Quantcast
Channel: سينما –ساسة بوست
Viewing all 367 articles
Browse latest View live

عن الإنسان المفترس.. عرض لفيلم «Nocturnal Animals»

$
0
0

بعد فيلمه الوحيد Single Man، من بطولة الممثل الإنجليزي الحائز على الأوسكار كولين فيرث، يعود إلينا المخرج الأمريكي «توم فورد» بفيلم جديد من كتابته، وإخراجه يجمع فيه قدراته الاستثنائية في إبداع الشخصيات المركبة، والتراكيب البصرية غير المعتادة، والمسارات القصصية المتداخلة.

فيلم Nocturnal Animals (حيوانات ليلية)، يحكي قصة الفنانة الثرية «سوزان مورو» -الممثلة الجميلة إيمي آدامز- التي تمتلك جاليري كبيرًا في إحدى المدن الأمريكية، التي تنتقل للعيش فيها مؤخرًا مع زوجها الثري والنافذ «هاتون مورو» -آرمي هامر نجم فيلم الحركة U.N.C.L.E-، تستقبل سوزان في أحد الأيام طردًا مغلفًا بعناية، فتجد داخله مخطوطة لرواية أرسلها لها زوجها السابق «إدوارد شيفلد» -جيك جيلنهال- تحمل نفس عنوان الفيلم «حيوانات ليلية».

تبدو «سوزان» مرهقة للغاية، وعصبية، وعاجزة تمامًا عن النوم، يتركها زوجها «هاتون» وحيدة في منزلهما الشاسع الفخم من أجل رحلة عمل، فلا تجد شيئًا تمضي به الوقت في الليل سوى مطالعة الرواية.

المخطوطة السوداء

يأخذنا «فورد» في قصة موازية مع كل مرة تبدأ فيها سوزان قراءة المخطوطة، حيث يتتبع قصة عائلة صغيرة مكونة من الزوج «توني» –يقوم جيلنهال بهذا الدور أيضًا في أداء مزوج-، والزوجة «لورا»، والابنة «إنديا»، تبدو العائلة في طريقها ليلًا داخل سيارتهم المرسيدس إلى مكان ما يخططون لقضاء عطلة فيه، وبعد ساعات من القيادة البطيئة، والحذرة على طريق مظلم تمامًا، تتجاوزهم سيارة أخرى بها مجموعة من الشباب الصاخب، وتبدو تلك السيارة كما لو كانت تتعمد إعاقة طريق «توني» عبر حركات صبيانية يقومون بها بسيارتهم.

يشعر توني بالتوتر، ويحاول ببطء اجتياز الشباب، وبمجرد أن يفعل ذلك تشير إليهم الابنة إنديا من الزجاج الخلفي بإشارة غاضبة بإصبعها، يلومها الوالدان على تصرفها، فيما تستثير تلك الإشارة حفيظة الشباب الذين يتقدمون بسيارتهم مرة أخرى مرتطمين بسيارة توني، ومجبرين إياه على التوقف في جانب الطريق.

يتصاعد توتر توني، وتبدأ الأسرة في الشعور بالخوف الشديد وسط ظلام الطريق المهجور، والصمت المطبق الذي يخيم على المنطقة. يترجل الشباب الثلاثة عن سيارتهم ويتجهون ناحية توني.

وعبر ما يقرب من ربع الساعة يأخذنا الفيلم في رحلة مظلمة إلى عالم من النفوس البشرية المشوهة، يبدأ الشباب الثلاثة في رحلة تعذيب نفسي بطيء للأب والأم والابنة، يستخدمون فيها التلاعب، والإيهام، والتخويف، والتحرش بالإناث الذي بدأ باللمس وانتهى بفرض النفس بالقوة، يتحرشون أيضًا بالأب في البداية، ثم يضربونه بعنف لاحقًا. يبدو توني وسط كل ذلك ضعيفًا معدوم الحيلة، ولا يدري ماذا عليه أن يفعل، تستنجد الأم والابنة به فتخرج محاولات الاعتراض منه على تصرفات المعتدين الشباب يائسة وعديمة الجدوى. وسط صراخهما يحاول أن يطمئنهما من حين لآخر بكلمة «كل شيء سيكون على ما يرام»، إلا أن ذلك لا يبدو وعدًا ذا قيمة. الشخصية المسيطرة داخل عصابة الشباب هو «راي ماركوس» -إيرون تيلور جونسون- شاب شهواني تسيطر عليه رغبة متوحشة في إيذاء الآخرين، ويجد تحت يديه ضحية ضعيفة مثل «توني» والسيدتين اللتين بصحبته، فتفور في صدره دماء حيوانية شبقة، كالتي تنبض في قلب ضبع مفترس عندما يسيطر على فريسة لحمية، ويحكم غرس أسنان فكيه في عنقها، ثم تستثيره رائحة الدماء أكثر وأكثر؛ فينزع إلى الإجهاز عليها بلا رحمة حتى تصير جثة هامدة، حينها فقط يهدأ، وقد حاز على متعته كاملة، ثم يدرك أنه اصطاد لأنه جائع، فيبدأ في الأكل بشكل ميكانيكي لا يشكل في حد ذاته المتعة الرئيسية في تلك التجربة.

يختطف ماركوس الفتاة والمرأة في سيارته ويفر بهما مع آخر، ويترك تومي مع صديقه «لوو»، حيث يأمره لوو بقيادة السيارة إلى بقعة معينة في الصحراء، قبل أن يتركه في الظلام، ويفر بالسيارة المرسيدس.

قلب غارق في الحب وآخر في القسوة

يلعب «جيك جيلنهال» دور الزوج الضعيف المستسلم ببراعة، على الرغم من اعتياده لعب أدوار يكون له فيها المتحكم الكامل على مسار الأحداث، والتمتع بقوة الشخصية التي تدعمه فيها بنيته الجسدية القوية، مثل أدواره في أفلام Prince of Persia و Zodiac. وتدرك «سوزان» أثناء قراءتها للمخطوطة أن زوجها السابق يحاول أن يرسل إليها رسالة حزينة وسودوية من خلال روايته، لأن «الضعف» هو السبب الرئيسي الذي جعلها تتركه سابقًا.

وفي مسار ثالث يأخذنا «فورد» إلى الماضي قليلًا، حيث تتعرف سوزان على إدوارد وتقع في غرام الروائي الشاب الذي يحاول أن يشق طريقه في عالم الكتابة، يبدوان شديدي الاختلاف، وعلاقتهما غير منطقية ومتناقضة، هو فقير وهي ثرية، هو شديد الحساسية بينما تبدو هي قوية غير مكترثة كثيرًا بالمشاعر، يبدو مترددًا بينما هي واثقة وتعلم أهدافها بدقة. تواجهها والدتها «آن» -الممثلة الكبيرة لورا ليني- بهذه الحقيقة، تخبرها «يمكنك أن تحبيه، لكن لا يمكنك أن تتزوجيه.. هو ضعيف للغاية». تبدو سوزان حمائية قليلًا، ومعتدة بنفسها كثيرًا، وهي تعترض على والدتها: «هو ليس ضعيفًا هو حساس.. أنا لست مثلك يا أمي»، تنظر أمها إليها نظرة باردة وقاسية ومصممة: «عاجلًا أو آجلًا كلنا نصبح مثل أمهاتنا!». تدرك سوزان في قرارة نفسها أن أمها على حق.

وفي عودة للحاضر، وفي مكتبها بالجاليري تلاحظ مساعدتها أن الإرهاق يبدو واضحًا على «سوزان»، فتسألها عن السبب، فتخبرها سوزان أنها لا تنام تقريبًا، وأن زوجها السابق كان يطلق عليها «حيوان ليلي» –إشارة ثالثة لنفس المصطلح، الأولى في اسم الفيلم، والثانية في عنوان مخطوط الرواية-، فتنظر إليها مساعدتها باندهاش قائلة: «لم أكن أعلم أن لديك زوجًا سابقًا!».

ولكونه مصمم أزياء في الأساس، يستخدم «توم فورد» خبراته الفنية في إبراز الشخصية القوية لـ «سوزان» بطريقة بصرية رائعة، عبر مكياجها الذي يضفي على وجهها غلافًا بلاستيكيًّا قاسيًا، وعينيها اللتين تبدوان زجاجيتان باردتنا كعيني مصاص دماء، وهو تأثير أبرزه أيضًا طلاء شفتيها القاني، بجانب ملابسها الفاخرة التي تتراوح ألوان قطعها بين ألوان الأبيض والأسود دون ألوان دخيلة، في إشارة إلى الشخصية التحكمية القاطعة التي تسكن داخل هذه الأنثى.

كان من الواضح أن سوزان كانت قد ارتبطت بإدوارد في علاقة لفرض السيطرة، علاقة تشعر فيها سوزان بالمتعة لقدرتها في التحكم بهذا الكائن الضعيف المهتز. وبمجرد أن تتعرف على هاتون مورو تتركه فورًا دون أدنى اهتمام لتوسلاته بإعطاء علاقتهما فرصة أخرى، أو حتى إعطاء أنفسهما الوقت الكافي لمناقشة قرارها. لم يكن ذلك كل ما في الأمر، لأن سوزان ارتكبت في حقه أيضًا أمرًا رهيبًا، ربما كان السبب في عدم قدرتها على النوم عبر كل تلك السنوات، على الرغم محاولاتها لنسيان الأمر للدرجة التي تغفل بها ذكره -عمدًا- للآخرين فيشعرون بالدهشة -مثل مساعدتها- عندما يعلمون بالأمر.

الانتقام برواية

وفي روايته يبدو وكأن إداورد يعكس طبيعة سوزان على شخصيات ماركوس وعصابته، الحيوانات الليلية التي اقتحمت حياته هو وأسرته وسط الظلام لتفترس مشاعرهم بلا رحمة.

يصل توني -يعكس فيه إدوارد شخصيته الحقيقية- إلى أقرب مدينة ليطلب النجدة من الشرطة، ويساعده الشرطي «بوبي آنديس» في محاولة الوصول إلى أسرته، ولعصبة الشباب الذين اختطفوهم. يلعب الممثل المخضرم «مايكل شانون» دورًا مركبًا، يوحي إليك في البداية أن آنديس شرطي فاسد قد يكون متواطئ في الأصل مع عصابة الشباب، ثم تعرف أنه يحتضر إثر إصابته بسرطان الرئة، وبعد أن يعلم طبيعة الأهوال التي مر بها توني وأسرته، يعد الأخير بأنه سيساعده في الانتقام من العصابة، وتحقيق العدالة بطريقته الخاصة، لأنه ليس لديه ما يخسره.

يدور الفيلم حول القشرة الحضارية الرقيقة التي تغلف شخصية الإنسان الذي قد يتحول لحيوان فتاك بلا رحمة في أي وقت، وعلى غرار الفيلم الأسترالي الذي رشح للأوسكار في 2010 «Animal Kingdom» يغوص الفيلم بشكل عميق في النفوس الإنسانية؛ ليسلط الضوء على البون الشاسع بين صفاتها، بين القوة والضعف، السيطرة والخضوع، النشوة والزهد، القسوة والرحمة، اليأس والأمل.

الفيلم فاز بجائزة الجولدن جلوب هذا العام، عن دور آرون تايلر جونسون كأفضل ممثل، ورشح أيضًا لـ9 جوائز BAFTA، ومتوقع أن يحوز قدرًا معتبرًا من الترشيحات لجوائز الأوسكار، والتي ستُعلن في الـ24 من يناير الجاري.

مقابلة مع أبطال الفيلم:

The post عن الإنسان المفترس.. عرض لفيلم «Nocturnal Animals» appeared first on ساسة بوست.


مولانا.. ونجاح بـ «رغبة سياسية»!!

$
0
0

تعجّبت كثيرًا عندما سمعت المخرج مجدي أحمد على يصرح للصحفيين في العرض الخاص لفيلم «مولانا» أنه يشاهده مع الجمهور لأول مرة! فمَن يكون الذي صوَّر مشاهده مشهدًا تلو الأخر، وجلس بجانب المونتير لتجميع أجزاءه العديدة، وصرخ في مهندس الصوت غير مرة أثناء تجميع أجزاء الصوت، وشاهده في صورته الأخيرة قبل الطباعة؟

يأتي فيلم «مولانا» بالتزامن مع نداءات عديدة للنظام الحاكم في مصر لصنّاع السينما بإنتاج أفلام تهتم بتصحيح الخطاب الديني، في ظل فشل المؤسسات الدينية في القيام بالأمر نفسه. وفي حوار تليفزيوني نجد نجمه عمرو سعد يصرح أن الفيلم يمثل نبضة من قوة مصر الناعمة الكبيرة، والأكثر تأثيرًا (ألا وهي السينما) في عروق المشاهدين، ودعوة للتعايش وقبول الآخر، وتصحيح سُبُل الحوار بين المختلفين.. وحقًا، فالفيلم يحمل كمية كبيرة من مختلفين كثُر.. كالسنة والشيعه، والسلفيين والمتصوفة، والمسلمين والمسيحيين، ولم يتكلم الفيلم بالمناسبة عن الخلاف بين الأهلاوية والزمالكاوية!.. ولأن الخلافات في هذا الأمر تحمل آراء عديدة ونزاعات كبرى على مر زمن طويل، فقد اكتفى الفيلم بعرض رأي المؤلف ابراهيم عيسى فقط! ومن هنا نبع رفض فصيل غير قليل لذلك الرأي، وجاء بالطبع غير مشبع للبعض الآخر.

المتابع لفيلم «مولانا» من البداية ينجذب كثيرًا للمشهد الأول، ويظن أنه على موعد مع فيلم قوي من النوع الذي يتجاوز الخطوط الحمراء، ولكن بتتابع مزيد من المشاهد غير المترابطة يشعر نفس ذلك المُشاهد بخيبة أمل! فالمَشاهد المتعاقبة السريعة تفتقر إلى الترابط أو الحبكة، بحيث إنه لو منعتك مكالمة هاتفية هامة، أو ذهابك الاضطراري للحمّام مثلًا من متابعة مَشهد أو اثنين، فلا تجد مشكلة في استكمال باقي أحداث الفيلم دون أي شعور بالنقص! أيضًا قد تتساءل عن ترتيب غير صحيح لبعض الموضوعات التي تناولها الفيلم، ولكنك قد تجيب نفسك بالإجابة المريحة في هذه الأحوال.. “المخرج عايز كدا”!

فيلم «مولانا» في مُجمَله عبارة عن عرض البطل الأوحد One man show للنجم عمرو سعد، وبصراحة فقد كان أداؤه رائعًا في عديد من المشاهد، شهد تحولًا كبيرًا من حالات الحزن والفرح والانفعال القوي بتغيير كبير، بصورة لا تجعل لباقي المشاركين حظًا وفيرًا في ذاكرة المشاهد بعد انتهاء عرض الفيلم، باستثناء الدور المتميز لأحمد مجدي أو “بطرس” كما طَلب من الجميع أن ينادوه غير مرة، وبالرغم من النهاية المخيبة للأمال لشخصيته ألا إنه لا خلاف على أن دوره كان متميزًا، أما البطولة النسائية والتي تجعل المشاهد في حيرة؛ هل كانت لدرة أم لريهام حجاج أم كليهما معًا؟ ولكنك لن تنساق لتلك الحيرة كثيرًا مع الزخم المتلاحق للأحداث وشخصيات الحشو العديدة في الفيلم.

إن نجاح فيلم «مولانا»، حسب رؤيتي الشخصية، هي رغبة سياسية في المقام الأول، فبالرغم من افتقار الفيلم لمقومات النجاح التجاري، ألا أننا لا نتابع مزيدًا من تصريحات النقاد عنه في الوقت الحالي، وكأن هناك من “أسكتهم” ولو قليلًا، حتى يحقق الفيلم عددًا من المشاهدات التي تشجّع أي منتج لاحق لإنتاج المزيد من هذه النوعية من الأفلام!.. تلك النوعية التي ناشد رئيس الدولة صناع السينما غير مرة بالاهتمام بها، بديلًا عن تصوير المشاهد في المناطق العشوائية! ولكن من أكبر صور الاهتمام بالأفلام التي تتناول موضوعات دينية شائكة هو الاهتمام بالقصة التي نستاق منها الأحداث أو المشاهد، فهناك العديد من الكتّاب الذين قدموا أفلاما سابقة لاقت نجاحًا جماهيريًا وصدى واسعًا في تقبُّل الجمهور لوجهة نظرها في ذلك الموضع الشائك، فالكاتب إبراهيم عيسى، مع احترامي، هو صحفي سياسي محلل أحدث حراكًا صحافيًا في دنيا المعارضة للنظام، ويعرض رأيه في برامج حوارية منذ وقت طويل، ولكن كتابة السيناريو والحوار له أصوله وقواعد، و”حِرفة” قد يفتقر إليها من عاش حياته بين المقالات السياسية اللاذعة، والتي أرقت النظام الحاكم آنذاك، وتحالفه غير المحمود مع الإسلام السياسي.

The post مولانا.. ونجاح بـ «رغبة سياسية»!! appeared first on ساسة بوست.

ماذا يفعل نيمار في فيلم تريبل إكس الجديد؟.. عرض لفيلم «xXx: Return of Xander Cage»

$
0
0

بعد غياب 14 عامًا كاملة، يعود نجم الحركة فان ديزل، إلى الجزء الجديد من سلسلة المغامرة والتشويق «تريبل إكس»، في أحدث أجزاء الثلاثية بعنوان «Return of Xander Cage»، وزاندر كيدج، هو اسم الشخصية التي لعبها ديزل في الجزء الأول من الفيلم عام 2002، حول المغامر الفوضوي الذي تجنده وكالة الأمن القومي الأمريكي، بهدف تنفيذ مهام سرية، غاية في الخطورة، لحساب الحكومة خارج حدود الولايات المتحدة.

ويعتبر فان ديزل من الأوراق الرابحة في أي عمل ينضم إليه، وربما كان ذلك سبب نجاح سلسلة «Fast & Furious»، الذي ينطلق الجزء الثامن منه هذا العام، بمشاركة ديزل أيضًا، مستمرًا في أداء شخصية قائد السيارات المغامر، دومينيك توريتو، مع خطط لإطلاق جزئين آخرين في 2019 و2012، استثمارًا في نجاح السلسلة الباهر، حتى مع وفاة شريك ديزل في المغامرة، بول ووكر عام 2013، إثر حادث سيارة مروع.

عودة من أرض الموتى

في الجزء الثاني من تريبل إكس، والذي أدى دور بطولته النجم الأسمر آيس كيوب، نعلم أن زاندر كيدج، قد لقي حتفه أثناء مغامرة وسط جبال تورا بورا، مما دفع مدير برنامج تريبل إكس أوجستوس جيبونز (النجم المخضرم صامويل إل جاكسون)، إلى تجنيد مغامر مارق آخر، إلا أننا نكتشف في الفيلم الجديد أن زاندر كيدج، زيّف موته، وأوهم الجميع باختفائه للأبد، ليستكمل حياته الفوضوية الحرة، دون أن يضطر الوقوع تحت سيطرة الحكومة الأمريكية مرة أُخرى.

يبدأ الجزء الثالث بالعميل جيبونز، في مشهد كوميدي ساخر، وهو يحاول إقناع نجم الكرة البرازيلي نيمار في الانضمام لبرنامج تريبل إكس، هذا قبل أن يسقط قمر صناعي ضخم من الفضاء على نفس مكان جيبونز ليلقى الأخير حتفه، وسط انفجار هائل، بعدها تحاول خليفة جيبونز، عميلة الأمن الوطني جان مارك (الممثلة توني كوليت التي رشحت من قبل للأوسكار عن دورها في فيلم الحاسة السادسة أمام بروس ويليز)، أن تكشف غموض مصرع جيبونز لتصل في النهاية إلى أن هناك جهة غامضة تضع يدها على تقنية تسمى «صندوق بندورا»، تمكنها من التحكم في أي قمر صناعي يدور حول الأرض، وتفصله عن مداره، وتوجهه إلى أهداف أرضية بدقة، ليتحول بذلك القمر الصناعي إلى صاروخ تكتيكي موجه يمكنه تدمير أي هدف تختاره تلك الجهة.

البحث عن شبح

ورغم تجنيد كل أجهزة الأمن الأمريكية للمساعدة في كشف هذا الغموض، تفشل العميلة في العثور على أية معلومات حول طبيعة الأشخاص الذين سرقوا هذا الجهاز من الحكومة الأمريكية، وتلجأ في النهاية للبحث عن العميل زاندر كيدج، الذي ربما يعرف بعض المعلومات حول أي أعداء لجيبونز من مصلحتهم اغتياله.

تتمسك بالأمل في أن يكون ذلك طرف خيط، وتبدأ عملية مسح شاملة لإيجاد موقع كيدج، قبل أن تعثر عليه في النهاية في البرازيل، يستمتع بمغامراته الخطيرة في القفز من فوق المرتفعات والتزلج على قمم الأشجار والقيادة الخطيرة لكل ما يمشي على إطارات.

وبعد ممانعة من كيدج، يقبل في النهاية مساعدة مارك من أجل الانتقام من قتلة صديقه الراحل جيبونز، بعد أن يصدمه خبر وفاته، ثم يشكل فريقًا من مغامرين مهووسين، لمعاونته، وهم آديل، وهي متخصصة أسلحة وقنص بالمنظار، وتالون المتخصص في فنون القتال، وتورش المتخصص في قيادة السيارات، ومتخصص كذلك في تدميرها!

ولا يمضي وقت طويل حتى يكتشف زاندر أن جهاز «صندوق بندورا» موجود في إحدى الجزر الآسيوية، تحت يد اثنين من المقاتلين الشرسين مجهولي الهوية، الذين لا ينتمون لأي تنظيم معروف، وهما زانج (الممثل الصيني ونجم الفنون القتالية دوني ين)، وسيرينا (الممثلة هندية الأصل ديبيكا بادوكون).

تضع جاك فورًا طائرة نقل عسكرية مجهزة تحت إمرة زاندر للسفر إلى الجزيرة هو وفريقه، إلى جانب فريق عسكري آخر لمعاونته بقيادة بول دونوفان (توني جونزاليس) الذي يتبادل المزاح الخشن طوال الوقت مع زاندر لدرجة أن الأخير يلقيه من الطائرة في مزحة قاسية، ومعه أخصائية الدعم الفني خفيفة الظل بيكي (نينا دوبريف).

وبمجرد هبوط طائرة زاندر، يدخل فريقه مع زانج وسيرينا في معركة من أجل السيطرة على جهاز «صندوق بندورا»، قبل أن يتفاجأ الجميع بأن أقمارًا صناعية أخرى تهوي على الأرض دون أن يمس أحد الجهاز الذي في حوزة زانج، ويفهم الجميع أن هناك أجهزة أخرى يتحكم فيها شخص أو جهة ما أخرى تخطط لأمر ما غامض.

اتحاد رجال «تريبل إكس»

وبعد أن يتأكد زاندر أن زانج وسيرينا ليسا وراء اغتيال جيبونز، وأن الأخيرين سرقا نسخة «صندوق بندورا» التي بحوزتهما من أجل حماية العالم من شرها، يكتشف الجميع هوية ذلك الشخص الغامض الذي يحاول إشعال حرب عالمية لحسابه عبر قنابل الأقمار الصناعية الموجهة، ويتفقون على العمل سويًا من أجل منعه من تحقيق المزيد من الدمار.

واستخدم في إخراج الفيلم، المخرج «دي جي كاروسو»، الذي سبق وأخرج أفلام الحركة والتشويق «Disturbia» و«Eagle Eye» بإعادة استخدام كل أداة معروفة في أفلام الحركة، ولكن في إطار مختلف تمامًا. حول كاروسو الطائرة إلى منطقة للقتال في ظروف انعدام الجاذبية، وحول الدراجات النارية لزلاجات تستطيع الانطلاق على سطح الماء ووسط الأمواج في مشاهد مذهلة تحبس الأنفاس، والأقمار الصناعية لقنابل، والقنابل اليدوية لأدوات لاستعراض المهارات بين أبطال الفيلم وهم يجلسون على منضدة في حانة آسيوية راقصة.

المثير للانتباه أيضًا اشتراك ثلاثة شركات إنتاج سينمائي صينية في العمل، مقابل شركة واحدة أمريكية، ما يُشير إلى استغلال الصين للفراغ الناشئ عن عزوف جزئي للشركات الأمريكية عن السينما، واتجاهها بقوة للدراما والسلاسل التليفزيونية وسلاسل منصات الإنترنت مثل «نتفليكس» وأمازون.

ولم يكن لاعب الكرة نيمار المفاجأة الوحيدة التي ظهرت للفيلم، بل كان من المفاجآت أيضًا انضمام بطل الجزء الثاني من «تريبل إكس»، آيس كيوب، لمعاونة الفريق في التصدي لخطر «صندوق باندورا» ومن يقف وراءه، مما جعل العمل توليفة غنية ومنوعة للغاية بين ممثلين موهوبين يتمتعون بمهارات أدائية وقتالية ممتازة، بجانب حس فكاهي عالٍ لدى أغلب الأبطال مما يجعل الجزء الأخير من تريبل إكس وجبة سينمائية مشبعة للباحثين عن تجربة سينمائية ترفيهية لا تنسى.

The post ماذا يفعل نيمار في فيلم تريبل إكس الجديد؟.. عرض لفيلم «xXx: Return of Xander Cage» appeared first on ساسة بوست.

باتمان وسوبرمان بين عوالم الكوميكس وعوالم السينما

$
0
0

الأبطال الخارقون عالم متكامل من الأحداث والحكايات وليس فقط بضعة رسوم متحركة على صفحات المجلات أو شاشات التلفزيون، قصصهم تحدد طبيعتهم وأعمارهم نهلت من تواريخ سياسية واجتماعية واقتصادية لأمريكا بالأساس. فباتمان هو “بروس واين” مليونير لاه، وريث عائلة ثرية من مجتمع الصناعات العسكرية التي نشأت أثناء الحرب العالمية الثانية، وسوبرمان هو “كلارك كنت” ابن فترة الكساد الكبير وابن مزارع من آيوا، وأوضح مثال هم شخصيات فيلم الحراس (Watchmen (2009 وهم من كوميك مشهور بنفس العنوان ويعتبر الأول على 100 جرافيك نوفيل Graphic Novel على مر تاريخ الكوميكس. فمخرج الفيلم الذي التزم حرفيًا بمشاهد الرواية المصورة من تأليف آلان مور Alan Moore يخبرنا أن كل فعل هو فعل سياسي، ففيه لن تستطيع فصل السياسة الأمريكية عن عالم الكوميكس، فدكتور مانهاتن Dr. Manhattan هو ببساطة تجسيد لمشروع أمريكا النووي في مدينة منهاتن وهو الاسم السري العسكري لمجموعة العلماء الذين صنعوا القنبلة الذرية، وإذا كان هذا على جانب استديوهات دي سي DC، في جانب استديوهات مارفيل Marvel يصبح كابتن أمريكا Captain America التفسير البطولي لخوض ونجاح أمريكا في الحرب العالمية الثانية ومواجهتها للنازية وهو أيضًا القائد للمنتقمين Avengers. ولن ننسى طبعا توني ستارك Tony Stark البطل الأمريكي الجديد الثري وتاجر الأسلحة والعالم والمهندس وأخيرًا البطل الخارق الرجل الحديدي Iron Man.

حاليا تتنافس DC وMarvel على عالم الأبطال الخارقين إلى درجة أن ظهرت أربعة أعداد من مجلة تحمل اسم DC vs. Marvel في 1996 للمواجهات بين أبطال العالمين، وفيها تفوق باتمان (Batman (DC على كابتن أمريكا (Captain America (Marvel.

أول حدث هز عوالم الكوميكس هو موت سوبرمان في فيلم (باتمان في مواجهة سوبرمان): فجر العدالة Batman v Superman: Dawn of Justice 2016. الفيلم الذي شَهد موت سوبرمان هو الفيلم الثاني بعد فيلم رجل من فولاذ 2013 Man of Steel وسيتلوه فيلم من جزئين لتكوين عصبة العدالة Justice League. فيما يصنع ثلاثية أخرى لسوبرمان على شاكله ثلاثية باتمان، الفارق إن استديوهات DC هي التي ستصنع ثلاثية سوبرمان، بالرغم أن المخرج “جاك سنايدر” Zack Snyder من سيقوم بإخراج الثلاثية بالكامل (كما هو متوقع ومتعاقد عليه)، ولكن ثلاثية باتمان صنعها المخرج الرائع “كريستوفر نولان” Christopher Nolan صاحب Inception وInterstellar.

ببساطة نحن نشهد تحولًا في عوالم الأبطال الخارقين Supermen من عوالم الكوميكس إلى عوالم السينما. فقد تدخلت استوديوهات DC في طبيعة شخصيات أبطالها وكذلك فعلت استوديوهات Marvel، ولكننا سنتكلم عن شخصيتين تنتميان لعالم DC وهم سوبرمان وباتمان.

سوبرمان Superman

“… أنا متحمس للقصص المصورة، خصوصا عن الأبطال الخارقين، أجد علم الأساطير الذي يتضمن أبطالًا خارقين مثيرًا للاهتمام. خذي مثالا سوبرمان، في علم الأساطير، سوبرمان ليس فقط بطلًا خارقًا عظيمًا، لكنه أيضًا فريد. في تصنيف علم الأساطير للبطل الخارق، هناك شخصية للبطل الخارق، وشخصية لذاته الثانية. باتمان في الحقيقة بروس واين، عندما يصحو باتمان في الصباح، يكون بروس واين الذي يجب أن يدخل الكهف ويرتدي زي باتمان ليصبح باتمان، وفي تلك النقطة، يصبح سوبرمان فريدا، سوبرمان لم يصبح سوبرمان، سوبرمان ولد سوبرمان، عندما ينهض سوبرمان في الصباح، هو سوبرمان، بزيّه الأحمر بـحرف “S” الكبير، وتلك البطانية التي لفّ فيها وهو طفل عندما وجدته عائله كنت. ذاته الثانية هي كلارك كنت، بذلة العمل والنظارة، ذلك الزي لشخصية الصحفي، ذلك الزي الذي يلبسه سوبرمان ليختلط بنا، زي كلاك كنت، كلارك كنت هو كيف يرانا سوبرمان، سمات شخصية كلارك كنت، ضعيف، غير واثق من نفسه، جبان، كلارك كنت نقيض سوبرمان في الجنس البشري كله”.

لهذا سوبرمان من أنجح شخصيات الكوميكس على الإطلاق، يموت سوبرمان على يد دوومسداي Doomsday الوحش الفضائي، موت سوبرمان التحول الأكبر في عالم البطل الأول في DC، فموت سوبرمان لم يقتل سوبرمان ولكنه قتل الموت نفسه في عالم الكوميكس، فكم الشخصيات التي ماتت وعادت للحياة تفوق العدد وكلها بعد عام 1992، ناهيك طبعا أن الكتاب حقق مبيعات هائلة لشركة دي سي. حدثت كثير من التعقيدات والارتباكات في عالم سوبرمان بعد موته، ولكن فيلم الأنيمي Superman Doomsday 2007 وضع الأمور في مسارها الصحيح، فيوم الحساب لسوبرمان ليس في موته ولكن في مواجهه نفسه، في نسخة صنعها ليكس لوثر Lex Luthor العدو البشري اللدود لسوبرمان. لوثر يطرح سؤالًا هامًا للغاية: سوبرمان له كل المميزات ليصبح أحد الآلهة بما فيها استعداد الناس عمليا بالكاد ليعبدوه! ولكنه يحمينا ويحافظ علينا بدون أي شروط أو مطالب! هل سوبرمان إله حقا؟ هذا السؤال طرحه جاك سنايدر في فيلمه الأخير ولكن الفارق إن العثور على الإجابة جاءت بطريقة مختلفة، ففي فيلم الأنمي (يوم حساب سوبرمان) واجه سوبرمان بعد رجوعه للحياة نسخة صنعها (لوثر) جينيا ليسيطر بها على (متروبوليس Metropolis)، تلك النسخة الأخرى من سوبرمان تريد أن تحمي الناس أيضا بإخلاص ولكن وفق قوانينها الخاصة، تلك النسخة ليس بها الجانب الإنساني، ليس بها شخصية كلارك كنت، تلك النسخة تقتل وتهدد وتعاقب، باختصار تلك النسخة تفقد البوصلة الأخلاقية التي تربى عليها ذلك الفتى ابن المزارع، ومع انتصار سوبرمان على تلك النسخة ومع عودته للحياة بعد الموت، تمت الإجابة على سؤال الألوهية. صحيح كلارك كنت هو نقيض سوبرمان في الجنس البشري، لكن شخصية كلارك كنت أو بالأدق ضعفه هي التي منعت سوبرمان من أن يكون إلهًا مسيطرًا ومتحكمًا. أما جاك سنايدر جعل سوبرمان يذهب للمحاكمة أمام الكونجرس الأمريكي وجعل الناس تتمرد عليه، ولم يقدم إجابة على السؤال إلا بموت سوبرمان نفسه بنهاية الفيلم. المؤسف أن حتى محاكمة سوبرمان لم تتم والسؤال الذي يؤرق الشعب: هل حقا نحتاج سوبرمان؟ فالسيناتور الأمريكي التي تتولى جلسة محاكمته، تقر – بعد تردد واضح – بحقيقة وجوده وليس ضرورة وجوده.

في فيلم جاك سنايدر، لم تعد شخصية كلارك كنت تتصف بالجبن والتردد، فهو انتقل للعيش مع حبيبته الصحفية، ويجادل رئيس التحرير حول الموضوعات التى يتولاها بصفته صحفيًا، فعندما يقول له رئيس التحرير: “عندما أُسّست الصحيفة، كانت لها مواقف واضحة”، فيرد عليه: “وهذا ما كنتَ ستفعله لو كنّا في عام 1938! لكنّنا لسنا كذلك”، وعشاق سوبرمان يعرفون أن هذا العام هو أول ظهور لشخصية سوبرمان على صفحات مجلات الكوميكس، بما يعني أن سوبرمان القديم انتهى.

باتمان Batman

باتمان بشري حتى النخاع، بدون أي قدرات خاصة وهو متفرد بين شخصيات الأبطال الخارقين بأن نقطة ضعفه الوحيدة استغلها لتعزيز قوته، وهي الخوف من الوطاويط، والقتال خلال الألم، “بروس واين” يخاف ويعاني ولكنه يستغل ذلك لتعزيز قدرات باتمان. يبلغ من العمر 77 عامًا، حيث ظهرت تلك الشخصية لأول مرة على صفحات DC Comics عام 1938، بينما ظهر سوبرمان الذي يصغره بعام واحد عام 1939 (بعضهم يقول عدة شهور فقط)، ومن وقتها بدأ يظهر أبطال خارقون مُستلهمون من باتمان تارة وسوبرمان تارة.

سوبرمان يستمد قوته من شمس الأرض الساطعة لذا فكل مغامراته في النور، سوبرمان لا يحارب أو يقاتل إنما ينقذ ويحافظ، حتى إن حرف S على بذلته تعنى الأمل. أما باتمان فيستمد قوته من الوطاويط، كائنات الظلام، لذا فكل مغامراته في الظلام. مدينة جوثام Gotham لا تظهر في الصباح أبدًا، دائما غارقة في الظلام. في أحد مشاهد فيلم (Batman: Gotham Knight 2008) يسأله أحد المتشردين: كيف ترى المدينة من أعلى؟ فقال: “قذرة”. تظهر مدينة جوثام دائما في الأفلام أقرب لمدينة نيويورك. لا تؤثر شخصية بروس واين على شخصية باتمان، كما نرى وفعلت شخصية كلاك كنت في سوبرمان.

باتمان يحارب الجريمة، يظهر وقت الأحداث ليلقي القبض عليهم ويسلمهم للشرطة، بل ويلبي نداءها عندما يستدعوه بعلامه الوطواط في السماء. سؤال باتمان الأساسي حول القانون؟ وهل القانون عادل؟ مَن ينفذ القانون؟ فارس الظلام أم النائب العام ومفوض الشرطة؟ لهذا فالجوكر عدوه اللدود تراوده أسئلة على شكل إجابات لأسئلة باتمان. هل الفوضى تواجه القانون؟ في أغلب المواقف لا يرتكب الجوكر جرائم إلا بدافع إثارة الفوضى ليواجه رجل القانون! أين يقع الخط الفاصل بين الفوضى والجنون؟

في فيلم الأنمي باتمان (المزحة القاتلة Batman: The Killing Joke د2016) المأخوذ من جرافيك نوفيل لآن مور بنفس العنوان نشر عام 1988 لا نرى بروس واين، فالفيلم بالأساس عن شخصية الجوكر ولكن مشهد النهاية هو الذي يسترعى الانتباه، فالجوكر يستسلم ويعرض باتمان عليه المساعدة بدلا من وضعة في سجن آركام، فيقول له الجوكر: “لقد ذكرتنى بمزحة، كان هناك شخصان محبوسين في مصحة نفسية وذات ليلة قرروا الهروب، بعدما وصلوا إلى السطح رأوا الفضاء الواسع يمتد لجميع أنحاء المدينة وللحرية. الشخص الأول قفز بدون تردد ولكن صديقه يخشى السقوط والظلام. كان لدى الشخص الأول فكرة فقال له: “معي هذا الكشاف، سأضيء به في الفجوات بين المباني ويمكنك السير من خلال الشعاع والانضمام إلي” ولكن الشخص الثاني قال: “ماذا تظنني، مجنون؟ بوسعك أن تطفئه عندما أكون في منتصف الطريق”.

هذه هي المزحة القاتلة التي يقصدها آلان مور Alan Moore، فباتمان مجنون أيضا ولكنه يمارس جنونه حسب القانون، أما الجوكر يمارس جنونه حسب الفوضى، هذا هو الفرق، الفيلم يختم بالجوكر وباتمان يضحكان على تلك المزحة.

أعاد المخرج كريستوفر نولان شخصية بروس واين للأضواء في الثلاثية Batman Trilogy، فلم تعد مجرد ظل لباتمان أو ستارًا يتخفى به في ضوء النهار، بل جعله يقع في غرام صديقة قديمة ويدير شركات والده ويحرص على إرث عائلة واين ويتحكم في مضاربات البورصة، بل يشارك في صنع تقنيات تكنولوجية جديدة. قدم نولان خدمه كبيرة لباتمان، فقد عصم باتمان من الوقوع في الجنون. نولان اهتم بشخصية بروس ليس فقط ليرينا بدايات باتمان أو كيف تكون، بل للأهم وهو إظهار الجانب الإنساني في البطل الخارق.

The post باتمان وسوبرمان بين عوالم الكوميكس وعوالم السينما appeared first on ساسة بوست.

لماذا فجّر أخوان شيشانيان ماراثون بوسطن؟.. عرض لفيلم «Patriots Day»

$
0
0

 عن الأحداث الدرامية المروعة التي شهدتها مدينة بوسطن الأمريكية بولاية ماساتشوستس في 2013، يدور الفيلم المقتبس من أحداث حقيقية «Patriots Day» أو «يوم الوطنيين». ويحكي الفيلم قصة التفجيرات «الإرهابية» التي ضربت أكبر ماراثون سنوي يجري في المدينة، في أبريل (نيسان) من كل عام، ويشارك فيه آلاف من المواطنين الأمريكيين في الركض وممارسة رياضة الجري احتفالًا بالحياة والسلام والوحدة بين الشعب الأمريكي.

وكعادة الأمريكيين في توثيق كل كبيرة وصغيرة تجري في مجتمعهم لتظل حية وخالدة في وعي الأجيال الحالية والقادمة عبر أعمال فنية لا تقتصر فقط على الأفلام السينمائية، وإنما تتجاوز ذلك للروايات والأغاني والمعارض الفنية والكتب والأفلام الوثائقية؛ يروى فيلم «Patriots Day» الأحداث المؤسفة من وجهة نظر ضابط شرطة شارك في تأمين الماراثون قبل أن يجد نفسه فجأة في خضم الحدث الإرهابي محاطًا بالضحايا والدماء والأشلاء.

في عام 2007 وبعد خروج فيلمه «Shooter» ذكر الناقد الأمريكي الكبير الراحل «روجر إيبرت»، أن الممثل «مارك وولبيرج» لا يبدو بكامل تألقه إلا في الأفلام التي يشارك فيها وسط بطولة جماعية، وأن البطولة المطلقة لا تناسبه كثيرًا، وهو الدرس الذي تعلمه الممثل الشاب فيما بعد، وقدم عبر تطبيقه عمليًا أدوارًا هامّة منها دوره في فيلم مارتن سكورسيزي «The Departed» كشرطي فاسد أمام «ليوناردو دي كابريو» و«جاك نيكلسون»، وكذلك أدواره في جزئي الفيلم الكوميدي «Ted» بالمشاركة مع الممثل الكوميدي «سيث ماكفارلين»، وأيضًا فيلم «Pain & Gain» مع مجموعة من النجوم منهم «دوين جونسون» والممثل الأمريكي لبناني الأصل «توني شلهوب»، وفيلم «Four Brothers» مع «تيرانس هاوراد» و«شويتيل إيجيوفور».

وفي فيلم «Patriots Day» يعود وولبيرج للمشاركة بفعالية في بطولة جماعية تجمعه مع الممثلين الكبار «جون جودمان»، المشهور بأدائه الصوتي في فيلم الرسوم المتحركة «Monsters Inc.» لشخصية «James Sullivan»، و«كيفين بيكون»، نجم فيلم «Hollow Man»، و«جي كي سيمونز» الحائز على الأوسكار في دوره كأستاذ موسيقى قاسي في فيلم «Whiplash».

الذعر يضرب بوسطن

بعد مدة كبيرة في الخدمة في شرطة مدينة بوسطن، وبعد عدة إصابات في الركبة جعلت الحركة والمطاردات والعمل العنيف مرهقًا وصعبًا عليه، يستعد الشرطي تومي سوندرز (مارك وولبيرج) للانتقال لعمل مكتبي هادئ، إلا أن رئيس الشرطة، المفوض «إد ديفيس» (جون جودمان) يطلب منه العمل الميداني لمدة يوم واحد فقط إضافي لتأمين ماراثون الجري الذي يمتد لـ26 ميل (42 كيلومتر).

وفي يوم الحدث، الذي يحدد بالإثنين الثالث من شهر أبريل (نيسان) من كل عام كان الجو مشرقًا، والحدث يجري بشكل رائع وسط مشاركة 27 ألف عداء، ومشاهدة أكثر من نصف مليون شخص؛ ما يجعله واحدًا من أكبر الأحداث الرياضية مشاهدة على الإطلاق، قبل أن تحدث المفاجأة قرب الساعة الثالثة ظهرًا، وبجوار خط النهاية الخاص بالسباق، حيث انفجرت قنبلة بدوي شديد وتصاعد الدخان بشكل كثيف على الرصيف المخصص لمتابعة الحدث؛ مما تسبب في حالة ذعر واسعة.

يحاول توم مع زملائه استيعاب الموقف والوقوف على الخسائر، إلا أنه بعد الانفجار الأول بـ12 ثانية بالضبط، يفاجأ الجميع بانفجار آخر مروع. ووسط حالة الذهول التي أصابت العدائين والمشاهدين، يصدم تومي بحجم الخسارة، ثلاثة قتلى ضمنهم طفل صغير في الثامنة من العمر، وعشرات الجرحي على الأرض، ومن الإصابات التي تقع أغلبها في الأطراف السفلي للجرحى، وأيضًا من الأطراف المبتورة التي أطاح بها الإنفجار، يستنتج تومي أن القنبلتين قد زرعتا على مستوى سطح الأرض.

تنقلب الأمور رأسًا على عقب في مدينة بوسطن، ويُوقف السباق، ويهرع عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بقيادة «ريتشارد ديسلوريس» (كيفين باكون) إلى موقع الحدث، حيث يفرض كردون أمني واسع، مع حظر للتجوال، وفحص فرق الطب الشرعي وتحقيقات مسرح الجريمة كل شبر محيط بمواقع التفجيرين، وكذلك كل كاميرا موضوعة أعلى مبنى في أي مكان محيط بالسباق، وكذلك تفريغ محتوى الهواتف النقالة للمشاهدين من صور ومقاطع فيديو، ويُساعد مفوض الشرطة إد ديفيس، ديسلوريس على إقامة مركز عمليات كبير في مخزن واسع للمدينة، بحيث تُجمع الأدلة فيه، وعمل رسم «كروكي» ضخم لمسرح الجريمة، واستضافة الفريق الكبير المكون من رجال شرطة ومحققين فيدراليين ومندوبين من مكتب العمدة؛ ليتمكن الجميع بأقصى سرعة من تحليل ما حدث بالضبط والوقوف على أسباب الجريمة، والحصول على قائمة بالمشتبه بهم.

البحث عن القبعة البيضاء

لا يمضى وقت طويل حتى يكتشف الفريق، عبر تحليل شرائط الفيديو، وجود شاب يرتدي قبعة بيضاء يتحرك وسط الجموع في موقع الحدث، وبينما الجميع ينظر يسارًا باتجاه العدائين القادمين من بعيد ناحية خط النهاية، نجد الشاب ينظر ويتحرك إلى اليمين وكأنه يغادر الموقع.

وبشكل مذهل وتعاون دقيق وسرعة عالية، تكشف كفاءة المؤسسات الأمريكية في التخطيط والتنفيذ والعمل الجماعي، يُوجّه باقي فريق العمل لتحليل باقي شرائط الفيديو؛ لتتبع مسار هذا الشاب الغامض، ولا يمضي وقت طويل حتى تُحدّد صورة متوسطة الجودة لوجهه، ولوجه شاب آخر أكبر سنًا يشتبه في تعاونه معه.

يقع العميل الفيدرالي الخاص ريتشارد تحت ضغط من مفوض الشرطة والعمدة، للإعلان عن صور المشتبه بهم، وطلب المساعدة من سكان بوسطن، للإدلاء بأية معلومات عن المشتبه بهم لتحديد شخصياتهم بدقة وأماكن إقامتهم، إلا أن ريتشارد الذي يتعامل بحرفية عالية لا مجال فيها للعواطف، ويحاول بقدر المستطاع رسم جميع السيناريوهات الممكنة والاستعداد لها؛ يرفض هذا الطلب ولو بشكل مؤقت؛ لأن المعلومات التي بين أيديهم لا تكفي للجزم بتورط الشابين في التفجير، ولأنه إذا ما أُعلن عن تلك المعلومات مبكرًا وعُثر على الشابين، فسوف يتلهمهما سكان بوسطن بلا رحمة، وقد تنشأ فوضى عارمة.

لكن شخصًا من الفريق يُسرّب المعلومات وصور المشتبه بهم لقناة «فوكس نيوز»، ويتلقى ريتشارد تنبيهًا من القناة أنه في حال عدم إذاعته الصور للرأي العام خلال 15 دقيقة، فسوف تقوم هي بذلك، ليجد العميل الفيدرالي نفسه في موقف لا يُحسد عليه، مُضطرًا للإذعان وإذاعة الصور، ثم لا تمضي دقائق إلا وقد أذاعت كافة شبكات التلفاز الأمريكية صور الشابين المشتبه بهما على شاشاتها.

يكتشف الشابين جوهر (19 عامًا) وأخيه الأكبر «تيمورلينك» (26 عامًا) أن الشرطة عثرت على خيط قوي سيقودها إليهما عاجلًا أو آجلًا، وبالتالي عليهما الهرب في أسرع وقت. الأخوان من أصل شيشاني، وقد هاجرا إلى الولايات المتحدة عام 2003، إذ يدرس الأول الطب، واستطاع الحصول على الجنسية الأمريكية، بينما يدرس الثاني الهندسة وتزوج من أمريكية بيضاء وأنجب منها طفلًا، ويصفهما الجيران بأنهما شابين هادئين اندمجا في المجتمع بشكل سريع وطبيعي، ولم يلاحظ أحد عليهما أي مؤشرات تدل على التطرف أو انضمامها لجماعة «إرهابية».

كان الشابان قد أعدا مجموعة كبيرة من القنابل المكونة من وعاء مليء بالمواد المتفجرة، ومحشو بالمسامير وشفرات الحلاقة؛ لإيقاع أكبر ضرر لأكبر قدر من الضحايا في نصف قطر واسع. وكانا يخططان لشن المزيد من الهجمات الإرهابية في مدينة نيويورك، تركا الزوجة والابن الصغير واستقلا سيارتهما للهروب.

بوسطن تحاصر «الإرهاب»

تحكم الشرطة قبضتها الأمنية على المدينة، ويُستعان بقوات الحرس الوطني لتمشيط المدينة بحثًا عن المشتبه بهما، ويُعلن حظر التجوال، وتُطلق الأحكام العرفية، وتُغلق الشركات والبنوك والمتاجر، ويُوجه السكان بضرورة الالتزام بالمكوث في بيوتهم وعدم الخروج إطلاقًا لأي سبب، والاستجابة والتعاون لإجراءات التفتيش التي ستشمل كل بقعة في المدينة.

تمضي باقي تفاصيل الفيلم للكشف عن أسرار وخطوات المطاردة بهدف الإيقاع بالأخوين، وقد استطاع المخرج بيتر برج الذي سبق وقدم فيلم «The Kingdom» عن أحداث إرهابية حقيقية أيضًا وقعت في المملكة العربية السعودية، عندما هُوجمت منشأة أمريكية في الرياض عام 2003، مُسفرًا عن مقتل تسعة أمريكيين.

واستطاع برج وضع المشاهد في جو من الإثارة والتوتر والتحفز لمعرفة الكيفية التي بها سيُمكن الوصول للمتهمين، وأيضًا عكس ببراعة جو الاصطفاف الوطني والتماسك العاطفي الذي جمع المواطنين الأمريكيين في هذه اللحظة المأساوية، وكذا الكيفية التي عبر بها المجتمع الأمريكي هذه الأزمة، وكيف تعافى منها، وكيف قام الرياضي الأمريكي الذي بترت قدمه بالاستبدال بها قدمًا صناعية، والمشاركة في الماراثون في العالم التالي وسط احتفاء واسع.

«لماذا؟»

لكن ما لم يحاول الفيلم التطرق إليه، وكان أحد أسباب النقد الذي وجه له لاحقًا، هو عدم مناقشة الأسباب الحقيقية التي دفعت شابين ناجحين في الدراسة والعمل، لجآ للمجتمع الأمريكي الذي يبدو أنّه أحسن استقبالهما، إلى تنفيذ هذه التفجيرات، وخاصة أن التحقيقات أثبتت أن أيًا منهما لا ينتمي لأية «تنظيمات إرهابية».

وعلى ما يبدو، فما حدث هو أن الشابين قد وقعا ضحيةً للتطرف الإلكتروني، واستغلت أزمة الهوية التي يمران بها، فالانتقال بين المجتمع المُحافظ إلى المجتمع المُنفتح بلا قيود، يضع المرء تحت ضغوط فكرية ونفسية، وقد يمر بلحظات من عدم الإحساس بالأمان النفسي والاجتماعي، التي غالبًا ما تلعب التنظيمات المتشددة على وترها عبر قنواتها الإلكترونية، وهو ما كشفت عنه التحقيقات من أن الشابين كانا يُتابعان مقاطع فيديو تبث موادًا «متطرفة».

وأشار نُقّاد الفيلم إلى أنه كان من الممكن أن يُلقي الفيلم الضوء على خطر «الإرهاب الإلكتروني»، لكن الفيلم كان مهتم أكثر بتسليط الضوء على وحدة الأمريكيين في أوقات الأزمات، وعن دور الشرطة الوطنية في حماية الشعب الأمريكي.

The post لماذا فجّر أخوان شيشانيان ماراثون بوسطن؟.. عرض لفيلم «Patriots Day» appeared first on ساسة بوست.

فيلم «رؤية البلد».. دراما بسيكولوجية تخترق تابوهات وتعرض تجربة فرنسيات حاربن في أفغانستان

$
0
0

بعد مهمة مجموعة من الجيش الفرنسي في أفغانستان، يُنقل الجنود الشباب إلى أحد فنادق قبرص اليونانية في وقفة لمدة ثلاثة أيام قبل العودة إلى فرنسا، أورور ومارين فتاتان تمتلكان الكثير من المميزات الأنثوية والطيبة وحب الحياة لكن الحاجة إلى المال والفضول يدفعهما إلى الالتحاق بالجيش وخوض تجربة قاسية وفي مناخ رجالي جاف، في هذه الاستراحة تخضع المجموعة لجلسات مع استشاري نفسي لغرض تأهيلهم للعودة إلى الحياة الطبيعية المدنية، هنا يحضر شبح تجربة الحرب، يطرح الفيلم أسئلة عن مسخ الحرب للنفس الإنسانية وصعوبة التخلص من تأثيرها المرعب.

تظن الفتاتان أن مغادرة أفغانستان وهذا التوقف سيكون محطة مهمة في التخلص من شحنات الخوف والتوتر التي تحيط بأي محارب في أرض المعركة، لكن ما يحدث هنا يكشف أن ما حدث في أفغانستان وخصوصًا موت أحدهم سيظل يلاحق الجميع ولن يكون من الماضي المنسي، كما أن الكثير من النظرة الدونية للمرأة المجندة، فالبعض لم يستوعب بعد أن المرأة قادرة أن تشترك في هذه التجارب بغض النظر عن الداوفع في الالتحاق بالجيش، فهناك رجال يفعلون هذا هربًا من البطالة وطلبًا للمال أيضا، ثم تقال تلك الشعارات الرنانة.

هذا الفيلم يجمع بين التحليل البطيء والحذف غير المعلن ويتلمس المسار النفسي لعدد من الشخصيات، لكنه يركز على الفتاتين، موضوع قلما يناقش أو يذكر في السينما الفرنسية، نعلم جيدا أن حرب الجزائر تكاد تكون من التابوهات خصوصا لو أن الفيلم يقول بعض الحقائق الصادمة لذلك معظم الأفلام القليلة جدا التي تطرقت لهذه الحرب تظل في علبها مخزنة ومهملة عن قصد.

ما يحدث في هوليوود عكس ما يحدث في فرنسا؛ حيث صدمة قصص الحروب الأمريكية الخاسرة تجد النجاح وتتعدد وجهات النظر ومنها وجهات نظر نقدية ومنها بعض الإشارات إلى ضحايا عبث الحروب.

يشير الناقد الفرنسي جيرار كريسبو، إلى هذه النقطة ويرى أن هنالك مشكلة في الخيال تجاه موضوع الحرب ومعالجاتها تظل ضعيفة أو مرتبكة، وخصوصًا عندما ترتبط بالتطورات الأخيرة.

تحت غطاء الخروج من الألم وذكريات بشعة، تخضع هذه المجموعة للعلاج النفسي الجماعي والمقابلات الفردية، نرى التباين والتناقض بين الفتاتين رغم ما تربطهم من صداقة منذ الطفولة، ورغم الاشتراك في عناصر كثيرة كالبيئة والمحيط الاجتماعي الواحد، في هذا الفندق الفخم والفضاء المفتوح والمختلف تماما عن فضاء وطقوس الحرب، أي في هذا الركن الفردوسي كنا نظن أنفسنا سنشاهد هؤلاء جميعا يهرعون إلى الملذات ونسيان جحيم الحرب، لكن الحرب تفرض أجواءها هنا، وظلت معظم الإطارات مغلقة وشبح أفغانستان يكاد يسيطر كليا رغم أننا لا نرى رجوعًا إلى الذكريات عبر ومضات الفلاش باك، يتيح لنا هذا الفيلم أن نأخذ مكان الشخصيات ونتصور ما حدث من رعب مفجع.

نحن لسنا مع فيلم يناقش شرعية ودوافع التدخل الأجنبي في أفغانستان ولا يحكي عن هذا البلد أو أهله، يركز الفيلم على التأثير النفسي لهذه المجموعة العسكرية الصغيرة التي قضت ستة أشهر فقط ويستعرض رعب معركة واحدة ربما تكون أشرس معركة، هنا رؤية تكاد تقول إن هؤلاء ضحايا وكأنهم ذهبوا في عطلة تنزه وليس إلى الحرب، كما أن هناك نوع من الإدانة للسياسة الفرنسية ليس كونها تتدخل عسكريًّا خارج حدودها، بل كونها تزج بزهور أبنائها وترسلهم إلى هذه المستنقعات القذرة، دوافع هؤلاء كانت الهروب من البطالة ولم يستعرض الفيلم أي شخص يتحدث عن قتله لرجل أفغاني أو أي إشارة لضحية مدنية.

في لقاء مع الممثلة سوكو، على قناة أرتي الفرنسية، وضحت سوكو أنها لم تكن تعرف بموضوع الفيلم وبعد أن أطلعت على السيناريو لم تكن متأكدة أن التطرق إلى هذا الموضوع سينجح أم يفشل ولكنها وجدته مهما.

كذلك نسمع الممثلة أريان لابد، وتستغرب من وجود وحقيقة ذهاب جنود إلى أفغانستان كوننا لا نسمع ولا نقرأ عن هذا الموضوع في وسائل الإعلام الفرنسية ويبدو وجود تعتيم إعلامي متعمد، كما كشفت أنها زارت وتعرفت على مجندات وجنود في الجيش الفرنسي وتعرفت على بعض حكاياتهم وحياتهم وطريقة تفكيرهم وحركاتهم وعالمهم الخاص ويختلف تماما عن حياتنا المدنية، كذلك سوكو وضحت أنها تعلمت طريقة المشي والتحية العسكرية وتحدثت مع عائدات من أفغانستان وشاهدت صورهم وكل هذا كان ضروريا ومهما للدخول في مناخ الفيلم، هذا الدور مختلف تماما مع طبيعتها الهادئة والكارهة للعنف لذلك وجدت من المهم خوض تجربة وعالم معاكس لعالمها، وكان الفيلم مناسبة ربما لن تتكرر في حياتها كونها لا تميل إلى هذا النوع من المواضيع وهي لا تشاهد أفلام الحروب والرعب ولا تتحمل رؤية شجار في الشارع وتروادها الكثير من الكوابيس منذ 11 سبتمبر ومع كل حادثة إرهابية يزداد خوفها وقلقها.

هذا الفيلم يتحدث عن فتاتين وتجربة لنساء في الجيش الفرنسي، ولكن الأهم أنه يعكس نظرة نسوية عن عالم رجالي قاس، ونلمس هنا شخصية أورور تبدو كأنها رجالية شكلا ولكن جوهرها أنثوي خالص، نرى في أحد المشاهد، أورور وصديقتها مارين قرب الشاطئ، ثم يركضن، هنا عودة إلى العمق ويكون التعري في البحر، هذا المشهد القصير يعيد إلى الفتاتين الشعور بالحرية والأنوثة، ففي هذا العالم الرجالي نرى وجوه المجندات كالحة فلا مكياج ولا نعومة ولا ملابس نسوية ولا ممارسات جنسية، تنتهز مارين فرصة تعرفها على شاب يوناني وتمارس معه الجنس، لأن لديها رغبة للحياة وممارسة الحب، ونراها تتحسس فخذها ومعالم الجرح الذي أصابها في المعركة والذي يظل علامةً دائمة تذكرها بتجربة الحرب والتي يبدو أنها لن تكررها.

نرى الكثير من المزاح داخل المجموعة يتحول إلى عنف، والكثير من العنف الرجالي ضد المجندات، الحوار عكس جانبا من العنف من خلال الألفاظ التهكمية المستفزة والساخرة وكلمات السباب والشتائم فلا أحد ينظر إلى المجندات باعتبارهن إناثًا، ومع دخول الرجال إلى هذه الجنة المليئة بالفتيات شبه العاريات نلمس شعورا بالجوع الجنسي، وبعضهم ينوي خوض مغامرات ممتعة ولا يعتبرها خيانة زوجية بل متعة عابرة وصغيرة لا أكثر.

حرصت الكاميرا على قيادة الشخصيات إلى الأماكن المغلقة، وتتحول هذه الأماكن إلى موحشة تشبه جحيم أفغانستان، فمثلا في المرقص تنزعج أورور من ضجيج النادل وهو يغرف قطع الثلج، هذا الصوت يربكها ويوترها ثم يجعلها تغضب وتثور وكأنه قادم من ذلك العالم الذي غادرته.

صاحبة الرواية ومخرجة الفيلم دلفين كولين، ترى أن فرنسا تعيش الحرب منذ 15 عاما بمشاركتها في أفغانستان، ولكن لا أحد يقول أو يعترف بهذه الحالة، والآن تتعرض فرنسا لهجمات ولا أحد يربط هذه الهجمات والمشاركة في الحرب، كما وضحت أن الرواية من محض الخيال لكنها تنطلق من أسس حقيقية موجودة، فمثلا الوجسيل الذي نشاهده المستخدم في العلاج النفسي ويستخدم كذلك في التدريبات قبل الذهاب إلى الحرب، ونظام العلاج النفسي تستخدمه كل الدول الغربية، وهذه المراكز تحاول خفض نسبة الأدرينالين عبر الرياضة، وهناك شخصية الشاب الذي لا يحس بذراعه هو ليس ممثلًا بل شابًا حارب في أفغانستان وتعرّض فعلا لهذه الحادثة، الفيلم يتحدث ويركز على الحياة أي حياة هؤلاء الجنود ما بعد الحرب.

في هذا الفيلم «رؤية البلد» إخراج الأختين دلفين وموريال كولين، نرى سلوكيات الرجال تشبه سلوكيات وانفعالات الأطفال، فهم يدخلون في شجارات سخيفة وعنيفة والبعض يفضل ألعاب الفيديو الحربية والحرب في نظر البعض لا تختلف عن هذه الألعاب، ولكنها لعب محسوس ومعاش، كما نلاحظ تحرشات البعض منهم بالفتيات ولا يوجد لدى البعض شعور بالمسؤولية بينما نرى المجندات عكس ذلك أي عاقلات ولديهن شعور بالمسؤولية أكثر وتأثيرات الحرب تبدو ظاهرة على وجوههن وأجسادهن وكذلك تأثيرات نفسية عميقة ولكن لا يعني هذا ضعفهن وربما لو أن العالم في المستقبل ستحكمه نساء قد يكون أكثر سلاما وقد تختفي وتخفت هذه الحروب المدمرة والمجنونة التي خلقت الكثير من البؤس، نقد الحرب كان بطريقة غير مباشرة وفيها بعض الغموض، ويمكن أن نحس نهاية الفيلم بهذا العنصر بجمع شظايا متفرقة وربما لا يكون نقد وإدانة الحرب في أفغانستان ولكن إدانة الزج بالشباب الفرنسي في مناخ يمسخ الروح وله تأثيراته المستقبلية الخطيرة.

ترى موريال كولين، أن الفيلم سهل وقد تتعدد التحليلات النقدية حول مضمونه وكل متفرج يمكن أن يخرج بفهم خاص، الفيلم معالجة لرواية «رؤية البلد» كتبتها دلفين كولين، ولم يكن الفيلم نقلا للرواية، بل هناك الكثير من العمل والجهد في السيناريو، لأن الرواية تحوي 300 صفحة وفي السينما صفحة تعني دقيقة لذلك هناك قطع وتلخيص لبعض الأحداث.

*سينمائي وكاتب يمني مقيم في فرنسا.

The post فيلم «رؤية البلد».. دراما بسيكولوجية تخترق تابوهات وتعرض تجربة فرنسيات حاربن في أفغانستان appeared first on ساسة بوست.

بائع طهران المتجول.. عرض الفيلم الإيراني «The Salesman»

$
0
0

في عام 1949، انتهى الكاتب المسرحي آرثر ميلر من كتابة مسرحيته «موت بائع متجول – Death of a Salesman»، وهي المسرحية التي لاقت استقبالًا حافلًا، وفازت لاحقًا بجائزة البوليتزر المرموقة عن فرع الدراما، ثم تحولت لأفلام كثيرة أبرزها فيلم يحمل نفس العنوان صدر عام 1985، من بطولة الممثل داستن هوفمان.

وتتناول المسرحية حياة رجل مبيعات بائس يدعى ويلي، وأسرته المكونة من زوجة وولدين يافعين. يقع ويلي فريسة اكتئاب متزامن مع أزمة منتصف العمر، ويشعر أنه لم يحقق شيئًا في حياته على الإطلاق، ويخشى أن ابنه الأكبر بيف لن يحقق أي إنجاز في حياته هو الآخر.

تتدهور حالته النفسية، والعقلية، وتسوء علاقته بابنيه، بخاصة مع اعترافه لهما بأنه كان على علاقة منذ سنوات بموظفة استقبال في فندق، فيشعر الولدان بالغضب من خيانة والدهما لأمهما، وتنهار صورته الأخلاقية أمامهما بصفته مثلًا أعلى طالما احتذيا به.

على جانب آخر، يدفع الجميع بيف ليبدأ مشواره كرجل أعمال بإنشاء مشروعه الخاص، فيما ينتحر ويلي بحادث سيارة متعمّد؛ كي تصرف شركة التأمين أموالًا لأسرته، لتساعد ابنه بيف على تحقيق مشروعه، لكن بيف في حقيقة الأمر لا يريد أن يصبح رجل أعمال!

نسخة إيرانية من البائع المتجول

بنفس هذه الرؤية الواقعية السوداوية، يأخذنا المخرج الإيراني الحائز على جائزة الأوسكار، أصغر فرهادي، في فيلمه الأحدث «رجل المبيعات- The Salesman» في رحلة مع عائلة صغيرة مكونة من زوج يُسمى عماد (شهاب حسيني)، وزوجته رانا (ترانة عليدوستي)، اللذان يعيشان وسط زحام مدينة طهران المعاصرة، والتي تكاد تختنق من تكدس 16 مليون نسمة، يستيقظان يومًا على أعمال حفر وإنشاءات صاخبة تجري بجوار المبنى الذي يقطنان فيه، تهتز عمارتهما السكنية، وتبدأ في التصدع، ويسمعان صوت زجاج النوافذ وهو يتشقق.

يهرع الزوجان لمغادرة المبنى فورًا، تاركين كل شيء وراءهما، ونتعرف من بداية الفيلم على مدى شهامة الزوج عماد الذي يعود من أجل مساعدة سيدة مسنة على نقل ابنها المعاق لخارج المبنى الذي قد ينهار في أي لحظة، لكن لحسن الحظ لا ينهار المبنى، لكنه يصبح خطرًا وغير قابل للسكن فيه، ويجد الزوجان أنفسهما في الشارع دون سكن.

يعمل عماد مدرسًا للأدب في مدرسة ثانوية، ويتمتع بمحبة وصداقة طلابه، وليلًا يعمل ممثلًا مسرحيًّا في فرقة متواضعة، كذلك رانا تعمل ممثلةً في نفس الفرقة، وخلال ذلك الوقت كانا يجهزان مع زملائهما لإطلاق مسرحية مأخوذة عن نص آرثر ميلر، مقتل بائع جائل، ويخططان للمبيت في كواليس المسرح حتى يجدا مسكنًا جديدًا، إلا أن زميلهما الممثل باباك يخبرهما أنه يعرف شقة شاغرة يمكنهما الانتقال إليها فورًا، ويساعدهما أصدقائهما من باقي أعضاء الفرقة في حمل متعلقاتهما إلى الشقة الجديدة التي تقع في الطابق الأخير من عمارة سكنية مكدسة أيضًا، ويكتشفان أن هناك غرفة موصدة في تلك الشقة، ويخبرهما باباك أن المستأجرة السابقة خزنت أعراضها في تلك الحجرة، وأنه كان من المخطط أن تأتي قبل استلامهما الشقة لتنقل محتويات الغرفة، إلا أنه حدث ما عطّلها عن استئجار شقة جديدة، وقد تحتاج عدة أيام لتأتي من أجل نقل أشيائها.

يستفز ذلك الأمر عماد، ويفتح الحجرة وينقل أغراض السيدة إلى السطح، ويحمي الأغراض من المطر بمفارش بلاستيكية سميكة، إلا أن السيدة عندما تعلم بالأمر من باباك، تُعرب عن غضبها الشديد، مُهددة بأنها لم تسمح بأن يمر الأمر بسلام.

ضغوط الحياة الإيرانية

رغم لطف عماد، وطيبة رنا كأشخاص عاديين دمثي الخلق ينتمون للطبقة المتوسطة الإيرانية، إلا أنهما يبدوان دائمًا في حالة شرود، يبدوان في مكان آخر ولحظة أخرى غير المكان والزمان الحاليين، تخنقهما حياة الطبقة التي ينتميان إليها في طهران، التي تعني الزحام، والتكدس، وأزمة السكن، والوظائف ذات المستقبل المحدود، والمناخ الفني المقيد بتحكمات سلطة الثورة الإسلامية، والمجتمع المحكوم بشدة تحت قبضة الملالي، هذا إلى جانب عدم وجود أطفال لديهما حتى هذه اللحظة.

يحدث أمرٌ يُغيّر مسار القصة، حينما يرن جرس الباب يومًا ورانا وحيدة في المنزل، تظن أن عماد أسفل العمارة، فتفتح باب الشقة وتدخل الحمام لتستحم ريثما يصعد عماد. بعد ساعات يعود عماد للمنزل فيجد زوجته ممدة على أرض الحمام والدماء تسيل من رأسها، يهرع بها مع أصدقائه من الفرقة إلى المستشفى.

ورغم نجاة رانا من الحادث الذي لم يترك أضرارًا جسيمة على جسدها سوى بضعة جروح بجوار حاجبها وعينها، إلا أنه في المقابل ترك جروحًا غائرة في نفسها وروحها، أصبحت كثيرة البكاء، وتخاف البقاء وحدها في المنزل، ولا ترغب في دخول حمام المنزل، لدرجة أن زوجها يصطحبها لشقتهما القديمة من أجل أن تستحم.

يضع كل ذلك ضغوطًا أكثر على عماد، بالتزامن مع انطلاق المسرحية التي تؤكد رانا قدرتها على المشاركة فيها في دور زوجة ويلي، بينما يُؤدي عماد دور البائع ويلي نفسه، إلا أن رانا تنهار على المسرح في يوم الافتتاح، ويُلغى العرض، قبل أن تُستبدل رنا بممثلة أُخرى.

يكتشف عماد أن الشخص الذي هاجم رانا قد ترك هاتفه ومفاتيحه وأوراقٍ مالية داخل شقتهما، ولربما كان قد غادر هاربًا على عجل. يلاحظ عماد أن المفاتيح تحتوي على مفتاح لسيارة، يهبط نازلًا للطريق ويُجرّب المفتاح في جميع السيارات المصفوفة، ليعثر في النهاية على سيارة نقل صغيرة بصندوق استجابت للمفتاح.

البحث عن الانتقام

تدور باقي أحداث الفيلم حول رحلة عماد للبحث عن هذا الشخص، مستدلًا بمجموعة الأشياء التي وجدها. يرفض إبلاغ الشرطة، ويفضل الانتقام بطريقته الخاصة، فبالنسبة له فهذا الشخص قد أهان زوجته، وعرضها للخطر، وانتهك خصوصيتها وكرامتها، التي هي في نفس الوقت كرامته الشخصية.

ويركز المخرج أصغر فرهادي على التحولات النفسية التي تحيط بأشخاص عاديين في مواقف الشدة، والأزمة التي يمكن أن يتعرض لها أي شخص، وكيفية التأثير الذي قد يسببه عدم امتلاك المرء لفرصة تحقيق ذاته، في تصرفاته المختلفة.

لا مكان في أفلام فرهادي لعالم الفنتازيا، أو الأشخاص الخارقين، مثلما هو الحال في هوليوود، حيث الأفلام التي تصف عوالم مثالية، أو خيالية. وعلى غرار فيلمه الأشهر «A Separation» الذي فاز بجائزة الأوسكار عام 2011 كأفضل فيلم أجنبي، يغوص فرهادي في أعماق الإنسان الإيراني المعاصر المنتمي للطبقة الوسطى، والتي تمثل الشريحة الأكبر من سكان إيران البالغ عددهم 80 مليون نسمة.

يسيطر شعور الانتقام على عماد، ويبدأ في الشك في كل الأشخاص من حوله: باباك، والسيدة المستأجرة القديمة، وعامل المخبز. يهين بقسوة تلميذًا لديه بدر منه تصرف أخرق، ويستغل دوره على المسرح في سب وإهانة باباك بطريقة فهمها الأخير، لكن الجمهور اعتقد أنها جزء من المسرحية.

كان عماد في نفس مرحلة الضعف، والانكشاف، وعدم السيطرة على مشاعره ومقدراته التي مر بها رجل المبيعات ويلي تمامًا، كان يمكن أن يؤدي كل ذلك إلى كارثة له ولأسرته ولزوجته رانا، وعندما يعثر عماد على الشخص الذي أذى رانا في نهاية الفيلم، تتصاعد سيطرة رغبة الانتقام عليه، لدرجة أن رانا تهدده بأنها ستتركه لو لم يسيطر على نفسه.

The post بائع طهران المتجول.. عرض الفيلم الإيراني «The Salesman» appeared first on ساسة بوست.

في ذكرى الثورة: رغم الإخفاق السياسي لكنها لم تُهزم في السينما!

$
0
0

تُسيطر السياسية والاقتصاد وهواجسهما على اهتمام المواطن العادي في ثورات الربيع العربي، لكننا سنبتعد هنا عن الساحتين، في الذكرى السادسة لثورة يناير.

سنستعرض في هذا التقرير ملامح الصراع بين السينما والسُلطة، الذي رُبما كان من الصراعات القليلة التي لم تخسر فيها الثورة حتى الآن.

ممنوع من العرض.. والممنوع مرغوب

»مش من حقي أحلم يا أستاذ؟«، قال هذه الكلمات الطفل عُمر بائع البطاطا للمُصور أحمد رمضان عندما سأله عن حلمه المُستقبلي. اعتاد عُمر أن يتجول في محيط وسط البلد بعربته التي تمثل مصدر رِزقه الوحيد، ليبيع ما يقضي به حاجة يومه، وفي مرة من المرات التي يبحث فيها الطفل عن رزقه أخذته قدماه لمُحيط السِفارة الأمريكية في أثناء اشتباكات بين المُتظاهرين والأمن، ليلقى الطفل مصرعه برصاصتين، ثَبتَ بعد ذلك أن مصدرهم »الميري«.

انطلاقًا من هذه القصة قرّر المؤلف والمُخرج أحمد رُشدي بالاشتراك مع السيناريست حمدي حسن، أن يصنعا فيلمهم »بائع البطاطا المجهول«. وقررا اختيار الفنان المُعارض للنظام خالد أبو النجا للبطولة، وبعدها يختار مهرجان دبي السينمائي الدولي الفيلم للعرض لكي يعرض فيه، ثم يُفاجأ فريق العمل بتراجع المهرجان عن عرض الفيلم بتقديم اعتذار قالت فيه »تأسف إدارة مهرجان دُبي السينمائي الدولي، وفريق عمل الفيلم المُشارك في مسابقة المُهر الصغير، عن عدم تمكنهم من عرض فيلم بائع البطاطا المجهول لظروف طارئة وخارجة عن إدارة الطرفين؛ مُتمنين للفيلم النجاح في عرضه المُقبل«.

يتساءل البعض ما إذا كان منع الفيلم بسبب قِصتُه أم بسبب بطله خالد أبو النجا، لكن سواء هذا أو ذاك لن تكون النتيجة مُختلفة، فالفيلم يمثل وجهة نظر ثورية، والبطل أحد المنتمين للثورة والمثيرين للقلاقل للسلطة المصرية الجديدة.

جاء الرفض أيضًا من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي على عرض فيلم »آخر أيام المدينة«. وقال تامر السعيد مُخرج الفيلم إن الفيلم لاقى تَعنُتًا غير مفهوم من إدراة المهرجان، كما أوضح تامر خلال لقائه في برنامج هُنا العاصمة إنه ظل يعمل على الفيلم لمُدة عشرِ سنوات وفي النهاية لا يجد فرصة عرضه في بلده.

إعلان فيلم آخر أيام المدينة

الفيلم تدور أحداثه في عام 2009 داخل مدينة القاهرة، وبطله خالد هو مُخرج شاب يُحاول أن يصنع فيلمًا عن المدينة وأحلامها المُختلفة، في نفس الوقت الذي تُريد فيه حبيبته أن تُهاجر خارج البلاد بالإضافة لاحتمالية طرده من شقته.

وقال المُدير الفني للمهرجان يوسف شريف رزق الله في تصريحٍ له إن الفيلم لم يُعرض في المهرجان نتيجة عرضه كثيرًا في المهرجانات الخارجية.

جدير بالذكر أن المهرجان كان تحت رعاية وزارة الثقافة المِصرية، وكان تحت إشراف اللجنة التي يرأسها خالد عبد الجليل رئيس الجهاز القومي للسينما منذ عهد حسني مُبارك حتى الآن رغم الاحتجاجات التي قامت مُطالبة برحيله.

يعتقد بعض الفنانين، إنه بشكل أو بآخر تُعتبر هذه التصرفات عديمة الجدوى لأن جُزءًا أساسيًّا من جوهر ثورة 25 يناير كان من أجل توقّف الدولة عن لعب دور الأب -الرقيب- أيًا كانت الأسباب التي تدفعها لذلك، والآن حتى لو مُنعت بعض الأفلام من العرض فإنها تصل للناس بطريقة أو بأخرى.

سينما الثورة.. لا تضعوا الخمر القديم في إناء جديد

قال مُقرر لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة حمد كامل القليوبي أن السينما تتجاهل الثورة أو تقوم بمنع بعض الأفلام غالبًا لأسباب تتعلق بفكرة المزاج الجمعي المصري، فهو يميل إلى البحث عن المتعة والترفيه، نظرًا لظروفه المتأزمة دائمًا.

وانطلاقًا من رأي مُشابه قدم الباحث أحمد عبد العال ورقة بحثية بعنوان «السينما المصرية والثورة، قراءة مُغايرة وبديهيات مُستقرة» يقول فيها إن «السينما عمومًا خرجت من رَحِم المسرح الفُكاهي والترفيهي، وإنها مُقيدّة رقابيًا باعتبارها صناعة رأسمالية هدفها الربح، فالسينما تعتمد على آلية العرض والطلب، وهو ما يجعلنا نقدّم اهتمامات الجمهور».

كما يرى أن أسباب بُعد السينما إلى حدٍ ما عن تقديم أعمال ثورية يرجع إلى الظرف الاجتماعي والواقع المأزوم وافتقار المزاج الجمعي للمصريين.

الناقد ناجي فوزي يرى إن الزمن تغير، وإنه على كثرة الأفلام التي تعرّضت للثورة وأحوالها؛ من »18 يوم« إلى »بعد الموقعة» و»الشتا اللي فات« بالإضافة إلى »فرش وغطا« و«فبراير الأسود» و«حظ سعيد« رغم أنها لاقت مشاكل سواء في تصويرها أو في عرضها، لكنّها عُرضت بعد ذلك، بل إن رفضها في البداية وجّه اهتمام المُشاهدين لرؤيتها عن غيرها كما يرى.

رُبما علينا أن نذكر هُنا أيضًا فيلم لاشين الذي تنبأ بثورة 23 يوليو، وكان الفيلم من إنتاج أستديو مصر. يَحكي عن حاكم فاسد يخلعة شعبُه ويجعل من الجيش الحاكم الجديد القوي والمُسيطر والعادل. مُنع الفيلم آنذاك بذريعة أنه إهانة للذات الملكية وتحريض على التمرد والثورة، لكنّه لا يزال من علامات السينما المِصرية رغم مرور أكثر من 60 عامًا.

رُبما نرى بمرور الزمن تمجيدًا لعدد من هذه الأفلام التي لاقت نفس المصاعب، ورُبما لن يكتشف ولا غيرهم إن منع هذه الأفلام كان سبب تركيز النظر عليها ومحاولة مُشاهداتِها.

سينما الثورة.. رُبما هي مكسب الثورة الأكبر

يعتقد أستاذ النقد السينمائي ناجي فوزي في حواره لساسة بوست إن الثورة استطاعت تحقيق مكاسب إعلامية وسينمائية كبيرة، حيث جعلت في يد كُل فرد مِنا كاميرا خاصة يستطيع تصوير كُل ما يُريده. كما يرى أن الدولة لن تستطيع منع ذلك الكم الكبير من الأفلام.

»الناس محدش هيعرف يضحك عليها تاني، 25 يناير غيرت حاجات كتير ولو حصل حاجة بعد كدا محدش هيعرف يوقف الناس ولا حتى الإعلام. في شُحنات ومشاعر عند الناس دلوقتي محدش عبّر عنها من المُثقفين والسينمائيين». *الناقد ناجي فوزي.

وأوضح فوزي إن جانبًا كبيرًا من الأوراق البحثية التي تحدثت عن السينما والثورة تُشير بوضوح إلى العلاقة بين سياسة الدولة بِصفة عامة والأفلام التي تتناول الثورة ووصفها بأنها علاقة ذات طابع رِقابي من جانب السُلطات الحاكمة في الدولة، لكنّها لا تُشكّل نقطة ضعف للسينمائيين بعد الثورة.

يرى الناقد «عصام زكريا» أن عددًا كبيرًا من شباب السينمائيين المُنتمين إلى الطبقة المُتعلمة المُثقفة التي كانت في طليعة الثورة قد شاركوا بكاميراتهم الخاصة في توثيق ما حدث في يناير (كانون الثاني)، وقام مُعظمهم بتحويل هذه المواد بعد ذلك إلى أفلام وثائقية بإنتاج مُستقل أو بالاشتراك مع مؤسسة.

يفتح عصام بذلك ملفًا على قدر من الأهمية بتصنيفه للأفلام التي اتخدت من الثورة عمومًا موضوعها الأساسي إلى قسمين؛ أولهما كان بإشراف شركات إنتاجية وإعلامية ومحطات تلفزيون وصحف، والثانية هي الأفلام المُستقلة التي أنتجها أفراد، وهذه الأخيرة رُبما يُرجح عدم اعتمادها على رأسمالي كبير استقلاليتها.

حيث يُشير إلى أن الأفلام غير الروائية العديدة التي أنتجتها الصحافة والتلفزيون كانت مُحاولات جيدة حتى لو لم يلق بعضها نجاحًا أو رواجًا كبيرًا، وتأتي قناة الجزيرة الإخبارية في المُقدمة بين المؤسسات الإعلامية برصيد 30 فيلمًا، ويُعتبر فيلم «الطريق إلى التحرير» النموذج المثالي لهم.

كما قامت »بي بي سي» بإنتاج تقريرها المُهم والنموذجي «الثورة الضاحكة» فعلى الرغم من كونه تقريرًا إخباريًّا إلى إنه أقرب إلى فيلم وثائقي، وقامت أيضًا بإنتاج سلسلة من جزئين تحمل عنوان «يوميات الثورة».

وكانت قناة «أون تي في» قد أنتجت فيلمًا وثائقيًا عن الثورة يحمل اسم «25 يناير يوم بيوم» بعد التلفزيون المصري الذي لم يُنتج هو الآخر إلّا فيلمًا واحدًا «اسمي ميدان التحرير» عُرض الفيلم بعد مضايقات كانت تهدف لمنع عرضه. ويُمكننا أن نُجزم أنه من بين كُل الفضائيات المصرية التي تقوم بإنتاج المحتوى الإعلامي لم يوجد إلّا فيلمين فقط، بحسبه.

فيلم اسمي ميدان التحرير

فيلم وثائقي يبحث عن دوافع ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، ويُعتبر نقلة نوعية في نهج الإعلام الرسمي المصري لتغطية الأحداث، أنتجه عاملون بقناة النيل للأخبار، ومُنع من العرض أول الأمر، حتى أجبر وزير الإعلام بحكومة الجنزوري على عرضه نتيجة ضغوط العاملين وتهديدهم بقطع البث في حالة استمرار رفض عرضه.

أيضًا أنتجت مؤسسة الشروق عددًا من الأفلام في «سلسلة يوميات الثورة» تُشبة تلك التي أنتجتها قناة الجزيرة والتي تحمل نفس الاسم. كما أنتجت صحيفة المصري اليوم فيلمًا وثائقيًا بعنوان «الثورة خبر» ويُمكن الإشارة إلى أن الفيلم أُختير للعرض في مهرجان برلين لكن لم تتقدم أي من القنوات العربية لشراء حقوق عرضة حتى الآن لأسباب لا يعلمها أحد.

فيلم الثورة خبر كامل

ويقول عصام إنه رُبما للمرة الأولى التي يُعرض فيها فيلم وثائقي طويل مُكون من ثلاثة أفلام قصيرة في دور العرض السينمائي العامة المُخصصة للأفلام الروائية، بالرغم من إنها يُمكن أن تعرض ذلك لكن قديمًا كان في إطار مُناسبة كمهرجان أو احتفال ثقافي ما ولكن المُختلف هُنا أن الفيلم الذي يَحمل عنوان «الطيب والشرس والسياسي» إخراج الثلاثة «تامر عزت وأيتن أمين وعمرو سلامة» قد أُنتج خصيصًا للعرض العام.

ويوضّح ناجي إن الأفلام الروائية التي أُنتجت بعد الثورة ليست على المستوى المطلوب باستثناء ضعيف فيلم «18 يوم»، الذي اشترك في إخراجه عشرة مُخرجين. ويُرجع ذلك لأسباب تتعلق بالقصور الفني للقائمين على تلك الأعمال وليس إلى التكاليف الإنتاجية التي تتطلبها هذه الأعمال. فالأفلام التي تُترك لها حرية إنتاجية ومادية كبيرة أيضًا تضع نفسها في أخطاء فنية أيضًا بحسبه.

كما يرى إن كُل صُناع الأفلام يعلمون أن الشرط الأساسي في قبول الفيلم ليست الموافقة المبدأية ولكن الموافقة النهائية تتوقف على مُشاهدة الفيلم، هذا الشرط تحديدًا يضعهم تحت رحمة الرقابة والمُجازفة التي يُمكن من خلالها عدم عرض الفيلم.

«يقول أنه يبدو الأمر وكأننا لم نقم بثورة وإنما فتحنا بالوعة كانت تُغطي عفنًا وحشرات وزواحف لا أوّل لها ولا آخر. رُبما بشكلٍ من الأشكال تصف هذه الجُملة حقيقة قاسية بعض الشيء، لكن هكذا تكون السينما وهكذا يكون دور الفن في الحديث عن المسكوت عنه وإظهار خطايا الجميع، بحسبه. ويُضيف ناجي على ذلك قوله «إن العلاقة بين السينما والثورة تحمل ضمن محتواها ذاته ما يتعلق بحقيقة ثورية الفن السينمائي الذي يُعتبر آخر الثورات هو الآخر بالنسبة لعالم الفنون».

لا توجد دعاية سيئة

يقول ناجي فوزي بالرغم من إننا ما زلنا في دولة سلطوية، لكن يجب علينا ألّا نضع للرقابة أو سُلطة الدولة اهتمامًا عند التفكير في إنتاج عمل سينمائي أو عمل فني عمومًا. حيث أصبحت منصات العرض أكثر وأوسع نِطاقًا، كما إن المُعارضة التي توجد حاليًا هشّة وضعيفة حين نُقارنها بسابقيها؛ لن تكون هي نفسها التي كانت أيام مُبارك مثلًا.

في كِتابه الصادر في نوفمبر (تشرين الثاني) من 2011 «هجائية السينما للسُلطة في مصر» يقدّم فوزي أطروحته بخصوص الأفلام التي يصفها بالنفاقية كونها أُنُتجت خصوصًا بهدف نفاق السُلطة والحكومة، لكن باحترافية شديدة وتحايُل حوّلت هذه الأفلام قِبلتها لتسخر من السلطة والحكومات بحسب رأيه، مثل »جواز بقرار جمهوري»، و»طباخ الريّس».

أي إننا بحسبه يُمكننا أن نجعل من تحايلنا ولا نقول (رمزية) تجعل الأفلام حِكرًا على عدد قليل يفهمها، لكنه التحايل بالإضافة إلى فهمنا الجيد للوضع القائم، فرصة لتمرير أفلام تسخط من النِظام وتثور عليه بدون أن تصطدم به.

رُبما أصبح للجمهور المصري نتيجة الثورة تلك «الصِفةالانتقائية» التي تجعله صاحب رأي فيما يحدث، ولا يُمرّر الأحداث والأخبار مثل ذي قبل. ورُبما على المُبدعين والفنانين أن يجتهدوا أكثر لإظهار أكبر قدر من الحقيقة والإبداع الفني، لكن حتى إذا اعترفنا بفشل الثورة سياسيًا، وإذا اعترفنا أيضًا بعدم تحقيق المُتوقع من السينما والفن في تمثيل حدث بأهميتها وجذريتها، إلا إننا لا يُمكننا إلى الآن أن نجزم على فشل السينما أو نجاحها. حيث لا تزال هُناك فرصة لتعويض ذلك وإظهار المزيد من الإبداع، وربما في الحقيقة أن الثورة السينمائية هي الوحيدة التي لا زالت مُستمرة.

إقرأ أيضًا: الفن والثورة المصريَّة: قصَّة الخُذلان

The post في ذكرى الثورة: رغم الإخفاق السياسي لكنها لم تُهزم في السينما! appeared first on ساسة بوست.


مترجم: 10 أفلام ستستمتع بمشاهدتها إذا أعجبك «لا لا لاند»

$
0
0

لا شك أن فيلم «لا لا لاند» للمخرج الأمريكي داميان شازل، هو أحد أكثر الأفلام التي أحدثت جدلًا في الأوساط السينمائية عام 2016، فهو فيلم يحكي قصة متفائلة، لكن يملؤها الحلاوة والمرارة معًا، عن الحب وأولويات الحياة، في شكل فيلم معاصر مع لمسات كلاسيكية. ولاقى الفيلم احتفاءً كبيرًا من ناحيتي النقاد والجمهور، بالإضافة إلى أن الفيلم من أكثر أفلام «الأوسكار» تنافسًا في قوائم الترشيح التي أُعلنت الأسبوع الماضي، ونال منها الفيلم 14 ترشيحًا.

والقائمة التالية –غير الشاملة- تحوي 10 أفلام، بخلاف أفلام هوليوود الموسيقية الكلاسيكية، رشحها موقع «Taste of Cinema»، والتي قد تنال إعجاب محبي «لا لا لاند».

1-  (Umbrellas of Cherbourg (1964

تدور أحداث الفيلم الفرنسي «مظلات تشيربورج» حول «مدام إميري»، والتي تجسد دورها «آنا فيرنون»، وابنتها «جينيفيف»، وتجسد دورها «كاثرين دينياوف»، اللتان تكسبان رزقهما عن طريق بيع المظلات في قرية تشيربورج الساحلية التي تقع في مدينة نورماندي شمالي فرنسا. وتبدأ قصة حب بين الابنة ذات الـ17 عامًا، وبين «جي»، ويقوم بدوره «نينو كاستلنيوفو» الذي يعمل ميكانيكي سيارات، ويتفقان على الزواج على رغم رفض الأم، لينتهي الأمر باستدعاء الشاب للخدمة العسكرية في صفوف الجيش الفرنسي في الجزائر، ويطلب من حبيبته أن تنتظره.

أخرج هذا الفيلم، الفرنسي «جاك ديمي»، وألف «مايكل ليجراند» موسيقى الأغاني في هذا الفيلم مبهج الألوان ذي القصة الحلوة والمرة في آن معًا. وكان شزال أشار إلى «مظلات تشيربورج» بأنه أحد الأفلام التي ألهمته، هو والمؤلف الموسيقي «جاستن هوارتز» أثناء العمل على «لا لا لاند». وفاز الفيلم الفرنسي- الألماني بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان «كان»، كما رشح لنيل خمس جوائز «أوسكار» منها أفضل فيلم أجنبي.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

2- (Five Centimeters Per Second (2007

فيلم «5 سنتيمترات في الثانية» هو فيلم رسوم متحركة ياباني، مقسّم إلى ثلاث مراحل كل منها تعرض وجهة نظر مختلفة، وهو يحكي عن شاب يدعى «تاكاكي» يعيش حياته التي تقودها المشاعر والصدف.

وتحكي المرحلة الأولى من الفيلم «أزهار الكرز» عن عيش قصة حب للمرة الأولى، والترعرع حاملًا ذلك الحب من وجهة نظر «تاكاكي»، ولكنه يخسر زميلته في الدراسة وحبيبته «أكاري» بسبب اضطرارها الانتقال إلى مدينة أخرى، لظروف عمل والديها. أما المرحلة الثانية من الفيلم «رائد الفضاء» هي القصة من وجهة نظر «سوميتا» التي تقع في حب «تاكاكي». أما الجزء الأخير من الفيلم «5 سنتيمترات في الثانية» فهي القصة من وجهة نظر «أكاري».

استطاع الكاتب والمخرج «ماكوتو شينكاي» ببراعة أن يحكي قصة فريدة عن أن يصبح أحدهم ناضجًا، ومع ذلك يتمسك بمشاعر طفولته، وما يمكن أن يجلبه ذلك له من ألم.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

3-  (A Woman is a Woman (1961

فيلم «المرأة هي المرأة» الذي كتبه وأخرجه «جان لوك جودار»، هو فيلم فرنسي رومانسي كوميدي، يتميز بكونه الفيلم الملون الأول الذي يقوم ببطولته عدد من الأسماء اللامعة في «الموجة الجديدة للسينما الفرنسية». وتدور أحداثه حول الراقصة الاستثنائية «أنجيلا»، وتجسد دورها «آنا كارينا» التي تريد بشدة أن تصبح أمًّا، وهو ما يقابله شريكها «إميل» بالرفض. ثم يقترح عليها أن تنجب طفلها من صديقه المقرب «ألفريد»، ثم تجد الشابة نفسها مشتتة بين رجلين.

وفضلًا عن أن الفيلم غني من الناحيتين: الموسيقية، والمسرحية، فإنه أيضًا حقق ما يعرف بـ«هدم الجدار الرابع»، وهو ما يمكن أن نراه في أفلام جودار الأخرى. بالإضافة إلى ألوانه الطاغية التي لها أهمية كبيرة، بقدر الأهمية ذاتها للألوان في «لا لا لاند»، خصوصًا مع شخصية «أنجيلا» التي تظهر باللون الأحمر في كل إطلالاتها خلال الفيلم.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

4- (Me and You and Everyone We Know (2005

فيلم «أنا وأنت وكل من نعرفهم»، من تأليف وإخراج «ميراندا جولاي»، وهو فيلم أمريكي واقعي وسخيف في الوقت نفسه، سواء من ناحية القصة، أو الحوار. وتربط جولاي بين السرد البسيط، والألوان الخفيفة التي تجعل فيلمها شبيهًا بحكاية خيالية.

ويركز الفيلم تركيزًا شديدًا على قضايا العلاقات العاطفية، والانفصال عن المحبين، ولكن من وجهة نظر فريدة. وحصل الفيلم على الكاميرا الذهبية لمهرجان «كان» السينمائي، كما تلقى تعليقات إيجابية من المشاهدين. ويتتبع الفيلم حكاية بائع الأحذية «ريتشارد»، ويقوم بدوره «جون هوكز» الذي يقابل ممثلة الفيديوهات «كريستين»، وتجسدها «ميراندا جولاي»، بعد أن طردته زوجته من بيتهما.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

5-  (A Man and a Woman (1966

يحكي الفيلم الفرنسي «رجل وامرأة» عن أرملة غامضة تقوم بدورها «أنوك إيمي» التي تنظر إلى العالم من خلف الكاميرات من خلال عملها مشرفة سيناريو، تقابل الأرمل المحب للمغامرات، ويقوم بدوره «جان لوي تريتينانت»، الذي يعمل سائق سيارات سباق، ويجمعهما طفلاهما اللذان يدرسان في المدرسة الداخلية نفسها.

ويدمج هذا الفيلم الذي أخرجه «كلود ليلوش»، بين الأبيض والأسود، والألوان، ما يخلق عالمًا من الدلائل البصرية التي لا تحتاج الكلمات لشرحها والتعبير عنها، فضلًا عن الموسيقى التي خلقها العازف «فرانسيس لاي».

وحقق الفيلم أعلى إيرادات في السينما الفرنسية عام 1966، وحصل على السعفة الذهبية من مهرجان «كان» السينمائي، بالإضافة إلى جائزتي «أوسكار» لأفضل فيلم أجنبي، وأفضل سيناريو.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

6- (The Science of Sleep (2006

هل يمكنك تخيل عالمًا تتحقق فيه الأحلام؟ هذا هو فيلم علم الأحلام أو «The Science of Sleep»، حيث يحكي قصة شاب يدعى «ستيفان»، يجسد دوره «جايل جارسيا برنال»، يعيش في شقة صغيرة في باريس، ويقع في حب جارته عازفة الموسيقى، وتدعى «ستيفاني»، وتجسد دورها «شارلوت جينزبورج». ويفشل الشاب في التحكم بمشاعره، ويحاول استخدام خياله الواسع لكسب قلبها، ما يجعله لا يستطيع التفريق بين الحقيقة، والخيال.

أما مخرج الفيلم فهو «مايكل جوندري» المعروف بفيلمه إشراقة أبدية لعقل نظيف أو «The Eternal Sunshine of The Spotless Mind»، حيث يعتمد المخرج على سريالية تدمج بين الدراما، والكوميديا.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

7-  (Girl on the Bridge (1999

يبدأ الفيلم الفرنسي «فتاة على الجسر» الذي صدر عام 1999 بالأبيض والأسود، بفتاة انتحارية تدعى «أديل»، وتجسدها «فانيسا باراديس»، والتي ينقذها «جابور»، الذي يجسد دوره «دانيل أوتيل»، قبل قفزها في نهر «السين» من أعلى أحد الجسور في باريس. ثم يقنعها بأن تكون الفتاة الهدف في عروض رمي السكين التي يؤديها، ويسافر الثنائي الغريب لتأدية العروض في شمال البحر المتوسط، وتتطور المشاعر الأفلاطونية بينهما.

وعلى الرغم من أن الفيلم ليس موسيقيًّا، إلّا أن موسيقى الجيتار الإلكتروني المصاحبة تجعل الجمهور يشعر بالسفر مع الشخصيات الرئيسية. رشح الفيلم لجائزة «جولدن جلوب» لأفضل فيلم أجنبي عام 2000، فالفيلم هو خير ممثل للسينما الفرنسية.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

8-  (Castaway on the Moon (2009

تدور أحداث الفيلم الكوري الجنوبي «المنبوذ فوق سطح القمر»، حول السيد «كيم»، ويجسد دوره «جاي يونج جونج»، الذي يقرر الانتحار بالقفز في نهر «هان» بعد فقدان عمله، وانفصال حبيبته عنه، لينتهي به الحال بأن جرفته الأمواج إلى جزيرة صغيرة في وسط النهر، ليبدأ من جديد. ويصبح منبوذًا ليجذب انتباه فتاة تقوم بدورها «ريو ون جونج» التي تعاني من رهاب الخلاء، وتعيش في بيت يطل على النهر.

كتب وأخرج هذا الفيلم الدرامي والكوميدي «لي هاي جون»، فالفيلم بالأساس يدور حول الأمل، ولكنه أيضًا يطرح إمكانية العيش سعيدًا بأبسط الأشياء في الحياة.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

9-  (Stolen Kisses (1968

فيلم «قبلات مسروقة» الفرنسي، الذي يناقش ضجر الشباب وقلقهم هو النسخة السينمائية الثالثة عن شخصية «أنطوان دوانيل»، التي ابتدعها المخرج «فرانسيس تروفو»، بعد فيلم 400 ضربة أو «The 400 Blows»، والفيلم القصير أنطوان وكوليت أو «Antoine and Colette»، ليعيد تروفو إحياء الشخصية عام 1968.

وتدور أحداث الفيلم حول «أنطوان»، ويجسده «جان بيير ليو»، وهو الشاب ذو الـ20 عامًا الذي يسرحه الجيش من الخدمة ليهيم في شوارع باريس، محاولًا إيجاد مغزى لحياته، وعلاقته بفتاة عازفة كمان تدعى «كريستين داربون»، تجسد دورها «كلود جيد».

يعتبر هذا الفيلم عمليًّا الختام لفيلمي تروفو، لكن يمكن تصنيفه فيلمًا مستقلًا بذاته؛ إذ إنه لا يحتاج لمشاهدة ما سبقه لتكوين قصة منطقية. فالفيلم إنتاج الموجة الجديدة في السينما الفرنسية التي توازن بين الحزن، والكوميديا ببراعة من خلال أحداث مشؤومة متعاقبة، في حين تجاري حداثة السينما الأمريكية.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

10- (Chicken with Plums (2011

فيلم «دجاجة وبرقوق» تقاسم تأليفه وإخراجه الثنائي «فينسينت برونو»، و«مرجان ساترابي»، وهو الفيلم الثاني لهما، بعد تعاونهما الأول المشهود له في فيلم الرسوم المتحركة برسيبوليس أو «Persepolis».

يتتبع الفيلم حياة «ناصر علي خان»، ويقوم بدوره «ماثيو أمالريك»، وهو عازف كمان عرف في طهران منذ عام 1958، والذي يعاني حزنًا بعد تحطم الكمان المقرب لقلبه، وهو كمان لا يمكنه الاستغناء عنه أو تعويضه نظرًا لقيمته العاطفية والموسيقية، فيقرر ناصر انتظار الموت في سريره، ويذهب في رحلة سحرية في عقله هربًا من واقعه.

وتتأثر القصة جزئيًّا بحياة عم الكاتبة والمؤلفة ساترابي، فهي قصة عن الفرص الضائعة، لكن بحس فكاهي سوداوي، وتجعل ألوان الفيلم الزاهية الجماهير تشعر كأنها في داخل هذه الرحلة السحرية.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

The post مترجم: 10 أفلام ستستمتع بمشاهدتها إذا أعجبك «لا لا لاند» appeared first on ساسة بوست.

محاولة لتحليل فيلم fightclub

$
0
0

“للحديث عن ذلك الفيلم، سيتعين علينا كسرأول قاعدتين من قواعد نادي القتال“

fightclub هو فيلم أمريكي، من إنتاج عام 1999، مقتبس من الرواية التي تحمل نفس الاسم للكاتب تشاك بولونيك، الفيلم من إخراج دافيد فينشر الذي يعتبر واحدًا من أعظم مخرجين جيله، بطولة براد بيت، إدوارد نورتون وهيلينا بونهام كارتر.

القصة

القصة تدور حول نورتون ذلك الرمز الذي لم يكشف عن اسمه في الفيلم ويشار أنه الراوي ولكنه ذكر بـاسم جاك في الرواية، الراوي يعاني من الأرق الشديد، فينصحه طبيبه بـزيارة جلسات علاج لضحايا السرطان والسل، هناك تظهر شخصية روبرت بولسون “بوب” لاعب كمال أجسام سابق أصيب بـمرض التثدي بـسبب اختلال هرموني نتيجة للاستخدام المفرط للمنشطات .

يصبح نورتون مدمنًا على حضور مجموعة الدعم ولكن عندما يلاحظ وجود محتالة أخرى مارلا سينجر (هيلينا بونهام كارتر) ينزعج ويعود للأرق مرة أخرى، فيتفاوض معاها ليتجنب حضورهم سويًا في نفس المجموعات و هنا تظهر شخصية مارلا.

“إذا كان لدي ورم لأسميته مارلا”

على الجانب الآخر من القصة، الراوي يعمل كموظف تقليدي مكتبي في إحدى شركات السيارات الكبرى كأي شخص عادي لم يكتب له التميز في الحياة، ساخطا من ضغوطات المجتمع وعمله وأثناء عودته من رحلة عمل، يتعرف على تايلر ديردن (براد بيت) بائع الصابون والذي ينتقل معه إلى منزل تايلر المتهالك بعد حريق ينشب في شقة الراوي!

يقوم الراوي بـتشكيل نادٍ للقتال مع تايلر لينضم إليه رجال آخرون، يشمل نادي القتال عدة قواعد أولها عدم التحدث عنه أمام أحد ولكن وضعت القواعد لتخرق فيتحدث الناس عن نادي القتال ليزداد عدد المنضمين إليه بل تزداد أعداد النوادي حول أوروبا وباقي الدول ليصبح الراوي أيقونة يتحدث عنها كل من ينضمون لهذا العالم السفلي.

تتحول نوادي القتال تحت قيادة تايلر منظمة فوضى ضد الشركات الكبرى والمادية وبعد عملية فاشلة للمنظمة يقتل فيها ”بوب” ومحاولة الراوي لإغلاق مشروع الفوضى يكتشف أن هو وتايلر شخصيتين منفصلتين في الجسم نفسه.

يكتشف الراوي – كونهم شخصًا واحدًا – خطة تايلر لهدم المباني المسؤولة عن سجلات شركات الائتمان في تشبيه لهدم كل ما يمثل ضغوطات المجتمع عديمة المعنى على أي فرد، بعد محاولات الراوي لوقف العملية يقابل تايلر الذي يخضعه تحت تأثير السلاح، بـإدراك الراوي أنه هو وتايلر شخصيتان في جسد واحد، يجد نفسه هو الممسك بالسلاح، ليقتل تايلر أطلق الراوي النار على نفسه دون أن يقتل، نجد في النهاية مارلا والراوي يشاهدون مشهدًا لانفجار المباني متشابكي الأيدي ليقول في النهاية الجملة الشهيرة: “لقد قابلتني في مرحلة غريبة جدا من حياتي“.

التحليل

“إذا استيقظت في مكان مختلف، في زمان مختلف، هل ستجد نفسك شخصًا مختلفًا”؟

في البداية علينا أن نعترف أن بعض الأفلام يكون تركيزها على عمر معيَّن، وذلك الفيلم موجه لمن هم دون 35 سنة أو ممن يمرون بـأزمة منتصف منتصف العمر كما تُعرف، كل شخص منا يعلم أنه في عداد الناقصين، إن جزءًا ما في شخصيته ناقص، البعض قد يلوم عائلته، وظيفته، الفترة التي ولد فيها، نفسه لما أصبح عليه، شخصية الراوي تعكس صورة حديثي التخرج ”شخص لا يملك الخيارات أمامه، مشوش، غاضب، غير قادر على إيجاد طريقة لتَغيير حياته حتى وإن وجد الإمكانيات الكافية سيقع فيما يعرف “بمفارقة الاختيار” the choice paradox، لذلك كما في حالة الراوي قد يصاب بـتلك الحالة المرضية “انفصام الشخصية multiple personality disorder”.

انفصام الشخصية multiple personality disorder هو اضطراب عقلي يوصف بـوجود على الأقَل شخصيتين بارزتين تتحكمان بـشكل مستمر بـسلوكيات الشخص مصحوبة بـاختلال في الذاكرة ولكن هل الراوي ابتدع فقط شخصية واحدة أم أكثر من شخص في مخيلته؟

قبل الإجابة عن هذا السؤال، الراوي لم يكن يبحث عمدًا عمن يكمل شخصيته، أو يعوض عن هذا النقص، الراوي – أنا وانت – في حالة صراع دائم بين مجموعة من الشخصيات تتنافس على التأثير فيه حتى تتملكه إحدى تلك الشخصيات، لم يكن من الضروري ظهور الشخصيات الأخرى مسبقا كما حدث للراوي مع تايلر ديردن من خلال الومضات المتسارعة، وإذا شاهدت الفيلم أكثر من مرة ستجد المخرج العظيم دافيد فنشر  قد خبأ مجموعة من الأدلة لما يمكن أن يكون نظرية أخرى لهذا الفيلم الفلسفي.

هل مارلا حقيقية؟

هل بوب حقيقي؟

“الناس يفعلونها كل يوم، يتحدثون لأنفسهم، يرون أنفسهم كما يريدون أن يكونوا“

ظهور بوب

من الواضح من بداية الفيلم أن جلسات العلاج بالنسبة للراوي آتت ثمارها، الراوي كان يبحث عن حالات أشد ألما من حالته ليتأثر بها ويجد فيها الراحة والضعف، ليشعر أنه ليس الوحيد الذي يتألم في هذا العالم وهنا خلق شخصية “بوب” أثناء جلسات العلاج فكان دائما رمزًا للضعف وكل مشهد الراوي معه كان يظهر فيها الضعف بداخله.

ظهور مارلا

يبدو معقولًا للغاية ظهور مارلا في جلسات العلاج لتذكره بـأنه يستغل تلك الجلسات بينما هو حقيقة لا يعاني من شيء، مارلا تمثل تدمير الذات عند الراوي (الألم والشعور بالندم)، فدورها بالنسبة للرأي أنها تكشف احتياله في جلسات العلاج واضطرابه، في كل مشهد تزعجه أو تظهر رفضها لما يفعله سواء مباشرة أو عن طريق جعله يشعر بالندم والخطأ.

“Her lie reflected my lie”

ظهور تايلر

هنا تدخل شخصية “تايلر ديردن” الشخصية الثالثة الأساسية التي أوجدها الراوي، تظهر لتشتيته عن باقي الشخصيات وتعلمه أن يترك الأمور، “تايلر” هو نقيض “مارلا” وقاتل “بوب”، شخصية خارقة نيتشوية، يتحدث بـثقة ويظهر موقفًا رافضًا ومدمرًا للمؤسسات ونظم القيم وعلى الرغم من أن تايلر هو الشخصية التي يريد الراوي أن يكونها في البداية إلا أن تايلر ليس متعاطفا معه ولا يساعده على مواجهة القرارات في حياته بـعكس مارلا، فيخلق له عالما موازيا لتجنب مايحدث حقيقة في حياته، يقوي شخصية الراوي، لكن في نفس الوقت يدمر حياته، فيتخذه الراوي معلمًا له ليقوم بـفعل أشياء لم يكن من المفترض فعلها فيقتل بوب “الضعف” ويسعى لهدم المجتمع عن طريق إسقاط الديون ليصبح المجتمع متساويًا وليكمل عملية النضج – كما قال المخرج فينشر – كان على الراوي قتل معلمه لتكون مارلا سينجر الناجية الوحيدة والشخصية التي تملكته في النهاية بعد أن أدرك أنه كان ينبغي عليه التركيز على مارلا منذ البداية ليبدأ بعدها في الابتعاد عن طريق تايلر.

اسم fightclub قد يكون استعارة لصراع كل الشخصيات التي خلقها الراوي ليصبح واحدها مكملا للجزء الناقص في شخصيته.

Our great war is a spiritual war، our great depression is our lives

بعيدا عن التحليل النفسي لشخصية الراوي، الفيلم تجربة روحية ساخرة فلسفية في منتهى العمق ومربك في نفس الوقت، هل فكرته الأساسية عن ذلك الجيل دون الثلاثين سنة أم الأناركية أم النظام مقابل الفوضى أم الملل القاتل من الروتين أم ساحق لذات الإنسان وتحوله لمجرد ترس في آلة أم كل ذلك هو بعد من كل، سريالية المشاهد تعطي إيحاء كوميدي، سرقة الدهون المستخرجة من أجساد النساء في عمليات التخسيس لصنع أجود أنواع الصابون ليشتريها نفس النساء بـأسعار غالية، تجلى تايلر في شخصية الراوي عندما خلق معركة وهمية في مكتب مديره وخروجه من المكتب بـكدمات وابتسامة انتصار عبثية، كسر أول قاعدتين عمدًا من نادي القتال لزيادة أعداد المنضمين للنادي، fightclub أحد الأفلام النادرة التي ستغير نظرتك للسينما والعالم.

The post محاولة لتحليل فيلم fightclub appeared first on ساسة بوست.

قصة ثلاث أمريكيات من أصل أفريقي يصنعن التاريخ.. عرض لفيلم «Hidden Figures»

$
0
0

في مطلع الستينيات وخلال احتدام سباق غزو الفضاء بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، تدور أحداث فيلم «Hidden Figures» الذي يحكي قصة ثلاث سيدات شابات أمريكيات من أصول أفريقية، يعملن في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، ويُساهمن في صعود أول رجل أمريكي إلى الفضاء.

تبدأ أحداث الفيلم المقتبس عن قصة حقيقية في نهاية العشرينيات، حيث تنضم الطفلة كاثرين جونسون إلى مدرسة للمتفوقين، وتبدي مهارات متقدمة في الرياضيات والهندسة تتفوق بها على أقرانها بمراحل، وتثير ذهول كل من يتعامل معها سواء من الأساتذة أو من أفراد الأسرة وأصدقائهم.

ويبدو وكأن كاثرين تستطيع أن ترى ما وراء الأرقام، تستطيع أن ترى الأنماط المتكررة والفلسلفة الحسابية والتوازنات التي تحكم علاقات الأرقام ببعضها، بالضبط مثل جون ناش الذي قدم المخرج الشهير رون هاوراد قصة حياته في فيلم حائز على جائزة الأوسكار في عام 2001 بعنوان «A Beautiful Mind».

ثلاث صديقات عبقريات

تكبر الطفلة كاثرين وتصبح امرأة يافعة (تؤدي دروها تاراجي هينسون)، وتنضم للعمل في وكالة ناسا بوصفها متخصصة حسابات رقمية، وفي زمن لم يكن لدى الكمبيوتر نفس الإمكانيات الهائلة الموجودة حاليًّا، كان متخصصو الحسابات يطلق عليهم «Computers».

حواسيب بشرية بالفعل يُؤدون كل الحسابات الرقمية والهندسية المعقدة التي يحتاجها علماء ناسا في عملهم، مثل حساب مسارات الصواريخ، ونقاط إطلاقها، وما يتطلبه ذلك من حسابات للسرعة والمسافة وقوة الدفع وحجم الوقود المطلوب وتأثير الرياح والجاذبية ودوران الأرض.

أيضا تعمل معها صديقتها دوروثي (الممثلة الحائزة على الأوسكار أوكاتفيا سبينسر) مشرفةً على قسم الحوسبة، وصديقتها ماري (جانيل مونيه) متخصصة في هندسة مركبات الفضاء. ورغم وظائفهن رفيعة المستوى في واحدة من أول وكالات الفضاء في العالم، مع الصورة اللامعة المحيطة بها، إلا أن الفتيات الثلاثة يعانين مثل باقي الأمريكيين السود من سياسة الفصل العنصري، فللسود أماكنهم الخاصة في العمل، وحماماتهم الخاصة، وأماكن خاصة لتناول الطعام، وفي المواصلات العامة يجلسون في مكان مخصص لهم في الخلف، وغير متاح لهم الانضمام لمدارس البيض ولا أنديتهم ولا مطاعمهم. باختصار كانوا يعانون من معاملتهم باعتبارهم بشرًا من الدرجة الثانية، في ذلك العصر التي تصاعدت فيه الحركات المدنية للمساواة بين السود والبيض بزعامة المناضل التاريخي مارتن لوثر كينج (1929- 1968).

أمريكا تقبل التحدي

رغم كل هذه التحديات تحاول النسوة الثلاثة إثبات ذاتهن وتحقيق أقصى تفوق في مهنهن. وفي 12 أبريل (نيسان) عام 1961، تفاجأ الولايات المتحدة أن الاتحاد السوفيتي أطلق أول مركبة مأهولة للبشر تحت اسم «فوستوك 1» إلى الفضاء، لتحمل رائد الفضاء يوري جاجارين إلى مدار متوسط ليدور حول الأرض، ويعود مرة أخرى سالمًا ليُستقبل في الاتحاد السوفيتي وفي العالم كله استقبال الأبطال. كان هذا الإنجاز ضربةً سوفيتية قاسية للأمريكان في صراعهم أثناء الحرب الباردة، وإثباتًا للتفوق العلمي السوفيتي، بجانب أن ذلك التقدم الفضائي أثار شكوك الأمريكيين في احتمال إطلاق الاتحاد السوفيتي لأقمار صناعية للتجسس، مما كان يشعر الأمريكي العادي بالانكشاف.

كانت المسألة بالنسبة للقيادة السياسية الأمريكية تحت رئاسة جون كينيدي في هذا الوقت مسألة أمن قومي، ضغط كينيدي على وكالة الفضاء الأمريكية ناسا لإرسال رجل أمريكي للفضاء في أسرع وقت ممكن، وقام الكونجرس بتخصيص مبالغ مالية كبيرة لميزانية الفضاء. وقامت ناسا بتعيين جيش من أكفأ العلماء والمهندسين والمتخصصين التي يمكن أن تعثر عليهم، وقامت بالتعاقد مع شركة «IBM» لتزويد الوكالة بحاسبات آلية تمكنهم من القيام بمهمتهم بشكل أسرع. واختير مجموعة من الطيارين لتدريبهم استعدادًا لاختيار أحدهم لإرساله للفضاء. وأُعلن لاحقًا أن جون جلين (جلين بأول) سيكون أول رائد فضاء أمريكي يُرسل لمدار قريب حول الأرض في مركبة مأهولة.

مهمة بالغة الأهمية

الفيلم يضع المشاهد في جميع تفاصيل هذا العصر، ويجعلك تشعر بالتوتر والتحفز الذي يشعر به المواطن الأمريكي، بجانب الاهتمام بالملابس والديكورات وكل ما يظهر بصريًّا في الكدارات من سيارات ومباني ولافتات ومطاعم وشوارع وبرامج تليفزيونية وموسيقى.

ويضع المشاهد أيضا في بؤرة الصراع بين الأمريكيين من أصل أفريقي وبين نظام الفصل، تصطحب دوروثي أولادها إلى إحدى المكتبات لتشتري كتابًا عن لغة البرمجة «FORTRAN» فتستنكر سيدة بيضاء عليها وقوفها في قسم للكتب غير مخصص للملونين!

تضطر دوروثي إلى التسلل خارجة بالكتاب؛ لأن البائع سيمنعها من شرائه، ويسألها أولادها عن سبب قيامها بذلك فتخبرهم في اعتداد أنها تدفع نفس الضرائب الذي يدفعها المواطن الأمريكي الأبيض، وبالتالي فمن حقها الحصول على نفس العلم والمعرفة. أيضا يحاول العالم كارل زينيسكي المتخصص في تصميم مركبة جلين دفع ماري للتقدم للعمل باعتبارها مهندسة نظرًا لمهاراتها الفائقة، وعندما تتقدم لمديرة شؤون العاملين فيفيان (الممثلة الجميلة كريستن دانست) بهذا الطلب تخبرها أن عليها أولا الحصول على دبلومة جامعية متخصصة في الهندسة، ولأن الجامعة المختصة لا تقبل سوى البيض، فيبدو المنصب مستحيلًا بالنسبة لماري.

أيضًا كاثرين التي تنضم لمجموعة عمل على أعلى مستوى يقودها آل هاريسون (كيفين كوستنر) للقيام بحسابات رحلة جلين باعتبارها مهمة على أعلى مستوى من السرية والأهمية، تجلس كاثرين وسط ثلاثين موظفًا وعالمًا من البيض يتعاملون معها بحساسية شديدة، وينظرون إليها نظرة غير مريحة كلما قامت بإعداد كوب من القهوة من نفس ماكينة القهوة التي يشربون منها، وفي اليوم التالي يُخصص وعاء للقهوة منفصل لها مكتوب عليه كلمة الفصل العنصري (ملون – Colored)، ولأنه لا يوجد حمام للملونين في مبنى المجموعة، تضطر إلى السير ما يقرب من كيلومتر كامل ذهابًا ومثله إيابًا للوصول لأقرب دورة مياه مخصصة للملونين.

النضال من أجل إثبات الذات

وسط كل تلك المصاعب، تنجح دوروثي في تعلم لغة الفورتران وتصبح الوحيدة القادرة على تشغيل حاسب «IBM» وتصر على أن تنقل معها كل العاملين في قسم الحوسبة من الأمريكيات ذوات الأصل الأفريقي ليتعلمن نفس لغة البرمجة وليصبحن مسئولات عن تشغيل الحاسوب العملاق الجديد. أيضا ترفع ماري قضية ضد الجامعة من أجل أن يُسمح لها بحضور المحاضرات والحصول على درجة مهندسة في ناسا. كما تفرض عبقرية كاثرين على الآخرين في وحدة هاريسون احترامها، ويقوم هاريسون نفسه بهدم لافتات «ملونون فقط وبيض فقط (Colors Only وWhites Only)» على الحمامات، لأنه اكتشف كيف أن سياسة الفصل مضيعة للوقت والجهد وعائق إنساني ضخم بين تواصل المواهب والقدرات الإنسانية، ويقول في لحظة تاريخية من اليوم كلنا لون واحد في ناسا.
كاثرين جونسون قام الرئيس أوباما بمنحها ميدالية الحرية في نهاية عام 2015 تكريمها لمجهوداتها في دفع برنامج الفضاء الأمريكي.

تدور باقي أحداث الفيلم شديد التشويق حول استكمال ناسا لمهمة إرسال جلين لمدار حول الأرض، كما يأمر الرئيس كينيدي بتحد جديد وهو إرسال أول رجل في البشرية ليهبط على سطح القمر. وهو الأمر الذي كان بالنسبة لناسا (وليس بالنسبة للمواطن العادي) تحديًّا يقترب من المستحيل، إلا أن الولايات المتحدة حققت ذلك بالفعل عام 1969 بعد أحداث قصة الفيلم بسنوات قليلة ليصبح نيل أرمسترونج أول إنسان في العالم تمس قدماه أرضًا أخرى في الفضاء.

ومن المفارقات القدرية في الفيلم وجود الممثلة الشيهرة كريستن دانست في دور ثانوي بينما الممثلة السمراء أوكتافيا سبنسر في دور البطولة، كانت أوكتافيا قد قامت بدور صغير للغاية في فيلم دانست الشهير سبايدرمان عام 1994 الذي أطلق شهرة دانست لعنان السماء، إلا أن سبنسر انطلقت في مسيرتها الفنية ببطء وعناية لتحوز جائزة الأوسكار –التي لم تترشح لها دانست من الأصل- عام 2011 عن دورها في فيلم «The Help» الذي يدافع أيضًا عن حقوق الأمريكيين من أصل أفريقي.

 

The post قصة ثلاث أمريكيات من أصل أفريقي يصنعن التاريخ.. عرض لفيلم «Hidden Figures» appeared first on ساسة بوست.

الحياة داخل حيٍّ أمريكيّ أسود.. عرض لفيلم «Moonlight»

$
0
0

وكأنّه النسخة السمراء من فيلم «Boyhood» الذي تتبع فيه المخرج ريتشارد لينكلاتر، حياةَ صبي على مدى 12 عامًا قضاها في تصوير حياة الفتى ميسون (إيلار كولتران) ليخرج لنا ما وُصف بـ«التحفة السينمائية» الحائز على جائزة الأوسكار لعام 2014، والذي رصد التحولات النفسية والسلوكية التي يتعرض لها هذا الطفل خلال نموه من مرحلة الطفولة وحتى أصبح شابًا يافعًا.

فيلم «Moonlight» يرصد أيضًا التحولات العنيفة التي يمر بها طفل أمريكي من أصل أفريقي يعيش ظروفًا بالغة القسوة، ويسلط الضوء على ثلاث مراحل من حياته بدت وكأنها ثلاثة أطوار: طور الطفولة، وطور المراهقة، وطور الرجولة.

الفيلم الذي رُشح مؤخرًا لثمانية جوائز أوسكار دفعة واحدة، هو الفيلم الروائي الثاني للمخرج باري جينكينز، والمعروف أكثر بأعماله في مجال الأفلام القصيرة.

وتدور أحداث الفيلم وسط أحياء السود الفقيرة في مدينة ميامي الساحلية غرب الولايات المتحدة، التي تشكل تناقضًا مع باقي أحياء المدينة الثرية المعروفة برواج سياحة الشواطئ فيها، ورواج صناعة العقارات الفاخرة، حيث يخرج من أحد تلك الأحياء طفل صغير في العاشرة من عمره يرمز إليه الفيلم باسم «الصغير – Little».

الطفل الذي يبدو منعزلًا ومكتئبًا وبعيدًا عن تفاصيل الحياة، يعيش مع أمه مدمنة المخدرات والتي تُسيء معاملته، والتي تمضي أيامها في إرضاء نهمها للمخدرات مع أصدقاء لا يتوقفون عن الحضور للمنزل ليلًا ليشاركونها التعاطي. لا نجدها تضع أمام الصبي أي طعام ولا تهتم بدراسته أو ما يشغله، في المقابل تصرخ في وجهه من وقت لآخر، ومن حين لآخر تأخذها الشفقة تجاهه فتضمه إلى صدرها، لتعود إلى سابق عهدها في اليوم التالي. وتؤدي دورها الممثلة نايومي هاريس التي رُشحت بهذا الدور لجاهزة أوسكار أفضل ممثل مساعد.

المرحلة الأولى: الخوف من الآخر

يتعرض الصبي «الصغير» لمضايقات وتحرش لا ينتهي من أصدقائه في المدرسة، ويصمونه بلفظ مشين يكررونه على مسامعه من حين رآخر ليثيرون غيظه عامدين للتجريح في رجولته الصغيرة، وفي أحد الأيام التي يختبأ فيها من مطاردتهم يلاحظه تاجر مخدرات شاب من أصل أفريقي أيضًا، يحن قلبه على الصغير فيصطحبه معه إلى منزله حيث صديقته، ليطعمان سويًا الصغير ويتضيفانه في منزلهما لليوم التالي.

الرجل جوان وصديقته تيريزا يُؤدي دورهما الممثل ماهيرشالا علي والممثلة جانيل مونيه، اللذان سبق وأن جمعهما قبل أشهر قليلة فيلم «Hidden Figures» الذي يحكي قصة ثلاث سيدات من أصل أفريقي يعملن في وكالة ناسا ويساهمن في إطلاق أول مركبة فضاء أمريكية مأهولة للفضاء في مطلع الستينيات.

تتطور علاقة جوان بالصغير، رغم معارضة والدته التي لا تبدو في وعيها أغلب الوقت بسبب المخدرات. يقضي الصغير وقتًا أطول مع جوان الذي يعلمه السباحة ويصطحبه للغداء في مطعمه المفضل. يسأله الصغير عن اللفظ الجارح الذي يصفه به الأولاد في المدرسة، ينظر إليه كل من جوان وتيريزا بشفقة ويخبرانه أن ذلك اللفظ يستخدمه الآخرون لجرح مشاعره، وأن كل ما يتعلق بالرجولة عليه أن يستكشفه بنفسه وهو يمضي قدمًا في حياته.

تدور كاميرا المخرج باري جينكينز في المشاهد بشكل دائري لا يتوقف، حلقات مستمرة توازي المشاعر التي تبدأ من الطفل وتمر بالرجل ثم تعود للطفل مرة أخرى، تنتقل إلى والدته يرد عليها الرجل ويرجع الصدى مرة أخرى ليتسقر في نفس الطفل، صيرورة المشاعر والأفكار التي تؤثر من شخص لآخر، تحمل جزءًا من روح إنسان لتستقر في روح إنسان آخر وهكذا.

 

المرحلة الثانية: الغضب في الداخل

يبدأ الفصل الثاني من الفيلم المقسم لثلاثة أجزاء متساوية في المدة الزمنية، تحت اسم «شيرون»، وهو الاسم الحقيقي للبطل الطفل الصغير الذي يبدو في هذا القسم في مرحلة مراهقته، يدرس في المرحلة الثانوية، حيث يبدو أكثر استقلاليةً وأكثر ثقةً بالنفس، لكن الحزن والاكتئاب لا يبدو وكأنهما يفارقانه أبدًا، تستمر علاقته القوية بجوان وتيريزا، وتستمر أيضًا علاقته السيئة بوالدته، التي يسيطر عليه المخدر أكثر وأكثر لدرجة أنها تهاجمه وتضربه من أجل أن يعطيها المال، تهاجم أيضًا منزل جوان في غيابه هو وصديقته وتطلب من ابنها أن يدلها على مكان أموالهما، وهو الأمر الذي يرفضه بشدة.

يستمر تعرض شيرون للضرب والإهانة من جانب زملائه في المدرسة، ولا يزالون يصمونه بالصفة التي تنال من رجولته. يتعرف على شاب يدعى كيفين في نفس سنه، يتعاطف معه ويقترب منه في علاقة مرتبكة وعبثية تغوص داخل هذين الشابين في هذه السن وفي تلك الظروف، حيث يعتمل داخل أرواحهما فوران لا يهدأ من عدم اليقين وعدم الاستقرار، فوران من أسئلة تدور عن الهوية والهدف والمغزى، فوران يمس كل شيء بداية من الدين والعرق ومرورًا بالرغبة والجنس، وليس انتهاءً بالقدرة على التعبير عن الذات والرغبة في تحقيق الذات.

ورغم العلاقة اللصيقة التي جمعته بكيفين، إلا أن عصابة من الشباب السود في المدرسة تجبر الأخير على ضرب شيرون بقسوة، بعدها بيوم واحد فقط يدخل «شيرون» المدرسة كالإعصار، يقتحم الفصل المدرسي ويقوم بتهشيم كرسي ضخم على رأس زعيم العصابة الذي أعطى الأمر بضربه.

 

المرحلة الثالثة: البحث عن الذات

كان ذلك الموقف إيذانًا بانتقال شيرون للطور الثالث في حياته، مرحلة «أسود – Black»، وهو الاسم الذي أطلقه المخرج على شخصية شيرون بعد أن ينهي دراسته ويصبح رجلًا بالغًا، يتحول من تلميذ مسكين بالغ النحافة وزائغ النظرات، إلى شاب قوى البنية مفتول العضلات يتحرك بثقة، يرتدي ثيابًا أنيقة ويضع إكسسوارات ثمينة، وطقم أسنان ذهبيًّا (فوق أسنانه الأصلية الناصعة)، وسلاسل وخواتم ذهبية وحلقًا ماسيًّا في أذنه.

أصبح الآن «Black» يقود سيارة خاصة به ويقطن في شقة خاصة به ويعمل بالضبط في نفس المهنة التي كان يعمل بها أول شخص أعطاه جرعة من احتواء، أصبح يعمل في تجارة المخدرات متجولًا بسيارته في الشوارع يُوزّع المخدرات على جيرته من ذوي الأصول الأفريقية الفقراء.يظل الحي الأسود الفقير على حاله وسط باقي ميامي باذخة الثراء، مليء فقط بالسود، وتبدو حدائق المنازل فيه كغابات سافانا موحشة، يعج بتجار المخدرات الصغار، وتجار الأسلحة النارية الصغيرة، ولن تجد فيه أثرًا لشرطي واحد.

يستطيع إدخال والدته مركزًا لعلاج الإدمان وإعادة التأهيل، ويبدأ في محاولة تأهيل نفسه من أجل مسامحتها، ومن أجل أن يستطيع أن يحبها مرة أخرى. كانت روحه في حاجة لعلاج حقيقي.

يأتيه اتصال ذات ليلة من صديقه كيفين الذي لم تقع عليه عيناه ولم يسمع صوته منذ ذلك الوقت البعيد في المدرسة الثانوية، يعلم أن صديقه يعمل طاهيًا في مدينة قريبة في إحدى المطاعم، فيقرر زيارته يومًا ما. ورغم الثقة التي بدت على «Black» إلا أنه كان قليل الكلام في عينيه وعلى ملامحه لا تزال مسحة الحزن ولا يزال يستيقظ في منتصف الليل على كوابيس مرعبة، وكذلك لا تزال لديه أسئلة حول هويته الجنسية.

يجلس في المطعم مع صديقه الذي يسعد للغاية برؤيته، يجلس شبه صامت بينما الصديق يُدير أغلب الحديث. كان «Black» يبدو وكأنه يفتقد للأب دومًا، يبحث عن ملامحه في عطف جوان وإحساسه بالمسؤولية ناحيته أو في قرب كيفين وإحساسه بالحب أيضا ناحيته.

 

فيلم «Moonlight» يشكل دفقة ضوء رقيق كأنه ضوء القمر، قادم عبر غلالة رقيقة من سحاب؛ ليكشف لنا في رهافة وحساسية ما يدور في نفس بشرية معذبة عبر مراحل مختلفة من حياتها، وكأنه رسالة للناس أن يترفقوا بمن يحبون، وأن يتعاملوا بحرص مع كل من يتعاملون معهم وبخاصة أولادهم، فإن كل فعل وكل كلمة قد تصعد بذلك الشخص الصغير، الذي هو على وشك التكون، إلى سابع سماء أو أن تخسف به إلى سابع أرض.


The post الحياة داخل حيٍّ أمريكيّ أسود.. عرض لفيلم «Moonlight» appeared first on ساسة بوست.

الغرق في بحر الألم.. عرض لفيلم «Manchester by The Sea»

$
0
0

 

تدور أحداث فيلم «مانشستر بجانب البحر – Manchester by The Sea» آخر أعمال المخرج والسيناريست الأمريكي كينيث لونيرجان، حول أب يفقد أبناءه الثلاثة الصغار في حريق ضخم يتسبب فيه بلا قصد، ويمر بمرحلة اكتئاب وحزن طويلة، يفقد فيها مرة أخرى شخصًا عزيزًا عليه، وهو أخوه، ويجد نفسه مسئولًا كوصي عن ابن الأخ، وسط ظروفه النفسية المعقدة والسيئة.

الفيلم الذي رشح مؤخرًا لستة جوائز أوسكار كأحسن فيلم، وأحسن ممثل، وأحسن ممثل مساعد، وأحسن ممثلة مساعدة، وأحسن إخراج، وأحسن سيناريو، كتبه كينيث نفسه، الذي سبق وأن كتب أفلامًا كبيرة مثل أيقونة مارتن سكورسيسي «Gangs of New York»، ويدور في مدينة تحمل نفس اسم العنوان «Manchester by the sea» تقع على أحد الخلجان بولاية ماساتشوستس في الشمال الشرقي من الولايات المتحدة، وهي مدينة أخرى غير مدينة «Manchester» في ولاية نيو هامبشير القريبة، وبالطبع تختلف أيضًا عن مدينة «Manchester» البريطانية التي تمتلك نادي كرة القدم العريق، ومصانع النسيج التاريخية العملاقة.

حياة هادئة على وشك الانهيار

يحكي الفيلم قصة الأب الشاب لي تشاندلر (يؤدي دوره الممثل كيسي أفليك، الشقيق الأصغر للممثل بن أفليك) الذي تجمعه علاقة خاصة بابن أخيه الطفل باتريك، إذ دائمًا ما يقضي معه إجازات نهاية الأسبوع على قارب الصيد الخاص بأخيه جو (كايل شاندلر)، الذي يعمل صيادًا. يتبادلون المزاح، ويصطادون السمك بالصنانير، ولا يكف لي عن احتضان وتدليل ابن أخيه.


يقيم لي في المدينة الهادئة مع زوجته الجميلة راندي (تُؤدي دورها ميشيل ويليامز الذي سبق ولعبت دور الفنانة ماريلن مونرو في فيلم يحمل اسمه Marilyn)، ومع أطفالهما الثلاثة الصغار، وتبدو الأمور مستقرة وسعيدة إلى أن تحدث كارثة مفجعة، إذ تنام الأسرة في إحدى الليالي شديدة البرد، ويسهر لي مع أصدقائه ويهجره النوم، فيضع مزيدًا من الأخشاب في نار المدفئة ليمنح أسرته المزيد من الدفء، وينسى وضع شبكة الأمان مرة أخرى على المدفئة، وهي التي تمنع ألسنة اللهب الصغيرة من التطاير خارج المدفئة نفسها.

يخرج لي ليقوم بشراء بعض الاحتياجات من المتجر الذي يبعد عن منزله 20 دقيقة، ليعود فيجد منزله، وقد اشتعلت فيه النيران، فيما يحاول رجال الإطفاء السيطرة على الحريق، وزوجته تصرح ملتاعة، ورجال الإسعاف يجرونها جرًّا لمنعها من دخول المنزل المشتعل، حيث أطفال الصغار يرقدون هناك للأبد.

انهيار ثم انكسار

ينهار لي تمامًا، وفي قسم الشرطة حيث اصطُحب لأخذ إفادته يحاول الانتحار بمسدس رجل شرطة غافله وسحب سلاحه، فيما يحاول أخوه جو ووالده مواساته والتخفيف عنه. يعتني به أخوه ويراقبه عن كثب ليتأكد أنه لن يُؤذي نفسه مرة أخرى، يبدو لي وقد أظلمت الدنيا أمامه تمامًا؛ فيفقد الصفاء والبهجة التي امتازت بهما نفسه، إذ كان بالكاد يتحدث لأخيه وابن اخيه باتريك الذي كان يومًا قرة عينه.

ينفصل لي عن زوجته، ويقرر أن يترك المدينة بأكملها التي أصبحت تمثل له عبئًا نفسيًّا كبيرًا بكل الذكريات الشنيعة التي تحتويها، ينتقل إلى مدينة بوسطن التي تبعد ما يقرب من ساعة ونصف عن مانشستر، ويقيم في غرفة صغيرة للغاية في بدروم يبدو أقرب لقبره منه لمسكن، ويضع براويز تحمل صور أطفاله الثلاثة، يصورها المخرج لونيرجان من الخلف فتبدو منتصبة كثلاثة توابيت مقبضة. يعمل لي في بوسطن عامل صيانة في أحد المباني الصخمة، يقوم بأعمال السباكة وأعمال الإصلاحات الكهربائية للمستأجرين، وعلى الرغم من هدوئه وانكساره، فإنه ينفجر في وصلة سباب عصبية إذا ما استفزه أي من المستأجرين؛ مما أوقعه في مشاكل كثيرة، إلا أن مديره كان دائمًا ما يتساهل معه تقديرًا لظروفه الخاصة.

وبعد استقراره بعدة سنوات، يستقبل لي مكاملة من مدينته الأم في أحد الأيام، ليتم إبلاغه بأن أخاه جو، المريض بالقلب، قد توفي، وأنه يرقد في مشرحة المستشفى.


العودة إلى مانشستر

يبلغ لي مديره بأنه سيحتاج أجازة لمدة أسبوع ليقوم بترتيب جنازة أخيه، ويعود فورًا إلى مدينته، حيث يتسلم جثمان أخيه، ويبدو صامدًا للغاية ويتعامل مع الأمر بهدوء، على الرغم من انهيار صديق العائلة جورج الذي لم يستطع أن يتحمل الخبر. كان على لي أن ينقل الخبر إلى باتريك، الذي أصبح يافعًا الآن وفي المرحلة الثانوية، يمارس رياضة الهوكي، ويلعب على الجيتار في فريق روك أسسه مع أصدقائه.

يتلقي باتريك أيضًا الخبر بثبات، ولا يبكي إطلاقًا، وربما كانت الوفيات المتعاقبة في عائلته سببًا لهذا الهدوء في التعامل مع الموقف، فمنذ سنوات مات جده، وقبلها مات أبناء عمه.

ويبدأ العم وابن اخيه في رحلة التجهيز للجنازة، إذ ينتقلان لمدينة مجاورة للاتفاق مع دار دفن الموتى، التي ستتسلم الجثة التي ما تزال محفوظة في ثلاجة المشرحة بالمستشفى، وستقوم بتجهيز الجثمان ووضعه في التابوت ودفنه في ساحة المقابر بمانشستر. وأثناء هذه الرحلة الطويلة في الإعدادات التي استغرقت أسبوعًا، يقترب لي مرة أخرى من باتريك، كان هناك أساس قوي لعلاقتهما منذ سنوات، إلا أن ذلك الأساس تعرض للاهتزاز نتيجة سنوات البعد، ونتيجة ظروف لي القاسية، وما تعرض له من صدمة بالغة. تبدو علاقتهما مرتبكة وعصبية، وما زاد الأمر تعقيدًا هو زيارتهما لمحامي جو، حيث ترك الأخير وصيته، ليتفاجأ لي بأن أخاه قد حمله مسئولية الوصاية على باتريك، مما يعني أنه سيدير أمواله، وسيعتني به حتى بلوغه الثامنة عشرة من عمره!

لم يكن لدى لي استعداد نفسي لمثل هذه المسئولية، كما لم يكن يريد العودة إلى مانشستر للإقامة بها مرة أخرى مع باتريك، يحاول إقناع الأخير أن ينتقل معه إلى بوسطن، لكنه يخبره أن لديه حياة كاملة هنا، لديه الهوكي والفرقة ولديه صديقته، ويتحدث إليه محاولًا إقناعه بهدوء أحيانًا، وبحدة أحيانًا أخرى أن عليه ترك بوسطن الذي يعمل بها في وظيفة هامشية، ولا توجد لديه هناك أي علاقات أخرى تربطه، وأن يعود لمدينته ويجد عملًا فيها، ويبقى بجانبه، وبجانب أصدقائه.


مواجهة الماضي

تمضي التجهيزات للجنازة في جو نفسي سيئ، يبدأ باتريك في استيعاب حقيقة ما يحدث، يترك مرحلة الإنكار، ويبدأ في تخيل ما حدث لوالده، يضع نفسه أمام حقيقة الوفاة، وألم الفقد، وقسوة وجود والده لعدة أيام مجمدًا داخل فريزر، ينهار باتريك لكنه يجد عمه لي بجانبه ليسانده، لحظة الضعف هذه أقنعت لي أن يظل في مانشستر بعد الجنازة ليعتني بابن أخيه. وخصوصًا بعد أن اقتنع أن والدة باتريك -الذي تركها جو من قبل لمشاكل لديها مع شرب الخمر- لن تصلح لتربيته، وبخاصة بعد زواجها من شخص غير مريح.

أثناء الجنازة يلتقي لي مع زوجته السابقة راندي، الروح المعذبة التي تحاول أن تجد طريقًا للسلام مع نفسها، ومع العالم بعد ما حدث لأطفالها، كانت راندي، التي تزوجت وأنجبت طفلًا جميلًا، تحاول أن تعتذر لـ«لي» عن كل الغضب، وكل الألم الذي ألقته عليه بعد حادثة مصرع أولادهما، ولكن لا يبدو على لي استعداد لمثل هذا النوع من فتح جراح الماضي. يحاول أن يبقي بينه وبينها مسافة شاسعة، وعلى الرغم من أنه يعاملها بهدوء ولطف، إلا أن غضبًا وألمًا يتنامى داخله، وفي حانة قريبة يفتعل شجارًا عنيفًا ليخرج ما يعتمل في صدره من مشاعر قاسية وأليمة لا يمكن لبشر احتمالها. بأداء غاية في الرقي والرهافة، قدم كيسي أفليك دورًا استثنائيًّا بدا فيه وكأنه يحمل عذاب الدنيا كلها في قلبه.


يتحدث فيلم «Manchester by the Sea» عن الألم، وقسوة الحياة. ويستخدم الفيلم موسيقى الباروك الكلاسيكية طول الوقت خلفيةً، أو إطارًا للأحداث الرهيبة التي تقع في حق شخصيات الفيلم من بشر معذبين. وتتميز موسيقى الباروك التي قدمت في أوروبا في عصر النهضة ما بين القرنين الـ14 والـ17، بالقسوة والقوة.


The post الغرق في بحر الألم.. عرض لفيلم «Manchester by The Sea» appeared first on ساسة بوست.

عرق البلح.. لعنة تطارد كاشفي عورات الوطن

$
0
0

«قرية رحل عنها الظل حين سقطت نخلاتها العاليات، وانكشف رعب الشمس».

لا يوجد أفضل وأعمق من تلك العبارة التي أوجز فأبلغ بها رضوان الكاشف في نهاية تحفته السينمائية الخالدة للأبد «عرق البلح».

يأتي المنادي من أقصى البلاد ينادي على أهل القرية فيخرج الجميع في ساحة واسعة ليجدوا الأغراب يدعونهم للسفر والعمل في أرض الذهب الأسود «دول الخليج»، في مقابل الحصول على رغد العيش، وسعة الرزق؛ فيذهب جميع الرجال عدا الشاب أحمد «محمد نجاتي» الذي يرفض الرحيل، ويفضل البقاء بالقرية مع جده العاجز عن الحركة والكلام «حمدي أحمد»، لتصبح القرية خالية من الرجال، ويصبح أحمد هو الرجل الوحيد الذي تسخر منه النساء في البداية، فيحاول جاهدًا أن يثبت لهن أنه على قدر مسؤولية حماية القرية بنسائها وأطفالها ونخلاتها، إلّا أنه يتورط في علاقات آثمة كونه الرجل الوحيد بالقرية.

تسليم الأرواح في أيادي المجهول

انصاع الرجال لذلك الصوت المنبعث من الميكروفون، والذي لم يظهر صاحبه في رمزية إلى المجهول الذي ينادي عليهم، ويدعوهم للسفر وترك القرية بحجة العمل وجمع المال مستغلًا حاجتهم وفقرهم المدقع. فمنهم من يرغب في شراء كردان ذهب لزوجته، ومنهم من يريد بقرة حلوب تدر اللبن لمولوده المنتظر، وآخر يمني نفسه بتجهيز ابنته للزواج، فيقرر رجال القرية الانسياق وراء أحلامهم المزعومة، ولم يفكروا في مصيرهم المبهم الذي ألقوا بأرواحهم بين يديه. ترى أي مجهول ينتظرهم؟ وأي آمال يتطلعون إليها دون أن يلتفتوا إلى ما قد خلفوه بالوطن من أطفال صغار في حاجة إلى رعاية واحتواء، ونساء ساذجات ضعيفات لن يحتملن رعب الشمس عندما يرحل الظل، ونخلات عاليات لن تحمي ثمارها من نهب الأغراب؟ لم يدرك الرجال أنهم يهجرون وطنًا ستتشقق جدرانه، وستتغير ملامحه الأصيلة حتى يصبح عبارة عن صورة ضبابية المعالم أشبه ببيت العنكبوت.

فماذا أيضًا بعد الرحيل؟ هل توقفت الحياة بغيابهم؟ بالطبع لا، أخذت الحياة مجراها بالقرية ولم تتوقف، ولكن جرت على نحو مختلف.

رحل الظل.. فانكشف رعب الشمس

حاولت النساء الاعتياد على عدم وجود الرجل بالقرية، وأصبحن يقمن بمهامه بمساعدة الشاب أحمد الذي جاءته الفرصة لوضع حد لسخرية النساء منه بإثبات قدرته على تحمل المسؤولية في حماية القرية بأكملها، فهو مكلف بالذهاب لقرية مجاورة لاستدعاء فرقة الطبل لإحياء سبوع أحد المواليد بالقرية، فتصطف النساء في لقطة بديعة ويقمن بحياكة وتطريز الثوب الجديد الذي سيرتديه أحمد للقيام بمهمته، ثم تبدأ النساء في تزينه ليصبح في أبهى صورة، وفي هذا المشهد إقرار كل نساء القرية برجولة الشاب أحمد الذي يعود مخيبًا للآمال بسبب رفض صاحب الفرقة دق الطبل والمزمار في نجع تسكنه الحريم دون الرجال! فتقرر بعض النساء التنكر في زي الرجال، وينجحن في الإتيان بالفرقة التي تحيي الليلة مع النساء بالاستعراض الفلكلوري على أنغام ياسر عبد الرحمن، وكلمات «بيبا» للشاعر عبد الرحمن الأبنودي، تلك الأغنية التي لخصت حال القرية من فرحة وسعادة بالمولود تبدو على سلمى «شريهان» وأم الصغير، كما ظهرت علامات الحزن والقهر على النساء اللاتي يتظاهرن بالقوة والصلابة وهن في غاية الضعف والاحتياج، ويبدو ذلك واضحًا في نبرة صوت العمة سليمة «عبلة كامل»، وفي نظرة عينها ووضع يدها وإيمالة رأسها يمينًا ويسارًا وهي تغني نائحة: «بيبا والصعيد مات.. بيبا خلف بنات»، كما عبرت عن نفس الحالة شفا «منال عفيفي» بكلمات الأغنية أيضًا: «يا أحمد علي النخل راح ضله.. بيع النخيل يا أحمد علي بيع النخيل كله.. بيع نخلنا العالي ولبسني خلخالي»، فهي تعتب على زوجها الرحيل وتتمنى لو كان فضّل البقاء يرعى النخيل، ويجني ثماره ليبيعه وهو بجوارها، وتظل شفا ترقص وتتمايل بجانب أحد الطبالين الذي يدرك لوعتها وحرمانها الأمر الذي يلاحظه بعض الحاضرين أيضًا، حتى تنهار شفا على الأرض معلنة عدم تحملها معاناة الكبت الجنسي بعد الآن، فتقع في الرزيلة مع ذلك الطبال، وعندما يعلم أحمد بالأمر يقرر قتل الرجل ولكنه يفشل للمرة الثانية في محاولة إثبات رجولته للجميع، فيعزم على طلوع النخلة العالية أطول نخلة بالقرية، والتي تطرح البلح الأبيض الذي يستخلص منه الشراب السحري الشاف من كل الأمراض، والجالب للبهجة والسعادة المسمى «عرق البلح»، وينجح أحمد في الإتيان به بعد عناء، وتجتمع بعض النسوة ليلًا فوق سطح أحد البيوت، وتبدو عليهن علامات الحسرة واليأس في لقطة لا تقل في إبداعها عن لقطة تطريز الثوب لأحمد، ولكن هذه المرة يتجرعن ذلك المشروب السحري الذي يمررنه فيما بينهن عساه يروي عطشهن، ولكن العطش الحقيقي يكمن في غياب الزوج والاحتياج له. عرق البلح الحقيقي في وجود الرجال حيث الخلاص من كل المتاعب والآلام، وتنوح إحداهن بحسرة: «وصيت عليا مين؟! وسافرت يا محبوبي وصيت عليا مين؟!… خبط الهوا ع الباب قولت الغايب جاني.. أتاريك يا باب كداب تضرب ع الفاضي!».

لم تُهون تلك الكلمات النائحة على العمة سليمة، كما لم يروِ عرق البلح عطشها، فيغلبها احتياجها وتقهرها شهوتها التي طفحت على جسدها؛ فتقرر الذهاب لأحمد، وتشق له جلبابها معلنة عن رغبتها به فتراوده عن نفسه، ولكنه يأبى بسبب حبه لسلمى التي تمثل معه مصدر الأمل، ومبعث الأمان والحياة للقرية بأكملها، فيحاولان معًا التغلب على جميع الصعاب التي خلفها غياب الرجال عن القرية، فيما عدا عشقهما الذي استوى فلم يعد في مقدورهما الصبر حتى يعود الرجال ويتزوجا؛ فتحمل سلمى في أحشائها جنينًا من أحمد في الوقت الذي يفتضح فيه أمر شفا فتدفعها النسوة للانتحار والخلاص من العار قبل عودة الرجال، يحدث كل هذا على مرأى ومسمع الجد الكبير الذي يعي جيدًا ما يدور في حضرته، ولكنه بلا حول ولا قوة ليأمر وينهي أو حتى يبدي النصح والمشورة! فلا يكون أمامه سوى اختيار الانسحاب والرحيل في هدوء وسلام!

لعنة الرحيل وكبرياء المذلول

ها قد عاد الرجال ولم يجنوا سوى الذل والهوان في الغربة، ولم يلاقوا غير الآثام والعار بالوطن.

اختزل مشهد عودة رجال القرية في فرد منهم «جمال إسماعيل» وهو في منزله يجلس عاريًا بجوار إناء المياه الذي تنضح منه زوجته لتعمم جسده بالماء، وتزيل عنه آثار شقاء الغربة التي أتت عليهم وعلى ذويهم بالوبال، فمنهم من يجد أن زوجته قد عافت معه الفراش، وآخر يعلم سبب انتحار زوجته، وغيره يكتشف علاقة ابنته سلمى بالشاب أحمد؛ فيقرر الرجال الانتقام من أحمد ظنًّا منهم أنه السبب في تبدل أحوال نسائهم، دون التفكير في السبب الحقيقي وهو قرارهم بالرحيل عن القرية، وغياب الظل عنها؛ مما أظهر عوراتها، وأصبحت مطمعًا كبيرًا وفريسة سهلة لكل القرى المجاورة. يكيدون لأحمد بطلوعه النخلة العالية ليلًا وعندما يستقر فوقها يتناوب عليها الرجال بالضرب من الجذور فتخرج النساء في مسيرة مهيبة يحملن شعلات النيران رفضًا لتلك الجريمة الجديدة التي ينفذها الرجال وهم لا يدركون أنها جريمة أخرى تضاف إلى جريمتهم الكبرى بتسليم أرواحهم للمجهول، جريمة التخلي عن الوطن، جريمة تحميل النساء ما لا يطيقن، جريمة القضاء على مبعث الأمل الوحيد بالقرية، تسقط النخلة العالية غير عابئين بأهميتها ولا ببلحاتها النادرات، ويظهر أحمد بلباس أبيض راكبًا فوق ظهر الفرس، ويظهر الجد الكبير من جديد ممسكًا بلجام الفرس، ويأخذ أحمد بعيدًا ويتوارى في الضباب ليعطي هذا المشهد أعظم رمزية جسدت الموت في تاريخ السينما. يموت أحمد، يموت مبعث الأمل والحياة بالقرية.

كيف خلق الكاشف من الفانتازيا وبعض الرموز فيلمًا روائيًّا يعد الأفضل تعبيرًا عن الواقع في تاريخ السينما المصرية؟

استطاع الراحل رضوان الكاشف مؤلف ومخرج الفيلم أن يتناول الواقع برؤية عظيمة غير مألوفة في السينما، إذ جعل من الفانتازيا حياة واقعية تمامًا بقرية بسيطة خالية من الرجال، وجعلك تعيش تلك الحياة بنفسك، لا أن تكتفي بمتابعتها مجرياتها فقط، وساعده على تحقيق ذلك قضية الفيلم التي ارتكزت على محورين هما: هجرة ملايين المصريين إلى دول الخليج العربي بداية من ثمانينات القرن الماضي، ذلك الأمر الذي تحول إلى صداع مزمن في رأس الوطن الذي خشي على ثرواته من الإهمال والتلف، وخشي على عاداته وتقاليده من ثقافات جديدة قد يعود بها الرجال، فلا تتلاحم مع موروثات المجتمع المصري، وتكون النتيجة وطنًا ممسوخًا بلا معالم واضحة. «وقد رسخ الكاشف عادات وتقاليد المجتمع المصري طوال أحداث الفيلم، وستكون موضع مقال آخر مع الحديث عن شخصيات الفيلم فيما بعد بمشيئة الله».

المحور الثاني هو النساء اللاتي يحتجن دائمًا إلى الظل رغم إثبات تماسكهن وقت الصعاب، وصلابتهن عند المحن، وتحملهن الكثير من الأعباء في غياب الزوج.

استخدم الكاشف بعض الشخصيات وأشياء أخرى بالفيلم للترميز والإسقاط على أمور منها:

– شخصية الجد العاجز عن الحركة والكلام يرمز إلى التاريخ والحضارة والثوابت الأصيلة، فظل الجد الكبير طوال الوقت يراقب ويتابع مجريات الحياة في صمت حتى رحل واختفى، في إشارة واضحة إلى اندثار الماضي المجيد!

– شخصية أحمد ترمز إلى البراءة والأمل والمستقبل، فظل أحمد طوال أحداث الفيلم يتطلع لبلوغ قمة النخلة العالية للحصول على بلحها النادر، ومنها يصنع المشروب السحري الذي يشفي المرضى، ويجلب السعادة والفرح.

– النخيل عامة والنخلة العالية خاصة: حيث كان النخيل هنا رمزًا وواقعًا على حد سواء، فهو في الواقع مصدر الرزق بالقرية، ويرمز أيضًا لثروات وخيرات الوطن. وبهذا يعلن رضوان الكاشف رسالته واضحة لهؤلاء الرجال: لديكم كل مقومات الحياة المتكاملة، لديكم التاريخ والحضارة، وعندكم الشباب المفعم بالحيوية، وحولكم الخيرات الكثيرة، فلمَ الهجرة وتسليم أرواحكم للمجهول؟!

وبعد عودتكم المخزية، لم الإصرار على تحطيم المستقبل بعد أن ضاع ماضيكم الحافل بالأمجاد؟

لماذا حمّلتم أحمد ذنوبكم التي لن يغفرها لكم الوطن؟! ستظل جريمة وأدكم للأمل تحاربكم، وسيبقى ذنب هجركم للنساء يرهبكم، وسيبقى «عرق البلح» لعنة تطاردكم يا من كشفتم عورات الوطن.

The post عرق البلح.. لعنة تطارد كاشفي عورات الوطن appeared first on ساسة بوست.

عن قوة الإيمان وضعف النفوس.. عرض لفيلم «Silence»

$
0
0

وكأننا رجعنا لعهد قديم عاش فيه المسيح مع حوارييه في القدس، في زمن اضطهاد الرومان لأتباع الديانة الجديدة التي ظهرت على مرمى حجر من أكثر الأماكن قداسة في الشرق الأوسط، مكان تكالب فيه اليهود المشبعون بالشهوة، والرومان المهووسون بالسلطة، من أجل وأد الدعوة الجديدة التي تدعو لإحلال السلام مع النفس، والتسليم إلى الله.

في فيلمه المنتظر «صمت – Silence» يأخذنا المخرج الكبير مارتن سكورسيزي إلى عالم الدين والإيمان واختبار اليقين، والتسامي عن التجربة الحسية إلى التسليم بالمطلقات والغيبيات. يأخذنا سكورسيزي إلى زمن ساد فيه اضطهاد أصحاب الدين المختلف، حين تعرضوا للتعذيب والتنكيل على يد بني أقوامهم، أولئك الذين دومًا ما يشعرون بالخطر على نفوذهم وسلطتهم وثرواتهم، إذا شعروا أن قبضتهم قد ترتخي من حول معتقدات ومقدسات أقوامهم، وأن أفكارًا جديدة قد تدخل مجتمعاتهم تتحدى سلطتهم، وتفضح جشعهم، وتعري إساءاتهم.

فيلم «Silence» يدور في بداية القرن الـ17، ويروي قصة اثنين من القساوسة الشباب الأوربيين، اثنين من البرتغال ينتمون لطائفة «الجيزويت»، وتعني مجتمع المسيح، وهي كلمة مشتقة من لفظة المسيح (Jesus)، وهي جمعية كاثوليكية تبشيرية ظهرت في أوروبا في القرن الـ16. هذان الاثنان، القس الشاب «رودريجيس» (يقوم بدوره أندرو جارفيلد الذي تألق مؤخرًا في دوره بفيلم ميل جيبسون Hacksaw Ridge)، والقس الشاب «جاروب» (آدام دريفر) يقرران السفر إلى اليابان للبحث عن أستاذهما ومعلمهما الروحي القس «فيريرا» (الممثل الأيرلندي الكبير ليام نيسون)، الذي اختفى بعد عدة سنوات من سفره لليابان للتبشير بالديانة المسيحية وسط جموع اليابانيين من المزارعين الفقراء الذين يدينون بالبوذية.

أخبار لا تُصدّق!

كانت قد وردت إليهما أنباء أن القس فيريرا قد ترك دينه وأنكر المسيح؛ بل وأهانه قبل أن يتحول إلى البوذية ويعيش في جزيرة ناجازاكي كأحد أفراد الشعب الياباني. لا يصدق رودريجيس، أو جاروب ما ورد إليهما من أنباء، وبخاصة وأنهما يكنان احترامًا وتقديرًا بالغًا للأب «فيريرا»، ويقرران السفر إلى اليابان للبحث عنه، والتحقق من سلامته ومن كذب الأنباء.

وبالفعل يرتحلان من أوروبا إلى الصين أولًا، ليتم تهريبهما بعد ذلك إلى اليابان التي حظرت في ذلك الوقت دخول المبشرين المسيحيين لأراضيها، ومنعت رسميًّا تحول مواطنيها للدين المسيحي، أو ممارسة شعائر هذا الدين بأي شكل. في الصين يتعرفان على شاب ياباني سيكون مرشدًا لرحلتهم عبر البحر إلى شواطئ اليابان، يبدو الشاب وقد غاب في بحر عميق من الحزن والاضطراب، ولا يكاد يترك قنينة الخمر، ولأنه لا يوجد أي دليل آخر للرحلة، يضطر القسيسان للاستعانة به.

وفي رحلة خطرة عبر الضباب يصلان إلى شاطئ قرية يابانية أغلب سكانها من المزارعين الذين تحولوا سرًّا إلى المسيحية، يستقبل الأهالي القسين بحفاوة بالغة واحترام كبير، فمنذ قيام الحكومة اليابانية باضطهاد القساوسة الجيزويت لم يحل على قريتهم أي رجل دين، وبالتالي افتقدوا طقوس دينية مهمة مثل طقس «الاعتراف» ليتطهروا من خطاياهم، وطقس «التعميد» ليباركوا أولادهم.

يعيش هؤلاء المزارعون في ظروف معيشية صعبة للغاية، وسط مجتمع فقير يحيا بشكل سري، ويخشى تلصص الغرباء، وخصوصًا من رجال السلطة ومن «المفتشين» الدينيين. وعلى الرغم من فقرهم، يبدو أهل القرية في غاية السعادة والرضا لقدوم الأب رودريجيس، والأب جاروب، يحتفون بهما ويقدمون إليهما من طعامهم الشحيح، ويؤثرون على أنفسهم من أجل إكرام رجال الدين.

بعضهم يتكلم الإنجليزية التي تعلموها من قبل من المبشرين الجيزويت، سألهم رودريجيس عن الأب «فيريرا»، فلم يبد أن أحدًا قد سمع عنه. يخبرونهما أن عليهما الاختباء صباحًا في عشة تم إعدادها لهما خصيصًا، وعليهما النشاط ليلًا للقيام بالشعائر الدينية من أجل سكان القرية المتعطشين للدين، والرحمة، والمغفرة.

سوط العذاب

لا يمضي وقت طويل حتى يشي أحد سكان القرية بأمر القسيسين، فيتم تهريبهما للغابة القريبة من القرية، بينما يحضر رجال السلطة والمفتشون عديمو الرحمة إلى القرية، ويتهمون سكانها بالتنصر، الذين ينكرون ذلك خوفًا من الاضطهاد والتعذيب، إلا أن المفتشين يأمرونهم بسب وإهانة المسيح، ودهس صورته بأحذيتهم، كاختبار للتأكد من كونهم بوذيين من عدمه. وإثر خوف ورفض البعض من إهانة رمز الدين، السيد المسيح، يتم اصطحاب هؤلاء إلى الشاطئ لتبدأ عملية تعذيب بطيئة لهم، يتم تعليقهم على صلبان معلقة على جانب ضحل من صخور الشاطئ، ويتركون هناك أيامًا بلا ماء أو طعام، فتأكل المياه المالحة والشمس الحارقة جلودهم، وتنهمر عليهم أمواج البحر بين المد والجذر، فإما يموتون جوعًا وإما غرقًا، بعد ألم طويل يستمر عدة أيام.

كل ذلك وأهالي الضحايا ينظرون إليهم، والقسان الشابان يراقبان من مخبئهما كل ما يحدث، كان الأهالي يحاولون أن يتقبلوا الأمر بقلوب راضية كتضحية من أجل الدين، واحتسابًا لهؤلاء الذين يموتون أمام أعينهم كشهداء وأطهار ستصعد أرواحهم للجنة.

يستطيع القسيسان الهرب إلى قرية أخرى، حيث يعثران هناك على عجوز يزعم أنه قابل «فيريرا»، وأكد لهما أنه بالفعل في «نجازاكي» لكن الطريق إليها خطير، والرحلة قد تنتهي بالهلاك.

استطاع سكورسيسي بعبقريته السينمائية والبصرية المذهلة تصوير حالة العذاب القاسية التي يحيا فيها أولئك المؤمنين في زمن الاضطهاد ذاك، صور الفقراء وأجسادهم شديدة الهزال، وجلودهم شديدة الشحوب، وعيونهم الغائرة والزائغة من القلق والخوف، والشعور الدائم بالمطاردة والخطر. صور أساليب التعذيب المختلفة، ربط المؤمنين في سجاجيد من قش وإحراقهم، وصلبهم على صوارٍ، وسكب مياه الينابيع الفوارة شديدة السخونة على أجسادهم، وأيضًا تعليقهم من أقدامهم رأسًا على عقب لليالٍ طويلة، مع قطع جرح في الرأس لتنز منه دماؤهم حتى لا يموتوا من انفجار روؤسهم، وحتى يستمر العذاب أطول وأطول. صور سكورسيسي الفيلم على خام 35 مللي و15 مللي ليلتقط الألوان الحقيقية للطبيعة المحيطة بالمشاهد، الجبال والحقول والضباب وأمواج البحر، وأيضًا ليلتقط درجات البشرة المعذبة لأجساد المؤمنين، وكان يصور بالكاميرات الرقمية المشاهد الليلية فقط.

«لماذا أنت صامت؟»

يقرر القسيسان أنه من الآمن لهما والأفضل أن ينفصلا في رحلتهما، أحدهما يذهب إلى ناجازاكي والآخر يظل مع القرويين لأداء الشعائر الدينية، ويقرر رودريجيز الذهاب إلى الرحلة الخطيرة، ولا يمضي وقت طويل حتى يتم القبض عليه وإيداعه معسكر للمهرطقين مع آخرين من المؤمنين، كان بإمكانه الحديث إلى الآخرين وشد أزرهم ومساعدتهم على القيام بطقس الاعتراف للتخلص من الخطايا.

لاحظ أنه في هذا المعسكر كان يتم معاملته بشكل حسن، ولأول مرة يجد طعامًا لائقًا مشبعًا، كما قدم له حراسه ملابس يابانية نظيفة، في نفس الوقت الذي لاحظ فيه أنه يتم معاملة الآخرين من اليابانيين بشكل قاسٍ، بل تم قتل بعضهم الذين لم يخضعوا لفكرة إهانة المسيح، كان هدف السلطات أن تزرع داخل المبشرين فكرة أن الشعب الياباني يعاني بسببهم، وأن كل القتل والتعذيب يمكن أن يتوقف إذا توقفوا عن المجيء إلى اليابان، وزعزعة الإيمان البوذي، والتقاليد اليابانية الراسخة.

يبذل رودريجز مجهودًا عقليًّا وذهنيًّا بالغًا من أجل الحفاظ على إيمانه، يرفع عينيه إلى السماء ويتساءل: «لماذا أنت صامت على كل ذلك، لماذا كل هذا العذاب؟ هل أنت صامت، أم أنك غير موجود؟».

تمضي باقي أحداث الفيلم في محاولة رودريجز للنجاة، والوصول إلى فيريرا، وفي نفس الوقت في الحفاظ على إيمانه، وعدم خيانة الدين. الفيلم يطرح أسئلة عميقة حول معنى الدين في الأصل، ويحاول أن يقف موقفًا وسطيًّا بين الطرح الميتافيزيقي المؤمن بالروحانيات والغيبيات، والطرح المادي الذي ينكر ذلك، ويرجع كل شيء لتصاريف الطبيعة، وأن كل شيء يخضع للتفسير العقلي الكامل. وفي كل الأحوال يتفق مع مدى القوة التي يمنحها الإيمان للإنسان، التي تمكنه بالفعل من تحمل أشنع العذابات، والقيام بأشياء خارقة تقترب من المعجزات.

The post عن قوة الإيمان وضعف النفوس.. عرض لفيلم «Silence» appeared first on ساسة بوست.


مترجم: أهم 10 أفلام صنعها نظام كوريا الشمالية للبروباجاندا

$
0
0

اهتم ديكتاتور كوريا الشمالية كيم يونغ إيل خلال فترة حكمه باستخدام الأفلام للدعاية بشكل كبير، حتى إنه كتب كتابًا يحمل عنوان «عن فن السينما – On the Art of The Cinema». في هذا الكتاب، وصف كيم يونغ إيل أسلوبه بأداة تعليمية من أجل نشر المُثُل العليا للأمة. من أجل صنع أفلام عالية الجودة، أمر كيم يونغ إيل باختطاف المُخرجين والممثلين الموهوبين من كوريا الجنوبية ليستطيع تقديم أفكاره في صورة أفلام.

على الرغم من الاختلاف الكبير في حبكة هذه الأفلام، إلا أنها كلها أفلام دعائية لجعل الشعب يؤمنون بـ«قائدهم العظيم»، وبالقِيم التي يريد أن ينشرها.

في تقريرها لموقع «listverse»، أعدّت الكاتبة شانون كوين قائمة بأهم عشرة أفلام دعائية لكوريا الشمالية.

10. Pulgasari

كان الكوري الجنوبي شين سانج أوك أحد المُخرجين المُختطفين الذين أُحضِروا إلى كوريا الشمالية. أُجبِر شين سانج أوك على إخراج فيلم بنفس فكرة الفيلم الياباني «جودزيلا»، وسُمِّي «Pulgasari».

تدور أحداث الفيلم في كوريا الإقطاعية، حيث نهبت الطبقة الغنية قرية زراعية وسجنت حداد القرية كبير السن. كان أولاده يحضرون الأرز له، لكنه لم يأكله، بل صنع به دمية صغيرة لوحش. عند اتصال دم ابنة الحداد بالدمية، تدُب الحياة في الوحش «Pulgasari» الذي ينقذ المزارعين من النظام الملكي.

تغذّى الوحش «Pulgasari» على الحديد، وكلما أكَلَ أكثر كلما أصبح أقوى وأكبر حجمًا، حتى أصبح لا يمكن تدميره. تحرر المزارعون من حكم الطبقة الملكية بمساعدة «Pulgasari»، لكن لم يتبقَّ من الحديد في القرية ما يكفي لإشباع جوع «Pulgasari» الذي أصبح ضخمًا للغاية.

أدركت ابنة الحدّاد أن الوحش «Pulgasari» سيتسبب في المجاعة والحرب، إذ إنه لا يستطيع التوقف عن استهلاك الحديد، لذلك قررت التضحية بنفسها من أجل البلاد، فانتحرت من أجل التخلص من الوحش «Pulgasari».

المقصود من وراء الفيلم هو التوعية بمخاطر الرأسمالية، ودعوة شعب كوريا الشمالية لمنعها من الحكم، حتى لو كان يعني ذلك التضحية بحياتهم.

9. The Favorite Young Man – الشاب المُفضَّل

الشخصية الرئيسية في الفيلم هو محارب قديم، وسيم وذكي وموهوب يُدعى كيم يونج باي، الذي يُقرر أن يعمل سباكًا بالرغم من كل ما لديه من إمكانات. يجتمع كيم بصديقة قديمة تمتهن الخياطة تُدعى سون آي، ويقع في حُبّها، إلا أن عائلتها رفضته لكونه سباكًا. في النهاية، تقتنع العائلة بكيم وبشخصيته، وكذلك كل من كان يُقلل من شأنه بسبب وظيفته، ويقوم كيم بإنقاذ المدينة عندما انفجرت الأنابيب بها.

في المجتمع الشيوعي الكوري الشمالي، تعتبر الرأسمالية والثروة الخاصة ممنوعتيْن تمامًا. دائمًا ما تشجّع الحكومة العمل الجاد والرضا عن الوظيفة التي اختارتها الحكومة لك، وخاصة بالنسبة للطبقات الدنيا في المجتمع. في عدة مشاهد في الفيلم، ينظر البطل إلى الكاميرا مباشرة ويتحدث عن أهمية السباكين في المجتمع. من الناحية الفنية، يعتبر الفيلم رومانسيًا كوميديًا، لكن الهدف الأساسي الذي يركز عليه الفيلم هو إقناع مواطني كوريا الشمالية بأهمية وظائف الياقات الزرقاء.

8. بلادي الاشتراكية – My Socialist Country

يُسرَد هذا الوثائقي بالإنجليزية، ويهدف إلى تثقيف الدول الأخرى حول الحياة في كوريا الشمالية. يزعم هذا الوثائقي أن كوريا الشمالية فيها كل ما يمكن أن يريده أي إنسان، كالغذاء والملبس والمسكن والرعاية الصحية وفرص العمل والتعليم الجامعي المجاني. بحسب الوثائقيّ، تتمكن كوريا الشمالية من توفير احتياجات جميع المواطنين دون فرض ضرائب عليهم. إذا شاهد أحد هذا الوثائقي دون أن يدرك الحقيقة وراءه، فقد يقتنع بأن كوريا الشمالية هي المدينة الفاضلة التي يحلم بها الجميع.

7. رفقاء خالدون – Eternal Comrades

في عام 1946، حاولت جماعة إرهابية قتل الرئيس الكوري الشمالي السابق كيم إل سونج، إلا أن ضابطًا سوفيتيًا يُدعى ياكوف نيفيتشينكو رأى القنبلة وضحّى بنفسه عن طريق رمي جسمه فوقها، لينقذ حياة كيم إل سونج. تبين بعد ذلك أن نيفيتشينكو كان يرتدي درعًا واقيًا بدائيًا أمام صدره مما كان كافيًا لإنقاذ حياته، على الرغم من إصابته بجروح متعددة، بما فيها فقدان إحدى ذراعيه. أُطلِق على نيفيتشينكو لقب «البطل القومي لكوريا الشمالية» وصُنِع تمثال تكريمًا له.

يُعيد فيلم «Eternal Comrades» تمثيل أحداث ذلك اليوم، والتي كانت سببًا في العلاقات الجيدة بين الاتحاد السوفيتي وكوريا الشمالية. الهدف من الفيلم هو التأكيد للمواطنين الكوريين الشماليين على أن قائدهم يستحق التضحية من أجله، لدرجة أن ضابطًا أجنبيًّا فعل ذلك.

6. احتجاج روح – Soul’s Protest

يروي الفيلم قصة حقيقية عن غرق السفينة يوكيشيما مارو عام 1945. وقد عُرِض الفيلم لأول مرة بعد إصدار فيلم تايتانك، في محاولة لتحقيق نجاح يضاهي ما حققه الفيلم الأمريكي. طُلِب من المخرج والممثلين وباقي طاقم العمل مشاهدة فيلم تايتانك أكثر من 100 مرة للتحضير للفيلم، لذلك يوجد الكثير من التشابه بين الفيلمين.

كانت السفينة تحمل كوريين عائدين إلى ديارهم من معسكرات العمل الإجباري في اليابان. تشير سجلات تاريخية إلى أن السفينة تفجرت نتيجة اصطدامها بلغم في المحيط، مما أسفر عن مقتل 524 كوريًا. زعم اليابانيون أن الحادث كان من قبيل الصدفة ولم يكن من الممكن تجنبه. ومع ذلك، اتهم الكوريون الشماليون اليابانيين بالتسبب في الحادث عمدًا. وبالرغم من بطلان تلك الاتهامات أمام المحكمة، يفترض الفيلم أن نظرية المؤامرة هذه صحيحة، وأن اليابانيين قتلوا العمال الكوريين في البحر للتستر على جريمتهم بإجبارهم على العمل القسري. بالرغم من أن قصة الفيلم مبنية على أحداث حقيقية، إلا أن الفيلم يهدف بشكل واضح للتحريض على الكراهية تجاه اليابانيين الذين يعتبرون – إلى جانب الأمريكيين – ألدّ الأعداء بالنسبة للكوريين.

5. فتاة الزهرة – The Flower Girl

يحكي هذا الفيلم قصة مواطنين كوريين يعيشون تحت الاحتلال الياباني في ثلاثينيات القرن الماضي. الشخصية الرئيسية في الفيلم هي فتاة كانت تتسلق الجبال كل يوم لتقطف الزهور وتبيعها في السوق. كانت ظروف هذه الفتاة صعبة للغاية إذ كانت أمها مريضة مرضًا شديدًا، وكانت شقيقتها الصغرى عمياء، وكان والدها ميتًا، بينما كان شقيقها بعيدًا عن المنزل يقاتل باعتباره جنديًا ثوريًا. على الرغم من هذه الظروف، لم يتعاطف صاحب المنزل مع الأسرة وهددهم بالطرد في حالة لم يدفعوا إيجارهم. تزداد معاناة الفتاة طوال الفيلم، وتصبح بلا مأوى بعد وفاة أمها التي لم تجد الدواء لعلاجها. وفي النهاية يعود شقيقها من الحرب، وتنال كوريا استقلالها من اليابان.

الهدف من الفيلم هو إظهار مساوئ الحياة قبل الشيوعية، التي يحصل فيها المواطنون على السكن والرعاية الصحية المجانية.

4. O Youth!

يحكي هذا الفيلم عن عائلة في كوريا الشمالية، تتكون من خمس فتيات كلهن رياضيات محترفات، وابن واحد، والأبوين. يعيش الابن الذي يعمل مؤرخًا مع والديه في الوقت الذي يعمل فيه على أطروحته للدكتوراه. في عمر الثلاثين، يقابل الابن فتاة ويُعجب بها، ليكتشف أنها لاعبة تايكوندو محترفة.

يلقي الفيلم الضوء على المجتمع الرياضي الذي بناه القائد كيم يونج إيل في العاصمة بيونج يانج، وتتحدث شخصيات الفيلم عن مجد قائدهم العظيم وتقديره الجم للمواهب الرياضية الشابة.

في أحد مشاهد الفيلم، تعرضت عصابة للابن وصديقته، ولكن قدرات صديقته القتالية أنقذتهما. بعد ذلك، طلب الابن من صديقته أن تلقي نظرة على أطروحته للدكتوراه التي تتحدث عن تاريخ التايكوندو، فتقترح عليه بأن يُثني على القائد العظيم بشكل أكبر، لأن الرياضة لم تكن تحظى بهذه الأهمية بدونه.

3. مرحبًا في كوريا الشمالية – Welcome Of North Korea

صُنِع هذا الفيديو الذي يُروى بالإنجليزية في ثمانينيات القرن الماضي بهدف تشجيع السياح الأجانب لزيارة كوريا الشمالية. يصور هذا الفيديو كوريا الشمالية بمكان يعيش فيه المواطنون في رفاهية، إذ توجد فيها مبانٍ ضخمة ويرتدي المواطنون ملابس جميلة، ولديهم الكثير من الطعام ليأكلوه. ويصور الفيديو للسياح الأجانب المباني التاريخية والشواطئ ومتاجر الهدايا التي يمكنهم الاستمتاع بزيارتها. أي شخص يشاهد هذا الفيديو سيأخذ انطباعًا بأن كوريا الشمالية مكان رائع للعيش، وأن الشائعات السلبية لا بد وأنها خاطئة.

2. الأمر رقم 27 – Order No. 27

في هذا الفيلم، يُطلب من الجنود الكوريين الشماليين الذهاب في مهمة سرية خطرة للغاية، لكنهم يقبلونها بكل سرور لخدمة القائد العظيم. يبدو الفيلم وكأنه ساخر فالمعارك تبدو خيالية والجنود لديهم مهارات تفوق طاقة البشر، لكنه جاد تمامًا.

ربما يهدف الفيلم إلى جعل الكوريين الشماليين – الذين يجب عليهم جميعم تلقي التدريب العسكري – متحمسين إلى دخول أية معركة، وربما أراد كيم يونج إيل أن يعتقد كل من يرى الفيلم من الدول الأخرى أن جميع جنود كوريا الشمالية فائقون.

يوضح الفيلم في نهايته أنه «عندما يموت جندي من أجل القائد العظيم والحزب الشيوعي، فإنه سيظل في أذهان الشعب دائمًا».

1. تحت الشمس – Under The Sun

كان هذا الوثائقي مشروعًا للمخرج الروسي فيتالي مانسكي، الذي أراد أن يوثّق الحياة في كوريا الشمالية، لكنه – بعد سنوات من التفاوض – سُمِح له بتصوير ما تريده الحكومة فقط. علم مانسكي أن كل ما كان يوثّقه كانت الحكومة قد أعدّته مسبقًا بهدف إخراج فيلم ترويجي. لكن مانسكي قرر أن يترك الكاميرا في وضع التصوير لأطول فترة ممكنة، وترك بعض المقتطفات في النسخة النهائية للفيلم حتى يتسنى للعالم رؤية كيف تتم معاملة الناس فعليًا في كوريا الشمالية، وأن المشاهد التي تبين رفاهية الحياة هي مدبّرة.

غضبت الحكومة الكورية الشمالية بالطبع بسبب هذا الفيلم ومنعت عرضه داخل كوريا الشمالية. بالرغم من ذلك، حاز الفيلم على عدة جوائز في عدة دول حول العالم.

The post مترجم: أهم 10 أفلام صنعها نظام كوريا الشمالية للبروباجاندا appeared first on ساسة بوست.

12 رواية تستعد بقراءتهم لأفلام 2017

$
0
0

في بداية كل عام جديد ينتظر عشاق السينما الإعلان عن الأفلام الجديدة ويتشوقون لموعد انطلاقها، ولكن ماذا عن عشاق الأدب والسينما معًا؟ فهم أيضًا يتشوقون لروايات العام الجديد التي ستتحول إلى أفلام سينمائية. هذه قائمة بـ12 رواية، يمكنك قراءتها قبل عرض أفلامها في السينمات.

1- «Wonder» لـ(راكيول بالاسيو)

صدرت رواية «رائع» في فبراير (شباط) 2012، وتدور أحداثها حول طفل يدعى أوجي ولد بتشوه في الوجه، ويواجه صعوبة في التأقلم والتعامل مع من حوله في المدرسة.

وتحولت الرواية إلى فيلم من إخراج ستيفن تشبوسكي، ويجسد دور أوجي، بطل فيلم «Room» جاكوب تريمبلي، وتقوم بدور والدته جوليا روبرتس، ويشاركهما أوين ويلسون وماندي باتينكن. ومن المنتظر صدور الفيلم في 7 أبريل (نيسان) المقبل.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

2- «The Lost City of Z» لـ(ديفيد جران)

يسلط الروائي ديفيد جران الضوء في روايته «مدينة Z الضائعة» التي صدرت عام 2009، على حكاية حقيقية لمستكشف بريطاني يدعى بيرسي فاوست، والذي ارتحل إلى الأمازون ليبحث عن حضارة قديمة منقرضة، ليختفي بغموض في عام 1925.

وحوّل المخرج جيمس جراي الرواية إلى فيلم، يجسد فيه تشارلي هونام دور فاوست، ويشاركه عدد من الممثلين منهم روبرت باتنسون وسيينا ميلر. ومن المنتظر عرض الفيلم في 21 أبريل (نيسان) المقبل.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

3- «The Zookeeper’s Wife» لـ(ديان آكرمان)

«زوجة حارس حديقة الحيوان» هي أيضًا رواية مقتبسة عن قصة واقعية، تتبع أحداثها حياة حارس حديقة حيوان «وارسو» وزوجته في بولندا، وتستعرض أعمالهما البطولية في إنقاذ مئات الحيوانات من الهلاك جراء الحرب العالمية الثانية، وكانت الرواية صدرت عام 2007.

وتحولت الرواية إلى فيلم على يد المخرج نيكي كارو، ويقوم بدور الحارس الممثل دانيال بروهل، وزوجته تجسد شخصيتها الممثلة جيسيكا تشاستين، يشاركهما إرفات دور وتيموثي رادفورد. وينتظر انطلاق الفيلم في 31 مارس (آذار) المقبل.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

4- «The Dark Tower» لـ(ستيفن كينج)

يعد هذا الكتاب أحد كتب سلسلة ستيفن كينج، التي بدأ تأليفها عام 1987 بكتاب «رسم الثلاثة The Drawing of the Three»، وهي سلسلة مكونة من 8 أجزاء، صدر الكتاب الأخير منها عام 2012 بعنوان «الرياح من خلال ثقب المفتاح The Wind Through the Keyhole»، وسميت السلسلة «The Dark Tower أو البرج المظلم» وهو عنوان كتاب ضمن السلسلة صدر عام 2004، ويصنف كينج هذه السلسلة على أنها أعظم إبداعاته على الإطلاق. تدور أحداث السلسلة حول رجل دائما هو حامل السلاح، وفي كتاب «البرج المظلم» خصوصًا تدور الأحداث حول حامل سلاح يدعى رولاند ديستشاين يعيش في مجتمع سحري مخيف ويجوب المدينة بحثًا عن برج مظلم خرافي لإنقاذ هذا المجتمع المسحور.

وتحولت الرواية إلى فيلم مغامرات خيالي على يد المخرج نيكولاج أرسيل، ويقوم بدور حامل السلاح الممثل إدريس إلبا، ويشاركه البطولة كل من ماثيو ماكونهي وكاثرين وينيك. ومن المنتظر إنطلاق الفيلم عالميًا في 28 يوليو (تموز) المقبل.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

5- «The Mountain Between Us» لـ(تشارليز مارتين)

رواية «الجبل بيننا» هي رواية رومانسية صدرت عام 2010، وتدور حول رجل وامرأة لا يعرفان بعضهما بعض، تقلهما طائرة مستأجرة، وتسقط بهما في البرية، ويضطران الاعتماد على بعضهما للنجاة.

تحولت الرواية إلى فيلم على يد المخرج الفلسطيني-الهولندي هاني أبو أسعد، الذي اختير مرتين مرشحًا للأوسكار، وهو صاحب فيلم «عمر» و«الجنة الآن». ويقوم بدور الرجل الممثل إدريس إلبا، وتقف أمامه العبقرية كيت وينسلت. ومن المنتظر عرض الفيلم في 20 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

للمزيدعن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

6- «Let it Snow» لـ(جون جرين ومورين جونسون ولورين ميراكل)

بالتأكيد هي رواية رومانسية، ما دامت ارتبطت باسم جون جرين، صاحب أشهر قصة حب بين مريضين بالسرطان في روايته «The Fault in Our Stars الخطأ في أقدارنا»، وتدور الرواية حول ثلاث قصص رومانسية تتخللها الكوميديا، وترتبط ببعضها بشكل أو بآخر، وتحدث جميعها في عطلة عيد الميلاد.

ولم يعلن صناع الفيلم المقتبس عن الرواية، عن الأبطال، لكن كاي كانون تتولى كتابة سينارية الفيلم، وسيقوم لوك سنيلين بإخراجه. ومن المنتظر عرضه في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

7- « Murder on the Orient Express» لـ(أجاثا كريستي)

هي رواية بوليسية بالطبع، كباقي أعمال الروائية الراحلة كريستي، وتدور أحداثها حول المحقق الخيالي هرقل بويروت، الذي يحاول فك خيوط جريمة قتل وقعت في إحدى عربات قطار الشرق السريع أشهر قطار في العالم.

وتحولت الرواية إلى فيلم للمرة الأولى عام 1974 على يد المخرج الراحل سيدني لوميت الذي أبدع فيلم «12 Angry Men 12 رجل غاضب»، ثم عاد المخرج والممثل كينيث براناه ليحاول تقديم نسخة حديثة ومختلفة للرواية. وقد يساعده على ذلك الأسماء السينمائية الثقيلة التي تصنع الفيلم منهم جوني ديب وبينيلوبي كروز وديزي ريدلي، وسيقدم دور المحقق بويروت المخرج جراناه. ومن المنتظر عرض الفيلم في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

8- «The Circle» لـ(ديف إيجرز)

تدور رواية «الدائرة» حول امرأة تدعى ماي هولاند جاءتها فرصة عمرها بالالتحاق في وظيفة في أكبر شركات التقنية في العالم، الشبيهة بجوجل، وتبدأ رحلة طموحها للتدرج في مناصب عليا بالشركة، وتطرح الرواية أسئلة حول حدود المعرفة البشرية، وعن الخصوصية والإنسانية والديموقراطية، وغيرها من النواحي التي تأثرت بالتقنية، وصدرت الرواية عام 2013.

وقرر المخرج جيمس بونسولدت تحويل الرواية إلى فيلم، بمساعدة اثنين من العظماء، حيث تجسد إيما واطسون دور الموظفة ماي هولاند، بمشاركة توم هانكس وآخرين. ومن المقرر عرض الفيلم في 28 أبريل (نيسان) المقبل.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

9- «Annihilation» لـ(جيف فاندرمير)

تعد رواية «إبادة» هي الجزء الأول من ثلاثية بعنوان «الوصول إلى الجنوب»، وتدور أحداثها حول بعثة من أربعة أشخاص، متخصصين في الأحياء والأنثروبولوجيا وعلم النفس والمسح الجغرافي، وتنطلق رئيسة البعثة في رحلة مثيرة لمنطقة مجهولة ومهجورة وخارج المناطق الحضرية، وذلك لاستكشاف السبب وراء اختفاء زوجها في هذه المنطقة من قبل، وتعتبر هذه البعثة هي الـ12 بعد هلاك البعثات السابقة جميها لأسباب مختلفة منها الاختفاء، والانتحار، والسرطان، والصدمات العقلية. وكانت الرواية صدرت عام 2014.

وتحولت الرواية إلى فيلم من إخراج أليكس جارلاند، بمساعدةة عدد من النجوم منهم ناتالي بورتمان المرشحة لأوسكار افضل ممثلة عن فيلمها «جاكي»، ويشاركها جينا رودريجز وتيسا تومسن. ولم يحدد صناع الفيلم موعد انطلاقه بعد.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

10- «The House of Tomorrow» لـ(بيتر بجناني)

تدور أحداث رواية «منزل الغد» حول سيرة حياة المصمم المعماري والمخترع الأمريكي ريتشارد بوكمينستر فولر، وذلك من خلال استعراض حياة اثنين من المراهقين تجمعهم ظروفهم الصعبة، ويعلم كل منهما الآخر ما يجهله عن الحياة فأحدهم يعرف عن المعمار وعن فولر والآخر يعرف كل شيء عن الفتيات والكحوليات. صدرت الرواية عام 2009.

وتحولت الرواية إلى فيلم على يد المخرج بيتر ليفولسي، ويشارك في البطولة كل من آسا بترفيلد، وأليكس وولف، ومعهما نيك أوفرمان وميشيلا واتكينز. ولم يحدد تاريخ لعرض الفيلم على الجمهور بعد.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

11- «The Nightingale» لـ(كريستين هانا)

تدور رواية «العندليب» الدرامية، حول شقيقتين تدعيان فيان وإيزابيل، لم تبعدهما اختلافاتهما عن بعضهما، وظلت علاقتهما قوية، على رغم أن إحداهما تعيش في باريس والأخرى تعيش في قرية فرنسية مع زوجها. ثم تختبر قوة علاقة الشقيقتين حينما يسافر زوج الأخت مع الجيش الفرنسي أثناء الحرب العالمية الثانية، وتشهد الرواية تحولات جذرية في أحداثها تجعل إحديهما تريد أن تنتقم لموت عائلتها، وصدرت الرواية عام 2015.

وبعد تحول الرواية إلى فيلم، لم تقرر المخرجة ميشيل ماكلارين طاقم ممثليها بعد، وبالطبع لم يتم تحديد موعد انطلاق الفيلم.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

12- «Thank You For Your Service» لـ(ديفيد فينكل)

رواية «شكرًا لخدمتكم» تسرد وقائع حقيقية للجنود الأمريكيين، الذين عادوا من حرب العراق ولم يستطيعوا الاندماج مرة أخرى بشكل طبيعي مع أسرهم أو مع المجتمع بوجه عام، ويبرع الروائي فينكل في هذا النوع من الروايات، هو ما ظهر في رواية أسبق بعنوان «الجنود الطيبون The Good Soldiers» حكى فيها عن تفاصيل بعض المعارك الدموية للأمريكيين في بغداد. وصدرت رواية «شكرًا لخدمتكم» عام 2013.

ومن المنتظر الإعلان عن النسخة السينمائية من هذه الرواية، إذ تحولت إلى فيلم على يد المخرج جاسون هال، ويشارك في التمثيلكل من هالي بينيت وإيمي شكمر ومايلز تيلر. ولم يعلن بعد عن موعد عرضه.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

The post 12 رواية تستعد بقراءتهم لأفلام 2017 appeared first on ساسة بوست.

مترجم: 10 أفلام ستستمتع بمشاهدتها إذا أعجبك «لا لا لاند»

$
0
0

لا شك أن فيلم «لا لا لاند» للمخرج الأمريكي داميان شازل، هو أحد أكثر الأفلام التي أحدثت جدلًا في الأوساط السينمائية عام 2016، فهو فيلم يحكي قصة متفائلة، لكن يملؤها الحلاوة والمرارة معًا، عن الحب وأولويات الحياة، في شكل فيلم معاصر مع لمسات كلاسيكية. ولاقى الفيلم احتفاءً كبيرًا من ناحيتي النقاد والجمهور، بالإضافة إلى أن الفيلم من أكثر أفلام «الأوسكار» تنافسًا في قوائم الترشيح التي أُعلنت الأسبوع الماضي، ونال منها الفيلم 14 ترشيحًا.

والقائمة التالية –غير الشاملة- تحوي 10 أفلام، بخلاف أفلام هوليوود الموسيقية الكلاسيكية، رشحها موقع «Taste of Cinema»، والتي قد تنال إعجاب محبي «لا لا لاند».

1-  (Umbrellas of Cherbourg (1964

تدور أحداث الفيلم الفرنسي «مظلات تشيربورج» حول «مدام إميري»، والتي تجسد دورها «آنا فيرنون»، وابنتها «جينيفيف»، وتجسد دورها «كاثرين دينياوف»، اللتان تكسبان رزقهما عن طريق بيع المظلات في قرية تشيربورج الساحلية التي تقع في مدينة نورماندي شمالي فرنسا. وتبدأ قصة حب بين الابنة ذات الـ17 عامًا، وبين «جي»، ويقوم بدوره «نينو كاستلنيوفو» الذي يعمل ميكانيكي سيارات، ويتفقان على الزواج على رغم رفض الأم، لينتهي الأمر باستدعاء الشاب للخدمة العسكرية في صفوف الجيش الفرنسي في الجزائر، ويطلب من حبيبته أن تنتظره.

أخرج هذا الفيلم، الفرنسي «جاك ديمي»، وألف «مايكل ليجراند» موسيقى الأغاني في هذا الفيلم مبهج الألوان ذي القصة الحلوة والمرة في آن معًا. وكان شزال أشار إلى «مظلات تشيربورج» بأنه أحد الأفلام التي ألهمته، هو والمؤلف الموسيقي «جاستن هوارتز» أثناء العمل على «لا لا لاند». وفاز الفيلم الفرنسي- الألماني بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان «كان»، كما رشح لنيل خمس جوائز «أوسكار» منها أفضل فيلم أجنبي.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

2- (Five Centimeters Per Second (2007

فيلم «5 سنتيمترات في الثانية» هو فيلم رسوم متحركة ياباني، مقسّم إلى ثلاث مراحل كل منها تعرض وجهة نظر مختلفة، وهو يحكي عن شاب يدعى «تاكاكي» يعيش حياته التي تقودها المشاعر والصدف.

وتحكي المرحلة الأولى من الفيلم «أزهار الكرز» عن عيش قصة حب للمرة الأولى، والترعرع حاملًا ذلك الحب من وجهة نظر «تاكاكي»، ولكنه يخسر زميلته في الدراسة وحبيبته «أكاري» بسبب اضطرارها الانتقال إلى مدينة أخرى، لظروف عمل والديها. أما المرحلة الثانية من الفيلم «رائد الفضاء» هي القصة من وجهة نظر «سوميتا» التي تقع في حب «تاكاكي». أما الجزء الأخير من الفيلم «5 سنتيمترات في الثانية» فهي القصة من وجهة نظر «أكاري».

استطاع الكاتب والمخرج «ماكوتو شينكاي» ببراعة أن يحكي قصة فريدة عن أن يصبح أحدهم ناضجًا، ومع ذلك يتمسك بمشاعر طفولته، وما يمكن أن يجلبه ذلك له من ألم.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

3-  (A Woman is a Woman (1961

فيلم «المرأة هي المرأة» الذي كتبه وأخرجه «جان لوك جودار»، هو فيلم فرنسي رومانسي كوميدي، يتميز بكونه الفيلم الملون الأول الذي يقوم ببطولته عدد من الأسماء اللامعة في «الموجة الجديدة للسينما الفرنسية». وتدور أحداثه حول الراقصة الاستثنائية «أنجيلا»، وتجسد دورها «آنا كارينا» التي تريد بشدة أن تصبح أمًّا، وهو ما يقابله شريكها «إميل» بالرفض. ثم يقترح عليها أن تنجب طفلها من صديقه المقرب «ألفريد»، ثم تجد الشابة نفسها مشتتة بين رجلين.

وفضلًا عن أن الفيلم غني من الناحيتين: الموسيقية، والمسرحية، فإنه أيضًا حقق ما يعرف بـ«هدم الجدار الرابع»، وهو ما يمكن أن نراه في أفلام جودار الأخرى. بالإضافة إلى ألوانه الطاغية التي لها أهمية كبيرة، بقدر الأهمية ذاتها للألوان في «لا لا لاند»، خصوصًا مع شخصية «أنجيلا» التي تظهر باللون الأحمر في كل إطلالاتها خلال الفيلم.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

4- (Me and You and Everyone We Know (2005

فيلم «أنا وأنت وكل من نعرفهم»، من تأليف وإخراج «ميراندا جولاي»، وهو فيلم أمريكي واقعي وسخيف في الوقت نفسه، سواء من ناحية القصة، أو الحوار. وتربط جولاي بين السرد البسيط، والألوان الخفيفة التي تجعل فيلمها شبيهًا بحكاية خيالية.

ويركز الفيلم تركيزًا شديدًا على قضايا العلاقات العاطفية، والانفصال عن المحبين، ولكن من وجهة نظر فريدة. وحصل الفيلم على الكاميرا الذهبية لمهرجان «كان» السينمائي، كما تلقى تعليقات إيجابية من المشاهدين. ويتتبع الفيلم حكاية بائع الأحذية «ريتشارد»، ويقوم بدوره «جون هوكز» الذي يقابل ممثلة الفيديوهات «كريستين»، وتجسدها «ميراندا جولاي»، بعد أن طردته زوجته من بيتهما.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

5-  (A Man and a Woman (1966

يحكي الفيلم الفرنسي «رجل وامرأة» عن أرملة غامضة تقوم بدورها «أنوك إيمي» التي تنظر إلى العالم من خلف الكاميرات من خلال عملها مشرفة سيناريو، تقابل الأرمل المحب للمغامرات، ويقوم بدوره «جان لوي تريتينانت»، الذي يعمل سائق سيارات سباق، ويجمعهما طفلاهما اللذان يدرسان في المدرسة الداخلية نفسها.

ويدمج هذا الفيلم الذي أخرجه «كلود ليلوش»، بين الأبيض والأسود، والألوان، ما يخلق عالمًا من الدلائل البصرية التي لا تحتاج الكلمات لشرحها والتعبير عنها، فضلًا عن الموسيقى التي خلقها العازف «فرانسيس لاي».

وحقق الفيلم أعلى إيرادات في السينما الفرنسية عام 1966، وحصل على السعفة الذهبية من مهرجان «كان» السينمائي، بالإضافة إلى جائزتي «أوسكار» لأفضل فيلم أجنبي، وأفضل سيناريو.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

6- (The Science of Sleep (2006

هل يمكنك تخيل عالمًا تتحقق فيه الأحلام؟ هذا هو فيلم علم الأحلام أو «The Science of Sleep»، حيث يحكي قصة شاب يدعى «ستيفان»، يجسد دوره «جايل جارسيا برنال»، يعيش في شقة صغيرة في باريس، ويقع في حب جارته عازفة الموسيقى، وتدعى «ستيفاني»، وتجسد دورها «شارلوت جينزبورج». ويفشل الشاب في التحكم بمشاعره، ويحاول استخدام خياله الواسع لكسب قلبها، ما يجعله لا يستطيع التفريق بين الحقيقة، والخيال.

أما مخرج الفيلم فهو «مايكل جوندري» المعروف بفيلمه إشراقة أبدية لعقل نظيف أو «The Eternal Sunshine of The Spotless Mind»، حيث يعتمد المخرج على سريالية تدمج بين الدراما، والكوميديا.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

7-  (Girl on the Bridge (1999

يبدأ الفيلم الفرنسي «فتاة على الجسر» الذي صدر عام 1999 بالأبيض والأسود، بفتاة انتحارية تدعى «أديل»، وتجسدها «فانيسا باراديس»، والتي ينقذها «جابور»، الذي يجسد دوره «دانيل أوتيل»، قبل قفزها في نهر «السين» من أعلى أحد الجسور في باريس. ثم يقنعها بأن تكون الفتاة الهدف في عروض رمي السكين التي يؤديها، ويسافر الثنائي الغريب لتأدية العروض في شمال البحر المتوسط، وتتطور المشاعر الأفلاطونية بينهما.

وعلى الرغم من أن الفيلم ليس موسيقيًّا، إلّا أن موسيقى الجيتار الإلكتروني المصاحبة تجعل الجمهور يشعر بالسفر مع الشخصيات الرئيسية. رشح الفيلم لجائزة «جولدن جلوب» لأفضل فيلم أجنبي عام 2000، فالفيلم هو خير ممثل للسينما الفرنسية.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

8-  (Castaway on the Moon (2009

تدور أحداث الفيلم الكوري الجنوبي «المنبوذ فوق سطح القمر»، حول السيد «كيم»، ويجسد دوره «جاي يونج جونج»، الذي يقرر الانتحار بالقفز في نهر «هان» بعد فقدان عمله، وانفصال حبيبته عنه، لينتهي به الحال بأن جرفته الأمواج إلى جزيرة صغيرة في وسط النهر، ليبدأ من جديد. ويصبح منبوذًا ليجذب انتباه فتاة تقوم بدورها «ريو ون جونج» التي تعاني من رهاب الخلاء، وتعيش في بيت يطل على النهر.

كتب وأخرج هذا الفيلم الدرامي والكوميدي «لي هاي جون»، فالفيلم بالأساس يدور حول الأمل، ولكنه أيضًا يطرح إمكانية العيش سعيدًا بأبسط الأشياء في الحياة.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

9-  (Stolen Kisses (1968

فيلم «قبلات مسروقة» الفرنسي، الذي يناقش ضجر الشباب وقلقهم هو النسخة السينمائية الثالثة عن شخصية «أنطوان دوانيل»، التي ابتدعها المخرج «فرانسيس تروفو»، بعد فيلم 400 ضربة أو «The 400 Blows»، والفيلم القصير أنطوان وكوليت أو «Antoine and Colette»، ليعيد تروفو إحياء الشخصية عام 1968.

وتدور أحداث الفيلم حول «أنطوان»، ويجسده «جان بيير ليو»، وهو الشاب ذو الـ20 عامًا الذي يسرحه الجيش من الخدمة ليهيم في شوارع باريس، محاولًا إيجاد مغزى لحياته، وعلاقته بفتاة عازفة كمان تدعى «كريستين داربون»، تجسد دورها «كلود جيد».

يعتبر هذا الفيلم عمليًّا الختام لفيلمي تروفو، لكن يمكن تصنيفه فيلمًا مستقلًا بذاته؛ إذ إنه لا يحتاج لمشاهدة ما سبقه لتكوين قصة منطقية. فالفيلم إنتاج الموجة الجديدة في السينما الفرنسية التي توازن بين الحزن، والكوميديا ببراعة من خلال أحداث مشؤومة متعاقبة، في حين تجاري حداثة السينما الأمريكية.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

10- (Chicken with Plums (2011

فيلم «دجاجة وبرقوق» تقاسم تأليفه وإخراجه الثنائي «فينسينت برونو»، و«مرجان ساترابي»، وهو الفيلم الثاني لهما، بعد تعاونهما الأول المشهود له في فيلم الرسوم المتحركة برسيبوليس أو «Persepolis».

يتتبع الفيلم حياة «ناصر علي خان»، ويقوم بدوره «ماثيو أمالريك»، وهو عازف كمان عرف في طهران منذ عام 1958، والذي يعاني حزنًا بعد تحطم الكمان المقرب لقلبه، وهو كمان لا يمكنه الاستغناء عنه أو تعويضه نظرًا لقيمته العاطفية والموسيقية، فيقرر ناصر انتظار الموت في سريره، ويذهب في رحلة سحرية في عقله هربًا من واقعه.

وتتأثر القصة جزئيًّا بحياة عم الكاتبة والمؤلفة ساترابي، فهي قصة عن الفرص الضائعة، لكن بحس فكاهي سوداوي، وتجعل ألوان الفيلم الزاهية الجماهير تشعر كأنها في داخل هذه الرحلة السحرية.

للمزيد عن الفيلم يمكنك الاطلاع على رابط IMDb من هنا.

The post مترجم: 10 أفلام ستستمتع بمشاهدتها إذا أعجبك «لا لا لاند» appeared first on ساسة بوست.

محاولة لتحليل فيلم fightclub

$
0
0

“للحديث عن ذلك الفيلم، سيتعين علينا كسرأول قاعدتين من قواعد نادي القتال“

fightclub هو فيلم أمريكي، من إنتاج عام 1999، مقتبس من الرواية التي تحمل نفس الاسم للكاتب تشاك بولونيك، الفيلم من إخراج دافيد فينشر الذي يعتبر واحدًا من أعظم مخرجين جيله، بطولة براد بيت، إدوارد نورتون وهيلينا بونهام كارتر.

القصة

القصة تدور حول نورتون ذلك الرمز الذي لم يكشف عن اسمه في الفيلم ويشار أنه الراوي ولكنه ذكر بـاسم جاك في الرواية، الراوي يعاني من الأرق الشديد، فينصحه طبيبه بـزيارة جلسات علاج لضحايا السرطان والسل، هناك تظهر شخصية روبرت بولسون “بوب” لاعب كمال أجسام سابق أصيب بـمرض التثدي بـسبب اختلال هرموني نتيجة للاستخدام المفرط للمنشطات .

يصبح نورتون مدمنًا على حضور مجموعة الدعم ولكن عندما يلاحظ وجود محتالة أخرى مارلا سينجر (هيلينا بونهام كارتر) ينزعج ويعود للأرق مرة أخرى، فيتفاوض معاها ليتجنب حضورهم سويًا في نفس المجموعات و هنا تظهر شخصية مارلا.

“إذا كان لدي ورم لأسميته مارلا”

على الجانب الآخر من القصة، الراوي يعمل كموظف تقليدي مكتبي في إحدى شركات السيارات الكبرى كأي شخص عادي لم يكتب له التميز في الحياة، ساخطا من ضغوطات المجتمع وعمله وأثناء عودته من رحلة عمل، يتعرف على تايلر ديردن (براد بيت) بائع الصابون والذي ينتقل معه إلى منزل تايلر المتهالك بعد حريق ينشب في شقة الراوي!

يقوم الراوي بـتشكيل نادٍ للقتال مع تايلر لينضم إليه رجال آخرون، يشمل نادي القتال عدة قواعد أولها عدم التحدث عنه أمام أحد ولكن وضعت القواعد لتخرق فيتحدث الناس عن نادي القتال ليزداد عدد المنضمين إليه بل تزداد أعداد النوادي حول أوروبا وباقي الدول ليصبح الراوي أيقونة يتحدث عنها كل من ينضمون لهذا العالم السفلي.

تتحول نوادي القتال تحت قيادة تايلر منظمة فوضى ضد الشركات الكبرى والمادية وبعد عملية فاشلة للمنظمة يقتل فيها ”بوب” ومحاولة الراوي لإغلاق مشروع الفوضى يكتشف أن هو وتايلر شخصيتين منفصلتين في الجسم نفسه.

يكتشف الراوي – كونهم شخصًا واحدًا – خطة تايلر لهدم المباني المسؤولة عن سجلات شركات الائتمان في تشبيه لهدم كل ما يمثل ضغوطات المجتمع عديمة المعنى على أي فرد، بعد محاولات الراوي لوقف العملية يقابل تايلر الذي يخضعه تحت تأثير السلاح، بـإدراك الراوي أنه هو وتايلر شخصيتان في جسد واحد، يجد نفسه هو الممسك بالسلاح، ليقتل تايلر أطلق الراوي النار على نفسه دون أن يقتل، نجد في النهاية مارلا والراوي يشاهدون مشهدًا لانفجار المباني متشابكي الأيدي ليقول في النهاية الجملة الشهيرة: “لقد قابلتني في مرحلة غريبة جدا من حياتي“.

التحليل

“إذا استيقظت في مكان مختلف، في زمان مختلف، هل ستجد نفسك شخصًا مختلفًا”؟

في البداية علينا أن نعترف أن بعض الأفلام يكون تركيزها على عمر معيَّن، وذلك الفيلم موجه لمن هم دون 35 سنة أو ممن يمرون بـأزمة منتصف منتصف العمر كما تُعرف، كل شخص منا يعلم أنه في عداد الناقصين، إن جزءًا ما في شخصيته ناقص، البعض قد يلوم عائلته، وظيفته، الفترة التي ولد فيها، نفسه لما أصبح عليه، شخصية الراوي تعكس صورة حديثي التخرج ”شخص لا يملك الخيارات أمامه، مشوش، غاضب، غير قادر على إيجاد طريقة لتَغيير حياته حتى وإن وجد الإمكانيات الكافية سيقع فيما يعرف “بمفارقة الاختيار” the choice paradox، لذلك كما في حالة الراوي قد يصاب بـتلك الحالة المرضية “انفصام الشخصية multiple personality disorder”.

انفصام الشخصية multiple personality disorder هو اضطراب عقلي يوصف بـوجود على الأقَل شخصيتين بارزتين تتحكمان بـشكل مستمر بـسلوكيات الشخص مصحوبة بـاختلال في الذاكرة ولكن هل الراوي ابتدع فقط شخصية واحدة أم أكثر من شخص في مخيلته؟

قبل الإجابة عن هذا السؤال، الراوي لم يكن يبحث عمدًا عمن يكمل شخصيته، أو يعوض عن هذا النقص، الراوي – أنا وانت – في حالة صراع دائم بين مجموعة من الشخصيات تتنافس على التأثير فيه حتى تتملكه إحدى تلك الشخصيات، لم يكن من الضروري ظهور الشخصيات الأخرى مسبقا كما حدث للراوي مع تايلر ديردن من خلال الومضات المتسارعة، وإذا شاهدت الفيلم أكثر من مرة ستجد المخرج العظيم دافيد فنشر  قد خبأ مجموعة من الأدلة لما يمكن أن يكون نظرية أخرى لهذا الفيلم الفلسفي.

هل مارلا حقيقية؟

هل بوب حقيقي؟

“الناس يفعلونها كل يوم، يتحدثون لأنفسهم، يرون أنفسهم كما يريدون أن يكونوا“

ظهور بوب

من الواضح من بداية الفيلم أن جلسات العلاج بالنسبة للراوي آتت ثمارها، الراوي كان يبحث عن حالات أشد ألما من حالته ليتأثر بها ويجد فيها الراحة والضعف، ليشعر أنه ليس الوحيد الذي يتألم في هذا العالم وهنا خلق شخصية “بوب” أثناء جلسات العلاج فكان دائما رمزًا للضعف وكل مشهد الراوي معه كان يظهر فيها الضعف بداخله.

ظهور مارلا

يبدو معقولًا للغاية ظهور مارلا في جلسات العلاج لتذكره بـأنه يستغل تلك الجلسات بينما هو حقيقة لا يعاني من شيء، مارلا تمثل تدمير الذات عند الراوي (الألم والشعور بالندم)، فدورها بالنسبة للرأي أنها تكشف احتياله في جلسات العلاج واضطرابه، في كل مشهد تزعجه أو تظهر رفضها لما يفعله سواء مباشرة أو عن طريق جعله يشعر بالندم والخطأ.

“Her lie reflected my lie”

ظهور تايلر

هنا تدخل شخصية “تايلر ديردن” الشخصية الثالثة الأساسية التي أوجدها الراوي، تظهر لتشتيته عن باقي الشخصيات وتعلمه أن يترك الأمور، “تايلر” هو نقيض “مارلا” وقاتل “بوب”، شخصية خارقة نيتشوية، يتحدث بـثقة ويظهر موقفًا رافضًا ومدمرًا للمؤسسات ونظم القيم وعلى الرغم من أن تايلر هو الشخصية التي يريد الراوي أن يكونها في البداية إلا أن تايلر ليس متعاطفا معه ولا يساعده على مواجهة القرارات في حياته بـعكس مارلا، فيخلق له عالما موازيا لتجنب مايحدث حقيقة في حياته، يقوي شخصية الراوي، لكن في نفس الوقت يدمر حياته، فيتخذه الراوي معلمًا له ليقوم بـفعل أشياء لم يكن من المفترض فعلها فيقتل بوب “الضعف” ويسعى لهدم المجتمع عن طريق إسقاط الديون ليصبح المجتمع متساويًا وليكمل عملية النضج – كما قال المخرج فينشر – كان على الراوي قتل معلمه لتكون مارلا سينجر الناجية الوحيدة والشخصية التي تملكته في النهاية بعد أن أدرك أنه كان ينبغي عليه التركيز على مارلا منذ البداية ليبدأ بعدها في الابتعاد عن طريق تايلر.

اسم fightclub قد يكون استعارة لصراع كل الشخصيات التي خلقها الراوي ليصبح واحدها مكملا للجزء الناقص في شخصيته.

Our great war is a spiritual war، our great depression is our lives

بعيدا عن التحليل النفسي لشخصية الراوي، الفيلم تجربة روحية ساخرة فلسفية في منتهى العمق ومربك في نفس الوقت، هل فكرته الأساسية عن ذلك الجيل دون الثلاثين سنة أم الأناركية أم النظام مقابل الفوضى أم الملل القاتل من الروتين أم ساحق لذات الإنسان وتحوله لمجرد ترس في آلة أم كل ذلك هو بعد من كل، سريالية المشاهد تعطي إيحاء كوميدي، سرقة الدهون المستخرجة من أجساد النساء في عمليات التخسيس لصنع أجود أنواع الصابون ليشتريها نفس النساء بـأسعار غالية، تجلى تايلر في شخصية الراوي عندما خلق معركة وهمية في مكتب مديره وخروجه من المكتب بـكدمات وابتسامة انتصار عبثية، كسر أول قاعدتين عمدًا من نادي القتال لزيادة أعداد المنضمين للنادي، fightclub أحد الأفلام النادرة التي ستغير نظرتك للسينما والعالم.

The post محاولة لتحليل فيلم fightclub appeared first on ساسة بوست.

عرق البلح.. لعنة تطارد كاشفي عورات الوطن

$
0
0

«قرية رحل عنها الظل حين سقطت نخلاتها العاليات، وانكشف رعب الشمس».

لا يوجد أفضل وأعمق من تلك العبارة التي أوجز فأبلغ بها رضوان الكاشف في نهاية تحفته السينمائية الخالدة للأبد «عرق البلح».

يأتي المنادي من أقصى البلاد ينادي على أهل القرية فيخرج الجميع في ساحة واسعة ليجدوا الأغراب يدعونهم للسفر والعمل في أرض الذهب الأسود «دول الخليج»، في مقابل الحصول على رغد العيش، وسعة الرزق؛ فيذهب جميع الرجال عدا الشاب أحمد «محمد نجاتي» الذي يرفض الرحيل، ويفضل البقاء بالقرية مع جده العاجز عن الحركة والكلام «حمدي أحمد»، لتصبح القرية خالية من الرجال، ويصبح أحمد هو الرجل الوحيد الذي تسخر منه النساء في البداية، فيحاول جاهدًا أن يثبت لهن أنه على قدر مسؤولية حماية القرية بنسائها وأطفالها ونخلاتها، إلّا أنه يتورط في علاقات آثمة كونه الرجل الوحيد بالقرية.

تسليم الأرواح في أيادي المجهول

انصاع الرجال لذلك الصوت المنبعث من الميكروفون، والذي لم يظهر صاحبه في رمزية إلى المجهول الذي ينادي عليهم، ويدعوهم للسفر وترك القرية بحجة العمل وجمع المال مستغلًا حاجتهم وفقرهم المدقع. فمنهم من يرغب في شراء كردان ذهب لزوجته، ومنهم من يريد بقرة حلوب تدر اللبن لمولوده المنتظر، وآخر يمني نفسه بتجهيز ابنته للزواج، فيقرر رجال القرية الانسياق وراء أحلامهم المزعومة، ولم يفكروا في مصيرهم المبهم الذي ألقوا بأرواحهم بين يديه. ترى أي مجهول ينتظرهم؟ وأي آمال يتطلعون إليها دون أن يلتفتوا إلى ما قد خلفوه بالوطن من أطفال صغار في حاجة إلى رعاية واحتواء، ونساء ساذجات ضعيفات لن يحتملن رعب الشمس عندما يرحل الظل، ونخلات عاليات لن تحمي ثمارها من نهب الأغراب؟ لم يدرك الرجال أنهم يهجرون وطنًا ستتشقق جدرانه، وستتغير ملامحه الأصيلة حتى يصبح عبارة عن صورة ضبابية المعالم أشبه ببيت العنكبوت.

فماذا أيضًا بعد الرحيل؟ هل توقفت الحياة بغيابهم؟ بالطبع لا، أخذت الحياة مجراها بالقرية ولم تتوقف، ولكن جرت على نحو مختلف.

رحل الظل.. فانكشف رعب الشمس

حاولت النساء الاعتياد على عدم وجود الرجل بالقرية، وأصبحن يقمن بمهامه بمساعدة الشاب أحمد الذي جاءته الفرصة لوضع حد لسخرية النساء منه بإثبات قدرته على تحمل المسؤولية في حماية القرية بأكملها، فهو مكلف بالذهاب لقرية مجاورة لاستدعاء فرقة الطبل لإحياء سبوع أحد المواليد بالقرية، فتصطف النساء في لقطة بديعة ويقمن بحياكة وتطريز الثوب الجديد الذي سيرتديه أحمد للقيام بمهمته، ثم تبدأ النساء في تزينه ليصبح في أبهى صورة، وفي هذا المشهد إقرار كل نساء القرية برجولة الشاب أحمد الذي يعود مخيبًا للآمال بسبب رفض صاحب الفرقة دق الطبل والمزمار في نجع تسكنه الحريم دون الرجال! فتقرر بعض النساء التنكر في زي الرجال، وينجحن في الإتيان بالفرقة التي تحيي الليلة مع النساء بالاستعراض الفلكلوري على أنغام ياسر عبد الرحمن، وكلمات «بيبا» للشاعر عبد الرحمن الأبنودي، تلك الأغنية التي لخصت حال القرية من فرحة وسعادة بالمولود تبدو على سلمى «شريهان» وأم الصغير، كما ظهرت علامات الحزن والقهر على النساء اللاتي يتظاهرن بالقوة والصلابة وهن في غاية الضعف والاحتياج، ويبدو ذلك واضحًا في نبرة صوت العمة سليمة «عبلة كامل»، وفي نظرة عينها ووضع يدها وإيمالة رأسها يمينًا ويسارًا وهي تغني نائحة: «بيبا والصعيد مات.. بيبا خلف بنات»، كما عبرت عن نفس الحالة شفا «منال عفيفي» بكلمات الأغنية أيضًا: «يا أحمد علي النخل راح ضله.. بيع النخيل يا أحمد علي بيع النخيل كله.. بيع نخلنا العالي ولبسني خلخالي»، فهي تعتب على زوجها الرحيل وتتمنى لو كان فضّل البقاء يرعى النخيل، ويجني ثماره ليبيعه وهو بجوارها، وتظل شفا ترقص وتتمايل بجانب أحد الطبالين الذي يدرك لوعتها وحرمانها الأمر الذي يلاحظه بعض الحاضرين أيضًا، حتى تنهار شفا على الأرض معلنة عدم تحملها معاناة الكبت الجنسي بعد الآن، فتقع في الرزيلة مع ذلك الطبال، وعندما يعلم أحمد بالأمر يقرر قتل الرجل ولكنه يفشل للمرة الثانية في محاولة إثبات رجولته للجميع، فيعزم على طلوع النخلة العالية أطول نخلة بالقرية، والتي تطرح البلح الأبيض الذي يستخلص منه الشراب السحري الشاف من كل الأمراض، والجالب للبهجة والسعادة المسمى «عرق البلح»، وينجح أحمد في الإتيان به بعد عناء، وتجتمع بعض النسوة ليلًا فوق سطح أحد البيوت، وتبدو عليهن علامات الحسرة واليأس في لقطة لا تقل في إبداعها عن لقطة تطريز الثوب لأحمد، ولكن هذه المرة يتجرعن ذلك المشروب السحري الذي يمررنه فيما بينهن عساه يروي عطشهن، ولكن العطش الحقيقي يكمن في غياب الزوج والاحتياج له. عرق البلح الحقيقي في وجود الرجال حيث الخلاص من كل المتاعب والآلام، وتنوح إحداهن بحسرة: «وصيت عليا مين؟! وسافرت يا محبوبي وصيت عليا مين؟!… خبط الهوا ع الباب قولت الغايب جاني.. أتاريك يا باب كداب تضرب ع الفاضي!».

لم تُهون تلك الكلمات النائحة على العمة سليمة، كما لم يروِ عرق البلح عطشها، فيغلبها احتياجها وتقهرها شهوتها التي طفحت على جسدها؛ فتقرر الذهاب لأحمد، وتشق له جلبابها معلنة عن رغبتها به فتراوده عن نفسه، ولكنه يأبى بسبب حبه لسلمى التي تمثل معه مصدر الأمل، ومبعث الأمان والحياة للقرية بأكملها، فيحاولان معًا التغلب على جميع الصعاب التي خلفها غياب الرجال عن القرية، فيما عدا عشقهما الذي استوى فلم يعد في مقدورهما الصبر حتى يعود الرجال ويتزوجا؛ فتحمل سلمى في أحشائها جنينًا من أحمد في الوقت الذي يفتضح فيه أمر شفا فتدفعها النسوة للانتحار والخلاص من العار قبل عودة الرجال، يحدث كل هذا على مرأى ومسمع الجد الكبير الذي يعي جيدًا ما يدور في حضرته، ولكنه بلا حول ولا قوة ليأمر وينهي أو حتى يبدي النصح والمشورة! فلا يكون أمامه سوى اختيار الانسحاب والرحيل في هدوء وسلام!

لعنة الرحيل وكبرياء المذلول

ها قد عاد الرجال ولم يجنوا سوى الذل والهوان في الغربة، ولم يلاقوا غير الآثام والعار بالوطن.

اختزل مشهد عودة رجال القرية في فرد منهم «جمال إسماعيل» وهو في منزله يجلس عاريًا بجوار إناء المياه الذي تنضح منه زوجته لتعمم جسده بالماء، وتزيل عنه آثار شقاء الغربة التي أتت عليهم وعلى ذويهم بالوبال، فمنهم من يجد أن زوجته قد عافت معه الفراش، وآخر يعلم سبب انتحار زوجته، وغيره يكتشف علاقة ابنته سلمى بالشاب أحمد؛ فيقرر الرجال الانتقام من أحمد ظنًّا منهم أنه السبب في تبدل أحوال نسائهم، دون التفكير في السبب الحقيقي وهو قرارهم بالرحيل عن القرية، وغياب الظل عنها؛ مما أظهر عوراتها، وأصبحت مطمعًا كبيرًا وفريسة سهلة لكل القرى المجاورة. يكيدون لأحمد بطلوعه النخلة العالية ليلًا وعندما يستقر فوقها يتناوب عليها الرجال بالضرب من الجذور فتخرج النساء في مسيرة مهيبة يحملن شعلات النيران رفضًا لتلك الجريمة الجديدة التي ينفذها الرجال وهم لا يدركون أنها جريمة أخرى تضاف إلى جريمتهم الكبرى بتسليم أرواحهم للمجهول، جريمة التخلي عن الوطن، جريمة تحميل النساء ما لا يطيقن، جريمة القضاء على مبعث الأمل الوحيد بالقرية، تسقط النخلة العالية غير عابئين بأهميتها ولا ببلحاتها النادرات، ويظهر أحمد بلباس أبيض راكبًا فوق ظهر الفرس، ويظهر الجد الكبير من جديد ممسكًا بلجام الفرس، ويأخذ أحمد بعيدًا ويتوارى في الضباب ليعطي هذا المشهد أعظم رمزية جسدت الموت في تاريخ السينما. يموت أحمد، يموت مبعث الأمل والحياة بالقرية.

كيف خلق الكاشف من الفانتازيا وبعض الرموز فيلمًا روائيًّا يعد الأفضل تعبيرًا عن الواقع في تاريخ السينما المصرية؟

استطاع الراحل رضوان الكاشف مؤلف ومخرج الفيلم أن يتناول الواقع برؤية عظيمة غير مألوفة في السينما، إذ جعل من الفانتازيا حياة واقعية تمامًا بقرية بسيطة خالية من الرجال، وجعلك تعيش تلك الحياة بنفسك، لا أن تكتفي بمتابعتها مجرياتها فقط، وساعده على تحقيق ذلك قضية الفيلم التي ارتكزت على محورين هما: هجرة ملايين المصريين إلى دول الخليج العربي بداية من ثمانينات القرن الماضي، ذلك الأمر الذي تحول إلى صداع مزمن في رأس الوطن الذي خشي على ثرواته من الإهمال والتلف، وخشي على عاداته وتقاليده من ثقافات جديدة قد يعود بها الرجال، فلا تتلاحم مع موروثات المجتمع المصري، وتكون النتيجة وطنًا ممسوخًا بلا معالم واضحة. «وقد رسخ الكاشف عادات وتقاليد المجتمع المصري طوال أحداث الفيلم، وستكون موضع مقال آخر مع الحديث عن شخصيات الفيلم فيما بعد بمشيئة الله».

المحور الثاني هو النساء اللاتي يحتجن دائمًا إلى الظل رغم إثبات تماسكهن وقت الصعاب، وصلابتهن عند المحن، وتحملهن الكثير من الأعباء في غياب الزوج.

استخدم الكاشف بعض الشخصيات وأشياء أخرى بالفيلم للترميز والإسقاط على أمور منها:

– شخصية الجد العاجز عن الحركة والكلام يرمز إلى التاريخ والحضارة والثوابت الأصيلة، فظل الجد الكبير طوال الوقت يراقب ويتابع مجريات الحياة في صمت حتى رحل واختفى، في إشارة واضحة إلى اندثار الماضي المجيد!

– شخصية أحمد ترمز إلى البراءة والأمل والمستقبل، فظل أحمد طوال أحداث الفيلم يتطلع لبلوغ قمة النخلة العالية للحصول على بلحها النادر، ومنها يصنع المشروب السحري الذي يشفي المرضى، ويجلب السعادة والفرح.

– النخيل عامة والنخلة العالية خاصة: حيث كان النخيل هنا رمزًا وواقعًا على حد سواء، فهو في الواقع مصدر الرزق بالقرية، ويرمز أيضًا لثروات وخيرات الوطن. وبهذا يعلن رضوان الكاشف رسالته واضحة لهؤلاء الرجال: لديكم كل مقومات الحياة المتكاملة، لديكم التاريخ والحضارة، وعندكم الشباب المفعم بالحيوية، وحولكم الخيرات الكثيرة، فلمَ الهجرة وتسليم أرواحكم للمجهول؟!

وبعد عودتكم المخزية، لم الإصرار على تحطيم المستقبل بعد أن ضاع ماضيكم الحافل بالأمجاد؟

لماذا حمّلتم أحمد ذنوبكم التي لن يغفرها لكم الوطن؟! ستظل جريمة وأدكم للأمل تحاربكم، وسيبقى ذنب هجركم للنساء يرهبكم، وسيبقى «عرق البلح» لعنة تطاردكم يا من كشفتم عورات الوطن.

The post عرق البلح.. لعنة تطارد كاشفي عورات الوطن appeared first on ساسة بوست.

Viewing all 367 articles
Browse latest View live


<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>