كما خطط لهُ علي، كان يلزَمُهُ شهادة هاشم أيضًا. هاشم الذي رفض في البداية أيضًا مساعدة علي. إلا أنّهُ وافق بعد ذلك؛ بعد أن هدَّدَه علي بأن يلقى ذات المصير الذي ستلقاهُ ثريا، وأن يجعل من ابنه الوحيد يتيمًا ومجنونًا.

ينجح علي في إقناع سكّان قرية كوباي ومحافظها بأنّ زوجتهُ خانتهُ مع هاشم في منزله، من خلال شهادة هاشم الذي كان مُرغمًا على فعل ذلك. وتم حينها إقرار حكم الرجم حتى الموت بحق ثريا، وبدأ رجال القرية وأطفالها بحفر حفرةٍ لوضع ثريا داخلها، وجمع الحجارة من أجل رجمها.

زهرة، وقبل دقائق قليلة جدًا من تنفيذ الحكم، قطعت وعدًا على نفسها لثريا بأن يعرف العالم أجمع قصّتها. ثم قادتها إلى ساحة القرية، حيث كان الجميع مجتمعين هناك، ومستعدّين لتنفيذ الحكم، بما في ذلك أيضًا والد ثريا وابنيها اللذان نجح علي في زرع الكراهية والحقد في قلبيهما نحو أمّهما. وكانَ أول من بدأ بالرجم والد ثريا، الذي قام برمي أكثر من حجر دون أن تُصيب ثريا، إلا أنّ عليًا تدخل، وقام برمي حجر أصاب ثريا في رأسها، وحينها بدأ الجميع بالمشاركة. ولعلّ المشهد الأقسى في الفيلم لم يكن فقط عملية الرجم، إنما مشاركة أبناء ثريا في ذلك أيضًا، وجمع زهرة لما تبقى من عظام ثريا ودفنها.

المدهش في الأمر أيضًا أنّ رجال قرية كوباي كانوا جميعًا مؤيدين للحكم، ولم يعترض أحد منهم عليه. وهذا ما يؤكد تحوّل المجتمع الإيراني إلى مجتمع ذكوري بعد ثورة الخميني، وغياب جميع حقوق المرأة أيضًا. وهذا الأمر بدا واضحًا من خلال ما قالهُ محافظ القرية لزهرة: الأمور لم تعد كالسابق، الشاه لم يعد هنا الآن.

تبدأ نهاية الفيلم بمغادرة الصحفي قرية كوباي، إلا أنّ ذلك لم يحدث بسهولة؛ حيث إنّ الملا حسن قام بمصادرة جميع ما كان يحملهُ الصحفي من أقلام وأوراق وأشرطة كاسيت، ولكنّ الصحفي وزهرة كانَ يعرفان جيدًا أنّ هذا ما سيحدث، ولذلك احتفظت زهرة بالنسخة الأصلية من الكاسيت، وأعطته للصحفي أثناء مغادرته القرية، على مرأى من الجميع، بما في ذلك الملا حسن الذي فشل في إيقافه. وينتهي الفيلم بما قالتهُ زهرة لسكّان القرية: العالم كلّهُ سيعرف.

أخيرًا، لا يهدف الفيلم إلى الإساءة إلى الإسلام كما يروج البعض. بما في ذلك السلطات الإيرانية. إنما فضح رجال الدين الذين يتمتعون بسلطات رهيبة جدًا في إيران، بغض النظر عن ماضيهم وما قاموا بفعله سابقًا. تمامًا كالملا حسن.

The post فيلم ‏«‏رجم ثريا‏» .. صرخة كل نساء إيران  appeared first on ساسة بوست.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 367

Latest Images

Trending Articles



Latest Images