Quantcast
Channel: سينما –ساسة بوست
Viewing all 367 articles
Browse latest View live

«في خدمة الأشرطة الوردية».. 6 أفلام تخبرك كيف تناولت السينما سرطان الثدي

$
0
0

يعتبر شهر أكتوبر (تشرين الأول) هو شهر التوعية بمرض سرطان الثدي وقد انطلقت فكرة التوعية به منذ عام 2006، وتم اتخاذ اللون الوردي كشعارٍ له، ووفقًا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية، فإنه يتم سنويًا تشخيص حوالي 1.2 مليون إصابة بسرطان الثدي، وأكثر من 500 ألف يموتون بسببه، وبالرغم من المخاوف المُحيطة بذلك المرض، لكنّ التوعية به أصبحت أمرًا محتومًا، لتقليل نسب الوفاة.

تناولت السينما والدراما العربية والأجنبية هذا المرض مراتٍ عديدة، بزوايا معالجة مختلفة، في هذا التقرير نستعرض بعض الأفلام والمسلسلات التي تناولت هذا المرض.

1-decoding annie parker

الفيلم الأمريكي الذي عُرض عام 2014، يحكي قصة حقيقية عن السيدة «آني باركر»، واكتشافها في الثلاثينات من عمرها مرضها بسرطان الثدي، حيث طالها هاجس المرض قبل ذلك، بسبب إصابة شقيقتها وجدتها به، لكن المرض لم يُضعف من عزيمة «آني»، بل جعلها أكثر قوة؛ حيث استمرت في البحث وراء المرض، للوصول إلى سببه، حتى تعرفت على عالمة الجينات الأمريكية «ماري كلير كينج»، ليتمكنا معًا الوصول إلى الصلة بين الحمض النووي ومرض السرطان، واكتشفا الجين المسئول عن  كثير من سرطان الثدي وسرطان المبيض، وهو BRCA1، وأن 5 إلى 10% من جميع سرطان الثدي وراثية، الفيلم بطولة «هيلين هانت»، و«سامنثا مورتون»، ومن إخراج «ستيفن برنستين»، وقدرت تكلفته بـ 2 مليون دولار.

2- the family stone

يُمكن أن تراها كقصة عادية عن فتاة يدعوها حبيبها للقاء أسرته، وقضاء الكريسماس معهم، لكنها ليست عن ذلك فقط، فالفيلم الذي يستعرض لك المواقف بين الحبيبة وأفراد الأسرة، والمُشكلات التي تقع فيها، يفتح الأزمة الأساسية بمرض الوالدة، عقد العائلة، بسرطان الثدي، واحتياجها للاهتمام والحب، الفيلم عُرض عام 2005، وبطولة «سارة جيسكا باركر»، و«ديرمونت ملروني»، وقد ترشحت عنه «سارة جيسكا باركر» كأفضل ممثلة، بجائزة «جولدن جلوب»، وصلت تكلفة هذا الفيلم إلى 17 مليون دولار، وحظى عالميًا بإيرادات أكثر من 92 مليون دولار.

3-Why I Wore Lipstick to My Mastectomy

القصة التي استندت على مذكرات حقيقية نُشرت عام 2004 بنفس العنوان، تسرد حكاية السيدة «جيرلان لوكاس»، مع وصولها إلى سن 27 لاحقها سرطان الثدي، وهو سن صغير تُصاب فيه بالمرض، هي الشابة الحاصلة على شهادة الصحافة من جامعة كولمبيا، الفيلم يعرض قصة جيرلان لمكافحة المرض، ومراحله المختلفة مع استئصال الثدي والعلاج الكيميائي، الفيلم عُرض على التلفيزيون عام 2006، بطولة «سارة تشاك»، ومن إخراج «بيتر وارنر»، كما رُشّح لسبع جوائز من أهمها، جائزة «الإيمي».

4- the hot flashes

يحكي الفيلم عن سيدات في منتصف العمر يكونون فريقًا لكرة السلة في تكساس، يقومون باللعب أمام فتيات المرحلة الثانوية المغرورات، وهدف تلك المباريات هو جمع المال للوقاية من سرطان الثدي، الفيلم عُرض عام 2013، بطولة «بروك شيلدز»، و«واندا سيكس»، ومن إخراج «سوزان سيدلمان»، وكانت تكلفته 4 مليون دولار.

6- pink ribbons

الفيلم الوثائقي الذي يُسمى «أشرطة وردية» لمخرجته «ليا بول»، وأنتج عام 2011، يبحث فيما وراء التوعية بالمرض، عن تفصيلة يُمكن ألا يراها كثيرون، حول اللهاث وراء الحملات التسويقية للشركات المعنية بالتوعية بالمرض، بسبل مختلفة كالأشرطة والـ «تي شيرتات» وغيرها من وسائل تدفع الكثيرين لشرائها، فهل تُساهم فعليًا في الوقاية وإيجاد حلول للمرض، أم أنها مجرد سبل اقتصادية تتاجر به، يستعرض الفيلم آراء عديدين، من بينهم المرضى أنفسهم.

7-The LuLu Sessions

هو فيلم وثائقي صُنع تكريمًا لـ «لويز نوتر»، طبيبة الأورام، وصديقة المخرجة «اس كاسبر وونج»، ويعتبر عملها الأول كمخرجة، أصيبت لويز، التي عرفت باسم «لولو»، بمرض سرطان الثدي، هي الطبيبة التي سعت للبحث وراء علاج من هذا المرض، ولكنها اعتلت به، غير أنها لم تستسلم، جعلت صديقتها كاسبر تقوم بتصوير المكالمة الهاتفية التي أُبلغت من خلالها بتشخيص المرض، الفيلم كما يُعبر عن معاناة لولو، كان عرضًا لصداقة مديدة استمرت حتى وفاتها، حظي الفيلم بإشادات عدة من مجلات وصحف مختلفة من بينها variety الذي وصفه بأنه حمل «سخرية غير متوقعة»، كما ترشح بمهرجانات عدة منها مهرجان الأفلام الأمريكية الأسيوية الدولي.

The post «في خدمة الأشرطة الوردية».. 6 أفلام تخبرك كيف تناولت السينما سرطان الثدي appeared first on ساسة بوست.


الثورة المصرية ومعركة الجيوش الخمسة «الهوبيت»

$
0
0

في فترة مراهقتي لم أشاهد فيلمًا أروع من فيلم ملك الخواتم المأخوذ من رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب ج. ر. ر. تولكن، الفيلم تم تقسيمه إلى ثلاثة أجزاء كالرواية، تم تقديمهم في السينما في 2001، 2002 و2003 بعنوان رفقة الخاتم، البرجان وعودة الملك، وحقق في ذلك الوقت أعلى مستويات المشاهدة والتوزيع في كل دول العالم، بعد هذا النجاح انتظرت أن يتم تحويل أعمال تولكن الأدبية إلى أعمال سينمائية، وهو ما تم بالفعل مع رواية الهوبيت، ومع أنها صغيرة نسبيًا إلا أنه ولأسباب تجارية تم تحويلها إلى ثلاثة أفلام ناجحة في 2012، 2013 و2014، الجزء الأخير بعنوان «معركة الجيوش الخمسة» كان ملحمة أسطورية يمثل صراع بين خمسة جيوش، كل منهم يبحث عن مصلحته الخاصة، الفيلم ليس فانتازيًا فقط، ولكنه فيلم فلسفي عبر بنجاح عن الصراع بين الخير والشر والصداقة والعداء، ويمكننا مشاهدة أحداثه في أي صراع على أرض الواقع في وقتنا الحالي.

سنحاول رصد أوجه التشابه بين معركة الجيوش الخمسة والثورة المصرية، وهذه رؤية شخصية من الممكن أن تتفق أو تختلف معها عزيزي القارئ.

أرى أن مصر «الأرض الوسطى» تضم خمسة أطياف تتناحر فيما بينها، كل منها له أهداف معينة، الخمسة أطياف تمثل تحالفين، التحالف الأول يضم العسكر «الأورك بقيادة أزوك الأسطورة» والفلول «أورك جوندباد»، أما التحالف الثاني فيضم الطبقة المطحونة «أهل بلدة البحيرة»، التيار المدني «الجان»، الإخوان «الأقزام».

العسكر «الأورك بقيادة أزوك»

تحت حكم العسكر يتم تشويه كل ما هو مصري؛ فالبلد بسبب السياسات الفاشلة تتراجع على كل المستويات؛ فالجنية المصري أصبح لا قيمة له «الدولار الأمريكي وصل إلى 15 جنية مصري قابلة للزيادة» والبلاد الكبرى بالإضافة إلى السعودية أوقفت تعاملاتها بالجنية المصري، أسعار السلع الأساسية تتضاعف بصورة مخيفة، وأصبح الحصول عليها يتم بصعوبة بالغة، فالمواطنون يتجمعون بالآلاف للحصول على أنبوبة غاز أو كيلو سكر أو علبة لبن أطفال، حتى إن الأمر وصل إلى عدم وجود الأدوية مما ينذر الأمر بثورة جياع ستأكل الأخضر واليابس، تحت تخطيط العسكر تم إنهاك الدولة بمشاريع لا طائل من ورائها، مثل مشروع تفريعة قناة السويس وغيرها، وتناسى العسكر أن الاستثمار الحقيقي يكون في التعليم والبحث العلمي والصحة لتأسيس قطاع صناعي قوي قادر على تلبية الاحتياج الوطني ومنافسة الخارج، العسكر ترك أزمة سد النهضة تتفاقم، فتأثير سياساتهم الفاشلة لن تؤثر في  حاضرنا فقط، ولكنها ستؤثر في مستقبل أولادنا، الذين سيرثون منا دولة مهلهلة وأمراض لا حصر لها، جهاز المخابرات الحربية تفرغ لصراعه مع جهاز المخابرات العامة، وترك أبناء الوطن من جنودها الغلابة وضباطها الصغار لقمة سائغة للجماعات الإرهابية، في الوقت الذي يتاجر فيه إعلام الدولة بدمائهم الذكية، أكمنة الجيش في سيناء بدون غطاء وتتواصل العمليات لاصطيادهم، بينما يهدد الرئيس أن الجيش يستطيع التواجد في كل مكان في ست ساعات فقط، يسيطر العسكريون على المناصب التنفيذية في الدولة من وزراء ومحافظين ورؤساء أحياء، وكالعادة يفتقدون الكفاءة والخيال، والغريب أنه وتحت حكم العسكر وفي بلد جميل مثل مصر لم يعد يوجد ما يسر الناظرين؛ فالقبح أصبح هو سمة هذه الفترة؛ فبالإضافة إلى الآثار التي يتم إهانتها أصبحت الميادين مليئة بتماثيل قبيحة عنوانًا لهذه الفترة العصيبة التي ستقضي على دولتنا.

الفلول «أورك جوندباد»

نتكلم عن عصابة «منظومة» تعمل سويًا منذ عقود تحت حماية النظام، تنهش لحم هذا الوطن، وتترك للشعب الفتات، مجموعة من الأسر المتداخلة فيما بينها بصلات قرابة ونسب، سيطرت على مصر اقتصاديًا، كان من بينها الحرس القديم الذي حافظ على تماسك «ضمني» للدولة دستوريًا وأمنيًا كفتحي سرور وكمال الشاذلي ويوسف والي وحبيب العادلي وغيرهم. والحرس الجديد، رجال جمال مبارك من رشيد محمد رشيد وزهير جرانة ويوسف غالي وأحمد عز وغيرهم، عندما قامت الثورة قامت للقضاء على هؤلاء، ولو لم تسرق الثورة لقبع هؤلاء في السجون في محاكمات ثورية، هؤلاء هم الرؤوس الكبيرة، ولكن هناك نوعًا آخر من الفلول مثل الموظفين الكبار المتغلغلين في كل المؤسسات الحكومية والذين تحكموا في تلك المؤسسات بعد الثورة، كما يوجد أيضًا العائلات الكبيرة في الأرياف والصعيد، والتي كانت تتنافس فيما بينها في الانتخابات البرلمانية وإدخال أبنائها في الكليات العسكرية وكلية الشرطة والنيابة.

المواطنون المطحونون «أهل بلدة البحيرة»

أهل بلدة البحيرة في الفيلم لم يكونوا جزءًا من الصراع، يعيشون بهدوء على ما يقتاتون عليه من صيد الأسماك ويحكمهم ديكتاتور، كل ما يقلقه هو بارد المعارض الوحيد في البلدة والذي يحث الناس على الاحتجاج والاعتراض على سياسات الحاكم التي جعلت المجاعة على الأبواب. الوضع تغير عندما تم طرد التنين من الجبل وذهب لينتقم من أهل البلدة، وما كان من الحاكم إلا أن أمر جنوده بملء مركبه بكنز الشعب محاولًا الهروب، إلا أنه لم يستطع؛ فانتقام التنين كان فوريًا فأحرق البلدة وقتل كثيرين من شعبها، ولم ينقذ البقية إلا بارد الذي قتل التنين «تم تسمية بارد قاتل التنين»، وجد أهل البلدة أنفسهم بدون مأوى؛ فالقرية تم إحراقها بالكامل، وبدون مأكل وبدون غطاء في البرد القارس، كما أن بينهم الكثير من الجرحى، هنا تغيرت العقلية فلم يتبق لديهم ما يخسرونه وأصبحوا طرفـًا في الصراع واتجهوا نحو الجبل ينشدون ما ينقذهم من الموت، حتى النساء والعجائز أمسكوا بالسيوف واصطفوا للقتال على أرض المعركة، أرى أن هذه القصة تتكرر في مصر؛ فالشعب رضي دائمًا أن يعيش على القليل «خصوصًا الأرياف والصعيد» ولم يثر على مبارك، الشعب لا يهتم بالديموقراطية ولا يهتم بحقوق الإنسان ولا يهتم بمكانة مصر، كل ما يهم الشعب هو ملأ معدته، نظام السيسي قام بأسوأ ما يمكن أن يقوم به أي نظام وهو تجويع الشعب. سياسات السيسي أشبه ما تكون بالتنين الذي أحرق البلدة وجعل أهلها بدون خيارات، تأملوا معي الفيديو الشهير لخريج التوكتوك، وتأملوا كثيرًا من الفيديوهات المتشابهة، وهذه الفيديوهات لا تشبه فيديوهات التيار المدني الذي يركز على تبادل السلطة وحرية الأحزاب وحقوق الإنسان، ولا تشبه فيديوهات الإخوان التي تركز على أن ما حدث هو انقلاب عسكري، الطبقة المطحونة بدأت في التحرك وقد نفذ صبرها، وأرى أننا لا نستهين بالغضب الشعبي خصوصًا أن المستقبل القريب لا ينذر بأي تحسن في الحالة الاقتصادية، هذا الغضب سيتحول إلى رد فعل يشبه رد فعل أهل بلدة البحيرة على أرض المعركة.

التيار المدني «الجان»- الإخوان المسلمون «الأقزام»

العلاقة بين الجان والأقزام تتطابق مع العلاقة بين التيار المدني والإخوانـ تولكن أبدع في تصوير الخلاف أو العداء بينهما، علاقة مبنية على عدم الثقة والاختلاف في كل شيء، إلا أن اتحادهما في بعض الأوقات كان هو المفتاح والحل الوحيد لكل الصراعات.

بداية الأحداث كانت مع جنون ثور «ملك الأقزام» بسبب حبه للسلطة والسيطرة واعتبار أن حكمه حق إلهي وأبدي وأن على الجميع تقديم فروض الطاعة إليه، هذا الأسلوب جعل ثور يخسر حلفاءه الذين حذروه كثيرًا «حدث الشيء نفسه عندما أصبح مرسي رئيسًا ورفض الاستماع إلى شباب الثورة حتى خسر من كانوا حلفاء له في يوم من الأيام»، وعندما أحرق التنين مملكة الأقزام وأصبحوا مشردين بلا مأوى لم يسعفهم الجان بسبب أن ثور لم يستمع إليهم وكان هو السبب في التباعد «حدث الشيء نفسه للإخوان بعد مذبحة رابعة واتهامهم التيار المدني أنه تخلى عنهم وجعلهم عرضه للقتل والاعتقال».

مرت الأيام والهوة تزداد يومًا بعد يوم بين الجان والأقزام ودراما تولكن أصبحت أكثر متعة، فثرندويل «ملك الجان» عرض المساعدة على ثورين «ملك الأقزام» عندما عرف مبتغاه في استعادة الجبل مرة أخرى، ولكن ثورين رفض وقال له إنه لا يمكنه التحالف ولا الوثوق فيه مرة أخرى، و رد عليه ثرندويل «لقد حذرت جدك مما سيجلبه عليه الطمع ولكنه لم يستمع وإنك مثله تمامًا».

هوس الإخوان بالحكم

تولكن ركز على المرض العقلي لملك الأقزام «جنون الذهب»، فثورين رغب بالسيطرة على الجبل أكثر من رغبته بأي شيء آخر، وشعوره بالقوة غيره تمامًا، ومع أنه ملك إلا أنه خان العهد ولم يلتزم بكلمة الشرف، فعندما ذهب إليه قاتل التنين ليطلب منه تشريف كلمته وإعطاءهم المأوى والمأكل، تملص ثورين من وعوده وقال إن هذا الحق والثروة تنتمي إليه فقط، ملك الأقزام ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، حتى إنه أعلن أنه على استعداد ليضحي بدم كل قزم من أجل الحفاظ على الذهب والجبل، وبالفعل تخلى ثورين عن الأقزام في المعركة وضحى بدمائهم.

الشباب الأقزام مثل كيلي وفيلي كان لهم رأي آخر؛ فلم يوافقا على سلوك الملك وقراراته، إلا أن هذا الرفض لم يدعهما إلى التمرد، واستمرا في مساندة الملك وتنفيذ قراراته، «أحداث الفيلم تبرز الاتهام التاريخي لجماعة الإخوان بنقضها للعهود، ونتذكر ما قاله البرادعي إنه كان يذهب ليتفق معهم على شيء وفي الصباح يجد شيئًا آخر غير الاتفاق المبرم بينهما، بالإضافة لاتهام قيادات الإخوان بالتضحية بدماء أبناء الجماعة من أجل مصلحتها، موقف شباب الأقزام مطابق لموقف شباب الجماعة؛ فالكلام الدائم بعد الثورة أن شباب الجماعة كان لا يوافق على كثير من قرارات مكتب الإرشاد، ومع ذلك لم يكن لهم موقف منها، واستمروا في دعم تلك القرارات وتنفيذها».

نصائح الحكماء ضاعت بين عناد التيار المدني وعدم ثقة الإخوان

في الوقت الذي كان يستعد فيه الجان والأقزام للمعركة ذهب جاندالف لملك الجان يخبره أن الدمار سيأتي على الجميع، وأن في الوقت الذي يستعر فيه الصراع بين الجان والأقزام فإن الأورك يستعدون لضربتهم القاضية، ولكنه لم يقتنع بكلامه، وهنا تعجب جاندالف: منذ متى ونصيحتي أصبحت لا قيمة لها! فرد عليه ملك الجان أن الغرض من نصائحه هي إنقاذ أصدقائه الأقزام، «هذا المشهد ذكرني باتهام أي شخص يقدم مبادرة للصلح بين التيار المدني والإخوان بالأخونة».

مستقبل العلاقات بين التيار المدني والإخوان

مع أنه تم تقديم سلسلة أفلام ملك الخواتم قبل سلسلة أفلام الهوبيت إلا أن أحداث الأولى مبنية على أحداث الثانية، حيث إنها زمنيًا تتبعها بستين سنة، وهنا سنغوص سويًا في رحلة شيقة في ملك الخواتم، مارين ببعض المشاهد والتي هي من أروع المشاهد التي تم تقديمها في السينما. سنبرز من خلالها ما آلت إليه العلاقات بين الجان والأقزام، وفي ضوئها سنحاول استنباط مستقبل العلاقات بين التيار المدني والإخوان.

شاهدنا في نهاية فيلم معركة الجيوش الخمسة تحالف كل من الجان والأقزام وأهل مدينة البحيرة، ولكن الثمن الذي دفعه الجميع كان غاليًا جدًا «ستستقر الدولة بعد خسارتنا لأثمن الأشياء مثل الشباب الذي مات في أحداث الثورة وما بعدها، والشباب الذي ضاع شبابه وصحته في المعتقلات، وانهيار التعليم والصحة، وأزمة الموارد المائية بعد مباركة السيسي لبناء السد الأثيوبي»، لكن العداء بين الجان والأقزام استمر.

فالأقزام استمروا في النظر إلى مصالحهم الخاصة فقط، وهو ما شهدناه في المشهد الذي جمع بين ألروند «ملك الجان» وجاندالف، عندما سأل الملك جاندالف: من ستجد عندما نرحل؟ الأقزام؟ إنهم يختبئون في الجبال بحثـًا عن الثروات، إنهم لا يهتمون بمتاعب الآخرين، في الوقت نفسه نجد كره الأقزام للجان، فعندما قال الملك ألروند إنه يجب تدمير الخاتم في النيران الملتهبة في قلب جبل الموت في موردور، رد جيملي قائلًا: «أفضل أن أكون ميتا قبل أن أرى الخاتم في أيدي واحد من الجان».

التيار المدني مستعد دائمًا للتضحية من أجل مستقبل أفضل

عندما يأس ثيودين «ملك روهان» وقال في مرارة: «أين الفرس والفارس؟ أين البوق الذي كان ينفخ؟ لقد مروا كالمطر على الجبال، كالرياح في الوادي، الأيام تنتهي في الغرب، خلف التلال، في الظلام، كيف انتهت إلى ذلك؟» جاء هالدير «قائد جيوش الجان» للدفاع عن روهان وهو يعلم أنها مهمة انتحارية.

التحديات التي ستقابل دولة مدمرة مثل مصر لن تنتهي أبدًا، معارك التعليم، الصحة، الصناعة، الزراعة والأمن القومي وغيرها؛ لذا فإن مصر في حاجة دائمًا إلى التماسك والشجاعة في مجابهة معاركها، شجاعة كشجاعة أراجورن وهو أمام البوابة السوداء لموردور مضحيًا بنفسه من أجل فرودو مرتجلًا خطابه الأسطوري «اثبتوا في مواقعكم! اثبتوا في مواقعكم!. أبناء جوندور، روهان، إخوتيـ أرى في عيونكم الخوف نفسه الذي غمر قلبي، قد يأتي اليوم الذي تنهزم فيه شجاعة الرجال، عندما نهجر أصدقاءنا وتنقطع كل صلات الصداقة، ولكنه ليس هذا اليوم، ساعة الذئاب والتروس المحطمة عندما يأتي عصر البشرية ويذرى في الرياح، ولكنه ليس هذا اليوم، اليوم سنحارب، بكل ما هو عزيز علينا في هذه الأرض الجميلة أدعوكم للثبات، رجال الغرب»، هنا قال جيملي «القزم» لليجولاس «الجني»: «لم أتخيل أبدًا أنني سأموت وأنا أحارب جنبًا إلى جنب جني» ورد عليه ليجولاس قائلًا: «ماذا عن جنب إلى جنب صديق؟» فأجابه جيملي «للأبد».

أدعوكم لمشاهدة الفيلم والاستمتاع به.

The post الثورة المصرية ومعركة الجيوش الخمسة «الهوبيت» appeared first on ساسة بوست.

محمود عبد العزيز «ساحر البهجة».. رحيل أشهر فنان عربي في دور الجاسوس والكفيف

$
0
0

«الجاسوس»، هكذا عرفناه، وظل في مخيلتنا، ماكر يتسلل إلى القلوب والعقول، ينسخ الجمل والمواقف ويتركها لسنوات؛ لتتذكرها في كل المواقف، تظن للحظات أنه جاسوس بحق، يقرأ أفكارك، ويعرف تحديدًا مني سيضحكك، ومتي سيبكيك على حالك. تغني، أو تكتب حكمة غير ذات معنى من جمل أفلامه.

إنه الفنان المصري «محمود عبد العزيز» الذي أُعلن أمس وفاته عن عمر يناهز 70 عامًا، بعد صراع قصير مع «مرض السرطان»، ويعد «عبد العزيز» أحد أبرز الممثلين المصريين والعرب الذين قدموا دور الجاسوس من خلال حلقات مسلسل رأفت الهجان (إنتاج 1987) التي تسرد بقلم «صالح مرسي» قصة من ملفات المخابرات المصرية عن جاسوس زرع داخل الأراضي المحتلة، كما يعد أبرز من قدم دور الكفيف «الشيخ حسني» في «الكيت كات» إخراج «داوود عبد السيد».

«عبد العزيز» تخرج في كلية الزارعة جامعة الإسكندرية، وولد في 4 يونيو (حزيران) 1946، في الإسكندرية أيضًا وتحديدًا في حي الورديان، وحصل على «الماجستير» في تخصص «تربية النحل»، متزوج من الإعلامية «بوسي شلبي»، له من الأولاد من زوجته الأولى، منهم «كريم محمود عبد العزيز»، ويعمل ممثلًا، واشتهر بـ«الساحر» بعد بطولته فيلم يحمل نفس الاسم، أنتج عام 2001، من تأليف «سامي السيوي»، وإخراج «رضوان الكاشف».

«الساحر»، «النمس»، «صاحب سوق المتعة» «الجوكر»، ألقاب أطلقت عليه، تبرز شخصيته السينمائية البسيطة، ومهارته الفنية القادرة على طرح أكثر الأفكار عمقًا بشكل بسيط وسهل، يلاعبك بتعبيرات الوجه والجمل الجديدة، وبعيونه عسلية اللون يقتحم أفكارك؛ ليصنع حالة البهجة، حتى في أكثر أدواره شراسه «عبد المالك زرزور» في «إبراهيم الأبيض» حين تقمص «كاريزما» الزعيم المسيطر بثبات وثقة.

بداية النجومية

يقول الناقد الفني رامي عبد الرازق ذات يوم سأل مدرس بإحدى المدراس الابتدائية تلاميذه، وهم يستعدون لتقديم مسرحية على مسرح المدرسة (مين يعرف يقلد الشيطان؟) فنهض أحد التلاميذ، وقال أنا يا أستاذ، وراح يقلد الشيطان بحركات ساذجة، لكنها كانت كفيلة بإقناع المدرس بإسناد الدور له، كان الشيطان هو الشيطان، ولكن كان اسم التلميذ الذي قلده هو محمود عبد العزيز محمود، فالفن وحب التمثيل في دماء الفنان منذ صغره.

الناقد السينمائي طارق الشناوي يقول «محمود عبد العزيز أحد فتيان الشاشة الكبار منذ 30 عامًا، ويثير حضوره على الشاشة حالة من البهجة لدى الجماهير، بدايته كانت مجرد مصادفة، منحته دورًا صغيرًا يكاد لا يلاحظه أحد، منحه له المخرج الراحل «نور الدمرداش» في مسلسل «كلاب الحراسة». وينقل «الشناوي» عن «عبد العزيز» قوله «كان أجري في هذا العمل لا يتجاوز مبلغ أربعة جنيهات فقط. إلا أنه كان السبب في ارتباطي بعلاقة صداقة قوية مع المخرج «نور الدمرداش»؛ فعملت معه كمساعد مخرج في مسلسل للتلفزيون السعودي كان عنوانه «بلا مقابل»، وقتها كان يعد لتقديم مسلسل «الدوامة»، فاختارني للمشاركة به في دور هام مع الفنان «محمود ياسين»، والفنانة «نيللي»، وكان بمثابة بدايتي الحقيقية؛ فمن خلاله شاهدني المنتج الكبير «رمسيس نجيب»؛ فوقع معي عقدًا لبطولة فيلم «حتى آخر العمر»، ومن هنا كانت انطلاقتي في السينما.

ويقال أيضًا إن المنتج رمسيس نجيب أراد أن يجد بديلا لـ«دنجوان» السينما وقتها «حسين فهمى»؛ بعد رفع أجره، وقد كان، الحل مع محمود عبد العزيز، لتكون وسامة الفنان سببًا رئيسًا في دخوله عالم التمثيل؛ ليكون رصيده 80 فيلمًا، و25 جائزة دولية ومحلية.

أبرز الأفلام التي أدي فيها عبد العزيز دور الوسيم «الحفيد» 1974، و«حتى آخر العمر» 1975، و«البنات عايزة إيه» 1980 و«العذراء والشعر الأبيض» 1983، وكان له ظهور لافت في فيلم «شفيقة ومتولي» 1978.

حصل محمود عبد العزيز على العديد من الجوائز السينمائية من مهرجانات دولية ومحلية، منها جائزة أحسن ممثل عن أفلام «الكيت كات»، و«القبطان»، و«الساحر» من مهرجان دمشق السينمائي الدولي، وأحسن ممثل عن فيلم «سوق المتعة» من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وأحسن ممثل عن فيلم «الكيت كات» من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي.

«رأفت الهجان» وعادل إمام

يعد مسلسل رأفت الهجان أحد أهم وأبرز ما قدمه «عبد العزيز»، أدى شخصية لم يسمع عنها المصريين من قبل، ولكنها ارتبطت بشخصه حتى اليوم، وانتقل الأمر من مجرد مسلسل إلى أسطورة لدى المصريين وبعض الدول العربية، الناقد الفني «أحمد فايق» يسرد واقعة شهد عليها حول عبد العزيز، وشخصية «رأفت الهجان» قائلًا «كنا في مؤتمر بمدينة تطوان في المغرب، وكنت مع محمود عبد العزيز، وشعرت بصداع، وذهبنا للبحث عن علاج»، ويتابع فايق «أحد المواطنين المغاربة شاهد عبد العزيز من زجاج العربية؛ فصرخ «رأفت الهجان هنا في تطوان» ونزل العشرات من أبناء المدينة لالتقاط الصور مع عبد العزيز.

وما زال حتى يومنا هذا يكرر البعض جملًا من المسلسل، وبخاصة الحوارات بين «محسن بيه ممتاز، ورأفت الهجان، أو ديفيد شارل سمحون».

وقد تفاجأ عندما تعرف أن المسلسل وأجزاءه الثلاثة، كان سيؤديها في البداية «عادل إمام»، وبحسب المخرج «علي عبد الخالق»، فإن المسلسل كان معروضًا منذ البداية على الفنان عادل إمام، الذي كان قد حقق نجاحًا كبيرًا في مسلسل «دموع في عيون وقح»، ويضيف عبد الخالق «عادل إمام اعترض على كتابة السيناريو بطريقة الـ Flash Back، فذهب الدور للفنان محمود عبد العزيز، وحقق من خلاله نجاحًا كبيرًا».

«الكيف».. المزاجنجي والغناء

فيلم «الكيف» يعتبره الجمهور من الأفلام الكوميدية، على الرغم من أن قصته تدور حول المخدرات والإدمان، ويشارك فيه «يحيي الفخراني» كباحث كيميائي وشقيق «مزاجنجي»، «محمود عبد العزيز» متعهد أفراح ومدمن مخدرات على الحشيش، وتدور الأحداث، وبسبب الأخ الثاني يفقد الأول وظيفته وحياته، ويصبح مدمنًا، أبرز ما فيلم الكيف تحول «عبد العزيز» واهتمامه بالغناء، الذي دفعه لإنتاج شريط بأغاني الفيلم تحت عنوان «الكيميكا» فيما يتعلق بالغناء في أفلامه، فيقول: لا أتعمد الغناء في أفلامي، ولست مطربًا، ولكن المسألة بدأت في فيلم «الكيف» الذي كان يحارب المخدرات، وأيضًا الأغاني الهابطة التي تفسد ذوق وعقول الناس، ثم غنيت في «جري الوحوش». وكل الأغاني التي أديتها موظفة في العمل الدرامي، ويكون دائمًا الغرض منها إنعاش المشاهد، وليس صحيحًا أن غنائي في الأفلام الأخيرة كان استغلالًا لنجاح أغاني «الكيت كات». ومن أبرز أغاني الراحل «الكيمي كيمي كا»، و«تعالى تاني في الدور التحتانى»، و«يا حلو بانت لبِّتك»، و«آه من المكتوب» .

«الكيت كات».. الأعمى البصير المرح

«أنا أشوف أحسن منك في النور، وفي الظلمة كمان» هكذا اختار أن يجيب الشيخ حسني «محمود عبد العزيز» على ابنه يوسف «شريف منير» في حوار بينهم من فيلم «الكيت كات»؛ عندما ذكره أنه أعمي، والشيخ حسني لا يقتنع.

منطقة «الكيت كات» مربع سكني في قلب محافظة الجيزة، قريب من عدد من المناطق الراقية «المهندسين والدقي وشارع جامعة الدول العربية»، وكما أنه واحد من أهم وأكبر العشوائيات في مصر، الفيلم وحي رواية «مالك الحزين» للروائي «إبراهيم أصلان»، ومن إخراج «داوود عبد السيد»، ويعد الفيلم نقلة حقيقة في شكل وأداء عبد العزيز، فلم يعد الوسيم، بل تحول لأعمى وعشوائي وشهواني، لا يتحمل مسئولية أي شيء، فقط يعيش للمخدرات والأكل والنساء والجنون».

مهما قيل من تحليلات نقدية، ووصف للفيلم، فلن يستطع أحد ان يلخص أهمية الدور في حياة محمود عبد العزيز، كما لخصه «أحمد زكي» عندما قال «محمود عبد العزيز لا يستحق فقط جائرة في مهرجان الإسكندرية، ولكن يستحق أوسكار».

«سوق المتعة».. الأدوار المركبة

«سوق المتعة» من تأليف وحيد حامد، وإخراج سمير سيف عام 2000، ويعد من الأفلام التي لم تلق قبولًا جماهيريًا وقت عرضه، وقد لا يتذكره البعض أحيانًا، وان كان مرحبًا بها في أوساط النقاد؛ فأداء «عبد العزيز» دفعه للحصول على جائزة أحسن ممثل عن «سوق المتعة» من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

ويؤدي الراحل شخصية «أحمد حبيب» في هذا الفيلم دورًا مركب بين القهر النفسي والظلم ومحاولة الحصول علي المتعة ينتقل فيه الفنان بقدرة كبيرة على التعبيرات الجسدية، ونظرات العين، لشخص عاش في السجن 20 عامًا، لا يعرف كيف وضعت له مخدرات في أغراضه، ويخرج من السجن لتقدم له عصابة مخدرات مبلغ 7 مليون جنيه، وبالرغم من ذلك يجد صعوبة في التأقلم مع وضعه الجديد، ولا يحب الرفاهية، يكره الأماكن المفتوحة والواسعة، مفضلًا عليها الأماكن الضيقة والنتنة وقليلة الأوكسجين، يسعد بتنظيف دورة المياه، ثم لا يكتفي بذلك، بل إنه يعمل على شراء مكان معزول، كعزلة السجن، ويتوسل للضابط المسؤول عنهم في السجن بعد تقاعده، والذي كان شديد الإعجاب به، وبعنجهيته وقسوته، ويدفع له راتبًا مغريًا؛ ليؤدي دور مدير السجن الخاص.

عبد الملك زرزور

على الرغم من وسامة الشكل التي يتمتع بها «عبد العزيز»، إلا أنه قام من قبل بدور «الفتوة»، تلك الوظيفة التي كانت تقوم على حماية الناس، نظير دفع ضريبة، وكان ذلك في فيلم «الجوع» 1986، عن قصة «نجيب محفوظ»، ولكنه عاد من جديد، ولكن بشكل مختلف كليًا في «إبراهيم الأبيض» ومن الملاحظ أن محمود عبد العزيز أو «عبد الملك زرزور» لم يكن بطل الفيلم؛ فهناك «أحمد السقا، وعمرو واكد، وهند صبري»، وبالرغم من ذلك كان الأشهر، والأكثر تأثيرًا في المشاهد، حين رسم صنع أداءً مختلفًا في دور الشرير العادل ابن البلد صاحب الخبرة الكبيرة في إدارة العصابات والجريمة بعدد لا يمكن حصره من الجمل المحفوظة في ذهن المشاهد، بداية من «حد ليه شوق في حاجة»، ووصولًا إلى «الإنسان دعيف» بطريقة نطق جديدة، وليست مبتذلة.

يرى عبد العزيز، والذي لم يدرس التمثيل، أنه يعمل بإحساسه، قائلًا «أنا لا أعرف طريقة أو مدرسة في التمثيل، صدقنى المسألة إحساس، وليس خطًا هندسيًا أسير عليه».

التنوع الكبير في الأفلام

التنوع في الأفكار والاتجاهات كانت السمة الأساسية في أفلام محمود عبد العزيز، بداية من الابتعاد عن الطرح المباشر للقضايا السياسية، على عكس «نور الشريف»، أحد أبرز أبناء جيله، على سبيل المثال.

أبرز الأفلام المباشرة القليلة لمحمود عبد العزيز «البريء» 1986، بمشاركة «أحمد زكي» وإخراج «عاطف الطيب»، ويعد الفيلم من أبرز الأفلام ذات الطابع السياسي، التي شارك فيها محمود عبد العزيز، وقام بأداء دور ضابط يعاني من ازدواجية، يكون قاسيًا داخل السجن، شديد الطيبة خارجه.

كما يعد «طائر الليل الحزين» 1977 أيضًا من الأفلام السياسية المباشرة التي شارك فيها «عبد العزيز» الفيلم عن شاب عازف حكم عليه بالإعدام؛ لاتهامه بقتل سيدة، وكان وقتها على علاقة غير شرعية بزوجة سرية لأحد مراكز القوى في الحقبة الناصرية، ويهرب ويسعى في إثبات براءته، وتتوالى الأحداث، وترصد الظلم والقهر خلال تلك الحقبة التاريخية.

و«حتى أخر العمر» مع نجوى إبراهيم، أدى فيه دور ضابط في القوات الجوية، ولكن مشاهد الحرب كانت قليلة للغاية، ويضاف أيضًا «إعدام ميت» 1985 في دور مصري يعمل كجاسوس إسرائيل في سيناء خلال فترة الاحتلال (1967 – 1973) و«ليلة البيبي دول» 2008.

المخرج على عبد الخالق يقول «إن محمود عبد العزيز يكاد يكون، من وجهة نظره، الفنان الوحيد الذي يليق بنسبة 100% في كل دوره يقدمه، بالرغم من اختلاف هذه الأدوار شكلًا ومضمونًا عن بعضها، فمثلًا دور (الطبيب) في (العار) كان مناسبًا للغاية، وقدمه بحرفية شديدة، ودور (البودى جارد) في فيلم (النمس)، كان مناسبًا له للغاية، ودور (متعهد الأفراح والحفلات) في (الكيف)، أعتقد أنه الوحيد الذي يقدم هذا الدور بهذا الشكل، وكذلك (الابن العاق)، و(ضابط المخابرات)».

الانتقاد غير المباشر

وقدم «عبد العزيز» مجموعة من الأفلام التي ترصد الغلاء والفساد، ولكن في قالب اجتماعي وكوميدي، من بينها «أبو كرتونه» 1991، انتقد الخصخصة التي كانت تحدث في فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، ولكن بشكل كوميدي ساخر، فترة الانفتاح الاقتصادي، وصراع العائلات التي صاحبت فترة السبعينيات مع انتشار تجارة المخدرات، ومن أبرز تلك الأفلام ما قدمه مع نور الشريف، وحسين فهمي في فيلمي «العار» 1982 و«جري الوحوش» 1987، وتعاونه مع يحيي الفخراني في «فيلم الكيف» 1985، كما يعد فيلم «يا عزيزي كلنا لصوص» 1989 من أبسط الأفلام التي تحدثت عن صراع مراكز القوى فيما بعد إقصائهم عقب تولي الرئيس أنور السادات.

الجريء

كان «للفنتازيا» في المسيرة الفنية لمحمود عبد العزيز مساحة، واستطاع أن يقتحم المجتمع بعدد من الأفلام التي لا يمكن إلا أن يعتبرها البعض غير عادية وجريئة، فكل من فيلم «السادة الرجال» 1987، و«سيداتي آنساتي» 1990 للمخرج الراجل «رأفت الميهي» تعد من الأفلام التي تكسر قواعد ونمط و«تابوهات» في المجتمع، فالأول يدور حول عمليات التحول الجنسي لسيدة تزوجت، وأنجبت، وكيف تعيش هي وزوجها في منزل واحد، وكل منهما رجل، والثاني يدور حول تبادل الأدوار بين النساء والرجال عن طريق حصول الرجل على لقب ربة منزل، ونزول المرأة إلى العمل، بدلًا منه.

The post محمود عبد العزيز «ساحر البهجة».. رحيل أشهر فنان عربي في دور الجاسوس والكفيف appeared first on ساسة بوست.

«مترجم»: 10 أفلام فرنسية رائعة ربما لم تشاهدها من قبل

$
0
0

فرنسا مهد الفن السينمائي، وما يقال عن مدى ثراء السينما الفرنسية حقيقي بلا شك؛ فرنسا حيث الأعمال الرائدة للأخوين لوميير وجورج ميليس، مرورًا بتجارب عظيمة والأسلوب الراديكالي للانوفيل فوغ، وصولًا إلى موضة أفلام العنف التي اشتهرت تحت مسمى «التطرف الفرنسي الجديد»، فضلًا عن الفن السريالي.

نشر موقع «تيست أوف سينما» تقريرًا يعرض لك عشرة أفلام فرنسية غنية بمحتواها، فإذا كنت مهتمًا بالفن السريالي أو تريد التعرف إليه، ينصحك كاتب التقرير بالتعرف على تلك القائمة. الفن السريالي هو فن «الفواقعية» وهو مذهب فرنسي حديث في الفن والأدب يهدف إلى التعبير عن العقل الباطن بصورة يعوزها النظام والمنطق، لذا ربما تجد بعض الأفلام جنونية بعض الشيء.

1.  جورجينو (لوران بوتونا، 1994)

111316_1613_101.png

«ماذا لو كان الألم هو ما يجعل الطيور تغني؟»

ربما لم يكن الفيلم أفضل فيلم جريمة على الإطلاق، ولكن من المؤكد أنه أفضل فيلم جنائي في قائمة الأفلام الروائية الطويلة الأولى للوران بوتون الذي أحدث ثورة في فن صناعة الموسيقى التصويرية، خلال تعاون طويل الأمد مع المغني الفرنسي ميلين فارمير.

جورجو «جورجينو فوللي» الشخصية التي يؤديها الموسيقي جيف والغرين، والجميلة الغامضة كاترين ذات الشعر الأحمر، كلاهما أبطال الفيلم الذي يستغرق ثلاث ساعات طويلة من إنتاج فرنسي-أمريكي مشترك، الفيلم يصنف تحت الدراما اللاذعة، مع بعض السريالية وحفنة من الغموض وقليل من الرعب، فضلًا عن الكوميديا السوداء وعناصر خرافية منحرفة.

تبدأ القصة، التي تتحدث عن معاناة لا تنتهي والموت، في أكتوبر (تشرين أول) عام 1918، وتدور حول فوللي الطبيب الشاب الذي يبحث عن مجموعة أطفال، كان يعتني بهم من قبل بداية الحرب العظمى.

أثناء سعيه، يصل إلى قرية صغيرة يحيط بها العديد من المستنقعات، والجبال الغادرة، وشائعات عن انتشار الذئاب. هناك، يلتقي بكاثرين المتقلبة وغير المستقرة عقليًا، والتي يتهمها نسوة القرية بأنها السبب وراء موت تلامذة فولي. ومن تلك النقطة وصاعدًا يزداد الأمر من سيء لأسوأ بالنسبة للطبيب الطيب.

يخلق بوتون فيلمًا شاعريًا حزينًا مروعًا في جو مليء بالحزن الدفين والجنون المتزايد. رسم المؤلف مشهدًا فيه البطل يطارد هدفه وسط هبوب الرياح وعواء الذئاب، وسط ديكورات داخلية متهالكة بنية اللون، وديكورات خارجية ثلجية قاتمة تكاد تشعرك بالبرودة، فضلًا عن روعة المؤثرات المرئية والصوتية التي تخطف الألباب، سيما مع وجود فريق مبدع من الممثلين المحترفين وصانعي الأفلام الذين أخرجوا لك الجوهر العاطفي للفيلم ومدى هشاشته.

2. سرير العذراء (فيليب جاريل، 1969)

111316_1613_102.png

يخرج يسوع (بيير كليمنتي) من الماء ليصعد على سرير والدته (زوزو واحدة من أشهر الرموز الفنية في الستينيات والسبعينيات) العائم مكتئبًا غاضبًا من والده الرب، من هنا جاء عنوان الفيلم «سرير العذراء».

في الفيلم تهدئ مريم العذراء من روع طفلها بأغنية أطفال قد حرفت كلماتها قليلًا؛ تخبره فيها عن قصص العائلات التي استطاعت الهرب بأعجوبة من ألمانيا الشرقية. تقنعه أن الناس سوف ينصاعون لأوامره، وتعطيه مكبر صوت وترسله إلى العالم. ولكن للأسف، غُلِقت الأبواب كلها في وجه المخلص، إذ إن مريم المجدلية (زوزو في دور آخر) تطالب بمزيد من الحجارة لمجموعتها.

تشير سخرية «فيليب جارييل» إلى مدى هذيان وتمرد ومرارة الحال أثناء الثورة الفرنسية 68، في محاولة تغيير خيبة الأمل التي أصابت الثوار الشباب. وفي نفس الوقت هي سخرية ترمز إلى مدى اضطراب هذا العصر وبمثابة نصب أبدي لحرية الفن.

الفيلم الذي يتناول فترات زمنية طويلة يبدو كما لو أنه أصداء أحلام نتيجة حمى، أو هلوسات بعد تناول جرعات من عقاقير الهلوسة، صورة مليئة بالأسى والعاطفة صورت ثقافة مغايرة وأوهام المسيحية. عيسى الكليمنتي يجسد الاغتراب والوحدة والارتباك وعدم الثقة بالنفس فضلًا عن التعاطف مع المقهورين والمهمشين.

فيلم امتزجت فيه روعة المشاهد الاستعارية مصحوبة بالرموز الأسطورية وأسلوب فرويد الضمني، وجمال التصوير السينمائي الأبيض والأسود فأخرج لنا عملًا استثنائيًا.

3. بيرسيفال جلوا (إيريك رومير،1978)

111316_1613_103.png

لم يكن ليتخيل كريتيان دي تروا – شاعر من القرون الوسطى – أن قصيدته الرومانسية الأخيرة غير المكتملة «بيرسيفال» أو ما تسمى أيضًا بـ«قصة الكأس» ستكون هجينًا بين فيلم وعرض مسرحي فريد من نوعه يتم إخراجه على يد واحد من أهم رواد السينما.

الفيلم يتناول إحدى أساطير الملك آرثر بأفضل طريقة مبدعة وغريبة تصف الدراما الموسيقية لـ«بيرسيفال لو جالوا» كما الحال في القصيدة الأصلية، يسير على خطى القصيدة الأصلية في تناول قصة فتى عنيد وعديم الخبرة في طريقه للحصول على لقب فارس، بالرغم من أنه ابن وحيد لأمه التي سبق وفقدت ولديها الأكبر سنًا.

نشأ بيرسيفال (فابريس لوتشيني) بمنأى عن الحضارة في ذلك العصر، بدايةً هو فتى ريفي ساذج يقوده الفضول، والرغبة القوية، الحماس الصبياني، وفي طريقه إلى حظ وافر من النضج. يتجه بيرسيفال إلى محكمة الملك آرثر، ويطبق نصائح الكبار حرفيًا وكثيرًا ما يخطئ – لكنه يستغل كل موقف لصالحه ويعيش في عالمه الخيالي الخاص حتى يلتقي بالناسك في لقاء تنويري.

تمكن المخرج من كسر الجدار الماثل بين الممثل والمشاهد بتصويره المسرحي للمشاهد، استمتع بالأسلوب المنمق للرواية والمواقع ذات الطابع التجريدي، ممزوجة بالموسيقى الأصلية الأصيلة لجاي روبرت التي خففت حدة الأحداث، استرخ واستمتع بسطوع ألوان الفيلم.

4. ليتان (جين بيير موكي،1982)

111316_1613_104.png

لا شك أن «ليتان» يعد واحدًا من أبلغ تجارب أفلام رعب الخيال العلمي غموضًا التي عرضت في السينما. استمد «موكي» وحيه من مصادر متنوعة، بل والأهم من ذلك مصادر عظيمة، ليصنع فيلمًا فريدًا من نوعه، مسليًا، فوضويًا، مراوغًا، تأمليًا وأحداثه كلها غير متوقعة بنفس الدرجة. سواء كنت تشاهده بترجمة أو بدون فسيظل مذهلًا.

منذ الدقائق الأولى للفيلم وحتى آخر دقيقة لم يتوقف موكي لحظة عن إثبات كم هي غريبة مشاهدته. اسم الفيلم مأخوذ من اسم بلدة جبلية صغيرة والتي يحتفل سكانها غريبو الأطوار متنكرين لأجل عيد القديسين وعيد الموتى.

أثناء المهرجان، يجد جوك (الذي قام بدوره المخرج نفسه) ونورا (ماري خوسيه نات) أنفسهم متورطين في مأزق أفضل ما يمكن وصفه به أنه كابوس لا ينتهي من محاولات دائمة فاشلة في الهروب، فقد أتوا إلى مدينة مجنونة.

ليتان مدينة يكتنفها الضباب مليئة بالشوارع الضيقة والمباني المتداعية، يجول فيها ضباط الشرطة، ويظهر فيها فرق الأوركسترا ذوو البدل الحمراء بآلات النفخ النحاسية خاصتهم وفتيان الكشافة الذين يحاولون اصطياد وحش وهمي. هناك نهر يمر عبر كهف، يوجد به ثعابين زرقاء لامعة (أو كائنات فضائية؟) قادرة على تحويل الغرقى إلى نوع شبيه بالموتى الأحياء.

استمتع بمشاهدة فيلم الإثارة والغموض والرعب حيث جميع من بالفيلم يبدو كما لو أنه واقع تحت تأثير تعويذة ما.

5. لو روسينول (كريستيان تشودي،2005)

111316_1613_105.png

لو روسينول (العندليب) فيلم متفرد مقتبس عن «أوبرا ليريك» لسترافينسكي والتي يقوم نصها على قصة هانز كريستيان أندرسن الخرافية. تخوض كريستيان تشودي تجربة جريئة والنتيجة النهائية هي تناغم بين أداء منمق للغاية، وفاحش فنيًا، وتوليفة متناقضة من السمات المسرحية ورسوم الكرتون المتحركة «البلاستيكية».

في مدة أقل من خمسين دقيقة مستمرة من الخيال المتقلب البديعي والملهم، تزود الفيلم بعدة مفارقات تاريخية مسلية والتي لا تنتقص من جمال الفيلم ولا من قيمة العمل الأصلي.

يصور الفيلم قصة الإمبراطور الصيني الذي تم علاجه بأغنية العندليب في هيئة حلم صبي يتجول بمحض الصدفة في ورشة عمل الفخار. بمجرد الانتهاء من صنع مزهرية أنيقة، تكون في طريقها إلى الصقل، نرى مشهدًا مع صياد (تينور فسيفولود جريفنوف) والذي يتغنى بقوة الطير «العندليب».

جسدت سوبرانو ناتالي «العندليب» لتملأ بصوتها العذب ليلة ضبابية في مرج مغطى بأقواس الكمان كأعشاب البرك. ثم استكمل ذلك المشهد المليء بالورود بمراوح زرقاء ومظلات تفتح مع إيقاع اللحن.

عندما تتوجه الأحداث إلى المحكمة، تهب عاصفة غريبة بلا توقف، بل وتصبح أكثر عنفًا، تعكس حس تشودي الفكاهي الغريب. أعنف عاصفة تهب في الفصل الثاني؛ في حفل استقبال على ضوء شموع بالية، تقدم فيها صورة عندليب آلي لعوب بزي بدلة سهرة بنفسجية اللون.

لا تعد المؤثرات الصوتية الإضافية مشتتة، نظرًا لأنها تتناغم بعناية مع الموسيقى التي تؤديها أوبرا باريس الوطنية ببراعة.

6. أفيدا 2006

111316_1613_106.png

خادم أصم أبكم يحاول اختطاف كلب مليارديرة بدينة تدعى «أفيدا» بمعاونة اثنين من مدمني الكيتامين، لكن المخطط يأخذ منحنى آخر، فمالكة الكلب تكشف المخطط وتستغل الموقف وتحوره لترغمهما على تنفيذ أمنيتها الأخيرة: أن تموت على قمة أحد الجبال.

عنوان الفيلم مستوحى من الاسم الذي أطلقه أندريه بريتون – أحد مؤسسي السيريالية – على الفنان الرسام المشهور سلفادور دالي، ويعتبر الاسم جناسًا من اسمه. فالفيلم جنون سينمائي سريالي.

يعد الفيلم – تصويره بالأبيض والأسود – من أفضل ما أنتجته أوروبا في الفن السريالي، فالفيلم يمر خلال عدد من القصص غير المترابطة، إذ يبدأ بمشهد رجل ثري يدخل بيته محتفيًا بصيده الجديد، بينما يلاعب خادمه الأصم الأبكم كلبيه من فصيلة روث فايلدر، إلا أن الرجل يلقى حتفه في مفارقة ساخرة فقد مات الثري بينما نال الخادم حريته. المشهد يأتي كإشارة لفيلم فيفا لا مورت «يحيا الموت»، إلا أنه يعد من أحد المشاهد المتفرقة المهمة التي اعتمد عليها الفيلم.

من خلال القصص القصيرة غير العقلانية في بعض الأحيان – وإسقاط الحلم الجمعي – يتم التعامل مع تناقضات الحياة وضحكاتها في مقابل الموت المحتوم والتعليق على المجتمع العصري بطريقة غير مباشرة بين السطور. فإن العمود الفقري للفيلم الغريب في تناقضاته هو خليط عظيم بين الدعابات الغريبة والظلامية الجامدة في نفس الوقت. فالتصوير الأبيض والأسود ذو الدقة العالية والموسيقى المتنافرة غير المتجانسة يستحقان الثناء أيضًا.

7. دارما جانز 2011

111316_1613_107.png

قارب سريع تقوده امرأة يجر متزحلقًا خلفه، يسقط ذلك الأخير، ويدخل في غيبوبة من جراء الحادث ليجد نفسه مختلفًا بعد أن يفيق منها. تسيطر عليه ذكريات شبح، ربما يكون والد خطيبته، فيلم يغوص بالمشاهد في عالم الذكريات بعد الموت ما يراه الإنسان وكيف يتم إعادة بناء تصورات وصور في ذكريات إنسان، وهل يمكن للأرواح أن تدرك سبب وفاة أجسادها وتدرك الطريق للخلاص بنفسها.

«دارما جانز» الغامض والمشكك هو النسخة الرابعة من انتاج إف جي آسانج الشاعر الفرنسي والسينمائي والمغني في فرقة موسيقية.

يمكن وصف الفيلم بأنه دراما نفسية ميتافيزيقية أو عمل فني حول «وحدة الأنا» فيأخذ المشاهد إلى العالم المبهم للأشخاص الغريبين المتمركزين حول ذواتهم وإلى عالم الهلوسة البليغة والكوابيس التي تصيب بالدوار.

يدور الفيلم حول البطل المشوش ستانيسلو، شاعر الأساطير الذي يحاول إنقاذ خطيبته ديلي من جحيم «التكرار الجيني» – طفرة في الجينات تسبب تشوهات – والمنظمات السرية، ويبدو أن شبح أستاذ جامعي غامض يدعى ستاركوف ربما يكون والد ديلي يسيطر عليه.

تبدو تلك القصص الصعبة المفتتة أجزاء دقيقة كالانعكاس الغامض في مرآة مهشمة، فهي لغز معقد حبست مفاتيحه في متاهات العقل الباطن، فالقصة التي بنيت على منطق ستان المنحرف الملتوي وذكرياته المتقطعة المتعثرة، تصف ملحمة تأملية عبر عالم الأشباح.

يعيد أسانج تشكيل (أو على الأرجح هو يهدم ويحلل) عقل بطله المحطم ويطمس الخط الفاصل بين الواقع والخيال بينما يغزل لغزًا غامضًا مثيرًا للاهتمام (زائفًا) من خلال الحوارات السخيفة والمناجاة المتحيرة. وفي هذا السياق يمكن أن تكتسب «دارما» معانيَ عدة وإيجاد الأجوبة لأسئلة المؤلف العديدة التي تبعد كل البعد عن البساطة. لكن بلا شك عملية فك الرموز المضنية لطفت من حدتها روعة التصوير الأبيض والأسود القوي.

8. لي رينكونتريس دآبري مينيت 2013

111316_1613_108.png

في أول ظهور له يتخذ الكاتب «يان جونزاليس» مخاطرة كبيرة بنشر عمل درامي مثير مستفز سريالي، وبالتبعية مثير جنسيًا مع أنه لا يظهر الكثير من المشاهد الإباحية. الفيلم يمجد العديد من الذين يعملون ويخلقون الفن السابع، السينما. معتمدًا على عدد لا يحصى من التأثيرات، يستدرجك في عالم يشبه كثيرًا عالمنا إلا أنه تحكمه قوانينه الخاصة ومنطقة الخاص.

يبدأ الفيلم بثناء على فيلم لا بيل كابتيف 1983 ويأخذ قصته من فيلم ذا بريكفاست كلب وأيضًا من فيلم إيل دياكيرون 1971، بينما له إشارات لفيلم لي ليفر روج 1971 ولرباعية الاستغلال الجنسي إلسا، إلى جانب عدة أفلام أخرى، لكن قبل كل ذلك هو بمثابة اختبار معرفي لكل محب للسينما.

تدور الأحداث في قلعة نائية ذات بنية معمارية شاذة، مالكاها الشبيهان بمصاص الدماء على وماتياس يستعدان لتنظيم حفلة جنس جماعي (أورجي) متعجرفة، بالتعاون مع ضيفتهم الخادمة أودو. وضيوفهم هم الفاسقة والفحل والمراهق والنجم.

جونزاليس المؤلف يحاول سبر أغوار احتمالات المجتمع اليوتوبي الذي يتشكل من خلال الرابط العاطفي بين سبعة أشخاص غرباء، وبينما تسلط شخصياته الضوء على الأفكار النمطية عن البشر، تنفضح كل نقاط ضعفهم. كل شخص منهم لديه قصته الخاصة سواء كانت مضحكة، ظلامية، رومانسية، أو حزينة مأساوية أو حتى حقيرة منفرة، فكلها دائمًا تعد تأملات في الحب والأحلام أو حتى الموت.

تلك الأرواح الضائعة هي في الحقيقة وحيدة تبحث عن شيء أو كيان شبيه بالعائلة أو حتى لو كانت عائلة متفتحة توافق على سفاح المحارم، وعلى الأرجح الأمر الأكثر إلحاحًا في غرابته «اعترافاتهم» هو قصة المضيف الخرافية عالية الدقة والوصف الذي اعتمدت على أفلام أخرى كـ«آلا كوايدان وسيلفيستر» أو «كورويل».

9. لا في ريفي دي ديفيد لينش 2014

111316_1613_109.png

كيف كانت لتبدو أيام دايفيد لينش في الجامعة إذا كان ولد قبل عدة عقود؟ بينما نحلم بإجابة ممكنة، خلَّق بول لي وجوليان بيتشارد سيرة ذاتية مزيفة تلقي ببعض الضوء على بدايات المخرج البارز في حياته الفنية. كما هو متوقع أقحموا العديد من الإشارات المأخوذة من أفلام لينش بداية من «إيراسر هيد» مرورًا بـ«توين بيكس» وصولًا حتى «أيلاند إمباير».

مؤلفا الفيلم يفضلان حرية التعبير الفني على الحقائق، لذا في البداية (وتحديدًا في الثانية في الفيلم) يقرران إظهار شخصية دايفيد لينش الصغير في الجامعة عاريًا أمام الصف كله بغرض التعلم. فهو حضر الصف الجامعي متأخرًا ولذا كان عليه أن يخضع للقانون غير المنطوق الذي يقول الأستاذ الجامعي أنه تقليد، فكان عليه أن يخلع عنه ملابسه أمام الطلاب في الصف. ثم عقب ذلك يدرك أن لا شيء في حقيقته كما هو ظاهر، ناهيك عن أن صديقه فريد عازف الساكسفون ربما يكون حقيقة خياليًا ليس واقعيًا.

من الناحية الأخرى يظهر لينش صديقًا ثلاث فتيات، أودري المبهجة، التي تحب الرقص وعيناها مغلقتان، ولورا الحذقة المنحلة التي تخفي علاقتها المعقدة مع والدها العميد خلف ابتسامة عريضة، ثم الثالثة الوديعة كلير التي تكون على النقيض من لورا.

بجانب تلميحات الشخصية، الخبراء في أفلام لينش يلاحظون التفاصيل مثل المفتاح الأزرق واللقطات الضبابية والإضاءة القاتمة التي تتلاشى حتى تصير سوداء، لسوء الحظ، أثناء التوالي غير المشرف لفرضيات لينش وبيتشارد – الموسيقي الفرنسي – السريالية الجريئة تظهر نقائصها.

وربما تعود أسباب أغلب العيوب في الفيلم إلى تقليصات الميزانية وفقدان العمل لخبرات الفريق الكامل لذا يعتمد انطباع المشاهد على أساس رأيه في محبي الخيال. إلا أن لا أحد ينكر الطموح العظيم خلف فيلم لا في ريف دو دايفيد.

10. ميتامورفيس 2014

111316_1613_1010.png

مستوحى من أعظم أعمال «أوفيد» – الأديب الروماني الذي عاصر أغسطس -، الفيلم خيال ما بعد الحداثة، فانتازيا شهوانية والذي ينتقل بإطار العمل الأصلي لأوفيد إلى فرنسا العصرية. إذ امتزج فيه عدد قليل من بين 250 من الأساطير القديمة لتخرج بخليط استفزازي من الجمال الزاهد وجو من الإثارة والتشويق إلى حد ما.

وفقًا لـ«أونورية»، فإن البطلة «أوروبا» هي فتاة مراهقة تفر من المدرسة لتجتمع بعشيقها «جوبتر» سائق الشاحنة غير مدركة للرحلة الشاقة التي تنتظرها، تصطدم في رحلتها الآلهة وأنصاف الآلهة والبشر الفانون المذكورون في شعر أوفيد الروائي، لكنهم جميعًا بطريقة ما أظهروا بطريقة سوقية نابية. يظهر «باخوس» مجرمًا صغيرًا و«نارسيسوس» متزلجًا أنانيًا، «تريسياس» طبيب محلي متحول جنسيًا، و«أورفيوس» متعصب ديني، وقصته التي يأتي ذكرها أخيرًا في الفيلم تعد هي الأكثر إرهاقًا.

من خلال سرد مقسم إلى حلقات، فإن مغامرات وإيذاءات تلك الشخصيات وصفت بطريقة طبيعية تمامًا، بأقل ما يمكن من المكياج وتكاد تخلو من المؤثرات الخاصة باستثناء أرجوس والذي يعني واقعيًا أنه تم عمل جروح بسيطة لإظهار التحول الرمزي.

ولعل أحد الأمور التي تميز الفيلم هو إدماج الأشخاص غير المحترفين الذين لا يخجلون من إظهار كل شيء منحتهم الطبيعة الأم إياه فيستحضر إلى أذهاننا عمل بازوليني – شاعر ومخرج إيطالي – ذا ديكاميرون أرابيان نايتس.

 

The post «مترجم»: 10 أفلام فرنسية رائعة ربما لم تشاهدها من قبل appeared first on ساسة بوست.

«سينما النهايات المفتوحة».. لمحات من تاريخ السينما الإيرانية

$
0
0

تعرض الشاشة الكبيرة في إحدى صالات العرض الفرنسية صورًا مضيئة لسفن تعبر نهر السين، وجِمال تتجول في الصحراء، وشوارع مختلفة، بينما يجلس الشاه الإيراني مظفر الدين مُنبهرًا بما يرى. ليكون أول ما يفعله الشاه عند عودته إلى إيران بعدها أن يعطي أوامره إلى «ميرزا إيراهيم خان» كي يشتري المعدَّات اللازمة لنقل هذه التقنية الجديدة إلى إيران، وليشهد القرن الـ20 انضمام إيران إلى الساحة السينمائية.

أنشئت أول صالة عرض سينمائية في فناء أحد تجار التُحف في طهران عام 1904، وكان الأمر في بدايته يقتصر على الطبقات الاجتماعية العليا، لكن اهتمام الشاه بظهور إيران بمظهر متحضر أمام الغرب، منح السينما بُعدًا جديدًا، لتُصبح الوسيلة الترفيهية الأكثر شعبية في إيران. ولتأخذ السينما الإيرانية مسارًا سيشهد له العالم فيما بعد، وسنحكي قصته في تقريرنا.

كيف انتقلت صناعة السينما لإيران؟

ظهر اهتمام الشاه مظفر الدين بالسينما جليًا، وتجلت نتائج هذا الاهتمام، عندما قرر أوفانيس أوهانين – الإيراني الأرمني – والذي درس في أكاديمية السينما بموسكو، العودة إلى إيران ليبدأ مشروعه السينمائي هناك، وليشهد عام 1930 تأسيس أوهانين لأول معهد لتدريس السينما في طهران، ويخرج معه إلى النور الفيلم السينمائي الإيراني الأول «آبي ورابي» في نفس العام. وهو فيلم صامت، مدته 35 دقيقة، ويحكي قصة كوميدية لمغامرات رجلين أحدهما طويل والآخر قصير، واستلهم أوهانين قصته من أحد الأفلام الدنماركية. وأخرجه أوهانين بمساعدة طلبة وخريجي معهد السينما الذي أنشأه هو. وبعد 5 أشهر فقط، أخرج الفيلم الثاني له «حاجي أغا» وقام أوهانين نفسه ببطولة الفيلم إلى جانب إخراجه.

بعد ذلك بثلاثة أعوام، سيشق عبدالحسين سبنتا طريقه إلى الجمهور الإيراني ليصبح الأب الروحي للسينما الإيرانية الصوتية بإخراجه للفيلم الإيراني الأول الذي يحوي خطابًا بين أبطاله، وهو فيلم «The Lor Girl». وسيُخرج عدة أفلام تالية يحاول فيها التمسك باتجاه أصيل للسينما الإيرانية وسط اتجاهات من غالبية صُناع السينما في إيران لتقليد الغرب سواء بترجمة أو دبلجة الأفلام الغربية، أو بصناعة أفلام إيرانية تشبه في محتواها الأفلام الأجنبية.

ضغوط يفرضها المجتمع.. وحلول يطرحها الواقع

شهدت السينما الإيرانية فترة ركود تسبَّبت بها الحرب العالمية الثانية، وانتشرت الأفلام الوثائقية في ذلك الحين بشكلٍ كبير، إلا أن السينما الإيرانية سرعان ما استردت عافيتها، خاصة بعد تولي الشاه محمد رضا بهلوي، خلفًا لوالده. كانت سياسة محمد بهلوي تهدف لجعل إيران غربيَّة الطابع، وفي سبيل هذا قام بعدَّة إصلاحات كان منها ما يخصُّ السينما الإيرانية، حيث أنشأ العديد من دور السينما وأنفق على إنتاج الأفلام، فشهدت إيران في فترة حكمه طوفانًا من الأفلام ذات الإنتاج البخس، والتي كانت في مجملها تحمل الطابع الأمريكي أو الهندي. وكان اتجاه صناع السينما في تلك الفترة في إيران يتجه نحو تحقيق الربح المادي دون الاهتمام بالمحتوى المُقدم للجماهير.

على الرغم من هذا، فقد أحدث فيلم «جنوب المدينة» للمخرج الإيراني فرخ جعفاري ضجة هائلة عندما منع الشاه عرضه. وهو الفيلم الذي يُعد الأول من نوعه في السينما الإيرانية، تم تصويره في أحد الأحياء الفقيرة في طهران، وكان يستعرض الحياة التي تعيشها الطبقة الإيرانية المعدمة، والذي يُعتبر مخرجه هو أحد مؤسسي «الموجة الجديدة» في إيران. ولم تكن الموجة الإيرانية الجديدة سوى محاولة لمجموعة من المخرجين الإيرانيين اتخاذ أسلوب بديل لعرض الواقع الإيراني، ففي الوقت الذي كان جل الاهتمام يتركز على أصحاب الطبقات الغنية وأصحاب النفوذ. اتجهت الموجة السينمائية الجديدة للطبقات الدنيا، وركزت على عرض صورة واقعية لتفاصيل حياتهم، وبسبب الضغط الذي فرضه الشاه على هذه النوعية من الأفلام، اتجه أصحابها للتعبير الرمزي عن القضايا الهامة، عن طريق تمثيل أفلام شعرية، وعرض القضايا من منظور طفولي والاستعانة بالحكايات الرمزية لإيصال فكرتهم.

تركزت قضايا هذا الاتجاه في عدة موضوعات كالاغتراب، والتمدن في المجتمعات الريفية، وكُللت جهود المخرجين الإيرانيين في هذا الوقت بإنشاء معهد التنمية الفكرية للأطفال والشباب عام 1965، وكان للمعهد أثره الجلي على السينما الإيرانية لاحقًا، فمنه تخرج أمير نادري وعلي أكبر صادقي، وأيقونة السينما الإيرانية عباس كيارستمي.

الثورة الإسلامية تفرض قيودها.. والمخرجون يصنعون واقعهم

لم يستتب الأمر للسينما الإيرانية كذلك هذه المرة، فقد شهد عام 1979 قيام الثورة الإسلامية في إيران، وكانت نتيجتها الأساسية أن هرب الشاه محمد رضا بهلوي، وتولى روح الله الخميني حكم إيران. وقد اعتبر الخميني وأتباعه السينما رمزا للـ«انحطاط» الغربي، وأغلقت في بداية حكمه دور السينما، وتم تخريب العديد منها وإشعال بعضها الآخر، فقد شهد أغسطس (آب) لسنة 1979 حرق سينما ريكس والجمهور بداخلها، وهو ما تسبَّب في مقتل المئات من الإيرانيين.

مرت عدة سنوات قبل أن تأخذ الجمهورية الإسلامية على عاتقها إعادة صناعة السنما الإيرانية من جديد، لكنها سينما تعكس القيم والتقاليد الإسلامية الإيرانية، فأُنشئ «معهد الأفلام الإيرانية» وهو مؤسسة تخضع مباشرة لسلطة الحكومة الإيرانية، وتتولى الرقابة على الأعمال السينمائية التي يتم إنتاجها وإخراجها داخل إيران كاملة. وتفرض هذه المؤسسة رقابة صارمة على المحتوى المُقدم من خلالها، وتُمنع المشاهد الجنسية والعنف غير المبرر وغيرها من القيود التي أثقلت كاهل صناع السينما، وتسببت في هروب الغالبية العظمى منهم خارج إيران.

في نفس الوقت، ورغم القيود التي فرضها معهد الأفلام الإيرانية، إلا أنه المؤسسة الوحيدة التي سُمح من خلالها للمخرجين وصناع السينما بالعمل. ورغم القيود الصارمة التي فرضتها المؤسسة إلا أن مخرجين كعباس كيارستمي، ومحسن مخملباف وهما اللذان حصدا جوائز عالمية للسينما الإيرانية فيما بعد، وكانوا قد قرروا البقاء في إيران رغم القيود المفروضة عليهم، إلا أنهم قد وجدوا طريقتهم الخاصة خلال تلك القيود لإخراج ما لديهم للعالم في أفلامهم.

أزمات دولية وجوائز عالمية!

وثائقي عن الفيلم الإيراني «انفصال»، الحائز على الأوسكار 2012 لأفضل فيلم أجنبي.

اشتعلت الأزمات في إيران مع الثورة الإسلامية وبعدها، فاحتجاز الرهائن الأمريكيين، والحرب العراقية الإيرانية، والخلافات الدولية والعقوبات على إيران بسبب الأسلحة النووية، كل هذا ألقى بظلاله على الساحة السينمائية، ففُرضت المزيد من القيود على الأفلام السينمائية، وشهدت صناعة السينما ركودًا تسبب في تهريب الأفلام الإيرانية للخارج، وبداية ظهورها على الساحة العالمية لتحتل مكانة سيشهد لها العالم فيما بعد.

وكان فيلم «طرقات جليدية» للمخرج مسعود جعفري هو الفيلم الإيراني الأول الذي يحصد جوائز عالمية في مهرجان برلين الدولي الـ37. لحق به عباس كيارستمي عام 1997 عندما نال جائزة السعفة الدولية في مهرجان كان السينمائي عن فيلمه «طعم الكرز»، وتوالت الجوائز العالمية على الأفلام الإيرانية فيما بعد ليكون آخرها حصول فيلم «انفصال» للمخرج أصغر فرهادي، على أوسكار أفضل فيلم أجنبي لعام 2012.

سينما النهايات المفتوحة!

تقول الجارديان في تقرير لها إن صناعة الأفلام في إيران الآن هي واحدة من الأكثر نشاطًا في العالم في هذا المجال، فهي تنتج أكثر من 100 فيلم في السنة، مع ملاحظة أن هذا الرقم يستثني الأفلام الوثائقية والأفلام التي تصنع بعيدًا عن أعين الحكومة وطوفان من الأفلام التي تنتج من أجل التلفزيون الإيراني نفسه. مع الوضع في الاعتبار أن فرنسا، وهي صانعة الأفلام الأكثر نجاحًا في أوروبا، تنتج 200 فيلمًا في السنة، بينما تنتج بريطانيا ما لا يزيد عن 100 فيلم سنويًا.

وتمثل إيران حالة مثيرة للجدل – كما يخبرنا التقرير – ففي البلدان التي لديها صناعة أفلام كبيرة نسبيًا، فإن الأفلام صاحبة الأفكار البسيطة والمرتبطة بالعائلة، أو الـ «Art-house» تخسر أمام الأفلام التجارية أو بسبب الحملات الإعلامية الضخمة التي لا يكون لها منها نصيب. لكن، وفي دولة كإيران، حيث تعتبر الدولة هي المستثمر الأكبر في توزيع الأفلام، وحيث الرقابة صارمة على صناعة السينما، وحيث التوتر قائم بشكل دائم داخل المجتمع الإيراني بين التقاليد أو «المُثل الأخلاقية» وبين التطورات التي تفرضها الحداثة «المدنية/التحضّر»، نجد أن هذا الصراع المستمر هو ما يحفز الجمهور، وهو ما يمنح الأفلام الإيرانية ميزة على غيرها من الأفلام.

تتجنب صناعة البطل، وتركز على تفاصيل شديدة الاعتيادية في الحياة اليومية، وتهتم كذلك بالأشخاص العاديين الذين لا يجذبون الانتباه، وهي كذلك تمتلك فن النهايات المفتوحة. كل هذا جعل السينما الإيرانية تختطف الأضواء في المهرجانات العالمية منذ التسعينيات وحتى الآن، وهي في كل هذا تحمل مميزاتها معها، تلك المميزات – كما يقول المخرج الإيراني خسرو دهقان – جعلتها، ليس فقط تنال تقدير النقاد وصناع السينما حول العالم، بل وتحفظ طريقها نحو الجوائز العالمية.

The post «سينما النهايات المفتوحة».. لمحات من تاريخ السينما الإيرانية appeared first on ساسة بوست.

في السينما: نوفمبر الجميل أم نوفمبر الأسود؟

$
0
0

(تشرين الثاني) أي الخريف الثاني، وفي التقويم الغربي يحمل اسم «نوفمبر». هل هو نوفمبر الجميل؟ حيث (سارة) و (نيلسون) التقيا وأحياهما الحب؟ أم هو نوفمبر الأسود حين اغتيل (كيندي) في دالاس وأُعدم (كين سارو ويوا) في نيجيريا؟ بالتبادل بين الخيال والواقع وبالمزج بينهما أحيانًا، تحمل عدَّة أفلام  في عناوينها حكايات دارت في «الخريف الثاني» أو – لأمر ما – حملت اسمه في عناوينها، نعرض في السطور القادمة ستة منها دارت أحداث أغلبها في نوفمبر، الشهر المليء بالأوراق الجافة المتساقطة، والطقس المزاجي، والحكايا.

نوفمبر الجميل Sweet November

هو فيلم أمريكي رومانسي، تم عرضه عام 2001، وتدور قصته حول شاب يدعى «نيلسون» يعمل بالإعلانات يلتقي بالفتاة «سارة» صدفة أثناء تأديته لاختبار القيادة، ويتسبَّب في فشلها في الاختبار مما يعني عدم قدرتها على القيادة، وتدخل سارة حياة نيلسون لاحتياجها له بعد منعها من القيادة بسببه. ثم تخبره أنها تريد الاستقرار معه شهرًا واحدًا فقط «شهر نوفمبر» – حيث تقضي سارة شهرًا واحدًا مع كل شخص لتغيِّر فيه شيئًا للأفضل – ورغم رفضه في البداية إلا أنه يتراجع بعدما شعر بضرورة وجودها في حياته، وتتوالى الأحداث وبالفعل وتغير الكثير في حياته إلى الأفضل، فيطلب منها أن تستمر معه ويبقيان معًا، ولكنها ترفض ذلك بشدة، رغم أنه الوحيد الذي أحبته وتمنت أن تبقى معه إلى الأبد، ويكتشف أن سبب رفضها الاستقرار معه هو مرضها بالسرطان، وأنها تريده أن يرحل لتبقى اللحظات الجميلة فيما بينهما فقط هي العالقة بذهنه.

تريلر فيلم نوفمبر الجميل Sweet November 2001

الفيلم إخراج بات أوكونورPat O’Connor، وبطولة Keanu Reeves ، و Charlize Theron. يعتبر فيلم نوفمبر الجميل، إعادة انتاج لفيلم أنتج عام 1968 يحمل الاسم ذاته والفكرة ذاتها. وكان من إخراج Robert Miller، وبطولة SandyDennis، وAntony Newley.

تريلر فيلم نوفمبر الجميل Sweet November 1968

أربعة أيام في نوفمبر Four Days in November

الحاصل على جائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي (Feature ) لعام 1965 ، هو فيلم أمريكي يتناول حادث اغتيال الرئيس الأمريكي جون ف. كينيدي John F Kennedy عام 1963، وقد تم إنتاجه في العام التالي مباشرة لاغتياله. تضمن الفيلم تغطية راديو وتليفزيون مدينة دالاس (Dallas) للأحداث، من وصول الرئيس لمطار لاف فيلد (Love field)  بدالاس وتقدم موكبه، والنشرة المحلية الأولى عن إطلاق النار عليه عند منطقة الديلي بلازاDealey Plaza، والتقارير التي وردت من مستشفى بارك لاند Parklandالتي نقل إليها، ثم الإعلان الرسمي لمقتله والذي أعلنه مالكوم كيلدوفMalcomKilduff السكرتير الصحفي للبيت الأبيض. الفيلم من إنتاج وإخراج ميل ستيوارت Mel Stuart.

فيلم اربعة ايام في نوفمبر Four Days in Novemberكاملًا

نوفمبر الأسود Black November

نوفمبر الأسود: الكفاح من أجل دلتا النايجر، هو فيلم حركة نيجيري/أمريكي، يدور حول كفاح سكان دلتا النيجر ضد حكومتهم وشركة بترول متعددة الجنسيات، لحماية البيئة التي تم تدميرها بسبب التنقيب المفرط عن النفط. واستمد الفيلم اسمه من الشهر الذي أعدم فيه الكاتب والناشط البيئي «كين سارو ويوا Ken Saro-Wiwa» عام 1995 بعدما تم اعتقاله من قبل السلطات النيجيرية بدعم من شركات النفط العالمية بعدما قاد ضدها حملة لاستعادة حقوق المواطنين في أرضهم التي دمرتها شركات النفط.

يستمد الفيلم أحداثه من وقائع حقيقية. تدور القصة حول «Ebiere» الفتاة التي ترفض الخضوع للعبة النخبة بعد وفاة عائلتها في انفجار بسبب تسرب الغاز، بل أنها تثور ضدهم وترفض الخضوع للضغط وتتزعم الثورة ويتم إعدامها في النهاية. ويبدأ الفيلم بمشهد للفتاة والمشنقة المتدلية، وينتقل المشهد إلى لوس أنجلوس حيث يعترض موكب رئيس شركة البترول الشرقية مجموعة من الجبهة الشعبية المتحدة لتحرير دلتا النيجر يقودها «Dede» ويتم اختطافه والمقايضة بين حياته وحياة «Ebiere»، وبعد أن تم إذاعة بيان صحفي خادع عن إطلاق سراحها ألقى النيجيريون أسلحتهم، يفضح آخر مشهد في الفيلم الخدعة حيث يصور Ebiere بينما تتدلى من المشنقة. الفيلم من إخراج GetaAmata، وبطولة MbongAmata و Hakeem kae-kazimو Sara Wayne Callies.

تريلر فيلم نوفمبر الأسود Black November

نوفمبر كريسماس November Charismas

هو فيلم أمريكي مأخوذ من قصة قصيرة للكاتب جريج كوبا Greg Coppa، يدور حول فتاة صغيرة عمرها ثمانية أعوام، وحياتها مهددة بالسرطان، تجتمع عائلتها مع جيرانهم للاحتفال مبكرًا بالكريسماس والهالوين من أجلها. الفيلم بطولة Sam Elliott, John cobett, Sarah Paulson. وإخراج Robert Harmon إنتاج عام 2010.

تريلر فيلم نوفمبر كريسماس November Charismas

رجل نوفمبر The November Man

فيلم تجسس وإثارة أمريكي مأخوذ من رواية «ليس هناك جواسيس There are no spies» للكاتب «بيل جرانجر Bill Granger» وهي جزء من سلسلة The November Man الجاسوسية والتي نشرت لأول مرة عام 1979. وتدور القصة حول عميل سابق في المخابرات الأمريكية CIA يرمز له بـ «رجل نوفمبر» في مهمة شخصية وخطيرة جدًا، يجد نفسه في مواجهة تلميذه السابق في لعبة مميتة تضم مسؤولين كبار في المخابرات الأمريكية والرئيس الروسي المنتخب. الفيلم من إخراج Roger Donaldson وبطولة Pierce Brosnan و Luke Bracey و Olga Kurlenkc. صدر الفيلم  عام 2014.

تريلر فيلم رجل نوفمبر The November Man

أولاد نوفمبر

هو فيلم جزائري تدور أحداثه في فترة ثورة التحرير الوطنية في الجزائر التي اندلعت في نوفمبر 1954 ضد قوات الاحتلال الفرنسي. يتحدث عن حياة فتى صغير يعمل كبائع جرائد يعول أسرته، ثم تتحول حياته في فترة قصيرة من بائع جرائد مغمور إلى المطلوب الأول لدى الشرطة السرية الفرنسية بالجزائر. الفيلم من إخراج موسى حداد، وسيناريو سليمان بن قرصة وموسى حداد، وبطولة عبد القادر حمدي وعلال المحب، عرض لأول مرة في السينما عام 1975.

فيلم أولاد نوفمبر كاملًا

The post في السينما: نوفمبر الجميل أم نوفمبر الأسود؟ appeared first on ساسة بوست.

«خيبات» سينمائية انقلابية!

$
0
0

 

يغفل كثيرون من متابعي حال مصر ما بعد الانقلاب عن أفلام سينمائية يتم تقديمها بعيدًا عن أنظار الشرفاء، وفيها يتم التلاعب بكل قيمة، وإتمام تلاشي الشعور بقيمة الوعي والحرية، ويتراجع صُنّاع للسينما المعاصرة عن مستوى معين ارتضوه لتضمين أفكارهم، لتصل الأمور بهم إلى المباشرة الانقلابية المخزية.

فيلم «قدرات غير عادية»، للمخرج والمؤلف «داود عبد السيد» واحد من هذه الأفلام التي تم تمريرها في 2014م، بخاصة على معسكر يحب لمصر ازدهار الوعي، تسرب الفيلم في هدوء شديد، لا يتناسب مع جلال المأمول، وعظم خيبة الواقع، وكم يقصر مخلصون في حق أنفسهم وبلادهم بعدم التعرض لمثل هذه الأفلام التي لا تذكر إلا بأفلام «النكسة» ونقدها، أو تلك الأفلام التي قدمتها السينما المصرية، عقب هزيمة 1967، وكم يظلم المخلصون أنفسهم لما لا يكون لهم ولو مركز واحد لدراسة الأفلام الجديدة مصريًّا وعربيًّا، على الأقل، مع قدرة على الرد المناسب في وقت ملائم بالنقد وإبداء جوانب الإبداع، إن وُجدتْ، والقصور، إن لم يكونوا قادرين على إنتاج سينمائي درامي من أي نوع يحفظ عليهم نزاهة قضاياهم وأهميتها.

شارك «داود عبد السيد» في بعض من الوجه المشرق من أفلام ما بعد هزيمة 67، كمساعد للمخرج «يوسف شاهين»، وكان ذلك عام 1969، وهي الفترة التي يقول عنها إنها كانت «كابوسية» في حياتية، ومضت الأيام بالرجل حتى جاء عام 1991 ليقدم فيلم «الكيت كات» عن رواية «مالك الحزين» للراحل «إبراهيم أصلان»، وفي الفيلم بدا الجانب الهزلي واضحًا في تناول البيئة المصرية، وعدم الانتصار لمبدأ أو خلق، على العكس من رائعة الممثل العالمي «آل باتشينو» «عطر امرأة»، وقد نقل «عبد السيد» من الفيلم مشاهد مع بعض «التزوير» من مثل قيادة «محمود عبد العزيز»، الكفيف البصر في الفيلم، لدراجة بخارية، ولكن «عبد السيد» نسي أن ينقل حرص «عطر امرأة» على الانتصار للقيم ووجوب احتفاظ المجتمع بها، على النقيض من نهاية فيلم «الكيت كات» إذ يفضح «قارئ القرآن الكريم» للحي كله.

أما ثاني أفلام «عبد السيد» التي نتوقف عندها فـ«أرض الأحلام» عام 1993م والذي قبلت بطولته الراحلة «فاتن حمامة» فقد تمادى الرجل في «الفانتازيا» الإيجابية فنيًا، وبالتالي تصوير واقع المجتمع، وساعده «فُتات الحرية» الذي كان يتركه المخلوع «حسني مبارك» في تصوير ضيق التحمل حتى لدى الطبقة المرفهة من واقع مصر، لكن عام 2000 حمل توقيع «عبد السيد» على فيلم ذي مضمون كشف عن قلق إيديولوجي خفي لدى مخرجه، وهو كاتبه أيضًا، فالفيلم الذي قام بالبطولة فيه: حمدي غيث، أحمد زكي، محمد أبو زهرة يعبر عن تيه الإنسان تجاه خيبة عدم يقينه من وجود إله يحكم الكون، ولولا أن علمانيَّ مصر كانوا يمنعون الدفاع عن مثل هذه الأعمال، وقصور الشرفاء والمخلصين في كشف الغطاء عنها لما مر الفيلم بسلام.

عام 2001م قدم «عبد السيد» أكثر أفلامه ازدهارًا في تناول الحريات، رغم الفانتازيا المبالغ فيها وأشباهها في فيلم: «مواطن ومخبر وحرامي» إذ قال نصًا في أحد أغاني الفيلم إن الثلاثة تماهوا وتداخلوا، على نحو بارع، حتى أثمروا شخصًا واحدًا.

أما آخر أفلام «عبد السيد»، وأولها في ظل الانقلاب، فقد جاء غريب الأطوار، غير ثابت المضمون، دليل على بيع نخبة السينما لا السياسيين فقط للقضية، فالبطل «خالد أبو النجا» أو الدكتور «يحيى» في الفيلم يبحث عن مواطن ذي قدرات غير عادية، وأستاذه في الماجستير يقول له في جملة دلالية: «إن كل أجهزة الدولة المصرية مسخرة للبحث عن هذه القدرة»، هكذا الدولة البوليسية التي أمعنت وتمعن في قتل ومطاردة أصحاب القدرات تبحث عن قدرة واحدة فريدة، ولعدم قدرة «عبد السيد» على مواجهة واقع مصر بعد الانقلاب يهرب بطل الفيلم إلى حدود الإسكندرية المتطرفة، وهناك يقيم في فندق شعبي، في محاولة لاستنساخ «ميرامار» نجيب محفوظ، وهناك يجد الطفلة «فريدة» التي لا تتلقى تعليمًا، وتستطيع التنبؤ بالمستقبل القريب وتحريك الأشياء بمجرد النظر إليها!

إلا أن «عمر البنهاوي» أو الجاسوس الإسرائيلي يفاجئ سياق الفيلم بالاستحواذ على الطفلة، وأمها «حياة»، ولا يجد المخرج شجاعة الاعتراف بأنه جاسوس للعدو تحديدًا، مثلما وجد هذه الشجاعة في تصوير الملتحين، اليوم، على أنهم منتشرون في الشوارع، يعتدون على السيرك، الذي يبهج الصغار، ويمنعون بيع الخمور علنـًا، ويشككون في بنوّة صغارهم، في مفردات تدل على بعد عن الإطار السينمائي الفني بل الآدمي البشري، وتصوير للمختلف الإيديولوجي على أنه عدو مخرب، ومن فضول القول إن «عبد السيد» مسيحي.

يترك المخرج مفردات دالة على جاسوسية «البنهاوي» من «كعكة شعره» وتنبيه أحد الممثلين المباشر للمشاهد بأنه ليس ضابطـًا، ولكنه يعلو الضباط في الفيلم، مع السيارات الدبلوماسية التي يتحرك بها، والمعاونين ذوي الشكل المريب، والسكن الخاص المحمي بالحرس، وبعد أن يتم استغلال الصغيرة وأمها في علاقات مخابراتية، وزواج «حياة» البطلة، الممثلة نجلاء بدر، وهي في الفيلم ترمز إلى مصر، كما كانت «زهرة» في ميرامار، أو الممثلة شادية، أو حتى آثار الحكيم بالاسم نفسه في بطولة ليالي الحلمية للراحل أسامة أنور عكاشة، وهو ما يعززه قول الجاسوس لـ«يحيي» في أحد الجمل الدالة:

ـ «حياة» كانت حلمًا في ذهني وذهنك.

وفي النهاية يصفو ذهن البطل ليذهب إلى الفندق الشعبي متزوجًا من حبيبته بعد أن لفظها عدوه، وإبعاد الملتحين، وإن كان الخادم يقول في مشهد النهاية:

ـ ابعد يا ابن «…» أمك واحدة، وأبوك مائة، مرة تأتي ملتحيًا، وأخرى مرتديًا بنطلونـًا!

في إشارة إلى التحديات التي تلاقيها مصر برأي المؤلف والمخرج والفيلم.

حمل العمل بصمة انهيار منظومة السينما الجادة فنـًا ومضمونـًا قبل مسيرة حياة المخرج والمؤلف، فلم يعبر عن التحديات الحقيقية التي تلاقيها مصر، ولا أحسبه يستطيع، وإنما جامل السلطة بلا حدود فجاملته بلا حساب لما سمحت له بتصوير المولد، ودخول البطل مسجد السيدة زينب وتجوله فيه بالحذاء، في وقت لا أحد فيه بداخله إلا فريق الفيلم، وحواره مع شيخ طريقة السيدة زينب الخيالي المدعي ليقول له إن المولد عبارة عن خلق عالم فاضل يغطي على خيبات المصريين، وتفاهة واقعهم وآمالهم، في كناية واضحة الدلالة والسياق على الثورة، وأن الانغماس في الصوفية، والهروب من الواقع هو الحل.

الواقع البديل كان شغل «داود عبد السيد» بعد انهيار سقف الحرية به تمامًا، فكان مرة في الصوفية، تستهلك قرابة نصف الساعة من زمن الفيلم بلا مبرر درامي قوي أو محكم، مع مشاهد تعاطي الخمور المبالغ فيها، والجنس المفتعلة مع سيئ الكلمات لجذب الجمهور من الشباب الصغير.

إن الأمر لا يخص في النهاية فيلمًا واحدًا، فهناك أكثر، لكن يخص منظومة أخلاقية يعمل الانقلاب على انهيارها في مصر، مستخدمًا جميع الأدوات المؤسسية التي وجدها فيها، ولم يتعب في سبيل الحصول عليها، ومنها السينما المصرية، فليتنا ننتبه إلى الأمر في خضم التحديات التي نواجهها في حياة مصر والأمة!

The post «خيبات» سينمائية انقلابية! appeared first on ساسة بوست.

لماذا تم تكريم أحمد حلمي في مهرجان القاهرة السينمائي؟

$
0
0

أحمد حلمي أو «نور» في «لف ودوران»، أو علاء «صنع في مصر»، أو رؤوف زكي «على جثتي»، أو نبيل «بلبل حيران»، ومجدي «إكس لارج»، و«مصري العربي» في «عسل أسود»، وأحمد جلال في « 1000 مبروك»، وحسن في «آسف على الإزعاج»، والثلاثة توائم «رضا هندي البنهاوي» في «كده رضا»، وميمي جلال البشبيشي في «مطب صناعي»، و«رشدي أباظة» في «جعلتني مجرمًا»، وطارق في «ظرف طارق»، وزكي «زكي شان»، و«حنتيرة» في «صايع بحر»، و«ميدو» في «ميدو مشاكل»، و«عمرو» في «سهر الليالي»، وسيد في «55 إسعاف»، وأحمد في «السلم والثعبان»، وعاطف في فيلم «الناظر»، و«زكريا» في «ليه خلتني أحبك»، – و«سعيد» في «عبود على الحدود». كل هذه الشخصيات وأكثر هي ما جعلته رائدًا في الأدوار المركبة الصعبة، فمن شاب يهوى المشاكل في إطار كوميدي في أول أدوار البطولة المطلقة «ميدو مشاكل»، إلى الأدوار التراجيدية، والكوميديا السوداء، إلى الشاب الشهم، إلى المريض بالانفصام النفسي في آسف على الازعاج، إلى الأمريكاني «مصري» المحب لبلده، إلى وإلى وإلى الكثير… كل ذلك وأكثر وننتظر منه الكثير جعله مؤهلًا ليقتنص جائرة هو يستحقها عن جدارة من بين أقران جيله الشباب.

أحمد حلمي نلاحظ في أفلامه ومسلسلاته ومسرحياته أنّه لم يقبّل ممثلة ولم يمثل مشهدًا خادشًا للحياء. فأنت تذهب إليه في السينما ومعك أسرتك وأنت مطمئن أن لن يعرض مشهد تخجل منه أو يخدش حياءك أو أسرتك، إنّه الممثل، والممثل عن جدارة، فكل شخصية يتلبسها أو تتلبسه يعيشها بصدق فني وإنساني بامتياز، وكل ذلك وأكثر على مدار أعماله السابقة سيبهرك أداؤه وأسلوبه في التمثيل، وطريقة كلامه، ومع كل ما يتناسب مع الشخصية.

أما عن استحقاقه للتكريم في مهرجان مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فهو من المهرجانات العالمية، وهو كذلك بالفعل وأكثر هذا العام تحديدًا، لأنّه كان مميزًا منذ انطلاقته، والأفلام التي تعرض فيه والتي تكرم به، والأهم والأكثر أهمية هو أغنية واستعراض الافتتاح من المطربة المصرية الشابة نجمة ستار أكاديمي نسمة محجوب، فلقد قدمت أغنية على ألحان «سندريلا» أو «تايتنك» أو نقول على أنغام المبدع العالمي عمر خيرت، وكيف بهرنا سحر موسيقاه بامتياز، وما تم فيها من تكريم لأبطال السينما العالميين سواء المصريين من جيل الخمسينات والستينات إلى الباقين مثل يسرا وعادل إمام، وتكريم للراحل محمود عبد العزيز، ثم السينما الهندية البوليوودية، ونجوم هوليوود العالميين مثل مارلين منرو وآل باتشينو وغيرهما.. وكل هذا وأكثر كان في مهرجان القاهرة الدولي، فلذلك يستحق التكريم، وأشرف جائزة فنية في ذلك المهرجان وهي جائزة «فاتن حمامة للتميز» التي حصل عليها حلمي.

أحمد حلمي عندما نتعرف عليه عن قرب فهو من مواليد 18 نوفمبر 1969، كانت بدايته في التلفزيون عندما كان يقدم برنامج «لعب عيال»، ودخل عالم التمثيل مع المخرج شريف عرفة في فيلم «عبود على الحدود»، وبعدها انطلقت مسيرته الفنية.

فقد بدأ حياته في مدينة بنها بمحافظة القليوبية. وله أخ هو خالد وأخت هي سالي. وعاش في المملكة العربية السعودية عدة سنوات بسبب عمل والده بالسعودية، حيث سافر إلى المملكة العربية السعودية في سن السادسة، حيث كان والده يعمل، ودرسَ في إمارة جدة، وعاش هناك 10 سنوات قبل أن يرجع إلى مصر ليتم دراسته ويلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وبعد ذلك بأكاديمية الفنون، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الديكور.

بدأ عمله كمهندس ديكور لفترة، ثم مخرجًا لبرامج الأطفال في الفضائية المصرية، ثم مذيعًا في برنامج «دربكة»، ثم في برنامج «لعب عيال». ونجح بعدها فاتجه للتمثيل، وقام بأول أدواره في فيلم عبود على الحدود، حيث شارك الممثل علاء ولي الدين وكريم عبد العزيز البطولة، ولفت المتابعين بأدائه الكوميدي. تزوج من الممثلة منى زكي ولديه بنت «لي لي»، وابن اسمه سليم.

بدأ التمثيل من خلال التلفزيون في مسلسل «ناس ولاد ناس» عام 1993 مع الفنان كرم مطاوع، ونادية لطفي، ولكن بعد المسلسل انقطع حلمي عن الوسط الفني بسبب تأديته الخدمة العسكرية ليعمل بعد ذلك فترة مهندس ديكور، وتجعله الصدفة مذيعًا، بعد أن اختارته سناء منصور ليقدم برنامج أطفال كان يقدم فكرته وهو برنامج «لعب عيال»، الذي حقق نجاحًا لافتًا، ما دعا المخرج شريف عرفة ليختاره لفيلم «عبود على الحدود» عام 1999 ليكون أول فيلم سينمائي له ونقطة التحول في حياته، وتوالت المشاركات بعد ذلك في أفلام مثل «ليه خلتني احبك»، و«الناظر»، و«عمر 2000»، و«السلم والثعبان»، و«55 إسعاف»، و«رحلة حب”. ونال حلمي أدوار البطولة بعد ذلك في أفلام عدة، مثل «ميدو مشاكل»، و«سهر الليالي» والذي حصل على جائزة عن دوره فيه من مهرجان دمشق السينمائي، وتوالت الأفلام بعد ذلك منها «صايع بحر»، و«زكي شان»، و«جعلتني مجرما»، و«مطب صناعي»، و«ظرف طارق»، و«كده رضا»، و«آسف على الإزعاج» الذي حصل عن دوره فيه على جائزة المركز القومي للسينما، وكذلك جائزة أخرى عن الفيلم نفسه من المهرجان القومي للسينما، وكان آخر أفلامه عام 2009 «1000 مبروك»، وعام 2010 «عسل أسود»، وعام 2011 «بلبل حيران»، وعام 2012 «إكس لارج» وعام 2013 «على جثتي» وعام 2014 «صنع في مصر «، ثم آخر أعماله فيلم «لف ودوران».

كما شارك حلمي في العديد من المسلسلات التلفزيونية، منها: «السندريلا»، و«لحظات حرجة»، و«الجماعة»، كما شارك في مسلسلات إذاعية عدة، وفي مسرحية «حكيم عيون».

تربع النجم المصري أحمد حلمي بفيلمه الجديد «إكس لارج» عام 2012 على عرش الإيرادات في الموسم السينمائي بتحقيقه إيرادات تجاوزت 29 مليون جنيه ليصبح في الصدارة، كما اختارت لجنة التحكيم لمهرجان المركز الكاثوليكي للسينما المصرية «إكس لارج» من قائمة الأفلام الخمسة من بين 29 فيلمًا.

وقدم العديد من المسلسلات نذكرمنها: العملية ميسي، الجماعة – السندريلا – ناس ولا ناس – دمعة على خد الزمن – حلم العمر كله – خليك جريء. وأيضًا هناك مسلسلات إذاعية عددها 10 مسلسلات نذكر منها: صلاح الخير، يا خميس يا جمعة – اطلبيني من بابا – يا أنا يانتي – عايش بطولة.

كما قدم برامج تلفزيونية منها: آراب جوت تالنت في مواسمه الثلاثة الأخيرة – لعب عيال – دربكة – من سيربح البونبون – شوية عيال – حلمي أون لاين.

أما عن الجوائز والتكريم فقد نال جائزة أحسن ممثل في مهرجان دمشق الدولي، وجائزة أحسن ممثل بمهرجان البينيال في باريس، وجائزة أحسن ممثل في المهرجان الكاثوليكي السينمائي، وجائزة أحسن ممثل كوميدي في أوسكار السينما العربية، وجائزة تكريم مهرجان المسرح العربي، وجائزة بمهرجان تطوان بالمغرب.

The post لماذا تم تكريم أحمد حلمي في مهرجان القاهرة السينمائي؟ appeared first on ساسة بوست.


وحوش «جي كي رولينج» وأين تجدها.. عرض لفيلم «Fantastic Beasts»

$
0
0

بعد غياب خمس سنوات كاملة، تعود الكاتبة الإنجليزية ثرية الخيال «جي كي رولينج»، بعمل جديد من عوالمها السحرية، إلى الشاشة الفضية.

رولينج المشهورة بسلسلتها الاستثنائية هاري بوتر، التي قدمت آخر أجزائها في عام 2011، تحت عنوان «هاري بوتر ومقدسات الموت»، كانت قد توقفت لفترة انشغلت فيها بكتابة رواية للكبار بعنوان «الوظيفة العرضية»، تمزج فيها التراجيديا بالكوميديا، والتي تحولت إلى سلسلة تلفزيونية قصيرة، عرضت عام 2015 على شبكة «إتش بي أو» الأمريكية.

لكن شوقها لعوالم السحر والسحرة، عاد بها لتكتب لعشاقها حول العالم، قصة دسمة بعنوان «الوحوش الرائعة.. وأين تجدها»، أخرجها الإنجليزي «ديفيد ييتس»، الذي أخرج أربعة أجزاء من سلسلة هاري بوتر، وعالجها معالجةً بصريةً مُبهرةً، إذ صُوّر الفيلم بكاميرات آي ماكس، وأُدمجت في التصوير تقنيات ثلاثية الأبعاد.

نقدّم لك «الوحوش الرائعة»

وتدور أحداث الفيلم في مدينة نيويورك، عام 1926، بعد فترة قصيرة من نهاية الحرب العالمية الأولى، حيث ترسو سفينة تقل مسافر غير اعتيادي، ساحر إنجليزي شاب يدعى «نيوت سكاماندر»، الذي يُؤدي دوره الممثل الحائز على الأوسكار إيدي ردماين.

لا يحمل هذا المسافر الساحر من المتاع سوى حقيبة جلدية متوسطة الحجم، يبدو مظهرها عاديًا للمراقب العادي، لكنها تحتوي على مجموعة كبيرة للغاية من الكائنات الخرافية، والوحوش المهددة بالانقراض، يحملها لهدف معين، يتضح مع تقدم أحداث الفيلم.

وبصدفة غير مقصودة، تتبدل حقيبة سكامندر مع حقيبة شخص آخر، كان في طريقه للبنك، للحصول على قرض لافتتاح متجر للمخبوزات، وكان يحمل عينات من مخبوزاته في تلك الحقيبة.

في نفس الوقت، نكتشف أن هناك من يراقب سكامندر عن كثب، إنها العميلة تينا جولدستين، من الاتحاد السري لسحرة الولايات المتحدة، وتُؤدي دورها الممثلة كاثرين ووترستون.

تلاحظ العميلة السرية عصاته السحرية، وقدرته الخارقة على الانتقال من مكان لآخر عبر تعاويذ ما، فتُصر على اصطحابه لمبنى اتحاد السحرة. هُناك يُقابل ساحرًا قويًّا غامضًا، يُدعى جرافيس، ويُؤدي دوره الممثل الأيرلندي كولين فيريل.

وهُناك يُخبرهم سكاماندر، أنه ساحر مختص في إنقاذ الكائنات السحرية المهددة بالانقراض، ورعايتها، وإعادتها لمواطنها الأصلية، وأنه قدم للولايات المتحدة، في مهمة خاصة، لإعادة نسر خرافي عملاق لموطنه في براري ولاية أريزونا، مُوضحًا أنه يُقدم لجميع الحيوانات والوحوش، الرعاية والغذاء، في مكان سري يدخل ويخرج منه عبر حقيبته السحرية، وعندما يفتح الحقيبة ليريهم، يتفاجأ، ويتفاجأ الجميع، بأنها ملأى بالكعك والفطائر المحلاة!

الحقيبة الأصلية

يسعى سكامندر بمعاونة تينا، للبحث عن الحقيبة الأصلية، ولا يجدان صعوبة كبيرة في ذلك؛ لأن بعض الكائنات الخرافية تهرب أثناء محاولة الخبّاز خفيف الظل جاكوب كواليسكي (لعب شخصيته الممثل الأمريكي دان فوجلر)، فتح الحقيبة التي ظنّها حقيبته، فتثير الكائنات فوضى عارمة في المنطقة.

بالتوازي، تدور أحداث أخرى في مكان قريب حول سيدة تدير ملجأ أيتام، وتستخدم الأطفال في القيام بحملات توعية ضد مخاطر السحرة، فتقف السيدة ماري لو (تُؤدي دورها سامانثا مورتون)، كل يوم، في إحدى الأماكن المزدحمة تخطب وسط الناس، محذرة إياهم من خطر يختبئ بينهم، وأن السحرة في كل مكان حولهم، وأنهم يُشكلون تهديدًا لما أنجزه المجتمع الأمريكي من ازدهار، خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى.

وتُشدد السيدة ماري على ضرورة أن يتعاون الجميع معًا، للقضاء على السحرة، مثلما قضى أجدادها على ساحرات «سالم».

وساحرات «سالم»، محاكمات حقيقية عقدت في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، ما بين عامي 1692، و1693، لـ14 سيدة، و6 رجال اتهموا بممارسة السحر، وحُكم عليهم بالإعدام.

تلجأ السيدة ماري إلى رجل أعمال نافذ وصاحب عدة جرائد، لمساعدتها على إيصال رسالتها للمجتمع الأمريكي عبر صفحات جرائده، فيصدها الرجل، ويسخر منها ابنه الأكبر، الذي بصدد خوض انتخابات الرئاسة الأمريكية، ويُهين أحد الأيتام من الذين تراعهم تلك السيدة.

ولا يمضي وقت طويل حتى تقوم قوة سوداء عنيفة وغامضة بمهاجمة مؤتمر انتخابي لهذا الرجل، وتقتله وتترك علامات مريعة على وجهه، وتتسبب في دمار وفزع شديدين بمدينة نيويورك.

وتدور باقي أحداث الفيلم في ثلاثة اتجاهات، بين محاولة سكامندر النجاح في مهمته، وإطلاق سراح النسر الخرافي العملاق، وبين محاولة فك لغز مقتل المرشح الأمريكي للرئاسة، واكتشاف طبيعة هذه القوة الغامضة، ومنعها من إحداث المزيد من الدمار، وأيضًا بين محاولة جرافيس الخروج بمجتمع السحرة إلى النور، ورفضه للاستمرار في العمل السري، حتى ولو رأى مجتمع السحر أن ذلك في مصلحة مجتمع الأغلبية العظمى من غير السحرة.

ونجح الفيلم في تقديم توليفة رائعة من الإثارة، والرومانسية، والتشويق، والكوميديا، والإبهار البصري، مع استغلال رائع لإمكانيات الآي ماكس، والرسومات ثلاثية الأبعاد، نقلت لنا عالم نيويورك في زمن العشرينيات الذهبي، وأيضًا نقلت لنا صورًا خياليةً مذهلةً للكائنات الخرافية الأسطورية التي عجت بها حقيبة السيد سكامندر السحرية، كائنات هي مزيج خيالي بين كائنات حقيقية مختلفة.

وعلى ما يبدو، فإن الفيلم بداية مُشجعة، لمحبي أفلام الفانتازيا من مختلف الأعمار، لانتظار أربعة أجزاء أخرى قادمة أُعلن عنها بالفعل، وجدولة «الوحوش الرائعة وأين تجدها 2»، ليتم عرضه في 2018.

المثير في الفيلم اهتمامه بإبراز معنى أن الوحوش قد لا تبدو وحوشًا بالمعنى السلبي المخيف للكلمة، وأن الوحوش الحقيقية، تعيش في نفوس البشر، الذين يُقهرون إخوانهم البشر، ليدفعوهم في النهاية للقيام بأعمال مُريعة، والذين يرفضون مد يد العون للمحتاجين، أو الذين أعمتهم شهوة السلطة والنفوذ.

The post وحوش «جي كي رولينج» وأين تجدها.. عرض لفيلم «Fantastic Beasts» appeared first on ساسة بوست.

العالم المظلم لتجارة السلاح.. عرض لفيلم «War Dogs»

$
0
0

 


تتكلف العدة الكاملة للجندي الأمريكي الواحد 17 ألف دولار، وتتضمن مجموعة من أحدث أنظمة تسليح أفراد الجيوش على الإطلاق، ويدخل في نطاقها منظار للرؤية الحرارية والليلية، وخوذة من نسيج الكيفلار، وبندقية هجومية من طراز «M4»، مع منظار قتالي مقرب، ونظارات واقية، وأحذية قتالية، ودرع للجسم، وواقيات للمفاصل، وقفازات مقاومة للحريق.

وتنفق الولايات المتحدة الأمريكية سنويًا على التسليح، أكثر من 640 مليار دولار، فيما تنفق الصين ثلث هذا المبلغ سنويًا تقريبًا، بينما تنفق السعودية 67 مليار دولار، وهو ما يقترب من 10% من ناتجها القومي، وبشكل عام، يُنفق العالم على التسليح سنويًا، تريليوني دولار، بصيغة أُخرى، ويربح مصنعو وشركات السلاح، تريليوني دولار أمريكي سنويًا، وعليه يبدو منطقيًا القول بأن ثمّة مستفيدين من إبقاء الحروب مُشتعلة دائمًا حول العالم.

ضمن هؤلاء من يطلق عليهم لقب «كلاب الحرب»، وهم طائفة منتشرة في كل ركن من أركان العالم، يعملون بأية طريقة، مهما كانت غير أخلاقية؛ لتدفع الأمم للحروب، ولتضمن بقاء تلك الحروب دائرة لأطول وقت.

لهؤلاء أنظمة وهياكل إدارة وسلاسل مُورّدين، تتضمن بجانب مصنعي وتجار السلاح، سياسيين وجماعات ضغط ومرتزقة ومتعاقدين وشركات علاقات عامة وشركات توصيل حتى المنازل.

«War Dogs»

War Dogs

عن قصة حقيقية حول إحدى الشركات الصغيرة التي تقع في طرف تلك السلسلة الاقتصادية، يحكي فيلم «War Dogs» عن شابين أمريكيين في العشرينات من عمرهما، ينجحان في عقد صفقات سلاح بقيمة عشرات الملايين من الدولارات مع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون).

الفيلم من إخراج تود فيل، المشهور بثلاثية «The Hangover»، ومن بطولة جوناه هيل، في دور وُصف بأنه أفضل أدواره منذ دوره في فيلم «The Wolf of WallStreet»، ويُشاركه البطولة مايلز تيلر، صاحب الدور الشهير في فيلم «ويبلاش».

يبدأ الفيلم باستعراض حياة مايلز، الشاب المكافح الذي يعمل معالجًا بالتدليك، مرتبط بفتاة حسناء، ولا يمضي وقت طويل حتى يكونا في انتظار مولود صغير، فيحاول تحسين دخله عبر بدء مشروع صغير لتوريد الملاءات الفاخرة لدور المسنين، لكن المشروع لا يبدو واعدًا كما توقع. في نفس الوقت يقابل صديقه القديم –جوناه- الذي يتضح أنه بدأ شركة صغيرة لتوريد الأسلحة، ويقنعه جوناه بترك التدليك والملاءات والانضمام إلى شركته، حتى ولو كان لا يفهم أي شيء في مجال السلاح.

تعمل الشركة بشكل أساسي من خلال مسح شامل لموقع على الإنترنت خاص بمناقصات وتوريدات وزارة الدفاع الأمريكية، وعلى مدار الساعة يراقب جوناه ومايلز صفقات السلاح الصغيرة المطلوبة؛ تحديدًا الفتات الذي لا تهتم به شركات السلاح الكبرى، ويظلان يعملان على هذا المستوى الصغير لفترة لا تطول، حتى تقابلهما على ذلك الموقع صفقة لتوريد مسدسات بريتا للجيش الأمريكي في العراق.

عبر الحدود

ونتيجة لخطأ لوجيستي، يجدان نفسيهما مضطرين للسفر للأردن، حيث احتُجزت شحنة الأسلحة، ويبحثان عن الشخص المناسب ليقدما له الرشوة المناسبة ليستطيع إخراج الشحنة في الوقت المناسب، ثم يستأجرا شاحنة وسائقًا شبه مجنون، لتوصيل صفقة السلاح بأنفسهم للكولونيل الغاضب في العراق.

وعبر مغامرة لا تقل إثارةً، يعبران الحدود للعراق، ويستطيعان اجتياز طريق سريع مليء بالمخاطر وبمطاردات المليشيات المسلحة، وينجحون أخيرًا في نيل رضا الكولونيل الذي لم يخف إعجابه بجرأتهما البالغة.. ويطلب من مساعديه أن يصطحبوا الشباب إلى الخزينة ليحصلوا على أتعابهم، وفي مخزن كبير نرى أكداس لا تنتهي من رزم الدولارات المغلفة التي صودرت من قصور صدام حسين إثر الغزو الأمريكي، ويحصل جوناه ومايلز على بضعة من مئات آلاف الدولارات من تلك الأكداس، وتحملهم طائرة عسكرية أمريكية إلى الوطن معززين مكرمين.

تمضي الأمور على ما يرام لفترة تالية، وتتوسع شركة الصديقين ويقومان بتعيين فريق كامل يقوم مكانهما بالمسح الدقيق لموقع إمدادات البنتاجون بحثًا عن الصفقة الكبيرة القادمة. يشتريان شقتين فاخرتين في نفس البرج الفخم، وسيارتين فارهتين من نفس الماركة ونفس اللون، ويقومان بتعليق اللوحات الدعائية لفيلم آل باتشينو «Scare Face» في الشركة، وينفقان أموالهما بطريقة تليق بتاجري سلاح من الطراز الأول، في الملاهي وعلى الكوكايين.

صفقة العمر

بالفعل يجد الصديقان صفقتهما الكبرى، عقد بقيمة 300 مليون دولار لتوريد 100 مليون طلقة ذخيرة لبندقية من نوع «AK-74»، لصالح الجيش الأمريكي في أفغانستان.

War Dogs

ويبدآن في الترتيب لكيفية تدبير هذا العدد المهول من الطلقات، وهنا يظهر سمسار سلاح آخر، يقوم بدوره برادلي كوبر، بطل ثلاثية هانجوفر، وفيلم «قناص أمريكي»؛ ليطلب عمولة كبيرة مقابل تسهيل حصول شركة الصديقين على كل ما يحتاجونه من أحد المخازن القديمة للاتحاد السوفيتي سابقًا.

تتعقد الأمور في الاتحاد السوفيتي، وتبدو الصفقة في خطر، ويحدث خلاف كبير بين الشريكين، وينقلب عليهما برادلي كوبر، وتتصاعد الأمور في الفيلم الذي نجح المخرج في إبهار المشاهد خلال أحداثه طوال الوقت، حيث تستمر الأحداث المشوقة حتى الثانية الأخيرة.

ويُعتبر فيلم «War Dogs» واحد من أهم الأفلام التي تكشف لنا جزءًا من العالم المظلم لتجارة السلاح، ربما هو الأهم في هذا السياق، منذ فيلم نيكولاس كيدج الصادم «Lord of War»، وما يزيده أهمية هو تناوله معلومات كاشفة عما يتم في منطقتنا العربية، وحقيقة الصراع والانقسامات والانشقاقات والحروب التي لا تنتهي.

في المرة القادمة التي تسمع فيها صوت زخات الرصاص في نشرة الأخبار، والمراسل يُذيع خبرًا عن حرب جديدة في مكان ما، تذكر أن ما يحدث في الحقيقة، وما يقع في كواليس الحرب، عملية تجارية بحتة، ربما من يقف وراءها شباب لم يتجاوزوا العقد الثالث من عمرهم بعد؛ يجلسون في حجرة صغيرة، في إحدى بقاع الأرض البعيدة عن مكان الحرب، ربما تكون تلك البقعة مثلًا ولاية أريزونا الأمريكية؛ يجلسون أمام جهاز حاسوب يعرض موقعًا لتوريد السلاح، وكل همهم الثراء الفاحش.

The post العالم المظلم لتجارة السلاح.. عرض لفيلم «War Dogs» appeared first on ساسة بوست.

فيلم الخادمة 2016.. الحقيقة لا تكمن في رواية واحدة

$
0
0

يسعى المخرج الكوري الجنوبي «بارك شان ووك» في أفلامه إلى توريط المُشاهد في مفارقات قصوى «أردتُ أن أضع المُشاهد في معضلة أخلاقية، كثيرة هي الأفلام حيث يواجه أبطالها معضلة أخلاقية، إنما الأصعب إيجاد فيلم يواجه المُشاهد من خلاله تلك المعضلة»، هكذا تحدث مخرج فيلم «تعاطف مع سيد الانتقام» 2002. كان الفيلم ردًا على ظاهرة خطف الأطفال، ونجح في تقديم صورة مغايرة لشخصية المجرم كشاب بائس يحاول علاج أخته الوحيدة من السرطان. يقوم الاثنان باختطاف ابنة أحد الأثرياء طمعًا في الفدية، الطفلة التي تعاني إهمال والديها تحب الخاطفين الطيبين الذين يهتمون بها ويصطحبونها للتنزه، لكنها تغافلهم وتنزل لتسبح في النهر، تغرق، ويغرق معها الأمل في الحصول على الفدية، الأمل في العلاج، الأمل في نهاية مُرضية. وحدها الجريمة تطفو على السطح. يجعلك الفيلم تقف عاجزًا عن إطلاق أية أحكام تجاه أبطاله، وقد تورطت معهم، لا يمكنك أيضًا أن تتعاطف مع شخصية على حساب الأخرى، بعد أن لمست عذاب الجميع، كأنك أنت المحقق والمجرم والضحية والجريمة كذلك. يمكنك أن تكذب عينيك ببساطة، عندما يدور الصراع على الشاشة، ولكن الأمر مختلف عندما يدور الصراع داخل قلبك. عندما تضبط قلبك أثناء المشاهدة، وهو يتضرع لنجاة المجرم. ذلك الأثر المربك الذي حرص عليه «بارك شان ووك» في مجمل أعماله، هذا العام يعود صاحب ثلاثية الانتقام للسينما بفيلم (الخادمة) المستوحى من رواية FINGERSMITH للكاتبة الإنجليزية «سارا ووترز».

وراء كل حضارة عظيمة دسائس أعظم

قدمت الرواية لأول مرة عام 2005 في حلقات تليفزيونية من جزئين تحمل نفس العنوان، من إنتاج الـ BBC، وإخراج «آسلينج والس» ولاقت نجاحًا، كانت الحلقات أكثر التزامًا بالرواية من الفيلم، كانت أكثر مأساوية وأقل سحرًا. في المعالجة السينمائية تنتقل أحداث الرواية من المجتمع الإنجليزي إلى المجتمع الكوري أثناء فترة الاحتلال الياباني، تلك الفترة من تاريخ كوريا التي لم تلتفت إليها السينما كثيرًا، وتحديدًا بداية الثلاثينيات. الاستبدال بالنظام الطبقي في العصر الفيكتوري ثقافة الاحتلال أكسب الصراع أبعادًا جديدة. في أوروبا أو في آسيا سواء، فالاحتيال ميراث عالمي. الولع بالثقافة اليابانية والإنجليزية والمزج بينهما يظهر بوضوح، خاصة في المكان «المنزل» الذي تقع فيه الأحداث «أسلوب البناء الياباني لا يتقارن مع فخامة التصميم الإنجليزي» على حد تعبير الخادمة.

كيوبيد عاشقًا

يحكي الفيلم قصة (هيديكو) الفتاة الأرستقراطية اليتيمة التي تقع ضحية استغلال زوج خالتها العم (كوزوكي) وهو مترجم كوري يعمل في الحكومة، ورث الجنسية اليابانية عن زوجته التي منحته اسم عائلتها قبل أن تشنق نفسها. يمتلك ثروة هائلة من الكتب، ويبحث عن رسام يصنع له نسخًا مزيفة من الكتب لبيعها في المزادات، ذلك المحتال «فوجيوارا» الذي ينتحل شخصية «كونت» وهمي جاء ليعلم «هيديكو» دروس الرسم. خطة «فوجيوارا» تعتمد على الزواج من هيديكو وتحريرها من وصاية كوزوكي، الحصول على ثروتها وإلقائها في مصحة عقلية استنادًا لتاريخ عائلتها المقرون بالجنون والانتحار. لذلك يستعين فوجيوارا بالفتاة الفقيرة «سووكي» يزرعها في المنزل؛ لتكون خادمة هيديكو وتحاول إقناعها بالزواج منه. وبالطبع لا يتخيل فوجيوارا أن تقع الخادمة في حب سيدتها منذ أول لقاء «كان عليه أن يخبرني أنها حسناء» وقوع الخادمة في حب هيديكو يجعل إمكانية خداعها أصعب، ويتضخم الشعور بالذنب. ثم تنقلب الحكاية رأسًا على عقب عندما تكتشف الخادمة أنها وقعت ضحية مؤامرة أكبر. حيث تهرب هيديكو مع فوجيوارا، ويتخلصان منها بوضعها في المصحة العقلية تحت اسم (هيديكو) التي تحصل بذلك على حريتها أخيرًا – بالمناسبة اسم سووكي يستخدم بمعنى «الفأر» وهو ما يوحي بطبيعة دورها العابر في التجربة، وربما لذلك أيضا بدت حجرتها الملحقة بجناح هيديكو ضيقة كالجحر – انقلاب السحر على الساحر تيمة جذابة، وقد قدم المخرج الفرنسي هنري جورج كلوزو حبكة مشابهة في فيلم (الشياطين) عام 1955. ولكن طموحات بارك «شان ووك» لا تقف عند حد، لذا فإن انقلابات أخرى تنتظرنا.

العري في كامل ثيابه

اعتمد السرد على تعدد وجهات النظر، بين رواية سووكي التي خدعت سيدتها، ورواية هيديكو التي خدعت خادمتها، بينما يشهد الفصل الأخير من الفيلم انقلابًا أروع ينتهي بسقوط فوجيوارا ضحية مؤامرة أخيرة، دبرتها هيديكو وسووكي اللتان يكلل الحب علاقتهما بنهاية سعيدة. لحسن الحظ فقد تجاوز الفيلم عن الجانب الميلودرامي للرواية الأصلية – في الرواية يتضح أن السيدة وخادمتها قد تم استبدالهما في المهد – إنما حاول الفيلم التركيز على مشاعر الشخصيات وتحولاتها، مرورًا بمساحات كبيرة من الجنس ذات طابع متناقض، تتباين بين مشاهد هيديكو مع خادمتها، ومشاهد جلسات القراءة. تلك الوظيفة التي فرضها عليها العم كوزوكي، تلاوة الروايات الجنسية المترجمة على مسامع الرجال القادمين لشراء الكتب. عيون الرجال تلتهم هيديكو، صوتها المسكون بخيالات فاحشة يجعلهم يتعرقون في كامل ثيابهم ووقارهم البارد. على العكس من مشاهد الجنس التي جمعتها بالخادمة والتي يغلب عليها طابع دافيء وحميم.

ملامح (تاي ري كيم) البريئة أكسبتها تعاطف المشاهد منذ أول ظهور، وهدوء (مين هي كيم) وحضورها المراوغ جاء موفقا مع تحولات شخصية (هيديكو). بينما قدم (جونغ وو ها) الشر بأداء أنيق لا يخلو من لمسة مرح. فتنة الزخارف البصرية وأجواء المنزل الغريب المسكون بشياطين كلوزو، وأشباح هيتشكوك، لا عجب أن يشير أحد التقارير الفنية لتأثر الفيلم بروح ريبيكا فيما أشار تقريرا آخر إلى تأثره بفيلم ماندرلاي. يقول زوج الخالة على هامش النهاية «يستوعب الناس القصص بطرق مختلفة، وهذا شغفي».

The post فيلم الخادمة 2016.. الحقيقة لا تكمن في رواية واحدة appeared first on ساسة بوست.

القرصان باربوسا والخلافة العثمانية

$
0
0

أفلامُ الرعب والإثارة والأكشن والتي تُعرف بها السينما الأمريكية، تنتج عنها شخصياتٌ تستقرّ في ذاكرة المشاهد، وقد تكون شخصياتٍ سيئة، وبالرغم من كره  الجمهور لها، تبقى راسخة في الذهن.

زومبي الجثةُ المتحركة ومصاصُ الدماءِ الشخصيةُ المخيفة والمعروفُ لدى محبّي السينما، بعد أن أنتجتْ عنه عدةُ أفلام، وغالبًا يُقتل زومبي فيرتاح الجميعُ من شره، والذي لم يمنع سوءُ مظهرِه من أن يكونَ هدفًا لكثيرٍ من ألعاب الفيديو، إضافة إلى أنه صار مدعاةً لسخرية الناسِ من بعضهم بعضًا حين يكونون في أسوأ حالاتِهم، فحينما يسوءُ مظهرُ أحدِهم أو يصاب بمرضٍ أو موجةٍ هيستيرية يُقال له: ها قد تحولت إلى زومبي، فما أشهرَ ذلك الوحش!

اهتمامُ منتجي الأفلام وشركاتِ الألعاب بشخصية زومبي منذ سنواتٍ عدة أمرٌ مستغرب، فتكرارُ الشخصية أمرٌ غيرُ معتاد، خصوصًا إذا كانت هناك حقوقٌ لمبتكر الشخصية، فمن ذلك الذي ترك حقَّه ليستغلَه الجميع!

المتابعُ للسينما الأمريكية يعرف جيدًا فيلمَ (قراصنة الكاريبي) والذي أصبح سلسلةَ أفلامٍ بعد إنتاج ٤ أجزاءٍ منه . بطلُ قصةِ الفيلم القبطان جاك سبارو، تارة يتناغم مع باربوسا وتارةً أخرى يتقاتلان، والشخصيتان تطمحان للسيطرة على أشهر سفينةِ قراصنة، وبعد ذلك الهيمنة على البحر الكبير كحلمٍ يراود معظمَ القراصنة.

القبطانُ باربوسا قائدُ اللؤلؤةِ السوداء تلك السفينةُ التي لُعنت هي وطاقمُها، بسبب سرقةٍ أقدمَ عليها الطاقم بقيادة كبيرِهم “باربوسا”، لكنز جزيرةِ الآزتك، كما عاش مغامراتٍ عديدةً في مختلف أجزاء الفيلم، كان في جميعها شخصيةً سيئةً لايحبه أحد .

وأنت تشاهد الفيلم تتساءل: لماذا اختار الكاتبُ أن تكون شخصيةُ قبطانٍ شهيرٍ بهذه الهيئة؟

مؤدّي شخصيةِ باربوسا قذرٌ جدًا في كلّ المشاهد التي يَظهر بها، رغم أنه يرتدي زيًّا أزرارُه من الفضة وتعتلي قبعتَه ريشةُ نعامٍ جميلة، ويحمل مسدسًا يتبين أنه أخذه من قرصانٍ أسبانيّ، وما سِرُّ التفاحةِ التي يحلم بأكلها وتستقر داخل أمعائه، بعد زوال اللعنة، باربوسا وطاقمُه أعادوا أموالَ الجزيرة، لكنْ رغمَ ذلك كان على أحدهم أن يُضحّيَ بدمائه حتى تزولَ اللعنةُ التي طيلة مصاحبتِها لهم كانوا يتمنّون لو زالت وماتوا، ولو أنهم مادخلوا الجزيرةَ أبدًا حتى لايظلوا معلّقين بين عالمَي الأمواتِ والأحياء، وهذا ما قاله اثنان من طاقم السفينةِ في أثناء حوارٍ بينهما.

الشخصياتُ المثيرةُ للجدل في الأفلام كثيرةٌ وعديدةٌ مثل شخصيةِ الشيطانِ القويّ الذي تصعب هزيمتُه، والساحرِ المحبوبِ والساحرةِ التي تلبّي أحلامَ الفتيات والجنّيّ الطيب والبطل الذي يستمدّ قوتَه من الخمر، ليساعدَ الضعفاء، وأخرى عديدة .

لكن استوقفتني شخصيتا زومبي وباربروسا، لأنّ حقوقَ هاتين الشخصيتَين تعود للمسلمين، وجرى تزييفُ صورتِهما وتشويُهها بطريقةٍ بشعةٍ تُسيء إلى تاريخ قائدَين مسلمَين عاشا وماتا نُصرة للدين.

القرصانُ باربوسا الذي يُظهره فيلم قراصنة الكاريبي رجلا سيئا سكيرا ملعونا، بسبب السرقة، وكلُّ طموحه أن يكونَ قرصانا شهيرا، هو خيرُ الدين بربروس، واسمه خضر بن يعقوب. لقبّه السلطانُ سليم الأول بخير الدين باشا، وعُرف لدى الأوروبيين ببارباروسا، أي ذو اللحيةِ الحمراء، وهو أحدُ أكبر قادةِ الأساطيل العثمانية، وأحد رموز الجهادِ البحري، تولّى منصبَ حاكمِ إيالة الجزائر، ثم عيّنَه السلطانُ سليمان القانوني قائدا عاما لجميع الأساطيلِ البحرية للخلافة العثمانية.

وكان يشنّ غاراتِه على سواحلَ وسفنِ إسبانيا والبندقية وفرنسا والباباوية وجنوة، بالإضافة إلى تعرّضه للسفن التجارية والحربية التابعةِ للدول الأوروبية التي لا تربطها معاهدةُ سلامٍ مع الدولة العثمانية، وتمكن من استعادة مدينةِ بجاية، وحمايةِ مدينتي الجزائر وجيجل، واستقرّ في جيجل ثم في سنة 1514م اتخذ من الجزائر دارًا ومركزًا للقوات العثمانية.

تصدّى خير الدين للحملة العسكرية على الجزائر التي قادها ملكُ صقلية هيكو دي مينكادا في سنة 1519 م، كما تمكن من إنقاذ أكثرَ من 70 ألف  مهاجر أندلسي، ونقلهم إلى الجزائر، وطرد الإسبانَ نهائيًا من قلعة البينيون التي كانوا يحتلونها قبالة مدينة الجزائر عام 1530.

لم يكن باربوسا قرصانًا ولم يكن سكّيرًا، ولم تضحك عليه ابنةُ الحاكم على متن السفينة كما صوّره الفيلم، ذاك المجاهدُ المغوار الذي صال وجال في المتوسط وأوجع أساطيلَ البابويين، عاش بطلًا ومات بطلًا، فكيف للمسلمين أن ينسَوه أو يتقبلوا إظهارَه بهذا الشكل!  خيرُ الدين الذي يستنشق عبقَ الدينِ الحنيف لم ينسَ دينَه في عرض البحر، واصطاد من أعداء الدين الإسلاميّ أكثرَ من اصطياده للسمك، يكفي المسلمين فخرًا أنهم في عهده ملَكوا البحرَ بعرضه .

كذلك زومبي لم يكن مصاصَ دماءٍ متحوّلا، ولاوحشا مرعبا، كما علقت صورته بأذهان الجميع، كان شخصية عظيمة وبطلا من أبطال دولة الإسلام في البرازيل، ظهر بعد احتلالِ البرتغاليين للبرازيل عام ١٧٧٥م، واسمه “جانجا زومبي”، عمل زومبي على دعوة الناس للدين الإسلاميّ لمدة طويلة، وبعد أن جمع عددا كبيرا منهم أعلن قيام دولةٍ شعارُها الإسلامُ في البرازيل وجعل مركزَها «بالميراس»، لكن قيام هذه الدولة لم يكن يعجب أوربا، لأنها كانت تحكمها الكنيسة، لذا شنت عدةَ حملاتٍ صليبية، لإسقاطه على مدى خمسين عامًا، وبسبب كثرة هذه الحملات ضعفتْ دولتُه تدريجيا وسقط «جانجا زومبا». وعندما عثر البرتغاليون على الزومبي تعاملوا مع جثمانه بهمجية، حيث قاموا بقطع رأسه وأعضاءِ جسمه وشوّهوه، وعرضوه على الناس، وتعاملوا مع أتباعِه بالقتل والبيع في سوق العبيد . واستمرت إبادةُ المسلمين لعقدين من الزمن حتى لا يبقى لجنجا زومبي تاريخٌ يُذكر.

ومانراه اليوم من صورةٍ ذهنيةٍ لزومبي وباربوسا وغيرهم، هو أمرٌ أعدّ له أن يكون كذلك، فكلّ من حارب الحُكم البابويّ وأثخن بجيوشم شوّهوا صورته، وعملوا على محوِ تاريخِه، هم يملكون الإعلام والسينما، ونحن نستقبل كلَّ ما يصنعونه، ونأكل كلَّ مايطبخونه، فهذا حال المستهلك.

يبدو أنّ هناك من لم ينسَ الماضي، وهذا أمرٌ بديهي، فلذلك وجد التاريخ، لكن يُعاب على الباحثين والمؤرخين المسلمين أنهم حصروا تاريخ أمتَهم بفترة بعث النبوة والخلافةِ الراشدة، ثم انقسموا بين مُجرّح ومُمجّدٍ للخلافتين الأموية والعباسية، إضافة إلى العثمانية، واستمرّوا على هذه الانقسامات، فصار الولوجُ إلى شخصياتٍ استبسلت في حمل رايةِ الإسلام خلال هذه الفترات أمرًا يثير عاطفةَ البعض ويستفزّ آخرين.

حملاتُ الإبادة التي شُنت ضدّ المسلمين في أزمنةٍ مختلفة ومواطنَ مختلفة، تمّ محوُ معظمِها من التاريخ بشكلٍ أو بآخر، وعملياتُ السخرية العلنيةِ من قيادات جيوش المسلمين ومفكريهم وقادتِهم تجري في العلن وبلا أيّ خجلٍ أو مراعاةٍ للجوانب الأخلاقية، فشبابُ الأمة يقرأون لأولئك الباحثين والمفكرين الذين قصّروا فيما يكتبون، ومن لم يحرصْ على ماله يُسرَق، ومنْ يجهلْ كيف يُكتب التاريخُ تنطلي عليه أمورٌ عدة، علينا أن نكون أوفياءَ لمن ضحّى من أجل إبقاء هذهِ الرايةِ عالية.

The post القرصان باربوسا والخلافة العثمانية appeared first on ساسة بوست.

جائعون في انتظار «الوصول».. عرض لفيلم «Arrival»

$
0
0

 

لم يوجد بعد الفيلم المُشبِع الذي يتناول وجود حياة خارج كوكب الأرض، وحتى بعد مئات الأفلام التي تناولت اتصال الإنسان بالكائنات الفضائية، وحتى بعد كل أعمال العمالقة «سبيلبيرج» و«ستانلي كوبريك» و«ريدلي سكوت»، لا يزال عُشاق السينما، وخاصة الخيال العلمي، يشعرون بالجوع الشديد.

من شاهد فيلم «برومثيوس» لريدلي سكوت، وأصيب بالإحباط، سيدرك ما أعنيه؛ فلا يبدو أن كل ما في جعبة هؤلاء المبدعين ليس سوى «المزيد من الأسئلة»، و«المزيد من الحيرة»، و«المزيد من الأنفاق المسدودة».

الوصول

فيلم الفضائيين الجديد «وصول – Arrival» للمخرج الكندي «دينيس فيلينوف»، الذي أخرج فيلم «Sicario» العام الماضي. و«الوصول»، أحد الأفلام التي انتظرها محبو أفلام الخيال العلمي بشدة، وخاصة بعد صدور إعلان الفيلم، في منتصف أُغسطس (آب) الماضي، حيث مركبات فضائية في شكل تجريدي جديد، وليس كما اعتدنا في باقي أفلام الفضائيين. تظهر هذه المركبات في السماء، في عدة أماكن حول العالم في نفس الوقت.

تستدعي الولايات المتحدة الأمريكية، عالمة لغات، وعالم فيزياء؛ بُغية التواصل مع الغرباء عقب وصولهم مُباشرة. تفاصيل «التيلر» (الإعلان الدعائي) تمضي، فنعلم أن عالمة اللغات تستطيع استنباط ما يشبه أبجدية يستخدمها الغرباء في التواصل مع البشر.

وجود ممثلة جادة ووقورة مثل «إيمي آدامز»، في دور جاد شديد التخصص كعالمة لغات، أعطي الفيلم ثقلًا إضافيًا، فعلى ما يبدو، فإن «إيمي» لا تمزح، وعندما قدمت دور «لويز لين» في الجزئين الأخيرين من أفلام سوبر مان، حولت الشخصية تمامًا من الصحافية الحسناء ضعيفة الجناح، إلى تلك المرأة الناضجة، الحاسمة، التي يستمد منها سوبر مان، «كلارك كنت»، قوته.

لكن جدية «آدامز» ليست كافية لسد جوع المشاهدين المهتمين؛ فعلى ما يبدو كان وجود إيمي في الفيلم خادعًا، مثلمًا كان وجود الممثل الوسيم «جيرمي رينر».

ولـ«رينر» سر خاص، فهو يُضيف إلى أي عمل سينمائي مذاقًا خاصًا، مُشبع، سواء أدى دورًا رئيسًا أو ثانويًا، ويُمكن رُؤية ذلك في أدواره شديدة الاتقان، في أفلام «The Town» أمام «بين أفليك»، وفيلم «American Hustle» أمام «كريستيان بال»، ودوره في الفيلم الحائز على الأوسكار «The Hurt Locker».

ووفقًا لما صرّحت به إيمي آدمز في مقابلة صحافية، فقد لعب «رينر» فيلم Arrival، دورًا في الكثير من المخاطرة؛ إذ كان الضور مُسلطًا طوال الوقت على شخصية إيمي الرئيسة، بينما ظل رينر في الخلفية، يظهر ما بين الحين والآخر؛ ليدعمها ببراعة، ويُضفي البهار على طبخة الفيلم، عبر أدائه الجسدي، أكثر من اللفظي، وعبر لغة الانفعالات والأحاسيس، التي كانت تموج بها ملامح وجهة، وتنعكس من خلال عينيه الواسعتين الرماديتين.

كثير من الملح.. كثير من الجوع!

يمضي فيلم Arrival من خلال قصتين متوازيتين، قصة الأم المكلومة «لويس بانكس» (إيمي آدمز)، التي تربطها علاقة قوية بابنتها الصغيرة «هاناه»، المليئة بالحيوية والبراءة، الفتاة التي لا تتوقف عن الرسم واللعب، وطرح الأسئلة، تعيش مع أمها -أعني تعيش مع والدتها- بعد أن تركهما والدها، ولا يمضي الكثير من الوقت، حتى تُصاب بمرض لا علاج منه، وتقضي نحبها بين يدي أمها.

وهناك قصة العالمة، حادة المزاج، حزينة العينين، «لويس بانكس»، التي تعطي كل وقتها بجدية وصرامة لمحاضراتها في الجامعة وبحوثها وكتبها في مجال اللغات، حتى يأتيها تحدٍ كبير من السماء: تظهر المركبات الفضائية الضخمة فجأة في 12 مكانًا مختلفًا حول العالم، وعلى ارتفاع 500 متر فقط من سطح الأرض، والمركبات على شكل «لوزة منحوتة» بدقة ونعومة، تظهر في الفضاء كفقاعة ناقصة، لها شكلها «السريالي»، وكأنها تنتمي للوحة من لوحات «سلفادور دالي».


يستدعيها كولونيل في الجيش الأمريكي (يُؤدي دوره فورست ويتكر)، هي وعالم الفيزياء؛ ليقودا فريقين سيقومان بالاتصال بالكائنات الفضائية الموجودة داخل المركبات، وسيكون هدفهما الرئيس هو الإجابة على سؤال «ما هو هدف هذه الزيارة الفضائية؟» وبالطبع، السؤال محمل بأجندة أمنية واضحة: هل الزيارة سلمية؟ هل على القوة العسكرية التدخل لحماية الأرضيين؟ هل من المحتمل تعرض الأرض لغزو أو خطر؟ يدفع الكولونيل ويبر العالمين من أجل الحصول على أجوبة بأسرع وقت ممكن، ويضع تحت تصرفهما كافة الإمكانات.

ينتقل العالمان إلى قاعدة عسكرية مصغرة أنشئت على عجل إلى جانب موقع طفو مركبة الفضاء، يفهمان أن المركبة بها باب يفتح مرة كل 18 ساعة، ويفهمنا من ذلك أنها دعوة للبشر للدخول والتواصل مع الكائنات الفضائية.

يتم تجهيز بانكس ودونلي، وإعطائهم جرعات قوية من مضادات الجراثيم والفيروسات ضد أية عدوى فضائية محتملة، يتم إلباسهم «بدل» خاصة شبيهة بأزياء رواد الفضاء، وتنقلهما قافلة عسكرية صغيرة إلى نقطة تقع أسفل المركبة مباشرة. يدق قلب بانكس، وهي على ظهر رافعة تنقلها مع دونلي وباقي الطاقم المساعد ليقطعا مسافة 500 متر التي تفصلهما عن المركبة، بضع ثوانٍ تفصلها عن مواجهة إجابة السؤال الذي سأله الإنسان لنفسه كثيرًا عبر التاريخ.

«هل نحن بمفردنا؟»، هذا السؤال الذي تحاول أفلام البحث عن كائنات حية ذكية غير البشر في الكون الإجابة عنه، يتماس مع الأسئلة الوجودية ذات الأبعاد الروحانية الأخرى، ومن هنا قد تنطلق كثير من القلوب المعلقة بأفلام الخيال العلمي.

يدق قلب بانكس، وتتجمد أطرافها تمامًا وهي في حضرة المركبة الفضائية المهيبة، تكتشف أن قوانين الفيزياء بالداخل تعمل بشكل مختلف، وكأنهم قد دخلوا للتو نفقًا ملتويًا في الزمان والمكان، يجرها الكولونيل ويبر، فتجد نفسها تسبح في الفضاء في تحدي للجاذبية الأرضية، وتطير إلى داخل المركبة في شكل أفقي. والآن، تقف هي والآخرون، وأقدامهم على حائط المركبة، وليس على أرضيتها.

في نهاية ردهة قصيرة بالمركبة الفضائية تجد بانكس نفسها أمام ما يبدو كشاشة بيضاء مستطيلة وكبيرة بعرض الحائط وارتفاعه، تفهم بعد قليل أن تلك ليست شاشة بالمعنى المفهوم، وإنما حجاب بينها وبين الكائنات الفضائية، التي تبدو ظلالها في الظهور رويدًا رويدًا على الشاشة، وهي تقترب من وراء الحاجب.

يظهر زوج من الكائنات أخيرًا بشكل ضبابي، ليست كائنات وحشية حادة الأسنان، مثل التي تخيلها ريدلي سكوت في فيلم Alien، ولا كائنات تقترب في شكلها من كائنات بشرية مرمرية (كتماثيل إغريقية ضخمة)، كما تخيلها سكوت أيضًا في Prometheus، وليست كائنات زرقاء بذيول طويلة مثلما قدمها جيمس كاميرون في Avatar، ولا كائنات ضئيلة خضراء برؤوس بيضاوية ضخمة وحدقات سوداء واسعة، كالشكل الهوليوودي التقليدي، وإنما عمالقة لا تبدو رؤوسهم من وراء الحجاب، وإنما يبدو فقط نصفهم الأسفل والمكون من سبعة أطراف (أرجل وأذرع). يطلق عليهم دونلي بحسه الفكاهي «Heptapods»، نسبة لرقم سبعة هيبتا باليونانية.

تميد الأرض من تحت قدمي بانكس وتسقط فاقدة الوعي، على ما يبدو اقتربت كثيرًا، ولم تستطع روحها الرهِيفَة استيعاب ذلك الحضور المهيب.

وخلال الأيام القليلة التالية تعود بانكس بصحبة دونلي مرات عديدة إلى المركبة الفضائية، وتبدأ في مهمتها للتواصل مع الكائنات التي تكتشف أنها تسمع وترى وتصدر أصواتًا، عميقة وعالية كصوت صادر من حوت عملاق في أعماق المحيط، وتفشل تمامًا في فهم طبيعة اللغة المسموعة الخاصة بالكائنات، فتلجأ إلى محاولة الاستعانة باللغة المكتوبة.

تحمل لوحًا كبيرًا وتكتب عليه بالإنجليزية كلمة «Human»، مُشيرة إلى نفسها وإلى دونلي، وهي تصيح «نحن بشر.. نحن بشر»، تكررها وهي تكرر الإشارة بيدها إلى نفسها وإلى دونلي، ثُم تُشير إليهم مُتسائلة «من أنتم؟»

تأتيها الإجابة على الفور؛ إذ يرفع واحد من منهم أحد أذرعته الشبيهة بأذرع الأخطبوط، ويطلق منها حبرًا في الهواء يتشكل على هيئة دائرة مخشنة الحواف وكأنها تحمل بعض الرموز. تدرك بانكس أنها قد حصلت على أول كلمة مكتوبة من جنس «الهيبتابودس»، وتخبر الكولنيل بأن الطريقة الوحيدة المتاحة لديهم للتواصل مع هذه الكائنات هي تعلم لغتهم المكتوبة.

Arrival

وخلال أسابيع تستطيع عالمة اللغات مع عالم الفيزياء وفريقهما، بالتنسيق مع 11 فريقًا آخر من كل الدول التي حطت فيها مركبات الكائنات الفضائية، يعملون على مدار الساعة من خلال شبكة «Video Conference»، يستطيعون فك شفرة ما يكفي من لغة الهيبتابودس؛ ليسألوا السؤال الذي تلح الحكومات والجهات العسكرية على معرفة إجابته في أسرع وقت «ما غرض زيارتكم؟»

وهنا ينقلب مسار القصة تمامًا؛ لأن إجابة الكائنات الفضائية جاءت صادمة للجميع، وهي «استخدموا السلاح»! تتسرب المعلومة لوسائل الإعلام، فتحدث حالة من الهياج العام، على أساس أن الكائنات الفضائية تحرض البشر على استخدام السلاح ضد بعضهم البعض.

تؤكد بانكس للكولونيل ويبر، أن عبارة الكائنات الفضائية قد تحمل معنى آخر، وأنهم لا يزالون في مرحلة أوليّة لفهم اللغة الفضائية، وأن كلمة سلاح قد يكون المقصود بها معنى آخر كآداة أو وسيلة، لكن ويبر يقع تحت ضغط من الحكومة والجيش لاتخاذ أي اجراءات احترازية ضد نوايا عدوانية محتملة تكنها تلك الكائنات. وتفعل باقي الدول الأخرى نفس الشيء.

وبدلًا من أن يكون هناك مزيد من التنسيق بين الدول، حدث انقسام ما بين دول ترى ضرورة مهاجمة الكائنات الفضائية وطرد سفنها، وبين دول ترغب في مزيد من الوقت للتفاهم والتواصل. ولا يمضى وقت طويل حتى تظلم تمامًا جميع شاشات شبكة «Video Conference»، وتنسحب كل الدول ولا ترغب في مشاركة معلوماتها، في إشارة إلى التصرف البشري الأناني.

يزيد الأمر تعقيدًا حينما تقوم مجموعة منشقة من الجنود الأمريكيين المتأثرين بتعبئة الإعلام ضد الحكومة والجيش، المتهمين بالتقصير في حق حماية الشعب الأمريكي؛ بمحاولة تفجير المركبة الفضائية، والتي على إثرها يصاب أحد كائني الهيبتابوتس بإصابات بالغة، ويصبح على وشك الموت.

يمضي باقي الفيلم مع محاولة بانكس ودونلي لتصحيح الوضع، والتصالح مع الكائن الناجي من الانفجار، ومحاولة فهم رسالته السابقة التي أدت إلى المشكلة.

في لحظة تجد بانكس نفسها وقد جذبها الكائن وراء الشاشة؛ لتراه وجهًا لوجه، وفيما يشبه التخاطر، وفي حالة بين الحلم والاستيقاظ، تفهم بانكس أن الكائنات الفضائية في حاجة لمساعدة البشر، وترى ابنتها هاناه وهي ترسم، ويبدو في أحد رسومها شكل يقترب من شكل الهيبتابودس.

تعود عالمة اللغات إلى القاعدة العسكرية وهي تحاول استيعاب ما حدث، محاولةً التفكير في كيفية جمع العلماء مرة اُخرة، وكيفية وقف الحملة العسكرية التي تقودها الصين وروسيا على الكائنات الفضائية.

يبدو الفيلم غريبًا عما اعتدنا عليه من أفلام الكائنات الفضائية، التي اعتدنا أنها إما أنها تأتي للأرض محتلة، أو لمساعدة الجنس البشري، على عكس ما حدث في فيلم Arrival، حيث الكائنات الفضائية هي التي تُريد المساعدة من البشر.

يُثير الفيلم في النفس مشاعر كثيفة ومتناقضة، لكنه أيضًا لم يُجب على أسئلة: من أين نشأت هذه الكائنات؟ ومن أين جاءت؟ وكيف استطاعت اختراق سرعة الضوء؟ وهل يوجد أكوان غير الكون المنظور الذي نعيش فيه؟ وهل هناك كائنات تستطيع التعامل مع الزمن بشكل لا- خطي وتستطيع أن ترى المستقبل والماضي كما نرى نحن الحاضر فقط؟

ربما تكون الإجابة على هذه الإسئلة هي دور العلم، وليس الشرائط السينمائية، لكن أعمالًا مثل «Interstellar» جعلت هذا الفارق بين العلم والإبداع ضئيلًا جدًا. في فيلم «كريستوفر نولان» تم لأول مرة في التاريخ عمل نموذج بصري واقعي للثقوب السودءا بالتعاون مع فريق من العلماء، نال عنه الفيلم شهادة علمية!

وبعد فيلم Arrival، لا تزال الأسئلة الوجودية نفسها مُثارة؛ ما يعني أن الفيلم غالبًا لم يُقدّم الوجبة الدسمة الكافية لشعور عشاق الخيال العلمي بالشبع.

The post جائعون في انتظار «الوصول».. عرض لفيلم «Arrival» appeared first on ساسة بوست.

قبل الطوفان

$
0
0

The science is clear, the future is not

شاهدت منذ فترة الفيلم الوثائقي «قبل الطوفان»  Before The Flood، الذي كنت حقيقةً بانتظار موعد عرضه؛ فهو يمس قضايا تثير اهتمامي.

يتناول الفيلم بشكل رئيس قضية الاحتباس الحراري وتغير المناخ العالمي، وكل ما يترتب عليها من نتائج مؤثرة قد تصل إلى مدمرة؛ إذا لم يتدارك الموضوع. بالطبع القضية ليست جديدة، وليس علينا انتظار فيلم ليذكرنا بهذا، لكنه حقًا كان مؤثرًا، ومشجعًا لفعل المزيد.

بطل الفيلم هو الممثل الأمريكي ليوناردو ديكابريو، مبعوث السلام في الأمم المتحدة لمكافحة التغير المناخي، حيث نتابع معه رحلته التي يجوب فيها القارات والدول المختلفة، ليرينا مشاهد لأسباب وآثار هذه الظاهرة، وكذلك يلتقي خلالها بعدد من العلماء وقادة العالم والناشطين والسكان.

من زاوية يناقش الفيلم أسباب الاحتباس الحراري، والتي يعد الإنسان سببًا أساسيًا فيها، وكيف أن نشاطات آدمية كثيرة في مجالات شتى من شأنها أن تزيد خطر هذه المشكلة. ويستعرض كذلك الدول الأكثر مساهمة في تفاقمها.

ومن زاوية أخرى، يوثق المظاهر التي بدأت فعلًا بالتشكل نتيجة لهذه المشكلة، كذوبان الجليد في القطبين، وموت العديد من الكائنات البرية و البحرية، واختفاء مظاهر الحياة من بعض المناطق، وأكثر من ذلك، كتدمير بعض الجزر، وتشرد أهلها، وغيرها من الأمور المفجعة.

ويتطرق الفيلم لجهود العلماء والمختصين والجهود الدولية المبذولة في محاولة إيجاد حلول لهذه المشكلة والحد منها قدر الإمكان، لكن في المقابل يواجهنا بالجانب البشع من جهود أخرى تحاول إخفاء المشكلة والتكتم عليها، كعدم اعتراف بعض المسؤولين وأصحاب القرار بوجود مشكلة أصلًا، ووقوفهم ضد سن تشريعات مطلوبة؛ وذلك ليس نكرانًا لوجودها، وإنما حفاظًا على مصالحهم الشخصية والمادية، واستدرار المزيد من الربح على شركات الوقود الأحفوري وغيرها، غير عابئين بما يحدث لهذا الكوكب. والجزء المروع هو استخدام هذه الشركات بعض المؤسسات (التي يفترض بها أن تكون داعمة للبيئة) وبعض الشخصيات ذوي الشهادات والمخولين بالحديث عن هذا الموضوع، للخروج والقول إنه لا مشكلة هناك!

الجانب المشرق والإيجابي من «الفلم» هو تقديم الحلول المختلفة التي من شأنها المساهمة في حل هذه المشكلة والحد من أضرارها قبل فوات الآوان. منها ما هو على مستوى الدول، حيث يسعى بعضها حثيثًا للاعتماد على مصادر الطاقة البديلة. أو على مستوى المؤسسات والشركات كشركة «تسلا» التي تساهم في إيجاد منشآت صديقة للبيئة. وغيرها من الحلول المقترحة من علماء المناخ  والطبيعية، والخبراء الاقتصاديين وغيرهم.

الفيلم حقًا يرق له القلب، وتدمع له العين. فلم أعلم هل نأسف على سكان الجزر والدول البائسة الذين تضررت حياتهم أو دمرت بيوتهم وأعمالهم؛ نتيجة هذه  المشكلة؟ وهم بالمناسبة أقل المتسببين فيها، أم على سكان بعض المدن الصناعية، والذي يغطي الضباب سماءهم فيؤذي صحتهم، ولا يمكنهم من عيش حياة سليمة ؟ أم ربما على كل تلك الكائنات الرائعة من نباتات وحيوانات والتي أخذت في التقلص والانقراض؟

لكن أكثر ما أثار حنقي هو الجشع والأنانية من أولئك الذين لا يرون سوى أنفسهم ومصالحهم غير آبهين بأية كارثة قد تحل! وأكثر المشاهد تأثيرًا فيّ، هو ذلك العالم في وكالة NASA والذي شُخص بسرطان منتشر في جسمه، ولم يبق له الكثير ليعيش، وبالرغم من ذلك آثر تسخير ما بقي من حياته لإنقاذ هذا الكوكب الجميل.

القضية ليست مجرد قضية بيئية بحتة، ولا يمكننا القول إنه لا مكان لها في أوطاننا بين مشاكلنا الكثيرة، فالموضوع يمس أرواح بني البشر، ويستهدف نواحي أمنية واقتصادية عديدة. وقبل كل ذلك، وقبل كل تلك الدعوات الإنسانية والدولية، فهو موضوع من صُلب عقيدتنا وديننا، ويدخل ضمن مبدأ الاستخلاف في الأرض التي اختارنا الله لإعمارها والمحافظة عليها.

حسنًا، ما الذي يمكننا فعله؟

كما هي القاعدة المعتادة، كلٌ حسب قدرته وموقعه، قدر ما تستطبع يمكنك المساهمة في حل هذه المشكلة. وبالرغم من إشارة الفلم إلى أن الجهود الفردية وحدها لم تعد تجدي، وبتنا نحتاج تحركًا أكبر، لكن بالتأكيد جهودك أنت وغيرك ستغير الكثير. فمن أهم الحلول التي ركز عليها الفيلم وجعلها منطلقًا، نشر الوعي لدى الشعوب بحجم هذه القضية وأهميتها، لتتمكن من الضغط على حكوماتها ومؤسساتها لإحداث التغيير.

يمكنكم الإطلاع على هذه الحلول وغيرها من خلال الموقع الرسمي للفيلم. ستجدون بعضها خاصًا بسكان الولايات المتحدة الأمريكية، لكن أيضًا هناك بعض الاقتراحات التي بإمكانك تطبيقها على نفسك، وفي منزلك، واستمارات اعتراض لتسجل اسمك بها وغيرها.

 

 

ونهايةً، ربما لن نشهد الآثار المدمرة لهذه المشكلة اليوم، لكن هل هذا يعني أن على أولادنا وأحفادنا ذلك؟ وبفعل ما ارتكبت أيدينا!

«إن العالم يشهد الآن، إما ستشيد بكم الأجيال القادمة، أو أنها ستذمكم، أنتم الأمل الأفضل والأخير على الأرض، ندعوكم لحمايتها أو سنكون وجميع الكائنات الحية التي نحبها من الماضي» – من الفيلم

لمشاهدة الفيلم كاملًا مدبلجًا للعربية من هنا

وللعرض الترويجي هنا

The post قبل الطوفان appeared first on ساسة بوست.

عندما تزوج براد بيت من جاسوسة.. عرض لفيلم «Allied»

$
0
0

لدى المخرج الأمريكي الحائز على جائزة الأوسكار، «روبرت زيمكس» (64 عامًا)، ولعٌ خاص بتقديم قصص تمزج شخصياتها البطولة مع المأساة، مثل مأسأة «فورست جامب»، الطفل الذي يتحدى ظروفه الصحية الخاصة، ويصبح بطلًا أمريكيًا، يصافح الرؤساء، وتنشر المجلات والجرائد أخباره، لكنه لا يستطيع أن يحوز على حب حياته.

وكذلك ومأساة الطيار السَّكير «ويب ويتيكار»، الذي أنقذ ركاب طائرته بمعجزة في فيلم «Flight»، لكنه يدخل السجن في النهاية لقيادة الطائرة وهو مخمور، ومأساة «توم هانكس» في فيلم «Cast Away»، مدير شركة الشحن الناجح، الذي يجد نفسه فجأة معزولًا على جزيرة نائية، بعد أن سقطت طائرته، ويظل حبيسًا على الجزيرة عدة أعوام، ويعود بعد أن يُنقذ ليصبح بطلًا في أعين الناس، لكنه يجد حبيبته وقد تزوجت آخر.

وأيضًا قصة حقيقية للاعب الأكروبات الفرنسي الصعلوك، «فيليب بيتيت»، الذي يخطط لتنفيذ استعراض أسطوري عبر المشي على الحبل، بين برجي التجارة العالمي في فيلم «The Walk»، ثم يصاب بإصابة خطيرة في قدمه قبل أن ينفذ الفقرة.

وفي فيلمه الأخير «حلفاء – Allied»، تنطبق نفس الثيمة، أو النظرية الفنية، حيث تدور أحداث الفيلم في عام 1942، خلال أوج الحرب العالمية الثانية، تحكي قصة عميل المخابرات «ماكس فاتان»، الذي يُؤدي دوره «براد بيت».

حلفاء في الدار البيضاء

يُسافر العميل المخابراتي إلى الدار البيضاء بالمغرب في مهمة لاغتيال السفير الألماني النازي، ويقابل هناك مقاتلة من المقاومة الفرنسية، حيث كانت فرنسا محتلة من قبل الألمان أثناء الحرب. وكانت هذه المقاومة، قد هربت من فرنسا بعد انكشاف مجموعتها، واستقرت في المغرب، وهناك استطاعت أن تخفي هويتها، وتُقنع الجميع بأنها موالية للألمان.

هذه الفتاة، والتي تُسمى «ماريان بوسيجور» (تؤدي دورها ماريون كوتيلار)، تُساعد ماكس فاتان على التخفي بتقديمه للناس على أنه زوجها، وتستطيع أن تدبر دعوتين له ولها لحضور حفل كبير سيحضره السفير الألماني حيث سينفذان عملية الاغتيال.

تعتني «ماريان» بكل تفصيلة؛ حتى لا تعطي أية فرصة للشك فيها أو في زميلها، فتقول لفاتا «عليك إتقان الكذب للقيام بذلك، الآخرون لا يستطيعون»، وفي الليل تطلب منه الصعود إلى سطح المنزل الذي يسكنان فيه «الرجال في كازابلانكا (الدار البيضاء) يصعدون إلى سطوح منازلهم بعد مضاجعة زوجاتهم». وعلى السطح تجلس معه وتطلب منه أن يحادثها ويمثلان الاستمتاع والضحك، وتشير من طرف خفي إلى شرفة منزل بجوارها قائلة له «انظر إلى تلك الشرفة، هناك سيدة تراقبنا، أليس كذلك؟» وتبدو محقة بالفعل.

وقبل أن يحصل على دعوته للحفل، يقابل فاتان أحد الضباط الألمان الكبار، ويسأله عدة أسئلة حول شخصيته، ويطلب منه معادلة إنتاج الفسفور؛ وذلك لأن الشخصية التي تخفى فيها فاتان، هي متخصص في الأسمدة. وقد كان فاتان على أتم استعداد، فاستطاع الإجابة بسهولة على سؤال الضابط الألماني، الذي شعر بالارتياح وقتها.

حُفرة الحب

وخلال أيام ما قبل الحفل، ونظرًا لتواجدهما المستمر معًا كزوجين مفترضين، ونتيجة انخراطهما في عدة أنشطة يومية تتطلب تقاربهما المستمر، وكذلك لشعورهما الدائم بالخطر وعدم وجود آخرين يُشعِرونهم بالأمان، وقع ماكس فاتان في غرام ماريان، ولم يصارحها بذلك إلا في اللحظة التي وصل فيها الخطر إلى قمته، التي افترضا فيها أنهما لن يريا الشمس مرة أُخرى، وذلك قبل دخولهما الحفل بدقائق.

وعبر أسلحة مزروعة مُسبقًا تحت طاولة الحفل، وبمساعدة آخرين أحدثوا تفجيرًأ خارج الحفل لتشيت الانتباه، ومن ثم استطاع فاتان وماريان تنفيذ الخطة واغتيال السفير الألماني، والتخلص من عدد من الضباط ومسؤولين نازيين آخرين، والهروب من المكان بنجاح.

الحياة الزوجية

بعد العملية الناجحة، يطلب ماكس من ماريان الزواج به، وأن تصحبه إلى العاصمة البريطانية لندن، حيث محل عمله وإقامته أثناء الخرب.

هذا ويُشار إلى إجادة ماريون كوتيلارد دور المرأة مزدوجة الشخصية، التي تخفي الكثير من الأسرار. ولعبته من قبل بنفس البراعة في الجزء الثالث من ثلاثية فارس الظلام (The Dark Knight) أمام «كريستيان بال»، وأيضًا دور الزوجة المتمسكة للغاية بزوجها، حتى في أحلك الظروف المركبة، مثلما لعبت دور زوجة «ليوناردو دي كابريو» في فيلم «Inception».

ويظهر «براد بيت» في دور شديد النضوج، ويبدو أن أدوار «بيت» يمكن تقسيمها إلى قسمين، الأول ما قبل ارتباطه بـ«أنجلينا جولي» في 2006، حيث اشتهر بالأدوار العنيفة وأفلام الحركة التي تتطلب شخصية مغامرة، وربما مستهترة أو لا مُبالية، كأدواره في «The Fight Club» و «Legends of The Fall»، وحتى الجزئين الأول والثاني من ثلاثية «Ocean’s».

القسم الثاني بعد ارتباطه بأنجلينا جولي، إذ بدا من خلال أدواره أنه بات أكثر إحساسًا بالمسؤولية، ربما بحكم كونه رجل أسرة، لذا تبدو أدواره أكثر هدوءً وعقلانية، وربما عمقًا أيضًا. كما أنه عمل مع مخرجين صعبي المراس، مثل «تيرانس مالك»، و«ريدلي سكوت».

بالعودة إلى الفيلم، حيث لندن التي يعود إليها «ماكس» مع «ماريان»، ليعود إلى عمله في الاستخبارات، فيما تبدو حياتهما هادئة، ويرزقان بطفلة صغيرة، وبالرغم من الحرب التي لا تزال مشتعلة، وبالرغم من الغارات الليلية المرعبة التي تشنها طائرات الألمان على لندن، إلا أن ذلك كله لا يكدر صفو حياتهما.

المفاجأة

تحدث المفاجأة، أو الحدث الانقلابي في الفيلم، حين يُستدعى ماكس إلى مقر الاستخبارات، وهناك يُخبره اثنان من مدرائه بأن هناك احتمالًا كبيرًا بأن زوجته عملية ألمانية، زُرعت في المغرب، لتقوم بتلك التمثيلة الطويلة، كي تستطيع اختراق المخابرات البريطانية، وعليه يطلب المديران من ماكس تسريب معلومات غير صحيحة إلى ماريان، وعن طريق عميل آخر في الجانب الألماني، ستتمكن المخابرات البريطانية من التأكد، إذا ما كانت ماريان عميلة للمخابرات الألمانية أم لا، وحال التأكد من كونها جاسوسة، فعلى ماكس أن يقتلها بنفسه، وإذا رفض فسيشنقا معًا بتهمة الخيانة العظمى.

يصاب ماكس بصدمة شديدة، ويعتقد أن كل ما يحدث هو مجرد اختبار من أجل وظيفة جديدة أعلى في درجة السرية، سيرقى لها، لكن مدراءه يؤكدون له أن ذلك ليس اختبارًا، فيزداد حيرة.

يحاول أن يتصرف مع زوجته بطريقة طبيعية قدر المستطاع، ويحاول أن يفعل كل ما بوسعه ليثبت أنها ليست جاسوسة، فيطير إلى الجانب الفرنسي؛ ليبحث عن شخص كان يعمل في المقاومة مع ماريان؛ ليتأكد من شخصيتها الحقيقية، ويشعل حربًا هناك مع الجانب الألماني بسبب ذلك، لكنه لا يحصل على معلومة أكيدة.

تتصاعد أحداث الفيلم الذي يدور بشكل رئيس حول معاني الحقيقة والكذب، باعتبارها معانٍ قد تُشكل الحروب وقد تخمدها، وأيضًا قد تجمع بين قلبين، وقد تمزق حياتهما.

وإلى جانب القصة المشوقة، تتألق التفاصيل الفنية للفيلم الفنية، فربما لم يوجد فيلم يهتم بهذا الكم من التفاصيل في الملابس والديكور منذ فيلم «The Great Gatsby» ليوناردو دي كابريو، وتوبي ماجواير في عام 2013.

بالإضافة إلى ذلك، فإن اهتمام «روبرت زيمكس» بإضافة ألعاب بصرية مدهشة أعطى الفيلم مذاقًا آخر، كالمشهد الافتتاحي لهبوط براد بيت بمظلته في الصحراء المغربية، والذي كان مُبهرًا بصريًا، وهناك أيضًا مشاهد قتال الطائرات الألمانية في سماء لندن، والدفاعات الأرضية الإنجليزية تقصفها بلا انقطاع، لتضيء الليل الإنجليزي المتوتر. كان ذلك المشهد شديد الواقعية والتأثير.

ويُذكر أنه قد سرت شائعة بعد انفصال أنجيلينا جولي وبراد بيت، أن السبب هو وقوع الأخير في غرام «ماريون كتويلارد» أثناء تصويرهما لفيلم «Allied»، إلا أنهما سرعان ما نفيا ذلك، لكن المؤكد أن هناك كيمياء خاصة بين هذا الثنائي، تجعل أي أعمال أخرى مستقبلية قد تجمعهما معًا واعدة بجرعة عالية من التشويق والمتعة، كما حدث في هذا الفيلم.

The post عندما تزوج براد بيت من جاسوسة.. عرض لفيلم «Allied» appeared first on ساسة بوست.


كيف حولت الثورة الإسلامية سينما إيران إلى العالمية؟

$
0
0

«إنسانية راقية»، هكذا وصف أهل إيران السينما الخاصة بهم، هذه السينما التي لم نتعرف عليها إلا في نهاية التسعينات وبداية الألفينات، وفي اعتقادنا الراسخ أن السينما في إيران بدأت منذ هذه الفترة، بدأت السينما الإيرانية منذ عام1929 ، بأول فيلم صامت يحمل اسم «آبي ورابي»، وتوالت بعدها إنتاج وإخراج الأفلام السينمائية، ومرت السينما بمراحل عديدة ما بين إبداع ومنع من عرض أفلام، سنحاول هنا إلقاء الضوء على كل مرحلة من هذه المراحل.

السينما الإيرانية من القصر.. إلى «آبي ورابي» أول فيلم فارسي صامت

عام 1900 دخلت أول «آلة تصوير سينمائي» في إيران على يد مظفر الدين شاه، وذلك أثناء زيارته لفرنسا، وانبهاره بهذه الآلة، طلب من المصور «إبراهيم خان» شراء آلة التصوير هذه، وطلب منهُ تصوير مهرجان «الأزهار» في فرنسا، وفي عام 1905 كان افتتاح أوَّل صالة لعرض الصور المتحركة في طهران، ولكن بعد فترة، ونتيجة للأحداث السياسية التي قامت ضد الأسرة الحاكمة في إيران، حدثت حالات نهب، وتدمير للأفلام، وتكسير لأجهزة العرض.

في عام 1922افتتحت أول صالة عرض سينمائي في طهران؛ ليتوالى إنشاء دور العرض بعد ذلك في أماكن مختلفة في إيران، وكان يعرض فيها أفلام أجنبية مترجمة للإيرانية، وبعض الأفلام الإيرانية، والتي كانت عبارة عن أفلام وثائقية، مثل تتويج الشاه رضا بهلوي في عام 1926، أو عرض جلسات مجلس الشورى.

الفيلم الإيراني الصامت «الحاجي آغا ممثل سينمائي»

في عام 1929 كانت بداية ظهور أول فيلم سينمائي إيراني صامت باسم «آبي ورابي»، للمخرج أوغانس أوغانيانس، وقد بلغت تكاليف الفيلم 560 تومان، وحقق إيرادات وصلت إلى 7000 تومان، ولا يوجد لهذا الفيلم غير نسخة واحدة فقدت في الحريق الذي حدث في سينما «ماياك» عام 1932، يشار إلى أن أوغانياس هو أول من قام بإنشاء مدرسة لـ «الفنانين السينمائيين»، في إيران في عام 1930، وقد قام طلاب هذه المدرسة بإخراج فيلم ساخر، وهو «العابث» في الفترة من 1932إلى 1933، وهو أيضًا أول من قام بإنتاج الأفلام السينمائية في إيران، بالإضافة إلى تأسيسه ستوديو «بيرس فيلم»، لم يتبق من الأفلام الصامتة، التي صورت في إيران حتى عام 1933غير فيلم «الحاجي آغا ممثل سينمائي».

فيلم «الفتاة لور» وبداية السينما الناطقة

بعد انتهاء مرحلة السينما الصامتة في إيران، تبدأ مرحلة السينما الناطقة بالتحديد في عام 1933، بأول فيلم فارسي ناطق وهو فيلم «الفتاة لور» وصورت أحداث هذا الفيلم في الهند، وهو للمخرج «عبد الحسين سبنتا»، وفي عام 1934 يخرج سبنتا بفيلم آخر تحت عنوان العيون السوداء، بالإضافة إلى ثلاثة أفلام أخرى، لكن لم تستطع السينما الإيرانية الظهور بالشكل الجيد في خلال هذه الفترة؛ ويعود السبب إلى ظهور الكثير من الأفلام الأمريكية صاحبة الإنتاج الأفضل والأضخم؛ ما جعل السينما الإيرانية تتجه إلى الإخراج السينمائي عن الأسرة الحاكمة في إيران، يشار إلى أن أفلام هذه الفترة كانت تقتبس قصصها من السينما الأجنبية، ولم تأت السينما الإيرانية بشيء جديد، باستثناء أفلام سبنتا مخرج فيلم الفتاة لور؛ إذ كان يهتم بالأدب الإيراني القديم في أفلامه.

أول فيلم إيراني ناطق « الفتاة لور »

ومن أسباب هبوط السينما الإيرانية، في خلال هذه الفترة نتيجة لفرض الرقابة الشديدة على السينما بسبب الحرب العالمية الثانية، خاصة أن السينما في إيران لم يكن يشاهدها كل الشعب، وإنما كانت قاصرة على الطبقة البرجوازية، وبعض الطبقات العليا. لكن الشئ الجديد الذي قدم في السينما الإيرانية في مرحلة الثلاثينات والأربعينيات، هو ظهور النساء في الأفلام كبداية لتحرر المرأة، ولم تظهر المرأة محجبة في الأفلام، إلا إذا كان الدور الذي تؤديها يطلب ذلك.

اضطرابات وتقلبات في مرحلة الخمسينات

بعد سقوط حكومة محمد مصدق عام 1953، بدأت السينما في الازهارد نتيجة لتأسيس الكثير من الشركات السينمائية على يد بعض المستثمرين، وظهور سوق النفط، وأصبحت السينما متاحة لكل الشعب، وليست على طبقة معينة، ووصل عدد شركات الإنتاج السينمائي في إيران إلى 22 شركة في خلال هذه الفترة، وقد كانت السينما متأثرة في خلال هذ الفترة بالسينما الهندية.

وعلى الرغم من ازدهار السينما، لكنها كانت تقدم أغلب أفلامها ترفيهية تجارية؛ نتيجة لسوء الأوضاع السياسية التي حدثت بعد الانقلاب؛ ما أدي إلى فرض القيود على الحريات، لكن كانت هناك بعض الأفلام الجيدة في هذه المرحلة، وهو فيلم «جنوب المدينة» للمخرج الإيراني فاروق جعفري الذي منع من العرض، نتيجة لصراحته الشديدة في تصويره لحياة الناس، الذين يعيشون في الأحياء الشعبية في إيران، وقد أتلف جزء كبير من هذا الفيلم.

فيلم «البقرة».. طوق النجاة للسينما الإيرانية الجديدة

شهدت مرحلة الستينيات تطورًا وشكلاً جديدًا في السينما في إيران، وكان السبب في ذلك هو ظهور جيل جديد من السينمائيين الإيرانيين من الذين قاموا بدراسة السينما في الخارج من أمثال داريوش مهرجوي، مسعود كيميائي، وقد ظهرت العديد من الأفلام الجيدة في هذه الفترة، مثل فيلم «البيت أسود» للشاعرة والمخرجة فروغ فرخزاد، وتحكي فيه عن الإيرانيين المصابين بالجذام، وفيلم «جلد الثعبان» للمخرج «هازير داريوش»، ويري النقاد بأن هذا الفيلم هو البداية الحقيقية للسينما الإيرانية الجديدة.

فيلم «البيت أسود»

يشار إلى أن هذا المخرج قام بتأسيس أول مهرجان سينمائي دولي في إيران، وقد انتحر عام 1995بعد أن ظلّ يعاني من الاكتئاب؛ بسبب القيود التي كانت تحاصره في إخراجه لأفلامه، ووصف إيران بأنها احتلت من قبل «اليمين الديني الرجعي الذي أعادها فكريا إلى العصور الوسطى» حسب موقع «العرب اللندنية».

ويعد أفضل أفلام هذه المرحلة، وهو فيلم «البقرة» للمخرج «داريوش مهرجوي»، ويحكي فيها عن «حسن» الشخص الوحيد الذي يمتلك بقرة في القرية بعد موت كل أبقار القرية؛ فتموت البقرة بعد ذلك أيضًا، ويرفض أهل القرية إخبار حسن بوفاة البقرة، ويقولون لها إنها هربت. يشار إلى أن هذ الفيلم منع من العرض؛ لرؤيتهم بأنه كان يصور حياة الريف بطريقة سيئة، وهناك رأى آخر يقول: إن البقرة رمز لحال إيران في زمن الشاه.

مشهد من فيلم«البقرة»

في عهد آية الله الخميني شاهد الفيلم وسمح بعرضها، وقال «نحن لا نعارض السينما، ولكننا نعارض الفحشاء كطوق نجاة للسينما الإيرانية»، حسب كلام مخرج الفيلم نفسه، وهو داریوش مهرجوی، وبذلك أصبح فيلم البقرة طوق النجاة للسينما الإيرانية.

الرقابة والمنع والحرق في بداية «الثورة الإسلامية»

تمكنت السينما منذ الستينات، وحتى منتصف السبعينات من إنتاج أفلام بمستوى وجودة عالية، وتم تدريس الفن السينمائي في «المدرسة العليا للسينما والتلفاز والفنون الجميلة»، وفي عام 1972أقيم أول مهرجان سينمائي دولي، وقد دعم الشاه «محمد رضا» هذا المهرجان، وأعطى الفرصة لأعداد كثيرة من المخرجين من خارج إيران بتصوير أفلامهم في إيران مثل فيلم الجانب الآخرللريح للمخرج أورسن ويلز.

لكن هذا الأمر لم يستمر طويلاً، وبدأت السينما في التراجع مرة ثانية، مع اقتراب الثورة الإسلامية في إيران للإطاحة بنظام الشاه، في إحدى أيام شهر أغسطس (آب) 1978، حدث حريق في سينما «ريكس»، وكانت النتيجة هي وفاة 400 شخصًا، وتضاربت الأقوال وقتها حول من قام بهذا الحريق، وقد أعلن بعد ذلك أن مجموعة من المتشددين الإسلاميين قامت بهذا العمل.

وبدأت النظرة للسينما تتغيير، وأصبح النظر إليها بأنها رمز من رموز نظام الشاه إيران والنظام الغربي، وقد أسفر ذلك عن إحراق 180دار عرض سينمائي في إيران، وفي عام 1983أنشئت «مؤسسة الفارابي» للرقابة على الأفلام السينمائية، ومنعت بعض الأفلام الإيرانية من العرض؛ لأنها مخالفة للنظام الإسلامي الجديد، وفي منتصف الثمانينات، بدأت سياسة الدولة تتغير نحو السينما في إيران، وبدأت في دعم الأفلام المحلية الإيرانية، لكن هذا لم يغير شيئًا، ولا تزال الرقابة موجودة لتمنع عرض الكثير من الأفلام، في خلال هذه الفترة .

السينما الإيرانية بشكل جديد على الساحة

تعتبر مرحلة التسعينات أفضل مراحل السينما في إيران، فكانت البداية في عام 1990مع فيلم كلوز آب للمخرج عباس كيارستمي، وعلى الرغم من هذا لم يكن الفيلم الأول له، فقد سبقه قبل ذلك أفلام كثيرة مثل فيلم «أين منزل الصديق؟»، الذي أنتج في عام 1987، بالإضافة إلى أفضل أفلام «كيارستمي»، وهو فيلم «طعم الكرز»، والذي حصل فيه على جائزة السعفة الذهبية في عام 1997. وهناك أيضًا أفلام أنتجت في هذه الفترة، مثل فيلم «لون الفردوس» من إخراج مجيد مجيدي وقد حصل هذا الفيلم على الجائزة الذهبية لأفضل فيلم في مهرجان مونتريال السينمائي الدولي، وغيرها من الأفلام.

فيلم «طعم الكرز»

وفي بداية الألفينات ظلت السينما الإيرانية مستمرة في ازدهارها، وكانت البداية مع فيلم «قندهار» للمخرج محسن مخملباف، والذي يحكي قصة فتاة تأتي من أمريكا إلى أفغانستان؛ لتبحث عن أختها التي أرسلت لها رسالة كتبت فيها بأنها ستنتحر، وقد حصل هذا الفيلم على جائزة «لجنة التحكيم السينمائي» من مهرجان كان، ويري النقاد أن السبب وراء نجاح هذا الفيلم، وحصوله على جائزة هو وقت عرض الفيلم؛ خاصة أن الفيلم ظهر للنور بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر؛ ليوضح مدى الحياة البائسة التي تعيش فيها أفغانستان، خلال «حكم طالبان».

برومو فيلم «قندهار»

وهناك أيضًا فيلم رجم ثريا، وهو مأخوذ عن قصة حقيقية حدثت في إيران، ولعل من أبرز أفلام هذه المرحلة هو فيلم انفصال الذي حصل على العديد من الجوائز، منها جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي في عام 2012، بالإضافة إلى ترشيح الفيلم لبعض الجوائز الأخرى.

فيلم «رجم ثريا»

يشار إلى أن إيران تنتج تقريبًا كل عام 80فيلمًا، ويقال أيضًا إن الحكومة تسمح بميزانية بنسبة 10% للأفلام التي تنتج في إيران، بالإضافة إلى أن نسبة 30إلى 40% من هذه الأفلام، تنفذ أيضًا بمساعدة الدولة، بالإضافة إلى هيئات ثقافية ومؤسسات أخرى، وتـسـاعـد وزارة الـثـقـافـة الأفــلام غير الجماهيرية، في توزيعها هذا الكلام حسب مجلة «السينما العربية»، طبقًا لتصريح الناقد السينمائي «أميد روحاني» من طهران.

لماذا نجحت السينما الإيرانية الجديدة؟

لا نستطيع أن ننكر أن الأحداث التي مرت بالسينما في إيران، والاضطرابات التي عاشت فيها إيران كان لها التأثير الأكبر على السينما؛ خاصة أن هناك الكثير من الأفلام التي منع عرضها، ولم نتعرف عن السينما في إيران غير في مرحلة قصيرة، تقريبًا في التسعينات؛ والسبب هو ظهور الأفلام الإيرانية في المهرجانات والحصول على جوائز.

فيلم «لون الفردوس»

في تقرير لصحيفة «عكاظ» رأت فيه سبب نجاح السينما الإيرانية الجديدة؛ هي محاولة السينما الإيرانية جعل نفسها ذات طابع مستقل بها «من خلال استخدام لغة وطريقة مختلفة في سرد أحداث الفيلم، والاهتمام بأشياء مميزة مثال ذلك: الحضور الديني الدائم في أغلب الأفلام الإيرانية، وعدم وجود فيلم يخلو من مشهد صلاة أو صوت آذان»، ويضيف التقرير بأن من أسباب نجاحه أيضًا «هي الالتقاط المبهر، الذي تقوم به الكاميرا للتعبير عن أبعاد معينة داخل نسق الفيلم، فهي سينما تعتمد على الإيحاء والترميز، من خلال توظيف الكاميرا»، وجعل المشاهد يشعر بأنه أمام مشاهد حقيقية تحدث على أرض الواقع، وليست مشاهد سينمائية.

ويشير التقرير أيضًا إلى أنه «غالبًا ما تكون الفكرة والقصة في السينما الإيرانية متشكلة من أبعاد عدة، وتحمل عمقًا فلسفيًا، سواء في السيناريو، أو في الشخصيات»، بالإضافة إلى تنوُّع الأبعاد في الفيلم ما بين فكرية واجتماعية وسياسية وروحية، ولعل أفلام المخرج مجيد مجيدي خير دليل على ذلك، مثل فيلم «لون الفردوس»، و«أطفال السماء».

ليبقى السؤال: هل نجحت السينما الإيرانية تحت مظلة الحكم الإسلامي في إيران في تحقيق أهدافها أفضل من الماضي أم لا؟

The post كيف حولت الثورة الإسلامية سينما إيران إلى العالمية؟ appeared first on ساسة بوست.

قائمة ساسة بوست لأفضل الأفلام العلمية في عام 2016

$
0
0

تعد الأفلام ذات الخلفية العلمية من أكثر الأفلام جذبًا للمشاهدين في العالم، لما تحتويه على قدر لا بأس به من الخيال والأمور العلمية المثيرة والمدهشة.

نقدم في هذا التقرير مجموعة من أبرز الأفلام المعتمدة على أمور علمية فعلية أو نظرية، أنتجتها السينما العالمية خلال عام 2016، من خلال دمج عدد من التقييمات لعدة مواقع متخصصة مختلفة، ودون ترتيب معين.

ARRIVAL

حصل على تقييم 8.4 درجة على موقع «IMDb» و93% على موقع «Rotten Tomatoes».

تقود أستاذ اللغويات لويز بانكس (تقوم بدورها الممثلة إيمي أدامز) فريق نخبة من المحققين، عندما هبطت سفن فضائية عملاقة في 12 موقعًا في جميع أنحاء العالم. وفي الوقت الذي تترنح فيه الدول على حافة حرب عالمية، كانت بانكس وطاقمها في سباق مع الزمن لإيجاد وسيلة للتواصل مع الزوار من خارج الأرض، ومع أملها لكشف الغموض، أخذت فرصة من شأنها أن تهدد حياتها وربما إلى حد بعيد البشرية جمعاء، فهل تنجح في وقف الحرب؟

الفيلم يركز على فكرة وجود كائنات من عوالم أخرى خارج الأرض، وهي فكرة رغم تكرارها في الكثير من الأفلام إلا إنها لا تزال أرضًا خصبة لكثير من القصص المشوقة.

CAPTAIN AMERICA: CIVIL WAR

حصل على تقييم ثماني درجات على موقع «IMDb» و90% على موقع «Rotten Tomatoes».

تصاعدت الضغوط السياسية لتثبيت نظام المساءلة عندما تسببت أفعال فريق المنتقمين في وقوع أضرار جانبية. الوضع الراهن الجديد يقسم بعمق أعضاء الفريق. يعتقد كابتن أميركا (الذي يقوم بدره الممثل كريس إيفانز) أن فرقة الأبطال الخارقين يجب أن تظل حرة للدفاع عن الإنسانية دون تدخل من الحكومة.

لكن الرجل الحديدي (الذي يقوم بدوره الممثل روبرت داوني جونيور) يختلف بشكل كبير ويدعم الرقابة على الأبطال الخارقين. تصاعدت المناقشات إلى عداء شامل، وبدأ كل واحد من الأبطال يختار جانبًا من الجانبين.

الفيلم رغم أنه أقرب إلى الفانتازيا الخيالية، إلا إنه يحمل بعضًا من الأمور العلمية المميزة، التي يمكن أن يشهدها المستقبل بالفعل، بدءًا من البذلة الخارقة، وصولًا إلى تعزيز إمكانيات البشر بصورة غير طبيعية، باتجاه إنتاج ما نطلق عليه اسم الجندي الخارق.

STAR TREK BEYOND

حصل على تقييم 7.2 درجة على موقع «IMDb» و84% على موقع «Rotten Tomatoes».

هجوم مفاجئ في الفضاء الخارجي يجبر السفينة إنتربرايز إلى الهبوط الاضطراري على عالم غامض. ليأتي هجوم من كرال (يقوم بدوره الممثل إدريس إلبا)، وهو ديكتاتور يشبه السحلية يستمد طاقته ويمتص الحياة من ضحاياه.

كرال يحتاج إلى القطع الأثرية القديمة والقيمة الموجودة على متن المركبة الفضائية التي أصيبت بأضرار بالغة. فهل ينجو فريق المركبة ويمنع كرال من الوصول لغايته؟

الفيلم هو جزء جديد من أجزاء ستار تريك الشهيرة، ويتميز بنظرة واسعة على فكرة وجود كائنات فضائية من عوالم مختلفة تتقاتل أو تتعاون فيما بينها، وبعض التكنولوجيا المذكورة في هذا الفيلم تعد من أحلام العلماء حاليًا، فهل نراها مستقبلًا؟

DEADPOOL

حصل على تقييم 8.1 درجة على موقع «IMDb» و84% على موقع «Rotten Tomatoes.

وايد ويلسون (الذي يقوم بدوره الممثل رايان رينولدز) هو ضابط سابق في القوات الخاصة والذي يعمل الآن مرتزقًا. انهار عالمه عندما قام العالم الشرير أياكس (يقوم بدوره الممثل إد سكراين) بتعذيبه وتشويه وتحويله إلى ديدبول.

هذه التجربة منحت ديدبول قوى شفاء سريعة جدًا مع شعور بالفكاهة، ومع مساعدة من حلفائه المتحولين استخدم ديدبول مهاراته الجديدة لمطاردة الرجل الذي دمر حياته تقريبًا.

الفيلم يتناول فكرة إجراء تجارب علمية متطرفة على البشر من أجل الحصول على قدرات خارقة وتعزيز بعض الصفات، وهو أحد أحلام المؤسسات العسكرية في بعض الدول بالفعل.

MIDNIGHT SPECIAL

حصل على تقييم 6.7 درجة على موقع «IMDb» و84% على موقع «Rotten Tomatoes».

هو فيلم خيال علمي أمريكي يوناني، تدور قصته حول روي وابنه البيولوجي، ألتون ماير، اللذين يحاولان الهرب من الحكومة ومن طائفتهم الدينية أيضًا، بعد اكتشاف أن ألتون لديه قوى خارقة.

مرة أخرى نرى أن خيال السينما يحاول استغلال العلم للوصول إلى القدرات الخارقة المكتسبة أو الطبيعية.

X-MEN APOCALYPSE

حصل على تقييم 8.4 درجة على موقع «IMDb» و93% على موقع «Rotten Tomatoes.

يُعبد كما لو أنه إله منذ فجر الحضارة، يصبح المتحول أبوكاليبس (يقوم بدوره الممثل أوسكار إسحاق) هو أول وأقوى متحول. استيقظ هذا المتحول بعد آلاف السنين، وتمكن من تجنيد ماجنيتو (الذي يقوم بدوره الممثل مايكل فاسبندر) ومتحولين آخرين لخلق نظام عالمي جديد.

هنا أصبح مصير كوكب الأرض متعلق بالأستاذ X (جيمس ماكافوي) والمتحولين الآخرين ليمنعوهم من تدمير الأرض.

الرؤية العلمية تتمثل هنا في إمكانية إيجاد بشر خارقين عن طريق طفرات جينية، ورغم أن العلم لا يستبعد هذا بالمطلق، إلا إن القدرات الخارقة لهؤلاء المتحولين تبدو أنها مبالغ بها جدًا.

MORGAN

حصل على تقييم 5.8 درجة على موقع «IMDb» و40% على موقع »Rotten Tomatoes.

مورغان (التي قامت بدورها الممثلة أنيا تايلور الفرح) هي طفلة ناتجة عن تقنية الهندسة البيولوجية، بدأت المشي والكلام بعد شهر واحد من وجودها في الحياة، لتتجاوز أكثر التوقعات الخاصة بصانعيها.

عندما تهاجم مورغان أحد أعضاء الفريق القائم عليها، تتوجه المختصة في إصلاح المشاكل بالشركة (والتي تقوم بدورها كيت مارا) إلى المنشأة السرية المتواجدة بها، لتقييم المخاطر المتعلقة بالإبقاء عليها على قيد الحياة. لكن الفتاة تتحرر من المنشأة وتعيث في الأرض فسادًا، ليجد الموظفون أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه من أجل تأمين خطر إنسان صناعي لا يمكن التنبؤ بأفعاله العنيفة.

الفيلم يلقي الضوء على تكنولوجيا الهندسة البيولوجية التي يسعى الإنسان إلى تطويرها من أجل رفاهيته المتعلقة بالنباتات، لكن بعض العلماء يحلمون باستخدام هذه التقنية من أجل إعادة هندسة الإنسان جينيًا وإنتاج الإنسان الكامل.

THE 5TH WAVE

حصل على تقييم 5.2 درجة على موقع «IMDb» و16% على موقع «Rotten Tomatoes».

يقف الجنس البشري على حافة الانقراض نتيجة سلسلة من الهجمات الغريبة التي يهلك بسببها القسم الأعظم من كوكب الأرض، مما يتسبب في الزلازل والتسونامي والأمراض، وبعد انفصالها عن عائلتها، ستقوم المراهقة من ولاية أوهايو كاسي سوليفان (يقوم بدورها الممثلة كلوي غرايس موريتز) بكل ما يلزم لإعادة لم شملها مع شقيقها سام.

يحدث كل هذا وسط كفاح كاسي مع شخص غامض تضطر للوثوق به من أجل البقاء على قيد الحياة خلال الهجوم الخامس من قبل الغزاة.

الفيلم يركز على الفكرة الدائمة المتعلقة بغزو شامل يصيب الأرض من قبل كائنات فضائية مدمرة.

PASSENGERS

لم يحصل على تقييمات بعد، لأنه سينزل في دور العرض يوم 30 ديسمبر (كانون الأول) 2016.

في رحلة روتينية عبر الفضاء إلى وطن جديد، يستيقظ اثنان من الركاب، الذين كانوا تحت عملية نوم اصطناعي طويلة، بشكل مبكر قرابة 90 عامًا، قبل الوقت المبرمج لاستيقاظهم، عندما تعطلت سفينتهم.

وفي الوقت الذي يعيش فيه جيم وأورورا بقية حياتهم على متن السفينة، مع كل الرفاهية التي يمكن أن يحلم بها إنسان، يبدأ الشخصان في الوقوع بحب بعضهما البعض، لكنهما يفاجآن بأن السفينة تتعرض إلى خطر محدق، مع وجود 5000 راكب آخرين نائمين على المحك، فهل يتمكنا من النجاة.

الفيلم يعطي نبذة عن تقنيات النوم الاصطناعي التي يسعى العلماء لتطويرها حاليًا بشكل جدي، لتستخدم في عدة تطبيقات بينها بالطبع إمكانية إرسال البشر لمهام فضائية طويلة مستقبلًا.

 

The post قائمة ساسة بوست لأفضل الأفلام العلمية في عام 2016 appeared first on ساسة بوست.

مسيح ميل جيبسون.. عرض لفيلم «Hacksaw Ridge»

$
0
0

بعد عشرة أعوام كاملة من الانقطاع عن العمل مُخْرِجًا، يعود النجم الكبير ميل جيبسون (60 عامًا) إلى كرسي الإخراج بفيلمه الملحمي «جبل المنشار – Hacksaw Ridge»، بعد آخر فيلم عرض له في 2006 تحت اسم «Apocalypto»، الذي استكشف فيه انهيار حضارة المايا في أمريكا الجنوبية.

وينتمي الفيلم إلى مجموعة أفلام الحرب العالمية الثانية، التي تتضمن على سبيل المثال فيلمي ستيفن سبيلبيرج «قائمة شاندلر»، و«إنقاذ الجندي رايان». وتدور أحداث «Hacksaw Ridge» على الجبهة اليابانية عام 1945، قبل شهور قليلة من انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث تحاول القوات الأمريكية السيطرة على جزيرة أوكيناوا ذات الأهمية الإستراتيجية، وذلك للهيمنة من خلالها على الأرخبيل الياباني.

ويحكي الفيلم قصة مُستوحاة من أحداث حقيقية، تدور حول المجند ديسموند دوس، الذي يلتحق بجيش الولايات المتحدة الأمريكية من أجل أن يعمل مسعفًا طبيًا، مشترطًا ألا يحمل سلاحًا في يده أبدًا، وبتعبيره فهو يريد أن ينقذ الأرواح لا أن يأخذها.

البداية

يبدأ الفيلم في ولاية فيرجينيا جنوب شرق الولايات المتحدة، ساردًا قصة أسرة متدينة ورقيقة الحال، مكونة من أب وأم وطفلين، مع التركيز على تفاصيل طفولة بطل الفيلم ديسموند (يُؤدي دوره الممثل الشاب أندرو جارفيلد)، والذي يظهر سُلوكًا عنيفًا طوال الوقت، في طرازٍ فريد، يجمع ما بين البراءة والاندفاع وإساءة تقدير المخاطر والتبعات، في آن واحد. وفي أحد الأيام يخوض عراكًا مع أخيه المُقرّب إليه. يبدأ العراك كلعب، لكنه ينتهي بخروج الأمور عن السيطرة، حيث يعتدي ديسموند على أخيه بضربه بصخرة كبيرة على رأسه، حتى كاد الأخ أن يلقى حتفه.

في مشهد آخر تالٍ، يقف ديسمون أمام لوحة في المنزل تمثل قصة الخلق، يحدق في صورة قابيل وهو يحطم رأس أخيه هابيل بصخرة، فتشاهد في عيني الطفل الصغير إدراكه لمدى فداحة تصرفاته.

من جهة أُخرى، تعاني الأسرة من السلوك العنيف للوالد السكّير (يُؤدي دوره هوجو ويفنج)، والذي تظهر شخصيته مُركبة أيضًا، جامعة بين حبه لأسرته من جهة، وفقدانه لأعصابه لأقل سبب من جهة أُخرى. كما يبدو الوالد كروح مُعذّبة تطفو فوق أحداث الفيلم، بسبب شعوره العميق بالذنب، والحزن الذي يكاد لا يُفارقه لفقدانه أصدقائه وأقربائه أثناء تأديتهم خدمتهم معه خلال الحرب العالمية الأولى، ما يُضيف على ابنه ديسمون، ودافعًا آخر للانعتاق من بُؤس الأسرة، وتحقيق الذات بشكل ما.

غرام الطب

يصبح ديسموند شابًا، ويقع حادث آخر كاشف، لا يقل أهمية عن حادثة اعتدائه بالضرب على أخيه، ففي يوم ما يُصادف ميكانيكيًا يعمل تحت سيّارة لإصلاحها، ويحدث خلل في الرافعة التي تحمل السيارة، فتسقط على ساق الرجل الذي يصرخ من الألم، بالتوازي مع انفجار شريان دم في فخذه.

ما يحدث، أن ديسموند، وبشكل مفاجئ دون تخطيط مُسبق منه، يُسرع لإنقاذ الرجل، فيخلع حزام سرواله، ويُحكم ربط فخذ الرجل أعلى موضع القطع ليمنع مزيدًا من الدماء أن تسيل، ثُم يصطحبه إلى المستشفى، وهناك يُخبره الطبيب أن الميكانيكي سيشفى بسبب تدخله السريع.

بداية من هذه اللحظة، يقع ديسموند في غرام الطب، ويتكشّف له مراده: أن يكون مُسعفًا لينقذ حياة الناس. من وقتها، بات ذلك هدفه لتحقيق ذاته.

الحب والحرب

يقع ديسموند في غرام طبيبة في المستشفى، ولا يمضي وقت طويل حتى يتفقان على الزواج، في الوقت نفسه، يجد ديسموند أغلب شباب مدينته وقد التحقوا بالخدمة العسكرية، كان من بينهم أخوه هال، الذي كان والده في غاية الفخر به، رغم أن عينيه تقولان إنه يعلم جيدًا أن ابنه قد لا يعود إليه مرة أُخرى.

من جانبه، ينتاب ديسموند شعور بالواجب تجاه بلاده، و«قيم الحرية»، فيتقدم هو الآخر للخدمة العسكرية بصفته مُسعِفًا يشترط ألا يحمل السلاح. أخبر والديه وحبيبته بذلك، ثم ذهب.

ينتقل لمعسكر التدريب في قاعدة قريبة، ويبدأ التدريبات الشاقة مع زملائه استعدادًا للسفر والخدمة على الجبهة، حين يكتشف أنه مجبر على حمل السلاح وإنهاء التدريب عليه، وإلا فعليه أن يختار إما أن يُسرّح من الخدمة العسكرية، أو يبقى مع إصراره على عصيان أوامر قادته العسكريين، وبالتالي فمصيره السجن.

يُحاول ديسموند أن يُقنع قادته بعدم حمله للسلاح، مُوضحًا أنه اشترط ذلك من البداية، وأنه لا يريد التورط في قتل أي إنسان «الدين يمنعني عن ذلك»، يشرح لهم ديسموند.

يتضح أيضًا أن موقف ديسموند الرافض لحمل السلاح، ليس نابعًا فقط من معتقداته الدينية التي يتمسك بها بشكل كبير في مختلف أوجه الحياة، وإنما أيضًا لذكرى قاسية على نفسه، حين كان والده يتعدى بضرب والدته وهو سكران، حتى بلغ به الأمر في إحدى المرات أن صوّب المسدس إلى رأسها، ولولا تدخل ديسموند في آخر لحظة، لكانت والدته في عداد الموتى على يد والده. حينها أقسم ديسموند على ألا يحمل سلاحًا مرة اُخرى.

ورغم الضغط الشديد عليه من قبل قادته، ومن زملائه الذين وصفوه بالجبان، حتى إنه كان يتعرض للضرب منهم طوال الوقت، إلا أن ديسموند أصرّ على موقفه دون أن يترك الخدمة، فطُلب للمحاكمة العسكرية، وكاد القاضي العسكري أن يحكم عليه بالسجن، إلا أن والده ظهر في اللحظة الأخيرة، مُرتديًا ملابسه العسكرية، وفي يده خطاب من قائده السابق، الذي أصبح الآن رجلًا نافذًا في الأوساط السياسية بواشنطن. يلقي القاضي نظرة على الخطاب، ثم يلغي القضية من أساسها، ويسمح لديسموند بالذهاب إلى خط النار دون سلاح، إذا كانت تلك رغبته.

لا يمضي وقت طويل وتنتقل فرقة ديسموند تحت قيادة الكابتن جلوفر (يُؤدي دوره سام ورذينجتن) وبمعاونة العريف هويل (يُؤدي دوره فينيس فون) إلى واحدة من أكثر نقاط الاشتباك خطورة، وهي جزيرة أوكاناوا، التي يدافع عنها المقاتلون اليابانيون بشراسة منقطعة النظير.

تقصف مدافع المدمرات الأمريكية شواطئ الجزيرة، فتحيلها جحيمًا، إلا أن المقاتلين اليابانيين يظهرون مرة أُخرى من العدم، ليشتبكوا مرة أُخرى مع الجنود الأمريكيين، ليقضوا على أربع فرق عسكرية كاملة، وحان دور الفرقة التي يخدم فيها ديسموند لتجرّب حظها مع هؤلاء.

يقفون على الشاطئ يرمقون الجرف العالي حاد الحواف الشبيه بالمنشار، ويلاحظون شبكة الحبال الغليظة التي تهبط من الأعلى، والتي عليهم تسلقها للوصول إلى نقاط ارتكاز اليابانيين.

في هذه المشاهد، ينقل ميل جيبسون الحرب كما لم تُرَ من قبل على الشاشة، عبر كادرات انطباعية عميقة، تترك أثر الرعب في القلوب من ويلات الحروب وقسوتها، لاجئًا إلى التصوير البطيء ليُكرّس للفكرة، بمشاهد شوي اليابانيين بلهيب القاذفات الأمريكية، ومشاهد غربلة أجساد الأمريكيين برشاشات اليابانيين، وسقوط الأشلاء من السماء وكأنها تُمطرها على أحياء الأرض.

ويُسيطر اللون الأحمر على المشهد، وتصمت الموسيقى التصويرية تمامًا، ولا نسمع إلا صوت الحرب. هذه الأجواء القاتمة بواقعية، ربما لم تُنقل بهذا الشكل كما حدث في هذا الفيلم، وأفلام قليلة ركزت معظمها على حرب فيتنام، مثل «Platoon» لأوليفر ستون، و«Full Metal Jacket» لستانلي كوبريك، و«Apocalypse Now» لفرانسيس كوبولا.

بطولة الجندي الأعزل

تبلي فرقة ديسموند بلاءً حسنًا، لكن مع خسائر فادحة، ويظهر ديسموند بطولة فائقة في إنقاذ زملائه وحملهم للخطوط الخلفية، والهبوط بهم إلى أسفل الجرف، ليتم إجلاؤهم للسفن الحربية التي تحملهم للوطن مرة أخرى.

يوم بأكمله قضوه في القتال فقط ليتقدموا أمتارًا قليلة إلى الأمام، وهم يعلمون أنه ربما عليهم القتال الشرس أيامًا متتالية ليكون أمامهم أمل للسيطرة على الجزيرة.

يبدأ زملاء وقادة ديسموند في إبداء التقدير الواجب تجاه شجاعته وبطولته، مُعربين عن ندمهم لما بدر منهم من سوء معاملة وسوء تقدير للقيم التي يعبر عنها، بخصوص موقفه من حمل السلاح.

لا تقف شجاعة ديسموند عند هذا الحد، ففي أحد الأيام، وبعد هجوم مباغت وشرس من اليابانيين، كان على القوات أن تتقهقر لأسفل الجرف، تاركين الموتى والجرحى من زملائهم خلفهم. لا يلاحظون أن ديسموند لم يهبط معهم واعتبروه في عداد القتلى، إلا أنه في المقابل قضى الليلة بأكملها مُتسللًا وارء خطوط العدو وعبر أنفاقهم بحرص بالغ، باحثًا عن الجرحى لإسعافهم، ثُم حملهم إلى حافة الجرف، وهناك يربطهم بحبل ينزلهم به على مهل لأسفل الجرف، وهناك يستقبلهم زملاؤهم دون أن يعرفوا من يُؤدي تلك المهمة.

يتقطع جلد كفي ديسموند من احتكاك الحبال به، وتخور قواه، بخاصة وأنه لم يأكل أو يشرب أو ينَمْ منذ أيام، كان ينقذ كل جندي ثم يدعو الله وشفتاه ترتجفان: «إلهي ساعدني كي أنقذ واحدًا إضافيًا». ويعود مرة أخرى، وثانية وثالثة، وهكذا عشرات المرات لينقذ آخرين، وفي كل مرة يُردد دعاءه.

مسيح ميل جيبسون

ويظهر من الفيلم رغبةُ ميل جيبسون في منح الولايات المتحدة مسيحًا جديدًا، بطلًا مُعجزًا، يتمثل في بطولته كل ما يُعرف عن التضحية والسلام، مع تحمّل أذى الآخرين ومُساعدتهم إذا احتاجوا إلى ذلك.

ولعب أندرو جارفيلد دور ديسموند ببراعة، بعد خيبة أمل مني بها جمهوره في فيلمي سبايدر مان و« The Social Network»، ليمثل له هذا الفيلم إعادة ميلاد نجم، حيث استطاع ميل جيبسون نقل أدائه وشخصيته التمثيلية لمستوى جديد.

The post مسيح ميل جيبسون.. عرض لفيلم «Hacksaw Ridge» appeared first on ساسة بوست.

درجة غليان المصريين.. عرض لفيلم «في يوم»

$
0
0

على الرغم من أن مدة عرضه لا تتجاوز الـ63 دقيقة، إلا أن فيلم «في يوم» نجح ببراعة في تجسيد لحظات القلق والتوتر والغليان التي تعتري الشخصية المصرية المعاصرة، متجسدة في حياة سبعة أشخاص يمرون بلحظات من مناجاة النفس، ولوم الذات، وعصف الأفكار، واسترجاع الذكريات، كل ذلك خلال عدة مواقف تمثل شذرات متفرقة تدور كلها خلال يوم واحد فقط من حياة المجتمع المصري بتدافعه، وسريانه، وتقلباته التي لا تتوقف.

الفيلم يعد الشريط السينمائي الأول للمخرج الشاب كريم شعبان، والذي لفت الأنظار إليه بعد تكريمه في مهرجان القاهرة السيمائي الدولي هذا العام، ليحوز شهادة تقدير الدورة الـ37 من المهرجان، وليصبح بذلك المصري الوحيد الذي يحصد جائزة ضمن سبع مشاركات مصرية في مسابقات المهرجان المختلفة.

وتدور أحداث سيناريو الفيلم الذي تشارك في كتابته شادي عاطف، وسامح خيري حول سبع أرواح معذبة، لا نعرف أسماءهم، لكن نسمع دوران أفكارهم، ونرى ملامح وجوههم المثقلة بالهموم.

«الصنايعي» المهاجر الذي يترك والدته وحدها من أجل لقمة العيش، ويدفع كل ما يملك من نقود شحيحة لأحد سماسرة الهجرة على أمل أن يجد عملًا في بلاد ما رواء الصحراء؛ ليستطيع أن يعيل نفسه ووالدته. والزوج المجروحة كرامته بعد أن أهانه أحد الضباط بقسوة، فلا يستطيع أن يرفع عينيه في وجه زوجته أو ابنه. والكهل الذي يعيش في شقة صغيرة أشبه بعلبة كبريت، وحيدًا بعد أن قضى أغلب عمره في العمل بالحكومة، لتعطيه في النهاية جنيهات قليلة، ومكافأة هزيلة بعد خروجه على المعاش. والطبيبة التي تعمل في مستشفى فقيرة، وتتنازعها المخاوف حول مصير المرضى الذين لا تجد لهم أسرة، أو أدوية، أو عناية ملائمة في ظل لا مبالاة مدير المستشفى الصادمة. والأم المكلومة التي تفقد ابنها في حادثة إستاد بورسعيد، وتبدو وكأنها ما تزال حبيسة مرحلة الصدمة، غير مستوعبة ما حدث بعد، والفتاة الرقيقة التي تتعرض لموقف تحرش جنسي قاسٍ لا تستطيع أن تقرر كيف تواجهه، وكيف تستكمل حياتها معه. وأخيرًا التربي الفقير، عامل المقابر الذي يعيش وحيدًا، ويعمل وحيدًا بين الأموات، فلا تعلم هل هو حي أم ميت؟ هل هو إنسان أم شبح؟

لا توجد «دراما» مكتملة في الفيلم، ولا توجد قصص، أو حبكات تقليدية. الفيلم عبارة عن خيوط مستمرة من الذكريات تخاطب وعي المتلقي؛ تمضي في رتم واحد يعبر عن وحدة، وألم، ومخاوف، وعصبية، وانكفاء، وغضب، وفقد، وجرح، وحيرة، وصدمة، وندم، وشرخ، مصحوبة بموسيقى ملهمة للمؤلف والموزع الموسيقى خالد الكمار الذي سبق وشارك في أعمال كبيرة مثل «أفراح القبة»، و«ديكور»، و«لامؤاخذة». الموسيقى التي تعتبر بجدارة أحد أهم أبطال العمل، مزجت آلات العود و«الفيولينة» و«التشيلو» و«الفلوت» في مجموعة ألحان شديدة العذوبة، ساندت مشاعر الأبطال في توليفة غنية للغاية.

الشريط الصوتي للفيلم كان مفاجئًا؛ لأنه عوض غياب الحوار بين الشخصيات (إلا فيما ندر استدعاء أفكار بصوت عالٍ أو جمل قصيرة للغاية تدور أيضًا في ذهن هذه الشخصية أو تلك) بأن نقل لنا بحساسية بالغة كل صوت، مهما كانت درجة انخفاضه، ما دام موجودًا في محيط الشخصيات.

«الكادرات» كانت تملؤها أصوات حفيف الهواء الملامس لانطلاق سيارة البطل المجروح، وكرمشة الكيس البلاستيكي الذي يجمع صور وذكريات الأم المكلومة، وطقطقة براد الشاي الذي لا يملأ أكثر من كوب شاي واحد للمُسن الوحيد، وهدهدة حبات الرمل التي تذروها الرياح في صحراء شاسعة يقطعها «الصنايعي» الفقير، وخشخشة دانتيل فستان الفتاة العذراء التي وقعت ضحيةً لتحرش شاب، ولظلم مجتمع، وإيقاع أقدام الطبيبة وهي تمشي ببطء في الممر الخاوي لمشفاها الفقيرة، وصليل مفاتيح أحواش المقابر التي يتحمل عبء حراستها والإقامة فيها ذلك التُربي البائس.

وفي مجموعة لقطات «سريالية» موزعة على طول مدة الفيلم، تمضي في كادرات قصيرة متقطعة جنازة غريبة، الشخصيات الستة مسربلين في ملابس سوداء، ويحملون نعشًا أسود أيضًا تتدلى منه لمبات مطفأة. يمشون في خطوات بطيئة في صمت مقفر، وعلى وجوههم تعابير صماء، في طريقهم داخل المقابر نحو الشخصية السابعة «التربي»، الذي جهز للتو سبعة مقاعد في أحد الأحواش، منتظرًا الجنازة وهو ينظر من حين لآخر لأفق غير معلوم، نظرة هائمة حينًا، وذاهلة حينًا، وساخرة أحيانًا أخرى.

المشهد مقارب للمشهد الافتتاحي لفيلم «وهلّأ لوين» للمخرجة اللبنانية نادين لبكي، حيث تخرج نساء الضيعة، مسلمات ومسيحيات، متشحات بالسواد في مسيرة جنائزية تنعي مصير قريتهم التي قطعت الطائفية والتعصب أوصالها، إلا أن مشهد الجنازة في فيلم «في يوم» يعبر عن ومضات الأمل التي انطفأت، ولم يعد لحياتها جدوى، و«الأكرم للميت دفنه».

الفيلم احتوى عدة مشاهد أيقونية لن تُنسى، تعاون في إخراجها كاميرا هابي خليل، وديكور زياد فيروز، وملابس شيماء فاروق. مشاهد المهاجر اليائس في الصحراء بنظراته المتوسلة الباحثة عن مخرج، ومشاهد الطبيبة المتقوقعة على ذاتها في وضع جنيني على أحد الأسرة بالمستشفى، ومشهد الوالدة المكلومة التي تبدو في ملابسها السوداء وطرحتها المنسدلة مثل السيدة العذراء تجتر فقدان مسيحها، ومشهد الفتاة ضحية التحرش وهي تؤدي ما يشبه نصف رقصة تدور فيها بخطوات رشيقة، لتدور معها تنوراتها الدانتيل في احتفال بسيط بالأنوثة، يبدو كوسيلة احتجاج وحيدة ضد قسوة المجتمع.

أبطال فيلم في يوم، شخوص وحيدة، تتملكهم فكرة مركزة تسيطر على كل مشهد من مشاهدهم، على سبيل المثال الفكرة الوجودية: «من أنا؟»، التي تسألها الطبيبة الشابة لنفسها، والتي تصر معها على الحياة في مصر رغم سفر أبويها؛ عبثًا تريد أن تحدد مصيرها بنفسها رغم كل شيء، وفكرة الضياع التي يمثلها الصنايعي المهاجر، كموسى في أرض التيه، حيث يرسم بعد يأسه خطًّا على الرمال يفصله عن بلده إلى الأبد. وفكرة مواجهة المجتمع والثورة على أعرافه، هل تواجه الفتاة المتحرش، أم تسكت وتداري على «فضيحتها»؟!

جميع أبطال الفيلم عرضوا ببراعة مهارات مسرحية وتمثيلية على أعلى مستوى، مع استخدام راقٍ للغة الجسد، وتعبيرات الوجه. لانا مشتاق، وعلي قنديل، ورأفت بيومي، ووفيق أبو السعود، وفاطمة كمال، ونورا سعفان، ومصطفى درويش، ونادين إميل جميعهم واجهوا ذلك التحدي بملء 63 دقيقة من الفراغ الحواري بمنتهى الجسارة؛ مما يجعل «في يوم» ليس مجرد تجربة رائدة على مستوى الأفلام المستقلة المصرية، ولكنه عمل فني فذ يبشر بمستقبل رائع لجميع صنّاعه.

The post درجة غليان المصريين.. عرض لفيلم «في يوم» appeared first on ساسة بوست.

المتمرد الأول والأمل الأخير.. عرض لـ«Rogue One» أحدث أفلام «حرب النجوم»

$
0
0

بعد انتظار عامين، بات مُحبو سلسلة أفلام «حرب النجوم» Star Wars، على موعد مع الفيلم الثامن من الملحمة الفضائية التي قدمها المخرج الأمريكي الكبير «جورج لوكاس»، لأول مرة عام 1977 من بطولة النجم «هاريسون فورد».

وصدر الفيلم الجديد بعنوان «Rogue One»، من إخراج الإنجليزي «جاريث إدواردس» المشهور بإعادة تقديم قصة الوحش «جودزيلا» في 2014 بعد النجاح الكبير للفيلم الأصلي عام 1998.

وبشكل أساسي، تدور سلسلة حرب النجوم، في المستقبل، داخل حدود مجرة بعيدة، وصل سكانها من البشر والكائنات الأخرى الذكية، إلى إمكانيات تكنولوجية متقدمة، تُمكّنهم من السفر بسرعة الضوء، وبناء مُستعمرات في كواكب عديدة، واستغلال طاقة الكون، وصناعة أسلحة فتاكة، واستخدام الذكاء الصناعي في إعداد الجيوش والقوات المحاربة.

هذه العالم، تحكمه إمبراطورية قوية، تعتمد على جيش كبير، وقادة في غاية الدهاء، لإحكام فرض السيطرة على عوالم المجرة المُختلفة. وما بين الحين والآخر، تظهر حركات متمردة تُحاول مقاومة الإمبراطورية، وتحقيق العدل والمساوات، وفرصة تقرير المصير لجميع الشعوب في أنحاء المجرّة.

المتمرّد الأوّل

تدور أحداث الفيلم الذي يأتي بعنوان فرعي داخل قصة حرب النجوم الأساسية، حول العالم الكبير «جالين إرسو»، الذي سبق وعمل لصالح الإمبراطورية في تطوير الأسلحة، إلا أنه قرر الانشقاق عنها، والعيش في سلام مع زوجته وابنته الصغيرة «جين»، في كوكب بعيد؛ ليعمل في مجال الزراعة، وليقضي أيامه مع أسرته في هدوء.

لكن الأمور لا تسير كما أراد، إذ يُطارده «أورسون كرينيك»، وهو أحد القادة العسكريين في الإمبراطورية، ويمتاز بمشاعر باردة، وقسوة قلب ملحوظة (يُؤدي دوره «بن ميندلسون»)، ويُهدد بإيذاء أسرته؛ إذا لم يستجب جالين؛ ويعود معه إلى الإمبراطورية؛ من أجل استكمال سلاح رهيب يسمى «نجمة الموت»، فلا يجد جالين أمامه سوى الرضوخ للمطلب، ولو حتى بشكل مؤقت.

يصطحب كرينيك العالم العبقري البائس (أدى دوره ببراعة الممثل الدانماركي «مادس ميكلسون»، الذي تألق مؤخرًا في دوره الشرير بفيلم دكتور سترينج) إلى كوكب بعيد، وتنقطع أخباره تمامًا عن ابنته جين لمدة 15 عامًا. في هذه الأثناء يعتني بالابنة أحد نشطاء المقاومة الفاعلين، ويُدعى «سو جريرا»، وهو مقاتل شرس فقد قدميه خلال حربه المستمرة مع الإمبراطورية، واستبد بهما قدمين آليتين؛ ليتحول إلى «سايبورج» مهيب الشكل، يبعث بالرعب في قلوب مقاتلي الإمبراطورية (أدّى دوره الممثل الحائز على أوسكار فوريست ويتيكار)

تتربى جين في رعاية «سو»، وتصبح واحدة من متمردي المقاومة، تحمل الحقد والكره لقادة الإمبراطورية، الذين حرموها من والدها، وفرضوا عليها حياة الهرب والاختباء تحت الأرض هربًا من بطشهم. وقد أدّت دورها الممثلة الإنجليزية التي ترشحت للأوسكار عام 2014، «فيليسيتي جونز».

ويستمر الفيلم في تقديم «الثيمة» الأساسية التي اعتاد عليها محبو سلسلة حرب النجوم في السبعينات والثمانينات؛ ليقدم المستقبل بشكل مختلف عن كل أفلام حروب الفضاء المستقبلية، سواء في شكل مركبات الفضاء شديدة الضخامة، أو الروبوتات الشبيهة بالبشر المقنعين ذوي الهياكل المعدنية اللامعة، أو الأسلحة التي تأتي أحيانًا على شكل حيوانات آلية ضخمة، تطلق النار من مدافع في رؤوسها تارة، وعلى شكل دبابات عتيقة ذات مدافع ليزر فتاكة تارة أخرى. أو في شكل ملابس الأبطال التي تحمل لمحة من ملابس فرسان القرون الوسطى، أو في أسلحتهم الشخصية من بنادق وسيوف ليزر، وغير ذلك.

خلف خطوط العدو

يتغير مسار الفيلم حينما بتفاجأ المتمردون بهبوط مركبة تابعة للإمبراطورية، يقودها طيار تابع للإمبراطورية، يُخبرهم في ذعر أنه ليس عدوًا، وأنه جاء في سلام؛ ليحمل رسالة من العالم «جالين إرسو»، لابنته جين، وأن الرسالة غاية في الأهمية، وتحمل توجيهًا غاية في الخطورة.

تشاهد جين وحدها الرسالة الهولوغرافية المصورة، والتي تحمل وجه والدها وهو يتحدث إليها عن سلاح نجمة الموت الفتاك، الذي اضطر للمساعدة في بنائه، إلا أنه بنى داخله نقطة ضعف سوف تمكن المقاومة من تدميره تمامًا والانتقام من الإمبراطورية.

تحمل جين هذه الرسالة إلى اتحاد المتمردين الذي يمثل مقاتلين وقواد منشقين من جميع أنحاء المقاومة، إلا أنها تفشل في إقناعهم بتشكيل بعثة شبه انتحارية لتدمير السلاح، كان الاتحاد يخشى أن يكون في الأمر خدعة، ورأوا أن الأمر به مخاطرة كبيرة جدًا قد تؤدي لانكشاف وتدمير اتحاد المقاومة نفسه.

لكن جين، المدفوعة بالاشتياق للعودة مرة أخرى إلى والدها، قررت التمرد على المتمردين، وتنفيذ المهمة بصحبة الطيار «بودي» (يُؤدي الدور الممثل الإنجليزي الباكستاني «ريز أحمد»)، لكنها تتفاجأ بأن متمردين آخرين قرروا الانضمام إليها في مهمتها شبه المستحيلة خلف خطوط العدو.

تحمل المركبة التجارية التي يقودها بودي أيضًا، اثنين من مقاتلي الفنون الحربية الآسيوية، أحدهما ضرير يدعى «شيروت»، لديه قدرة كبيرة على استخدام حاسة السمع، واستخدام ما تُعرف بقوة «The Force» في الشعور بما يحيط به والقتال ببراعة.


وبشكل عام، القوة هي إحدى مكونات عالم حرب النجوم، منذ بدأت الملحمة، وهي مجال عام يُحيط بكل شيء، ويربط كل مكونات المجرة، ومن يستطيع استخدام القوة، فبإمكانه القيام بأمور خارقة، كالسفر عبر الزمن، واسترجاع الماضي، والتغلب على الجاذبية.

وينضم للفريق المتمرد ـ أيضًا ـ الروبوت الإمبراطوري خفيف الظل «K-2S0»، والذي أعاد المتمردون برمجته؛ ليصبح واحدًا منهم، ويساعدهم في اختراق الإمبراطورية، ومن قام بالأداء الصوتي للروبوت، هو الممثل الأمريكي «آلات تودكي»، الذي سبق وقدم الأداء الصوتي المثير للتعاطف للروبوت «سوني» في فيلم «ويل سميث» عام 2004. ثُم ينضم إلى المجموعة ضابط غامض من المتمردين يدعى «كاسيان أندور»، بدا لاحقًا وكأن له أجندة خاصة يسعى لتنفيذها.

الأمل الأخير

يستطيع الفريق ـ بالفعل ـ اختراق نطاق تطوير السلاح الذي يشرف عليه القائد «أورسون كرينيك» الذي يشعر أن طموحاته في الترقي لأعلى سلم القيادة العسكرية بالإمبراطورية على المحك، وأن مشروعه نجمة الموت الذي أنفق عليه سنين عمره يتعرض لخطر شديد؛ فيواجه الفريق مع قواته بشراسة مرعبة، يستخدم فيها قواته البشرية والروبوتية وكل الأسلحة الممكنة في القضاء عليهم، تدور معارك مصممة بعناية، مليئة بالتفاصيل و«الكادرات» الواسعة التي استخدمت فيها تقنية التصوير بكاميرات الآيماكس ثلاثية الأبعاد، والتي تغمس المشاهد في عالم القتال الفضائي العنيف، حيث سيلاحظ المشاهد تطورًا هائلًا في المؤثرات البصرية مع الاحتفاظ بنفس الثيمة الرئيسة التي اشتهرت بها حرب النجوم منذ بدايتها.

يحاول الفريق بعد خسائر فادحة في محاولة الحصول على مخططات تصميم نجمة الموت، وهو السلاح القادر على تدمير كواكب بأكملها، بحيث يستطيعون مهاجمة نقطة الضعف في السلاح وتدميره. ويزيد من مهمتهم تعقيدًا ظهور القائد الملحمي الظلامي «دارث فيدر» واضطرارهم لمواجهته، ودارث فيدر في الأصل واحد من فرسان «الجاداي»، والجاداي منظمة تسعى لاستخدام الحكمة والفلسفة والقوة «The Force» وأساليب القتال في تحقيق الخير، إلا أن فيدر انشق عنهم بعد تمكنه من استيعاب استخدام القوة لتحقيق أغراضه الشريرة.

تمضى أحداث الفيلم المشوقة، وتتصاعد مع الوقت؛ لتعطي انطباعا بأن ذلك الهدف شبه مستحيل، وأن تحقيقه يلزمه معجزة؛ مما يجعل المشاهد طوال الوقت في حالة فضول وتحفز لمعرفة كيف يمكن أن يتم ذلك. ساعد في تعزيز هذا الشعور بالتوتر الموسيقى الملحمية لـ«مايكل جياشيون» (ألف أيضًا موسيقى دكتور «سترينج» و«جوراسيك وورلد» وأفلام التحريك «زووتوبيا» و Inside Out)، الذي مزج فيها مقطوعات حرب النجوم الأصلية بمقطوعات وتوزيعات جديدة، ضخمتها تقنيات الصوت شديدة النقاء، التي ساهمت في دعم الإبهار البصري بإبهار سمعي يحيط بالمتلقي من كل مكان.

فيلم «Rogue One»، قصة صراع لا ينتهي بين الخبر والشر، كما أنه قصة أمل في إمكانية تحقيق البشر للعدل والمساواة، واستخدامهم التطويل للتناغم مع الكون، لا السيطرة عليه.

للمزيد، يُمكنك مشاهدة مقابلة مع أبطال الفيلم:

The post المتمرد الأول والأمل الأخير.. عرض لـ«Rogue One» أحدث أفلام «حرب النجوم» appeared first on ساسة بوست.

Viewing all 367 articles
Browse latest View live


<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>